إيميل كوستادينوف هو المدير الرياضي لنادي سيسكا صوفيا. إسم كبير بكل ما تحمله الكلمة من معنى وواحد من الرموز التاريخية في بلغاريا رفقة ستويشكوف ويوردان ليتشكو. تكلمنا معه عن فريقه وعن مبولحي، ماجر وأشياء أخرى، كان متواضعا وأجاب عن كل أسئلتنا بصدر رحب. بداية نتشرّف بمحاورة نجم كبير، يحظى بتقدير كل الجزائريين، ونشكرك على هذه الفرصة السعيدة رغم أنك تبدو مستعجلا قليل. لا، لا، خذوا وقتكم، لا يوجد مشكل. صحيح أنني مستعجل، لكن بما أنكم جئتم من بعيد، فلا أملك مشكلا، لو تعلّق الأمر بصحفي بلغاري لأجلت الحوار. شكرا لك إيمل. لا، عفوا، واسمحولي أن أبدي لكم استغرابي لتواجد صحفي جزائري هنا وعلى بعد آلاف الكيلومترات، خاصة أن سيسكا لا تنتظرها مباراة مصيرية أو حاسمة، كما أن المباريات الأوروبية لا زالت بعيدة. جئنا من أجل إعداد روبورتاج عن حياة مبولحي والفريق الذي يلعب له. مرحبا بكم في سيسكا وأعلمكم أنكم متواجدون في فريق كبير، هذا النادي عريق وله تقاليد وجمهور يحب ناديه، ولا يرضى إلا عندما يراه في أعلى المراتب، كما نتشارك نحن والجزائريين في امتلاك حارس متمكن وكبير، يملك قدرات رائعة في منصبه، تجعله من بين أفضل الحراس هنا في بلغاريا. بداية كيف هي أحوال فريقكم سيسكا ؟ أحوالنا عادية، حيث نحضّر لبقية مباريات الموسم بداية من لقاء الأحد أمام كاليكرا، وفي الوقت نفسه نعمل على تصحيح الأمور خاصة أن انطلاقتنا لم تكن كما نريد وعكس آمال جمهورنا. وما رأيك في مستوى مبولحي، وما يقدّمه لسيسكا ؟ لمّا جلبنا مبولحي فليس من أجل أن يكون حارسا فقط ولكن جلبناه حتى يعطينا الثقة على مستوى حراسة المرمى، ويقدم لنا إضافة لأنه يشغل منصبا جد حساس، والحقيقة أنه منح دفعا كبيرا للنادي الذي يحس أنه قام بأمر ممتاز بالتعاقد معه. مبولحي لا زال على ذمة صلافيا، أين وصلت الأمور بخصوص مسألة تحويله النهائي الى فريقكم ؟ لو كان الأمر بأيدينا لحولناه في أقرب وقت، اليوم قبل الغد، ولكن هناك تقاليد وأعراف يجب المرور عليها، نحن حاليا في مرحلة مفاوضات مع مسؤولي ناديه، ونتمنى في أقرب وقت أن تزول كل الصعوبات، ونيتنا في التعاقد مع مبولحي سببها واضح، وهو ما قدمه للنادي، لأن أشياء مثل هذه لا تتم بالمجاملة أو بالحظ. لمّا اتفقتم مع صلافيا بشأن مبولحي كان الشرط أن لا يلعب مبارتين أمام هذا الفريق، لماذا هذا الاتفاق ؟ صحيح ما تقوله، وذلك كان جزءا من الاتفاق بعد المفاوضات التي دخلها مسؤولو الفريق وهذه الأعراف دون مناشقتها تُحترم وكفى، ليس لنا خيار آخر. هل كان مردود مبولحي في كأس العالم سببا في تعاقد فريقكم الكبير معه ؟ بطبيعة الحال شاهدناه، ليس لأنه يلعب في بطولتنا ولكن لأن هناك نوعا من المباريات الجميع يحب مشاهدتها وشخصيا مباريات المنتخب الإنجليزي أتابعها، الجزائر أدّت لقاء كبيرا يومها، ومبولحي صمد وكان موفقا في أغلب تدخلاته، ورغم أنه لم يسبق أن لعب أي مباراة مع المنتخب الجزائري (شارك في لقاء ايرلندا الودي) إلا أنه أدى دوره من دون مركب نقص، وأنقذ مرماه من عدة أهداف، هذا لا يعني أن الجزائر كانت سيئة، فقد كان تعادلها مستحقا، وعلى كل حال اهتمامنا به يعود الى ما قبل كأس العالم وليس الآن. على ذكر كأس العالم ماذا نقص الجزائر لتتأهل الى الدور الثاني ؟ تنقصها خبرة أكبر في منافسات من هذا النوع، الجزائر غابت طويلا عن الساحة، لا أدري منذ متى لم تشارك في كأس العالم، وهو ما فرض على لاعبيها ضغطا كبيرا وجعلهم أمام المسؤولية، ورغم ذلك اعتقد أنهم لم يكونوا سيئيين كما أن بعض العناصر بالإضافة الى مبولحي تألقت ولفتت انتباهي. من بالتحديد ؟ اعذرني لا أتذكر الأسماء جيدا، ولكن هناك لاعبون جيّدون في منتخبكم، وعلى ذكر الجزائر أريد أن أقول أمرا. ما هو ؟ الجزائر في نظري كانت أفضل في كأس إفريقيا من كأس العالم، حيث تابعت مباريات في “الكان” وأعجبني كثيرا مستوى منتخبكم، ولو أن الفرق شيء طبيعي لأن كأس العالم شيء والكؤوس القارية شيء آخر، هذا أمر واضح، بلغاريا مثلا رغم تقاليدها لم تتأهل الى كأس العالم الأخيرة. لعبت مع ماجر في بورتو، بالتأكيد تعرفه جيدا ؟ بطبيعة الحال، ماجر لاعب كبير وهو شخص محترف في حياته، ومثال رائع بالنسبة للجزائر منه أخذت صورة عن الجزائريين لأنه لم يسبق لي أن التقيت جزائريين ولكن من خلال ماجر اكتشفت شخصيته الرائعة، وعلى فكرة ما هي أخباره، وهل ما زال في “الجزيرة” محلّلا ؟ لا، لم يعد كذلك وكان هناك حديث عن تعيينه لتدريب المنتخب الجزائري بعد كأس العالم، لكن الاتحادية لم ترحب بذلك، وهو الآن مقيم في قطر ؟ الكرة لأهل الكرة هذا شيء مفروغ منه. هل ترى أن ماجر يمكنه النجاح كمدرب، رغم أنه لم يكن له مشوار كبير في هذا المجال ؟ لا يوجد في كرة القدم أعرف من اللاعبين القدامى، لأنهم أهل الميدان، ماجر لم يجرب في تدريب المنتخب الجزائري فلماذا نسأل هل سينجح أم لا، عندما نمنحه الفرصة نرى بأنفسنا ونحكم، ونترك الميدان يقيّم عمله. لكن ماجر كانت له تجربة قبل 10 سنوات في تدريب المنتخب الجزائري ونال الفرصة ؟ ولكن قبل 10 سنوات الجزائر لم تشارك في كأس العالم أليس كذلك ؟ يعني أن الأمور الآن أفضل، فربما لو يوضع الآن سينجح. ماذا تتذكر من ماجر ؟ الشيء الأول احترافيته وتواضعه، كان شخصا رائعا، كنت فخورا بالتعرف إليه، رغم أنني التحقت به متأخرا لمّا كان في نهاية تجربته مع بورتو ولكن تعلّمت منه الكثير، إنه مثال للأجيال. هل تعرف المدرب الجزائري رابح سعدان ؟ رابخ، رابخ، رابخ (قالها باللهجة المحلية ... يصمت) أشعر أن هذا الإسم قريب ولكن لا أتذكّره جيدا. هو المدرب الجزائري الذي قاد المنتخب الجزائري 3 مرات الى كأس العالم. إذن هو مدرب عظيم أتمنى له التوفيق على رأس المنتخب الجزائري وتأهيله الى كأس العالم 2014. لقد إستقال بعد 3 سنوات من على رأس المنتخب الوطني عقب تعثر في بداية التصفيات. وهو نفس ما حصل في بلغاريا قبل قدوم ماتيوس، من عوّضه من فضلك ؟ مدرب شاب كان يقود المنتخب الثاني. بالتوفيق له وللكرة الجزائرية عامة. نعود الى مبولحي بحكم معرفتك بمبولحي وبالبطولة البلغارية، ماذا يمكن أن تعطيه هذه البطولة ؟ أي حارس من خلال كثرة المباريات والتحديات يتطور ويتحسّن مستواه، ومبولحي يشارك معنا في الكأس الأوروبية، وهذه الفرصة لم تتح له من قبل، اعتقد أنه يتطوّر في كل مباراة. ولكن البعض يرى أن البطولة متواضعة، ولن يستفيد فيها من شيء ؟ قضية المستوى لا أنظر بنفس المنظار الذي تنظرون منه أنتم، هناك مباريات قوية جدا وتنافس شديد، ولا توجد بطولة تعيد أي لاعب الى الخلف، كلّها تطور المستوى، ولو كانت وتيرتها متواضعة. هل ترى أن له مكانا في بطولة أحسن ؟ هذا الشيء أنا مقتنع به، ولكن كمسؤولين في سيسكا نتمنى له البقاء معنا أطول فترة ممكنة، لأنه يحقق الغرض من استقدامنا له، حاليا لم يلعب كثيرا ولكنه برهن وننتظر منه نفس المستوى ولمَ لا أكثر في المستقبل. ألا يقلقكم أن مبولحي مهما تألق سيعود الى فريقه الأصلي صلافيا ؟ هذه كرة القدم، هي هكذا، وحياة اللاعب مرتبطة بالتنقلات وشخصيا كانت لي الكثير من التنقلات الى البرتغال، إسبانيا، ألمانيا وتركيا، إذا كان هناك عرض كبير ومغرٍ له، ويحقق له خطوة كبيرة نحو الأفضل في مستقبله، فمن الطبيعي أن نفرح له، لأنه مر على فريقنا، وإذا لم يكن هناك عرض كبير، فهو معنا ولا ينقصه شيء هنا، أليس كذلك ؟ (يضحك). ماذا تتمنّى ل مبولحي ؟ أول شيء السعادة في حياته، وثانيا أن يكون له مشوار كبير بحيث يبقى الناس يتحدثون عنه، لأن هذا هو الشيء الذي يربحه أي لاعب في مشواره، مثلما لا زال كثيرون يتكلّمون عن إيميل الآن. الناس خاصة في الجزائر تتكلّم عنك، وخاصة عن هدفك أمام فرنسا عام 1993 الذي أقصى هذا المنتخب وأهلكم بطريقة لم ينتظرها أحد ؟ أتساءل لماذا كل العالم يتكلم عن هذا الهدف رغم أنني سجلت أروع منه سواء مع المنتخب أو في بورتو البرتغالي أو البايرن الألماني، حيث وقّعت دون احتسابه 26 هدفا، صحيح أنه جاء في وقت متأخر وكان ضحيته المنتخب الفرنسي، لكن هذه الحكاية مرت عليها 23 سنة الآن. لكن هذا الهدف كان فيه الكثير من الدروس ؟ من هذه الناحية نعم، لأن كرة القدم تلعب خلال 90 دقيقة والوقت بدل الضائع، ولا تنتهي مباراة إلا بصافرة الحكم. نشكرك على هذه الفرصة ونريد أن نسأل أين يمكن أن نجد ستويشكوف ؟ آ هريسكو صعب جدا، إنه متواجد في إسبانيا الآن. ماذا تضيف ؟ إقامة طيبة في بلغاريا، وأتمنى أن تستمتعوا بوقتكم، وأبلّغ تحياتي عبر صحيفتكم الى كل الجزائريين، ونؤكد لهم من هنا أن مبولحي لا ينقصه شيء ما دام متواجدا معنا.