لقاؤنا مبولحي عدة مرات في بلغاريا ومعاشرتنا الكثير ممن يعرفونه سواء في فريقي سلافيا أو سيساكا جعلنا نقترب أكثر من هذا الحارس اللغز الذي اختفى إعلاميا منذ كأس العالم وتحديدا منذ وفاة والدته قبل لقاء الغابون. الحارس الذي لا يعرف عنه أحد الكثير خاصة أنه لا زال حديث العهد بألوان “الخضر”، سمح الحوار الذي أجريناه بالتعرف على وجهه الآخر، في حين معلومات أخرى تحصلنا عليها من أصدقائه هنا ومن الذين يعرفونه عن قرب. إسمه “بيار إدوارد” ويطلب مناداته “رايس” يملك مبولحي إسما آخر في وثائقه هو “بيار ادوارد“ ولكن لا يحب أن يطلق عليه هذا الإسم غير العربي، حيث أشار أوضح لنا أنه لا يوجد سبب ولكن اسمه “رايس مبولحي” ولقب عائلة والدته هو “وهاب” (تسكن بمغنية)، كما أوضح لنا أن مقربيه ينادونه “رايس”. وبخصوص اسمه فقد أكد لنا أنه يكتب مبولحي (MBOLHI) باللغة الفرنسية دون أن يكون هناك أي فاصلة بين الميم والباء لتصحيح الخطأ الشائع الذي يرتكبه أغلب الصحفيين في كتابته. علاقته ممتازة برئيس “سلافيا” ستيفانوف اكتشفنا أن مبولحي يملك علاقة ممتازة برئيس سلافيا ستيفانوف فيليسلاف، الرجل القوي الذي يملك كل شيء، المال، الجاه، السلطة والإحترام، شخص لا يمكن إلا لمن جالسه أن يشعر بهذا الإحساس. مبولحي لا يذكره إلا بالخير ويؤكد أنه فضله عليه كبير، كما اكتشفنا أن ما قاله لنا الحارس الدولي هو ما صرح لنا به رئيسه وأن هناك اتفاق على طول الخط في وجهات النظر، ولما علم “رايس” أننا توجهنا الى ستيفانوف ضحك وسألنا عن أحواله، وكيف وجدناه، وماذا قال لنا وغيرها من الأمور الأخرى رغم أنهما على إتصال دائم. ستيفانوف لا زال يدفع مستحقاته الى اليوم، و”هرّبو” من المناجرة في حديث جانبي معه أكد لنا ستيفانوف أنه لا زال يدفع مستحقات مبولحي رغم أنه أصبح في سياسكا ويحمل ألوان هذا الفريق منذ مدة، ولما أصررنا على معرفة السبب أوضح لنا أن ستيفانوف يعرف ماذا يفعل ذلك، كما علمنا أنه طلب منه أن لا يتكلم مع أي وكيل أعمال لأن هؤلاء يريدون خدمة أنفسهم على حسابه، حيث قال لنا سيتفانوف أنه خاطب مبولحي بالقول: “أكدت لك أنك حارس كبير لا تحتاج إلى وكيل أعمال وإن كنت بحاجة الى تسويق فعليك بإظهار إمكاناتك وأترك الباقي عليّ“. ... ولكنه يريد أن يجمع ثروة أكبر على حسابه المشكل في ستيفانوف أنه يريد أن يحصل على ثروة إضافية على حساب مبولحي فوق ثروته الطائلة (من أغنياء بلغاريا) لهذا السبب يرفض أن يكون له مناجير يتقاسم نسبة من الأرباح معه، ويريد أن يفعل كل شيء وحده. صحيح أنه يحب مبولحي وهو ما ظهر لنا عندما يتحدث عنه، ولكن الصحفيين البلغار أكدوا لنا أنه يطلب حوالي مليوني أورو مقابل تسريحه لفريق روسي في وقت أنه يلعب في البطولة البلغارية المتواضعة، مؤكدين أن مبولحي بحاجة الى محطة روسيا للإلتحاق بناد كبير ومن مصلحته الشخصية أن لا يطلب رئيسه الكثير، لأنه أصلا مستفيد في كل الحالات بما أنه جلبه بقيمة زهيدة وهو الآن بصدد الإستثمار فيه. مبولحي إتخذ قرارا بمقاطعة الإعلام في فترة وفاة والدته في حديث مع صحفية بلغارية، أكدت أن مبولحي كان على إتصال معها قبل تنقله الى الجزائر لمواجهة الغابون، ومن يومها غابت أخباره وهي الفترة التي رافقها كلام كثير في الصحافة البلغارية والوطنية، وهي الفترة التي انقطع فيها علينا (بعد وفاة والدته) وصار لا يرد على الإتصالات، وهو ما جعلنا نتأكد أنه قاطع الجميع مرة واحدة، واضعا خطا أحمر أمام الصحافة بعد أن بدأت التخمينات عن سبب عدم مشاركته مع سلافيا في بداية الموسم إلا في لقاء واحد، وهو الوقت الذي أقسم لنا رئيس الفريق أنه لم يكن فيه أي مشكل معه في وقت كان يجزم الجميع أن هناك صراعات بين الطرفين. يفتقد كثيرا الى الصربي “بوبي بوبارا“ ويحلم بأن يلعب معه للمرة الثالثة بسرعة كوّن مبولحي بعض الصداقات في سياسكا خاصة مع اللاعب البرازيلي ماركينوش الذي يقضي وقتا طويلا معه، ولكن رغم ذلك لا يمكن أن يكون له (ماركينوش) مكانة زميله السابق في سلافيا “بوبي بوبارا“ الذي يلعب الآن في رومانيا، حيث كان مثل ظله طيلة الموسم الماضي قبل أن يختار كل واحد طريقه. علما أن بوبارا لعب معه في اليونان وهو من اقترحه على مسيري سلافيا، وهو ما جعل زهاريف -مدرب حراس سلافيا- يؤكد لنا أن مبولحي يتمنى أن يلتقي زميله بوبارا في فريق ثالث وفي أقرب وقت في مستوى إمكانات كل واحد منهما. لا زال يقدم النصائح الى حارس سلافيا كونشف ولا زال مبولحي على تواصل بالحارس الثاني لسلافيا الموسم الماضي والأساسي هذا الموسم، سيفانو كونشف، صاحب 19 سنة، حيث يسدي عليه النصائح بما يفيده في مشواره خاصة أنه تنقصه الخبرة ويحتاج الى الإحتكاك ب مبولحي. سيفانو لم يسمح له بالكلام مع “الهدّاف” حتى لا “يتخلّع” مثلما قال لنا رئيس فريقه لأنه شاب صغير، ولكنه يقتفي أثر مبولحي الذي يملك أيضا علاقة طيبة جدا بالحارس الثاني لسياسكا حسب ما أكده لنا المسؤول الإداري لهذا الفريق. يلعب مرتاح في بلغاريا وبعض الكرات يصعد إليها بيد واحدة واكتشفنا في مباراة “كاليكرا“ يوم الأحد الماضي أن مبولحي مرتاح ويلعب دون أي ضغط في هذه البطولة، ليس لأن الجمهور لا يحضر بكثرة، ولكن لأن مستواه أعلى بكثير، حيث أننا شاهدناه في بعض الكرات العالية يصعد إليها بيد واحدة، في قمة الثقة والإرتياح. وإضافة إلى ذلك ورغم أنه يعتبر لاعبا جديدا في سياسكا قياسا بعناصر أخرى، إلا أنه لا يتوانى في الصراخ على الجميع وتوجيههم خاصة مدافعيه ومنهم القائد تودور يانتشف. يحظى باحترام شديد وأصبح مشهورًا في بلغاريا عندما جاء مبولحي الى بلغاريا لم يكن يعرفه أحد لأنه قادم من القسم الثالث في بطولة اليابان، وبعد عام و3 أشهر أصبح يملك احتراما كبيرا وسط الجميع، بالإضافة الى شهرة كبيرة حيث يعرفه الجميع، أصحاب سيارات الأجرة، وموظفو المطاعم والفنادق ويتفق الكل أنه حارس ممتاز، وإضافة الى ذلك فإن جمهور سياسكا يحبه والدليل على ذلك أنه كان الوحيد الذي تمت تحيته في نهاية مباراة كاليكرا في وقت تعرض الجميع الى الشتائم، كما أن رئيس سياسكا لم يتوان في شكره بعد نهاية اللقاء في تصريحات للإعلاميين مقابل اتهام بقية اللاعبين بالتخاذل، وهي تصريحات وردت في الصحافة المحلية ويحصل ذلك مع أنه لم يختبر كثيرا في اللقاء. وصل يوم الخميس ولعب الأحد دون أن ينزعج الحارس الثاني كما يملك ثقة الجميع في سياسكا لأن مستواه أعلى، وهو ما لمسناه لما وصل يوم الخميس من باريس حيث كان متعبا، ولكن مدرب الحراس يوردان جام الحارس الدولي البلغاري السابق طلب منه التصرف والتدرب لأنه لا خيار له ويريد أن يعتمد عليه أمام كاليكرا، وهو ما حصل دون أن ينزعج الحارس الثاني، خاصة أن هذا الأخير مقتنع أن مبولحي أفضل منه من حيث الإمكانيات وبما يقدمه لفريقه، علما أن مستوى حراس بطولة بلغاريا يتراوح بين المتوسط ودونه. سيتوّج أفضل حارس في البطولة سنة 2010 هذا ومن المرتقب أن يتوّج مبولحي من جديد أفضل حارس في بلغاريا للموسم الثاني على التوالي، بما أن البطولة البلغارية تشكو نقصا فادحًا من الحراس المتألقين، ولا وجود لمنافس حقيقي لحارس “الخضر” وتاسع أفضل عنصر في الدور الأول من المونديال، وهو أمر كشفه لنا مدرب الحراس زهاريف الذي اكتشفه والذي أشار الى أنه يقول هذا الكلام وهو متأكد مما يقوله، لأنه لا مجال للتنافس معه وسيتوج بفارق كبير عن أقرب منافسيه. يحب الصور، لا يستغني عن هاتفيه، و”يموت“ على باريس 92 ويحب مبولحي الصور كثيرًا حيث طلب منا أن نرسلها له عبر إيمايله وألح على ذلك، كما أنه لا يستغني عن هاتفيه حيث يتكلم كثيرا، خاصة برقمه في فرنسا حيث يوجد على ارتباط وثيق بعدد من أصدقائه، لاسيما من محيط كرة القدم على غرار راكون صديق الطفولة وهو محترف الآن في إنجلترا، كما أن هناك أيضا قادير الذي يوجد على اتصال دائم به. مبولحي يتكلم كثيرا عن باريس 92 المنطقة التي تربى فيها في العاصمة الفرنسية ولعب لفريقها في بداياته الكروية. سيرته ممتازة، لا يخرج إلا نادرًا ويقضي أغلب وقته في الأنترنت حسب مدرب الحراس فإن سيرته طيبة للغاية، حيث قال لنا يوردان جام أنه يتميّز بهدوئه الشديد حيث يعمل في صمت، وفي التربصات قبل المباريات ينزوي في غرفته ولا يخرج تماما. لاعب آخر في سياسكا ويتعلّق الأمر بتيودور يانتشف وهو لاعب مثالي في التصرفات والانضباط صاحب خبرة كبيرة (34 سنة) قال لنا أنه لا يرى مبولحي يخرج إلا نادرًا، وأكد لنا أنه يقضي أغلب وقته على شبكة الأنترنت لأنه لا يملك الكثير من الأصدقاء في صوفيا. الصور التي روّجت لمبولحي التقطت في تركيا في العطلة بعد كأس العالم الصور التي تم تداولها على شبكة الأنترنت لمبولحي على نطاق واسع علمنا أنها التقطت خلال عطلته السنوية بعد كأس العالم، حيث لم يكن وقتها يملك أي التزامات لا مع سلافيا صوفيا ولا مع المنتخب، وقد توجّه رفقة غزال وقادير الى تركيا لقضاء عطلتهم الصيفية في أحد المنتجعات السياحية (حجز مسبقا بما أن الكثير من البلغار يقضون عطلتهم في تركيا التي تقع على الحدود)، وهي الصور التي تم تداولها في عدة مواقع، رغم أنها تدخل في إطار الحرية الشخصية في فترة لا توجد فيها منافسة، وعلى حد تعبير أحد موظفي السفارة : “لسنا بلغارًا حتى نتدخّل في الحياة الشخصية للاعبين”. مدربه، ممرّن الحراس والقائد بدون “بروتوكولات” يعتبرون مكانه في نادٍ كبيرٍ رغم أنهم يعتبرون فريق سياسكا ناديا كبيرا في بلغاريا وفي منطقة البلقان ككل إلا أن مدرب مبولحي جورجي جوفانوفسكي وممرن الحراس جام يوردانوف بالإضافة الى القائد يانتشف في تصريحاتهم ل “الهدّاف” لم يتوانوا في التأكيد أن مكانته في فريق كبير في أوربا، وقد وصل الأمر بمدربه المقدوني حد القول أنه يستحق أن يلعب في البطولة الإسبانية وفي أي نادٍ فيها، وهو كلام من دون بروتوكولات ولا مجاملة – حسبهم – خاصة كلام المدرب المقدوني الذي قال أنه يتحدث بثقة وب 40 سنة من الخبرة.