بما أن “لوران بلان“ قد سبق له الحلول بالجزائر في حفل تسليم الكرة الذهبية ل “الهدّاف“ و”لوبيتور“ سنة 2005، فقد تعرف علينا وهو الذي كان حينها بطل العالم مع فرنسا ثم اعتزل لعب كرة القدم، “سأتابع الجزائر في المونديال لأن لدي مصالح في منتخبكم” “فرحت كثيرا لملاقاة صايب، تاسفاوت، فراوي ومنصوري” “أردت فعلا أن يكون معي بوڤرة في نادي بوردو” ولكنه عاد إلى الجزائر بعد مرور أربع سنوات، حيث أنه حاليا مدرب لنادي “بوردو” الذي حقق معه لقب الدوري في أول موسم له على رأس ذلك الفريق، وهو الآن في أحسن رواق للتأهل إلى الدور ربع النهائي من رابطة أبطال أوروبا بعد تحقيقه لفوز ثمين في اليونان أمام “أولمبياكوس“ الأسبوع الفارط، و كما يعلم الجميع يعتبر “لوران بلان“ من أبرز المرشحين لخلافة الناخب الفرنسي “دومينيك“ لقيادة منتخب “الديكة“ في المونديال المقبل بحكم المشاكل الكبيرة التي يعاني منها المسؤول الأول على العارضة الفنية للزرق، وفي طريقه إلى فندق “السوفيتال“ أمسية أول أمس وهو في الحافلة تقربنا منه حيث منحنا بعضا من وقته الثمين بصدر رحب. كيف وقفت على مشاركتك في دورة الصداقة مع رفقائك من المنتخب الفرنسي 98 ونظرائكم من الجزائر من مختلف الأجيال على الرغم من أنك تلقيت إصابة في النهاية؟ لا، لم أتعرض لإصابة بمعنى الكلمة، بالنسبة لي فقد كان أمرا رائعا أن أشارك في هذه الدورة الودية بالجزائر وهذا يشرفني كثيرا على الصعيد الشخصي وكذلك لدي أمور مرتبطة بالجزائر (زوجته لها جذور جزائرية) وكذلك أن ترى زيدان وعائلته والفرحة العارمة التي كانت تغمرهم... إنه أمر رائع حيث قضينا يوما مذهلا سنحت لنا الفرصة فيه لملاقاة اللاعبين الجزائريين وكذلك عشاق كرة القدم. لقد التقيت كذلك موسى صايب وعبد الحفيظ تسفاوت الذين لعبوا معك في نادي “أوكسير“، أليس كذلك؟ نعم، التقيت صايب وتاسفاوت وحتى عبد القادر فرحاوي وفوزي منصوري الذين لم ألتقيهم منذ مدة طويلة، وعليه فقد استغلينا الفرصة لتبادل أطراف الحديث بالإضافة إلى رؤية محبي الكرة العالمية وهم الأنصار الكثر الذين غصّت بهم القاعة، أنا متأكد من أنهم أعجبوا كثيرا بما قدمه زيدان لأن مجرد تواجده في الجزائر يعتبر أمرا مذهلا حيث قد لقي ترحابا كبيرا إذ لم يكف الأنصار عن التصفيق له. وحتى أنت أخذت نصيبك من التصفيقات ولديك الكثير من المعجبين. (يضحك) نعم لا أنكر ذلك، بصراحة لم أكن أتوقع أن ألقى كل هذا الترحاب في الجزائر، سأقول لك شيئا مهما، هذا النوع من التظاهرات له فوائد كثيرة سواء هنا أو في مكان آخر، فمثلا بفضل هذه الدورة ستتعزز العلاقات الجزائرية الفرنسية أكثر، وكما تعلم فإن بين البلدين تاريخا يعرفه الجميع ولكننا الآن مثل الأشقاء ولا يفصلنا أي شيء وهو أمر يجب أن نفتخر به جميعا. إذن يمكننا أن نقول إنك فرحت لتأهل المنتخب الجزائري إلى مونديال جنوب إفريقيا. نعم بالتأكيد، لقد قلت لك من قبل بأنه لدي علاقات خاصة بالجزائر، وبما أنني فرنسي فسأتابع مشوار المنتخب الفرنسي في مونديال جنوب إفريقيا ولكن في نفس الوقت سأتابع باهتمام شديد مشوار المنتخب الجزائري لأنه لدي مصالح في منتخبكم، ولا أخفي عنك أنني فرحت كثيرا بتأهل الجزائر إلى كأس العالم وعودتها للساحة الدولية من جديد بعد غياب طويل لم نفهم أسبابه لحد الآن... أعتقد الآن أن الجزائر قد استعادت هيبتها على الصعيد القاري بوصولها إلى نصف نهائي “الكان” الأخير في أنغولا، وأتمنى من صميم قلبي للجزائر أن تظهر بوجه مشرف في المونديال. تحدثت عن الروابط العديدة بين الجزائروفرنسا، هل تعتقد أن تواجد عدة لاعبين في صفوف المنتخب الجزائري تكونوا في فرنسا من بين هذه الروابط؟ نعم هناك بعض الشيء من هذا الجانب، ولكن ما أتمناه حقا هو أن يتكوّن اللاعبون الجزائريون مستقبلا في الجزائر ثم يتنقلوا إلى فرنسا ويحترفوا هناك ويستفيد الجميع منهم. عند وصولك إلى مطار الجزائر صبيحة الإثنين التقيت صدفة المدافع الدولي الجزائري مجيد بوڤرة وهو الذي أردت إنتدابه في الصائفة الفارطة إلى بوردو، أليس كذلك؟ نعم لقد إلتقيته في المطار وكنت حقا مهتما باستقدامه إلى نادي بوردو. لماذا كنت تلح على إستقدامه؟ لأنه بكل بساطة لاعب رائع وكل مدرب يتمنّى أن يضمه إلى صفوف فريقه، وليكن في علمك أن كل اللاعبين الجيدين يهمونني سواء كانوا جزائريين، فرنسيين أو من جنسيات أخرى. هل تُعوّل على استقدامه في المستقبل؟ صحيح أنني كنا الأقرب إلى ضمه، لكن لم يكن لنا ذلك، ونأمل أن يحدث ذلك في المستقبل لأن مستواه في تطوّر مستمر. ما هي الصورة التي ستبقى تحتفظ بها عن قدومك إلى الجزائر؟ إنه الاستقبال، لقد كان في منتهى الروعة والحفاوة، وقد رأينا أن أناسا كثيرين فرحوا لقدومنا، وهذا يُشرّفنا لأننا نحظى بكل هذه الشعبية في بلد يعشق كرة القدم مثل الجزائر. وما يمكنني قوله في الأخير إن هذه الدورة ليست الأولى بين الجزائروفرنسا ولن تكون بالتأكيد الأخيرة. ------- لوران بلان تعرض إلى إصابة تعرض لوران بلان إلى إصابة على مستوى الكاحل خلال المباراة الأخيرة في دورة الصداقة الدولية، وهو ما جعله يتضايق من الإصابة، خاصة وأنها جاءت في مباراة ودية. ووجد صعوبة في المشي وتوجه مباشرة إلى غرفته قبل أن ينهي وجبة العشاء التي دعاه إليها بعض أصدقائه الفرنسيين. وبدا في حالة جيدة صبيحة أمس حتى أنه لم يكن يشعر بهذه الإصابة، وقال لأحد صحفيي منتخب فرنسا 98 وهو يضحك: “رأيت ما هو أسوأ”. ... وكان صبورا مع معجبيه ولحظة وصوله إلى مطار أورلي صبيحة الاثنين لم تتوقف طلبات أخذ صور تذكارية مع لوران بلان، وأظهر صبرا كبيرا خلال محاولته الإجابة على أسئلة جل المعجبين به، لكنه أرهق في الأخير لحظة الذهاب إلى الفندق، ومع هذا فقد ظهر رجلا مهذبا وفي خدمة الجميع. زيدان وبلان قضيا السهرة في الحديث ولم يستسلم لاعبو منتخب فرنسا إلى النوم مباشرة بعد وجبة عشاء مساء الاثنين، حيث فضلوا قضاء بعض الوقت في الحديث فيما بينهم مبدين سعادة كبيرة بعد لقائهم. وقام زين الدين زيدان بجولة إلى غرفة لوران بلان وقضيا وقتا كبيرا في الحديث في أجواء رائعة. الوفد الفرنسي تلقى هدايا من الوزارة عند المغادرة في الوقت الذي كان الوفد الفرنسي يتأهب للمغادرة باتجاه مطار هواري بومدين، تلقى هدايا من طرف وزارة الشباب والرياضة في فندق “سوفيتال”، وهو ما لقي إعجابا كبيرا من طرف اللاعبين الفرنسيين الذين شعروا بإحراج شديد من كرم ضيافة الجزائريين التي فاقت كل تصوراتهم طيلة الأوقات التي قضوها في العاصمة قبل مغادرتهم الجزائر. بلان، ديشان وكانديلا سافروا إلى مرسيليا فيما شدّ الرحال معظم الوفد إلى باريس من حيث أتوا، إلا أن لوران بلان، ديديي ديشان وكانديلا حجزوا في الرحلة المتجهة نحو الجنوب الفرنسي، وبالضبط باتجاه مرسيليا بحكم أن ديشان يدرب الأولمبي المحلي، في حين أن الثنائي الآخر (بلان - كانديلا) يقطن في المنطقة، خاصة أن بلان أراد زيارة أقاربه قبل العودة إلى مدينة بوردو والشروع في العمل مع فريقه جيروندان. الفرنسيون أعجبوا بشاطئ “سابلات” في طريقهم من مطار هواري بومدين إلى فندق “سوفيتال” بقلب العاصمة صبيحة الإثنين الفارط، فقد وقفنا على أن الوفد الفرنسي قد أعجب كثيرا بالساحل الجزائري وبالخصوص شاطئ “سابلات”، حيث مرّوا من هناك على قصر المعارض بالصنوبر البحري، ولما وصلوا إلى ميناء الجزائر فقد انبهروا بالمناظر الجميلة هناك. وقد أكدوا لنا أنهم تمنوا النزول من أجل أخذ بعض الصور التذكارية، لكن الأمر كان مستحيلا بسبب الرقابة الشديدة التي سلطت عليهم.