نور الدين سام 28 سنة، ينشط مدافعا محوريا، ولد بمدينة “تولوز” الفرنسية، من أب ينحدر من مستغانم. تلقى تكوينه لمدة 6 سنوات في “راسينغ ستراسبورغ”، وأمضى على عقد احترافي مع الفريق الأول ولعب في “ليغ 1”. «جزائريتي لن تمنعني من هزم سطيف والتتويج بكأس شمال إفريقيا على حسابه” «نشطت مع منتخب الآمال وفكرة اللعب مع المنتخب الوطني مغروسة في ذهني وأسعى إلى تحقيق هذا الحلم” «لعبت أمام البرازيل عندما كنت في لوسرن وأدريانو هنأني على مردودي” بعدها انتقل إلى سويسرا أين أمضى في نادي “لوسرن” من الدرجة الأولى (سبق لجمال مصباح لاعب المنتخب الوطني أن نشط في هذا الفريق). لعب هناك لمدة 3 مواسم، قبل أن يخوض تجربة في قبرص مع “نيا سالامينا”، حيث كان قائداً لهذا الفريق. لكنه لم يستطع المواصلة هناك، بعد الأزمة المالية التي تخبّط فيها هذا النادي الناشط في القسم الأول، لهذا قرر المغادرة. كيف التحقت بنادي “النصر” الليبي؟ المسؤولون في “النصر” قدّموا عرضا محترما لمناجيري الخاص، وافقت عليه وأمضيت لمدة 7 أشهر. كنت متحمسا جداً لخوض تجربة مختلفة تماماً، أردت أن أكتشف كرة القدم العربية، أضف إلى ذلك فإنّ مشاركات نادي “النصر” الإقليمية حفزتني على الانضمام إليه. الآن نحن نخوض غمار كأس شمال إفريقيا وصلنا إلى النهائي، حيث سنواجه وفاق سطيف شهر ديسمبر المقبل، بعدها سيكون لي شرف المشاركة في كأس الاتحاد الإفريقي بداية من شهر جانفي من السنة القادمة، حتى الآن أعتقد أنّ الأمور تسير وفق ما كنت أتمناه. بدأت بقوة مع فريقك الجديد وتأقلمت بسرعة، حتى أنك أصبحت مدلل أنصار نادي “النصر”، ما تعليقك؟ لم أجد صعوبة في الاندماج مع المجموعة، احتجت فقط إلى بعض الوقت للتعرف على الزملاء وطريقة لعب الفريق وما شابه من الأمور، بعدها وجدت ضالتي وأنا مرتاح جداً هنا. استُقبلت بحفاوة من طرف الشعب الليبي، صراحة سهلوا مهمتي كثيراً. صحيح قدّمت مباريات ممتازة منذ قدومي إلى هنا، لكن لن أتوقف عند هذا الحد، هدفي تأدية موسم كبير وبعدها سأفكر في العروض التي قد تأتيني... الجمهور هنا يعرف كرة القدم جيداً، أشعر دائماً بالفخر عندما أسمع الجميع يهتف باسمي، ما يدفعني أكثر للعمل من أجل تقديم المزيد. المختصون في ليبيا يعتبرونك أحسن استقدام في الموسم، ما تعليقك؟ هذا شرف كبير بالنسبة لي، أريد أن أستمر على هذا النهج، حتى أثبت أنهم أصابوا في اختياري كأحسن استقدام ضمن البطولة الليبية هذا الموسم. أنصار “النصر” رددوا مطولاً عبارة “وان، تو، ثري، فيفا لالجيري” بعد مباراة “الجيش الملكي”، كيف أحسست في تلك اللحظة؟ فعلاً، كان شعوراً رائعاً، أنا لاعب أجنبي وأعامل بتلك الطريقة ذلك أثر في نفسي كثيراً، خلال كل مباراة ألعبها أسمع الأهازيج نفسها، بدوري أعدهم أن أرُد لهم الجميل وأواصل على النسق نفسه. نور الدين، سبق لك الدفاع على الألوان الوطنية مع منتخب الآمال، ماذا تتذكر عن هذه التجربة؟ لعبت مع المنتخب الآمال سنة 2003 عندما كنت مع نادي “ستراسبورغ”، اتصلت بي الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ولم أتردد في تلبية الدعوة. خضت بعض التربصات، كما لعبت عديد المباريات الودية. أتذكر أنّنا واجهنا المنتخب الليبي ودياً في طرابلس، بعدها لعبنا أمام المنتخب التونسي، أتذكر جيّداً أنّنا كنا نخوض تجمعاتنا في مدينة بومرداس، كانت تجربة رائعة لا يُمكن نسيانها. بعدها، كنت ترغب في الانضمام إلى المنتخب الأول؟ اللّعب مع المنتخب الوطني كان دائماً يشغل تفكيري، أعتقد أنّ الفرصة لم تأت....سأواصل العمل مع فريقي ولن أفقد الأمل أبداً في الالتحاق بالمنتخب يوماً ما. ما رأيك فيما يحدث ل«الخضر” خلال الآونة الأخيرة؟ أتابع المنتخب الوطني منذ سنوات عديدة، بالنسبة للظروف الحالية أعتقد أنه ليس من السهل إيجاد الخلطة المناسبة في وقت قصير، لدينا الآن مدرب جديد وبفكر مختلف عن الناخب الوطني السابق، اللاعبون بحاجة إلى مزيد من الوقت من أجل التأقلم مع طريقة بن شيخة. عندما ترى تعداد الفريق ومستوى اللاعبين لا تشك لحظةً في أنّ هذا المنتخب سيعود بقوة ويفرض نفسه من جديد. وهل تابعت المباراة الودية الأخيرة أمام لوكسمبورغ؟ لا، للأسف لم أجد القناة لمتابعة المباراة على المباشر، شاهدت ملخصا مطولا عن المواجهة وقرأت بعض المقالات الصحفية، أعتقد أنّ الفريق قدّم مباراة لا بأس بها. شاهدنا تواجد لاعبي الخبرة كزياني، مبولحي والبقية...مقابل ذلك كانت هنالك عناصر جديدة، لذا لا يُمكن الحكم على الفريق بشكل نهائي، اللاعبون الجدد يحتاجون إلى بعض الوقت، كما ذكرت سابقاً أنا واثق جداً من العودة القوية للمنتخب الوطني. تنتظرنا مباراة ودية أمام تونس، بعدها سنُواجهه المنتخب المغربي في مباراة الفرصة الأخيرة؟ بالنسبة لمباراة تونس ستكون محكاً حقيقيا فهو منتخب قوي، أما بالحديث عن المنتخب المغربي فهيّ مواجهة خاصة جداً وبمثابة “داربي” كبير، أعتقد أنّهم تحسنوا كثيراً في الفترة الأخيرة وحقّقوا نتائج جيدة، أضف إلى ذلك فقد جلبوا مدرباً كبيراً ألا وهو البلجيكي “إيريك ڤيريتس”. الأمور لن تكون سهلة أمامهم، لكن منتخبنا قادر على كسب الرهان. رغم أنّه لم يسبق لك اللعب رفقة المنتخب الوطني الأول، إلاّ أنّك واجهت المنتخب البرازيلي بنجومه الكبار في مباراة ودية، هل لك أن تُحدثنا عن هذه التجربة ؟ بالفعل، كان ذلك صيف سنة 2006، قبل بداية فعاليات كأس العالم، كنت ألعب في نادي “لوسرن”، حيث أنّ مسؤولي هذا النادي يملكون علاقات طيبة مع الاتحادية البرازيلية لكرة القدم واستغلوا تواجد “السيليساو” في سويسرا للقيام بتحضيراته لمونديال ألمانيا، حيث اتفقوا على إجراء مباراة ودية. بالنسبة لي كنت في غاية السعادة، إذ أنّ الفرصة لا تأتيك كل يوم لمجاراة نجوم من طراز أدريانو، كاكا، رونالدو، كانت تجربة جميلة من الصعب نسيانها. كنت وراء أبرز لقطة في تلك المواجهة، عندما أنقذت هدفا ل«أدريانو” من على خط المرمى، في الوقت الذي كان يعتقد أن الكرة دخلت الشباك وهمّ في الاحتفال. فعلاً، “أدريانو” تلقى كرة في العمق من “كاكا”، حيث انفرد بالحارس ولعبها ساقطة، الجميع أعتقد أنها دخلت حتى “أدريانو” بنفسه لم يُصدق أنّني تمكّنت من إخراجها، بعد المبارة تحادثنا قليلاً وقال لي إنّي قُمت بعمل ممتاز في تلك اللقطة التي كانت أحسن ذكرى لي خلال مواجهة المنتخب البرازيلي. إسمك تواجد في التشكيلة المثالية لكأس شمال إفريقيا حسب الراعي الرسمي للبطولة، ما تعليقك على هذا الأمر؟ لم أكن أعلم بذلك، حتى أخبروني أنّي تواجدت في التشكيلة المثالية للدور نصف النهائي، سواءً في مبارة الذهاب أو مباراة الإياب، فرحت كثيراً وهذا شرف كبير لي. بالحديث عن كأس شمال إفريقيا، كيف تنظر إلى المواجهة القادمة أمام وفاق سطيف؟ ستكون صعبة جداً، الوفاق فريق كبير صراحة انبهرت بمستواه خلال متابعتي له في الفترة الأخيرة، لديه عناصر ممتازة وبعضها يلعب في المنتخب الوطني، تحدثت إلى زملائي وأكّدت لهم أنّ التتويج باللقب الإقليمي سيكون هنا من “بن غازي”، علينا أن نحسم الأمور خلال مباراة الذهاب على ملعبنا “هوغو تشافاز”، الأمور في الجزائر ستكون معقدة ونحن نعي ذلك جيّداً. وما الفكرة التي تملكها عن الوفاق؟ شاهدت مباراة “أولمبي باجة” رفقة زملائي، الوفاق أظهر مستوى جيدا، فوزهم كان مستحقا وبنتيجة كبيرة، عندها تيّقنت أنّ هذا الفريق محترم ويصعب مجاراته على أرضه وأمام جماهيره، لقد أظهر لاعبوه إمكانات معتبرة أكّدوا ذلك خلال لقاء “باجة” الأخير، هذا لا يعني أننا متخوفون، نحن بدورنا نملك فريقا جيدا، برهنا على ذلك أمام “الجيش الملكي” المغربي وسنلعب حظوظنا إلى آخر رمق. الفرصة ستكون مواتية لك للعودة إلى الجزائر؟ أنتظر ذلك بشغف كبير جداً، زملائي في الفريق أرادوا تجنب الوفاق وملاقاة “أولمبي باجة”، كنت الوحيد الذي رغبت في تأهل الوفاق، لأنّ لعب نهائي كأس شمال إفريقيا أمام ناد من الجزائر يعني لي الكثير. كلمة أخيرة في ختام هذا الحوار. أتمنى أن أواصل على النسق نفسه مع “النصر” وسأسعد كثيراً إن تُوّجت مجهوداتي بدعوة من الناخب الوطني. جزائريتي لن تمنعني من توعد وفاق سطيف بالهزيمة والتتويج على حسابه بكأس شمال إفريقيا (يضحك)، شكراً وبالتوفيق لكم.