اتصلنا أمس بلاعبنا الدولي حسان يبدة عقب انتهاء مباراة فريقه بورتسموث بالمضيف نادي بيرنلي، لنطرح عليه بعض الأسئلة تخص وضعية فريقه بعد خصم تسع نقاط وحظوظه في البقاء في الدرجة الممتازة الإنجليزية، كما تطرقنا معه إلى مواضيع أخرى عن المنتخب الوطني، أبرزها المواجهة الودية أمام صربيا يوم 3 مارس وكذا رأيه في الوافد الجديد إلى “الخضر”، مهدي لحسن، لاعب سانتندار الإسباني وأمور أخرى تحدث عنها اللاعب في هذا الحوار... ماذا يعني لكم الفوز خارج قواعدكم في بيرنلي بعد 24 ساعة فقط عن قرار خصم تسع نقاط من رصيد الفريق؟ عندما علمنا بخبر خصم النقاط قلنا إنها “حڤرة” وهذا الأمر الذي جعلنا نقرر الرد فوق الميدان على من خصموا النقاط منا، القرار لم يحطمنا بل حمسنا وشجعنا أكثر من أجل الفوز وكان لنا ذلك، صراحة لما علمنا بالقرار تأثرنا قليلا لكن لما دخلنا الميدان ووجدنا الملعب ممتلئا والأنصار يغنون عقدنا العزم على إهدائهم الفوز. نعرف جيدا أن الأمور صعبة لتحقيق رغبة البقاء، لكنني كنت مع اللاعبين وساهمت في هذا الفوز. كيف كانت الأجواء داخل غرف حفظ الملابس عقب المباراة؟ الأجواء كانت صعبة جدا طالما أن الفوز في مثل هذه الوضعية لا يعني الكثير. لكن لا ننكر أنه خفف عنا عبء نزع النقاط التسع التي أثرت فينا لوقت قصير حيث بتنا الآن وكأننا حرمنا من ست نقاط فقط، لذا نعد أنصارنا بأن نظهر نفس الروح في بقية المباريات ونلعب إلى آخر فرصة من البطولة. كيف وجدت مردود بلحاج في هذه المباراة؟ بلحاج كان جيدا في الجهة اليسرى وتمريراته كانت في المستوى والأكثر من كل هذا أنه قام بفتحة جميلة لزميلنا لويبار الذي سجّل هدفا، لكن لسوء حظنا أن الحكم لم يحتسبه بحجة التسلل. على العموم كان أداؤه رائعا عموما سواء من الناحية الدفاعية أو الهجومية ولا خوف عليه لأنه سيكون جاهزا من كل النواحي في المنتخب الوطني. نستطيع القول إذن إنه لا خوف على لاعبي “الخضر“ في مباراة صربيا الودية؟ المنتخب الوطني حالة خاصة، فحتى إن لم تكن تلعب جيدا في ناديك فالمنتخب الوطني فالأمر يكون مختلفا كل الاختلاف. نحن الذين في حاجة دائمة للمنتخب الوطني ونعمل من أجل أن نظهر مستوى يجعلنا دائمي الحضور لتمثيل البلد، لذا فحتى اللاعب الذي لا يلعب كثيرا أو يظهر بمستوى متواضع مع “الخضر“ يحاول البروز أكثر وإعطاء كل ما يملك حتى يضمن مكانته مع المنتخب، لكن هذا الفوز سيجعلني أنا وزميلي بلحاج نحضر إلى التربص بأكثر ثقة ونكون في الموعد للبحث عن فوز جديد. كنت وراء هدف الفوز عن طريق ركلة جزاء، هل أنت أول منفذ في الفريق؟ لست أول من يتولى تنفيذ ركلات الجزاء، المهمة يتولاها لاعبون آخرون وهذه المرة حدث وأن نفذت الركلة بنجاح. كيف جاء ذلك؟ قبل أن نسجل الركلة التي جاء من خلالها الهدف الثاني كان زميلي في الفريق أوهارا قد ضيّع ركلة أولى وهو الأمر الذي لم يحمس أي لاعب للتقدم من أجل تنفيذ الركلة الثانية، عندها تقدمت بثبات وتوليت التنفيذ دون أدنى تخوف، وكان لي الشرف أن سجلت وانتهت المباراة لصالحنا بفضل تلك الركلة. تنفيذك الركلة كان على طريقة زياني أمام رواندا، فقد أظهرت عزيمة وإصرارا على التسجيل، ما قولك؟ لحسن حظنا أن هناك لاعبين لا يعودون إلى الوراء ويذهبون حيث تكون الإثارة والعزيمة، زياني وأنا من هذا النوع وأظن أن الفريق الوطني يظم مجموعة من المحاربين الذين لا يتراجعون إطلاقا فالمنتخب في كل مرة يكون في أوضاع حرجة إلا ويخرج لاعب من بيننا يحمل المشعل ويعيده إلى الطريق السليم، ولا يقتصر الأمر عليّ أو على زياني وإنما على كل اللاعبين وحتى في مقعد البدلاء هناك لاعبون يحملون نفس الحماس وعندما يكون المنتخب بحاجة إليهم لا أظن أنهم سيظهرون العكس. لو تكون ركلة جزاء لصالح المنتخب، هل ستنفذها بنفس الحماس؟ إذا كانت ولم يتقدم أحد لتنفيذها فمرحبا، أظن أنني سأكون متحمسا أضعافا مضاعفة لكي أسجل بقميص المنتخب الوطني... إذا كان هدفي التألق مع فريقي من أجل العقد الذي أمضيته معه، فإني ألعب في الفريق الوطني من أجل “القلب“ الذي منحته لهذا المنتخب الذي لا يستحق الحماس الفيّاض فحسب بل يستحق التضحية. لنعد إلى ناديك، كيف كان شعوركم وأنتم تستعدون للمباراة ونزل عليكم خبر حذف تسع نقاط؟ كل لاعب كان ينظر إلى صاحبه ويقول في قرارة نفسه هل يمكن تحقيق الفوز في هذه الظروف؟، بالرغم من أن الأمور كانت لا تبعث على الارتياح جراء هذا القرار المفاجئ والمحطم للمعنويات إلا أننا قررنا أن ندخل المباراة من أجل الانتصار وقلنا في أنفسنا أنه يجب أن لا نرفع الراية البيضاء ونحقق رغبة الأنصار الذين حضروا من أجل تشجيعنا على الفوز في هذا الوضع الصعب، لذا قررنا مواصلة اللعب بقوة من أجل إنقاذ الفريق رغم أن الأمور صعبة جدا. لكن يجب أن نكون واقعيين، فالبقاء يعتبر شبه مستحيل؟ أتكلم عن نفسي وأعرف أن بقية الزملاء يشاطرونني الرأي... عقليتي تجعلني لا أرفع الراية البيضاء مهما كانت صعوبة الأمور والمواقف، نعرف أن الأمور شبه محسومة بالنسبة لنا، لكن من الناحية الحسابية هناك إمكانية لذا فالمنطق يقول إننا سنحارب إلى آخر جولة ونلعب كل حظوظنا الممكنة. ماذا تعرف عن صربيا؟ أعرف لاعبين هما ستانكوفيتش وفيديتش، لكنها معرفة عن بعد وفي نطاق كروي وليس شخصية. هما لاعبان جيدان وأظن أن الجميع يعرفهما، لكن من ناحية الفريق أظن أن المنتخب الذي ينهي التصفيات الخاصة بكأس العالم في المرتبة الأولى في مجموعة تضم فرنسا وعدة منتخبات قوية فهذا دليل على أنه منتخب عالمي لا يستهان به ولذا يجب أن نأخذه من هذا المنطلق، زد على ذلك نعرف أنه منتخب تابع لحوض المتوسط و”له العقلية نفسها معنا” لذا سيكون اللقاء حماسيا ومثيرا من كل النواحي والمباراة ستشهد تنافسا كرويا وتكتيكيا وحتى الناحيتان الفنية والبدنية ستكونان حاضرتين فوق الميدان. هل تسمع عن الأجواء في الجزائر؟ أظن أن الأجساد في أوروبا رفقة أنديتنا، لكن الآذان والأنظار مصوبة نحو الجزائر والأكثر من كل هذا “القلب” لا يفارق “البلاد”، نحن اللاعبون متحمسون لرؤية الأنصار الذين ينتظروننا بفارغ الصبر ونريد رؤيتهم في أقرب وقت في الملعب، ومتشوقون لموعد المباراة التي تبدو أنها ستأخذ طابعا حماسيا أكثر من المباريات الرسمية، فنحن سنكون في راحة من الناحية النفسية ولا يكون هناك ضغط شديد علينا لذا فالكل يترقب هذه المباراة من أجل رؤية الملعب ممتلئا. ما قولك في أول مباراة لك ستخوضها على ملعب 5 جويلية؟ الأجواء في ملعب 5 جويلية أعرفها من خلال التلفزيون، لكني على دراية تامة أنها ستكون مختلفة عن تلك التي لاحظتها في الشاشة، فالأجواء الكبيرة تدفعني لكي أقوم بتصويرها وتركها في الذاكرة، أعرف أن دوري في ذلك اليوم ليس التصوير وإنما سيكون اللعب من أجل إمتاع الأنصار وإسعادهم بالنتيجة والأداء وطمأنتهم قبل المونديال على أن منتخبهم سيشرفهم. ستكون هناك عائلات وأطفال في الملعب على غير العادة، ما رأيك في مباراة كهذه؟ لهذا السبب أريد أن أكون حاضرا، فمن أجل المنتخب الوطني كل شيء يهون وأستطيع القول إنني جاهز لأموت فوق الميدان من أجل إسعادهم وجعلهم يخرجون فرحين بالفوز والأداء معا. هل ستكون عائلتك حاضرة؟ بالنسبة لأبي وأمي أعرف أنهما سيكونان في العاصمة، لكن حضورهما إلى الملعب من عدمه سيبقى أمرا يخصهما هما فقط، ما أعرفه وأؤكده لكم هو أن أخي وأقاربي من منطقة “تاوريت عدان” سيكونون حاضرين بالإضافة إلى أهلي وأحبابي من الحراش الذين حتما سيحضرون المباراة دون أدنى شك. زياني، عنتر ومطمور لا يلعبون كثيرا مع أنديتهم، ألا تخشى أن يؤثر ذلك فيهم؟ زياني كان غائبا عن عدة مباريات مع ناديه قبل نهائيات كأس إفريقيا ومع ذلك أدى دورة رائعة، أقول إن لاعبين مثل هؤلاء لا نخاف عليهم، لأن “القلب” هو الذي يحكم في مثل هذه الظروف، ربما نخاف عليهم عندما يصابون ولكن عندما لا يلعبون فهذه مرحلة فراغ لا غير، سيعودون بعدها من بعيد ويؤدون مستوى جيدا مع أنديتهم ومع المنتخب. لعبنا ست مباريات في أنغولا والمدرب لم يكن مخطئا لما كان يقول لنا إذهبوا بعيدا في هذه الدورة من أجل لعب أكبر عدد من المباريات فهو على دراية تامة بأن اللاعب سيجد صعوبة في التأقلم من جديد لما يعود إلى ناديه ويكون قد كسب فائدة مع المنتخب ولا يضيّع الكثير. هل تابعت مسلسل لحسن؟ أنا سعيد جدا للنهاية السعيدة لهذا المسلسل فهو قرر الالتحاق بالمنتخب عن حب وليس عن دافع آخر، أنا أيضا مررت من هذا الطريق والتحقت بالمنتخب الوطني وتأقلمت بسرعة مع زملائي الجدد، أعرف جيدا أن المنتخب شيء مختلف عن النادي، ليس من ناحية اللعب أو شيء من هذا القبيل وإنما من ناحية التفكير، فاللاعب عندما يلتحق بالمنتخب الوطني يكون له شعور آخر لا يستطيع التعبير عنه. أتشرف باللعب مع لاعب مثل لحسن وسأكون أو مرحب به، خصوصا أنه سيكون إلى جانبي في الميدان ويكون بالقرب مني لأن المنصب الذي يلعب فيه تقريبا مثلي تماما. منصور تعرض إلى إصابة وقد لا يشارك أمام صربيا وستكون أنت رفقة لحسن في الوسط؟ بكل صراحة ودون النظر إلى المصلحة الشخصية، أقول إن مشاركتي أنا مع منصوري أو لحسن، أو مشاركتهما معا دوني هو الشيء نفسه، المهم دائما هو المنتخب الوطني لا غير ومصلحته فوق كل اعتبار، لأن المنتخب ليس ملكا لي أو منصوري أو لاعب آخر وإنما ملكا للجميع والذي يقدم الإضافة مرحبا به ولو على حسابي. لو كان المنتخب ملكا لأحد لما وصل الدور علينا، لذا يجب أن نأخذ الأمور باحترافية كبيرة ومن باب مصلحة الجمهور الذي ينتظر منا أن نقدم له منتخبا يستطيع الدفاع عن الألوان الوطنية في أكبر محفل عالمي. كلمة أخيرة؟ لا أقول لك إنني سأطلب من الأنصار الحضور بقوة من أجل تشجيعنا، فقد قرأت جريدتكم واطلعت على الأخبار التي تؤكد نفاذ 60 ألف تذكرة في يوم، كل ما أطبله منهم هو أن يكونوا رياضيين ويشجعوننا من أجل أن نقدم مباراة كبيرة تليق بمقام منتخب متأهل إلى كأس العالم.