جدد اتحاد بسكرة أول أمس العهد مع الانتصارات عقب الفوز الذي حققه بالنتيجة والأداء على حساب شبيبة سكيكدة في مواجهة كانت نتيجتها ستكون أثقل ويعود أبناء “روسيكادا” ب “طزينة” من الأهداف لولا سقوط مهاجمي “الخضراء” في فخ السهولة. ويعد انتصار أول أمس حافزا لبقية المشوار ويبعث الاطمئنان في نفوس “الفوارس” عقب الهزيمتين المتتاليتين أمام “الموك” ونصر حسين داي. وأجمع كل من تتبع المواجهة على أن تشكيلة الاتحاد كان بإمكانها الفصل في نتيجة اللقاء خلال المرحلة الأولى، لاسيما وأن الظهير الأيمن لسكيكدة لم يكن في يومه، ورغم التوجيهات التي قدمها المدرب مليك زرقان للمهاجم جربوع إلا أنها لم تجد نفعا كما اعتمد ذوي الزي الأخضر والأسود على الكرات العالية التي لم تشكل أدنى خطر على الحارس دامس لدرجة جعلت أحد الأنصار يصرخ قائلا: “راهي ساهلة وصعبوها على رواحهم “، في إشارة إلى ضرورة تغيير نمط اللعب والبحث عن الكيفية التي تسمح بالوصول إلى شباك الحارس السكيكدي. تحدث مع اللاعبين بطريقة مؤثرة وإدراكا منه بحجم المسؤولية وسعيا منه لضمان النجاح في أول اختبار يقوده على رأس تشكيلة الاتحاد مدربا رئيسا، لم يتوان زرڤان خلال فترة الراحة بين الشوطين في تقديم التوجيهات اللازمة التي تسمح بإبقاء النقاط الثلاث في بسكرة، حيث تحدث مع اللاعبين بطريقة مؤثرة وأكد لهم بأن المقابلة “نتاعهم” ولم تبق إلا 45 دقيقة وما عليهم إلا البرهنة ومراعاة مشاعر الأنصار الذين يستحقون كل الخير. ... وتغييراته أتت بثمارها ودرس مدرب “الخضراء” طريقة لعب المنافس بشكل جيد وتأكد بأن الخلل في الجهة اليمنى من دفاع، الأمر الذي جعله يقحم خوالد مكان جربوع وغسيري مكان سعدلي، وهو ما أعطى ثماره حيث أن التشكيلة تحركت وتوالت هجمات رفقاء مليكة التي أتت بثمارها في (د57) بركلة جزاء نفذها دمبري بنجاح وهدف ثان من القناص مرازقة، في وقت كانت الفاتورة ستكون أثقل لو أحسن دمبري، خوالد ومرازقة استغلال الفرص المتاحة لهم لاسيما وأن سكيكدة اكتفت بلقطة خطيرة في الوقت بدل الضائع. سيواصل المهمة ويطالب اللاعبين بوضع الأرجل على الأرض وعقب نجاحه في أول اختبار وتخطي عقبة شبيبة سكيكدة بنجاح، أعرب لنا المدرب مليك زرڤان عن أنه سيواصل المهمة بطريقة عادية بدليل أنه ضرب موعدا للاعبين من أجل استئناف التدريبات أمسية اليوم بملحق مركب العالية بداية من الساعة الثالثة والنصف، كما فضل عبر “الهداف” توجيه رسالة لرفقاء لخذاري يحثهم فيها على ضرورة وضع الأرجل على الأرض لأن مشوار البطولة لازال طويلا ومازالت عدة منعرجات في الانتظار، كما سيعمل ابن مدينة سطيف على تصحيح بعض الأخطاء وتدارك النقائص التي يكون قد دونها في مفكرته. لم ينس مشيش في تصريحاته وعلى عكس الكثير من المدربين الذين لا يتوانون في انتقاد من سبقوهم على العارضة الفنية، أكد المدرب زرڤان في تصريحاته مباشرة بعد اللقاء وبتواضع الكبار أن الفوز المحقق إنما هو ثمرة العمل المنجز مع المدرب السابق مشيش لأنه كمدرب واصل تطبيق البرنامج الذي سطره، مركزا بشكل كبير على الجانب النفسي وهو الأمر الذي يزيد من احترام ابن مدينة سطيف الذي كان من الممكن أن ينسب الفوز لنفسه ويتجاهل سابقه خاصة أن لمسته والتغييرات التي قام بها في الشوط الثاني كان لها الدور الكبير في تحقيق النقاط الثلاث. غسيري وخوالد منحا الإضافة ومن جانب آخر، فقد أجمع العديد من الأنصار على أن دخول خوالد وغسيري قد منح الإضافة اللازمة للفريق، فالأول تحرك بكيفية جيدة على مستوى الرواق الأيمن وأقلق مدافعي سكيكدة بسرعته وتوغلاته داخل منطقة العمليات في أكثر من مناسبة، في الوقت الذي خانه التوفيق في إضافة الهدف الثالث لفريقه، كما أكد زميله غسيري بأنه “جوكير” حقيقي وفي ثاني مشاركة له هذا الموسم، حيث كان بمثابة همزة وصل بين خطي الدفاع والهجوم وقدم كرات في المستوى لزملائه لدرجة أنه خرج تحت تصفيقات حارة عقب نهاية المواجهة. عز الدين يوفق في أول ظهور له كما وفق الحارس عز الدين في أول دخول له هذا الموسم بألوان الاتحاد حين عوض زميله قحة الذي تعرض لإصابة في (د71) رغم أن فرص شبيبة سكيكدة لم تكن كثيرة، إلا أن ابن مدينة برج منايل عرف كيف يحافظ على نظافة شباكه ويحرم سكيكدة من هدف الشرف أو بالأحرى تقليص الفارق حين تصدى بشجاعة كبيرة لقذفة اللاعب لوصيف الذي خرج وجها لوجه معه، الأمر الذي يؤكد استعداد عز الدين للظفر بمكانة أساسية ضمن التشكيلة البسكرية. غسيري: “هذا الفوز سيحررنا معنويا” وعن الفوز المحقق أمام شبيبة سكيكدة، قال غسيري نوفل: “لقد كنا نتوقع صعوبة المهمة بعد هزيمتي قسنطينة ونصر حسين داي، بالإضافة إلى ذهاب المدرب مشيش وهو ما جعلنا نحس بحجم المسؤولية أكثر من أي وقت مضى، لقد قطعنا كلاعبين عهدا على أنفسنا من أجل تحقيق الفوز الذي يعد أحسن هدية نقدمها لأنصارنا والحمد لله أننا تمكنا من ذلك لكونه (الفوز) سيحررنا من الناحية المعنوية ويجعلنا نأمل في الظهور بمستوى أحسن مستقبلا، أما عن مردودي فيبقى الحكم عليه من اختصاص الأنصار والمدرب وأنتم كإعلاميين”. مليكة يقدم أحسن مردود له وإذا سألت أنصار “الخضراء” عمن هو أحسن لاعب في مواجهة سكيكدة، فإن الإجابة ستكون مباشرة وتصب في خانة اللاعب مليكة الذي أدى واحدا من أحسن لقاءاته هذا الموسم بعد العقدة التي لازمته بدليل أنه أقلق الدفاع السكيكدي بتحركاته ومراوغاته وكان وراء صنع العديد من الفرص الخطيرة لفريقه، ما جعل العديد من الحضور يؤكدون بالحرف الواحد بأن هذا هو مليكة الذي نريده، وقد وعد ابن مدينة الجلفة بأنه سيظهر بمستوى أفضل خلال الجولات القادمة.