سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المنتخب الوطني الحارس الذي تسبب في إقصاء اتحاد العاصمة وفرّ إلى بلاده ثم اختفى "الهدّاف" تلقي القبض على كوليبالي بعد 12 سنة من "فضيحة التزوير" التي هزت إفريقيا
من يتجاوز عمرهم 25 سنة يعرفون جيّدا قضية الحارس البوركينابي "كوليبالي سياكا"، الذي لعب لاتحاد العاصمة سنة 2000، باعتبار أنه تسبب في إقصاء تاريخي لأبناء سوسطارة من كأس الأندية الفائزة بالكؤوس، عقب مباراة "تينيري" من النيجر في العاصمة نيامي لحساب الدور 16 بسبب تزويره وثيقة الخروج... وبعد 12 سنة من اختفائه استغللنا فرصة وجودنا في واڤادوڤو، بحثنا عنه، نفضنا عنه الغبار، وحكى لنا بالتفاصيل كيف زوّر وثائقه، وانتقل إلى اتحاد العاصمة وتسبب في إقصاء تحدثت عنه القارة الإفريقية بأسرها، كما صنع الحدث في الإعلام الوطني على اعتبار أن الأمر كان فضيحة، تتعلق بحقيقة اللاعبين الذين يأتون من إفريقيا للعب في الجزائر. "توسوس" منا واختلق الأعذار حتى لا يأتي تفاجأ "كوليبالي" بتلقيه مكالمة هاتفية من شخص قدم له نفسه على أساس أنه صحفي جزائري يريد محاورته، فأغلق هاتفه النقال بعدها دون سبب، ثم توسطنا لدى "كارلوس دوالا" وهو لاعب سبق له أن احترف في البطولة الجزائرية ويعرف "موليبالي" جيدا للحديث معه، فزاد ذلك "وسواسه" وجعله يسألنا هاتفيا عن سبب إلحاحنا وهل هناك مشكل ما؟ لنطلب من صديقه "كارلوس" إحضاره إلينا وهو ما رفضه ووجد عدة حجج لعدم المجيئ، ليقبل في الأخير أن يأتي على متن دراجته النارية مشترطا وجود صديقه "كارلوس" خلال محاورته، وعند لقائنا سألن: "ماذا تريدون مني؟ هل هناك مشكل؟" قبل أن نزيل خوفه بطلبنا إجراء حوار معه، لكنه اعتذر منا و قال إن هناك أمورا عليه أن يسويها عاجلا، لكن بعد إلحاحنا قبل الرد على أسئلتنا. تحمل المسؤولية وقال: "نعم زوّرت وأتحمل مسؤوليتي" رفض "كوليبالي" أن يبرئ نفسه من القضية واعترف أنه أخطأ لما قام بتزوير وثيقة خروجه من الاتحادية البوركينابية، بمساعدة شخص من غانا وثيقة سمحت له بالانتقال إلى إتحاد العاصمة في ديسمبر 1999 رغم أنه كان عسكريا وقتها و القانون يمنعه من مغادرة بلاده، حيث انتقل لإجراء التجارب، وفي مارس 2000 شارك اتحاد العاصمة في منافسة قارية وعب مباراة كأس الأندية الفائزة بالكؤوس أمام فريق "تينيري" من النيجر، ولسوء حظ "كوليبالي" أن مدرب هذا النادي يعرفه جيدا، وهو من جنسية بوركينابية ومدرب سابق للمنتخب البوركينابي، حيث فضح "كوليبالي" ورفع فريقه احترازات تقنية ضده أقصت بموجبها "الكاف" اتحاد العاصمة، وعاقبته بالحرمان من لعب أي منافسة قارية مدة 5 سنوات (قلصت العقوبة بعدها إلى سنة)، حيث يؤكد أنه تضرّر من تلك الحكاية هو أيضا بدخوله السجن ومعاقبته هو الآخر، واستغل فرصة لقائنا ليقول لنا: "نعم زوّرت وثائقي لكنني نادم". ------------------------------------------------------------------- لأول مرة لصحفية جزائرية كوليبالي: "نعم زوّرت وثائقي وكذبت على عليق، وأنا نادم وأقدم اعتذاري" "قضية التزوير أضرّت بي، دخلت السجن إثرها وعوقبت ومع هذا لازلت أحب الجزائر" "سأناصر الجزائر 100% أمام مالي ومن المدرجات" أين أنت؟ وما هي أخبارك؟ لا زالت أمارس كرة القدم وألعب حارسا لنادي "أيسفا"، وهو فريق عسكري ينشط في القسم الأول، لكن هذا الموسم (البطولة في بداية مرحلة العودة) لم أجدد رغم أنني كنت قائده، حاليا أبلغ من العمر 32 سنة ومستعد للمواصلة 3 أو 4 سنوات أخرى قبل التوقف. إذن تنقلت صغيرا جدا لاتحاد العاصمة نعم كان عمري وقتها 20 سنة. مباراة مالي – الجزائر ستلعب هنا، هل ستكون في الملعب؟ ومن ستناصر؟ فالبوركينابيون يريدون مناصرة مالي إذا كان هذا ما سيحصل فإنني سآتي لمناصرة الجزائر، بنسبة 100 بالمئة، ولدي أسبابي الخاصة، فقد عشت هناك، لم يحصل لي أي مشكل، والتجربة أعجبتني رغم أنها لم تدم طويلا. كيف جئت إلى اتحاد العاصمة؟ (يضحك) لم يكن لدي اتصال، كنت عسكريا وطلبت مغادرة الفريق لكنه طلبي قوبل بالرفض، كنت أريد أن يكون لي مشوار احترافي فاضطررت لتسوية وثائقي بطريقتي، غادرت البلد للقيام بتجربة كانت في الجزائر، انضمامي كان من خلال التجارب التي أجريتها في مباراة اتحاد العاصمة وديا أمام مولودية قسنطينة ثم أمضيت، ولكن في الحقيقة انتقلت بوثيقة مزورة. فسّر أكثر كنت عسكريا ولا يحق لي الخروج من البلد، وقتها كنت شابا والمستقبل أمامي، قلت في نفسي حرام أن يحرموني من تحقيق هذا الحلم، فزورت الوثيقة التي تنقص ملفي، أنا لم أزور اسمي فقد دخلت باسم "كوليبالي سياكا" وهو اسمي الحقيقي، المشكل كان في رسالة الخروج الدولية، التي ترسل من الاتحادية البوركيانبية إلى نظيرتها الجزائرية حتى يتم تأهيلي، هذه الوثيقة هي التي زورتها. لكن هناك من يقول إن المشكل كان في هويتك لا، هذا غير صحيح، اسمي "كوليبالي سياكا" وقد دخلت الجزائر عدة مرات بعد الحادثة، حيث واجهت اتحاد العاصمة بهذا الاسم عندما كنت ألعب في نادي "ريال كاديوڤو". من منحك تلك الوثيقة؟ شخص ليس حتى من بوركينافاسو بل هو من غانا زوّرها لي ثم فر إلى بلده، لأنه كان مبحوثا عنه من طرف الأمن وبعد أن انفجرت القضية لم يظهر له أثر. حكايتك اكتشفت في النيجر، هل تتذكر؟ نعم، كان ذلك أمام "تنيري" في عاصمة النيجر نيامي حيث أديت مباراة كبيرة، ومدرب هذا الفريق هو من اكتشف أمري، لأنه كان يشرف علي في المنتخب الوطني البوركينابي للأكابر، و يتعلق الأمر ب"إدريسا طراوري"، في الموعد التقني لم يتكلم، لم أره حتى، لو كنت أعلم أنه سيرفع ضدي احترازات تقنية ما لعبت تلك المباراة، وسار الأمر بشكل عادي، ثم بعدها رفع احترازات ضدي على أساس أنني مجند في الجيش ولا يحق لي لعب المباراة، وبعدها استدعاني الأمين العام لاتحاد العاصمة ليسألني، إن كان ذلك الكلام صحيحا، لكني للأسف كذبت عليه، لقد كنت تحت الضغط وخائفا جدا. حتى الصحفيين المصورين من النيجر تفطنوا لك كلهم فقد جاؤوا لتصويرك، هل تتذكر؟ نعم لا زالت أذكر، كيف أنسى؟ (يضحك). ماذا حدث في نهاية اللقاء؟ كان من المفترض أن أعود إلى بلدي انطلاقا من نيامي مباشرة لزيارة عائلتي، وحتى المدرب الذي أفشى القصة (إدريسا طراوري) كان يعلم ذلك، لأنني تكلمت معه بعد المباراة بشكل عادي، وأخبرته أنني سأعود إلى "واڤادوڤو". (نقاطعه) عودتك، يعني أنك هربت، لأنك كنت تعلم أن مشكلا سيحصل أم ماذا؟ لا، لا هذا غير صحيح، كنت قد اتفقت مع الرئيس عليق قبل المباراة أن يسمح لي بعدها بالذهاب إلى "واڤادوڤو" لأنني اشتقت إلى العائلة وأذن لي بالمغادرة، لكن مدربي السابق الذي فجّر القضية بقي في نيامي ومنح كل المعلومات المتعلقة بي إلى الدرك النيجري، وهو ما لم أكن أعلمه، وفي منتصف الطريق أوقفني، لأنني خرقت القوانين ولا يحق لي بصفتي عسكريا مغادرة بلدي دون إذن رسمي. وبعدها تم إطلاق سراحي ثم جاء عليق ومعه صحفي، وبقينا حول طاولة وشرحت لهما المشكل، لأن مدربي السابق ضخّم الحكاية جدا، حيث قال لهما إنني زورت وثائقي في الجزائر وهذا غير صحيح، لأنني زورتها في بوركينافاسو، وهي حكاية لم يكن يعرفها عليق، فكشفت له كل شيء. بعد أن تم إطلاق سراحك عدت إلى بوركينافاسو نعم هذا ما حدث، وتفاجأت أن الكل في بوركينافاسو كان يعلم بالقضية التي فجرتها الصحافة في النيجر، وحتى الأمن النيجيري راسل نظيره البوركينابي مباشرة بعد إطلاق سراحي، حيث بقيت في السجن مدة أسبوع، والقضية كانت يتابعها الدرك في النيجر، وتم استدعائي 3 مرات وحكيت كل الحقيقة، ثم دخلت السجن من جديد لمدة شهر، والاتحادية البوركينابية عاقبتني بسنة منعت فيها من اللعب لأي فريق، ثم عدت إلى الميادين والتحقت بالمنتخب الوطني، حيث واجهت الجزائر عندما كان شرادي مدربا لمنتخبها، وحتى في 2006 لما واجهت مع "كاديوڤو" فريقي السابق اتحاد العاصمة. بعد إقصاء اتحاد العاصمة ومعاقبتك، بماذا أحسست؟ بالحسرة الشديدة والألم، لا يمكن أن أصف لكم الحالة التي كنت عليها لما علمت بالخبر، وصدقني لو كنت أعرف أنني سأكون سببا في إقصاء اتحاد العاصمة ما فكرت تماما في الاحتراف ولكنت بقيت في "أيسفا"، كما أن الإقصاء كان حديث كل القارة الإفريقية، خاصة في الوقت الذي كنت في السجن، كنت شابا وما فعلته من تزوير ليس خطيرا جدا، ولكن هذا لا يمنعني أن أؤكد أنني نادم. ماذا تقول في الأخير؟ أستغل هذه الفرصة لأول مرة من خلال حديثي لوسيلة إعلامية جزائرية، منذ تلك القضية لأطلب العذر من أنصار اتحاد العاصمة الذين أحبوني، كما أعتذر من عليق الذي كان نزيها معي، وأؤكد أنني لو عرفت ما كان سيحصل ما فكرت لحظة في مغادرة بلدي. ------------------------------------------------------------------- اجتماع تنظيمي أخير اليوم بمقر الاتحادية البوركينابية رغم أننا وقفنا بأنفسنا على أنه تم اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإنجاح هذه المباراة على مستوى الاتحادية البوركينابية، إلا أننا علمنا مساء أمس أن هناك اجتماعا تنظيميا أخيرا يجرى صبيحة اليوم بمقرها بحضور كل الجهات، وستتم فيه مراجعة ما تم فعله في الأيام الماضية والتعهد بضمان السير الحسن للقاء مالي وهو ما كشفه لنا الأمين العام للاتحادية. ------------------------------------------------------- 48 ساعة عن تواجدنا في "واڤادوڤو" الكرة آخر اهتمامات البوركينابيين، مباراة الأحد "لا حدث" وبعضهم يطلب المال لتشجيع "الخضر" مرت 48 ساعة عن تواجدنا في "واڤادوڤو" تأكدنا من خلالها أن كرة القدم واحدة من آخر اهتمامات الشعب البوركينابي، فهم ليسوا مثل الماليين ولا الإيفواريين في حبهم للرياضة الأكثر شعبية، وهو ما يجعلهم بطبيعة الحال غير مهتمين بمباراة مالي – الجزائر هذا إن كان هناك من يعرف أن هناك مباراة في ملعب 4 أوت عن المجموعة الثامنة بين منتخبين إفريقيين محترمين تلعب الأحد المقبل، في الوقت الذي تشير توقعات أولية من خلال التقائنا البوركينابيين إلى أن الجمهور المحلي إن حضر لن يكون محايدا بل سيناصر منتخب مالي. العرق الإفريقي سيجعلهم يناصرون مالي يقول أصحاب هذا الرأي إن العلاقات بين مالي وبوركينافاسو تجعل الكفة تميل إلى مناصرة الأفارقة لبعضهم البعض، خاصة أن العرق الإفريقي – حسب ما أكده لنا حميدو بالبون لاعب اتحاد العاصمة – سيلعب لمصلحتهم، ثم إن منتخب مالي هو الذي طلب اللّعب في بوركينافاسو وإضافة إلى ذلك فإن الظروف الصعبة التي يعيشها مالي من انزلاق أمني خطير تجعل الكفة تتغلب إنسانيا، رغم أن هناك من البوركينابيين من قالوا لنا صراحة إنهم يفضلون الكرة النظيفة وسيناصرون المنتخب الذي يقدم أفضل العروض لأنهم رياضيون. طراوري (لاعب وفاق سطيف السابق): "مؤكد أن البوركينابيين سيناصرون مالي" من جهة أخرى، أكد لنا طراوري اللاعب السابق لوفاق سطيف ووداد تلمسان عن هذا الموضوع يقول: "بحكم القرب والعلاقات التاريخية والجغرافية، الجمهور البوركينابي سيناصر مالي، هذا واضح، كما أن الماليين المتواجدين هنا عددهم كبير، فأنا شخصيا من مالي وحصلت على الجنسية البوركينابية عندما قدمت إلى هنا، الأمر الذي سيجعل الجمهور في كفة المنتخب المالي، بطبيعة الحال ليس مثلما هو الشأن لو يلعبون على أرضهم ولكن أعتقد أن هذا الأمر من شأنه أن يعطي النسور الأفضلية". بوركينابي يتعهد بجلب المئات لمناصرة "الخضر" مقابل المال من جهة أخرى، زارنا في النزل الذي نقيم فيه شخص غريب الأطوار وفاجأنا بطلب غريب، حيث كان يعلم قبل أن يكلمنا أننا صحفيون وجئنا إلى تغطية مباراة المنتخب الجزائري أمام نظيره المالي، وقال لنا إنه مستعد لأن يأتي إلى الملعب ويجلب معه المئات من الأنصار للوقوف جنب "الخضر"، وكان طلبه منا أن نوصله إلى مسؤولي المنتخب ليعرض عليهم خدماته، ولما سألناه عن المقابل الذي يرجوه من وراء هذا قال إنه يريد المال قبل أن يردف:" أنا أجلب المئات إلى المدرجات سيناصرون الجزائر وأحصل على المقابل، لأن الفوز سيكون مضمونا لكم". البوركينابيون ليسوا شعب كرة القدم باستثناء هذا المناصر وبعض سائقي سيارات الأجرة الذين تعاملنا معهم، لم نشعر فعلا بوجود أجواء مباراة كروية، وهذا شيء منطقي لأن منتخب بوركينافاسو ليس هو الذي سيلعب وإنما منتخبان أجنبيان، إضافة إلى ذلك لم نحصل على أي انطباع أننا في بلد يحب كرة القدم، ففي الصحف آخر الاهتمامات هي الرياضة كما هناك تركيز على رياضات أخرى غير الكرة، وهذا ربما بسبب ضعف مستوى البطولة وتراجع المنتخب ولسبب آخر وهو أنهم "ماشي تاع فوتبال" مقارنة بالسنغاليين أو الماليين والإيفواريين، ففي الشوارع القريبة من النادر أن ترى مباراة في كرة القدم بين الأطفال. شعب طيب جدا والمنطقة هي الأكثر أمنا في الجهة ككل عدا هذا وقفنا على حقيقة أخرى وهي أن الشعب البوركينابي طيب جدا، ومسالم إلى أقصى درجة (مثل الماليين) وتأكدنا من هذا الأمر من خلال تعاملنا مع العديد منهم حيث يظهر أن "فيهم النية" رغم الفقر الشديد الذي يعيشونه وغلاء المعيشة، كما أن طيبة هؤلاء جعلت من بلدهم الأكثر أمنا في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، لأنهم بعيدون عن الاضطرابات السياسية التي تقع في مالي ومن قبل في كوت ديفوار وكذلك الصراع الطائفي في نيجيريا، الأمر الذي جعل هذه الكثير من الهاربين من النزاعات يلجؤون إلى هذا البلد، ومع هذا فقد كان هناك انزلاق خطير حدث قبل سنة هنا تسبّب فيه ضباط مفصولون وكاد يعم البلاد. "بلد الناس النزيهين" نعم، لكن حذار من أصحاب سيارات الأجرة معروف أن هذا البلد كان يسمى من قبل جمهورية فولتا العليا وفي 4 أوت 1984، قرر رئيس البلاد تغيير الاسم إلى بوركينافسو التي تعني (بلد الناس النزيهين) باللهجة المحلية للسكان (الموري) وفعلا اكتشفنا بعض الناس النزيهين جدا مثل سائق سيارة أجرة يتعامل معنا حيث أكد لنا أنه علينا الحذر من المحتالين خاصة من أصحاب مهنته، وكالعادة بالنسبة لأي أجنبي ففي أول يوم من الإقامة "التكليحة فيها فيها"، حيث دفعنا لمسافة 2 كلم ما يدفعه شخص يقضي نصف يوم في سيارة أجرة. أصحاب الدراجات يصطدمون ب "البيض" لأجل مساومتهم على المال بالإضافة إلى "مافيا سيارات الأجرة" وهي ظاهرة توجد في كل العالم، علمنا أن هناك قضية أخرى خطيرة تتعلق بالحوادث التي تستهدف أصحاب البشرة البيضاء (البيض) حيث يتعمدون بدراجاتهم النارية الاصطدام بسيارات هؤلاء لأجل المساومة وبحثا عن المال حيث يفعلون ذلك لإرعابهم، رغم أن هذا الأمر ينطوي على مخاطرة كبيرة، حيث يبقون ملقيين على الأرض وهناك من السود مثلهم من يسارع لإخطار الشرطة ثم تبدأ المساومة من خلال طلب مبلغ من المال لحل المشكل، ليجد الأجنبي نفسه مضطرا لدفعه لتخليص نفسه من المشكلة. يفعلون كل شيء للحصول على قروش قليلة وحتى "كوليبالي" لا يملك فلسا الفقر الذي تعيشه دول إفريقيا معروف، لكن أن يقضي كثيرون ساعات أمام باب الفنادق تحت درجة حرارة كبيرة لبيع بطاقات التعبئة والشحن مقابل هامش ربح زهيد جدا فهذا ما يؤكد أن الأمر أكبر منهم في غياب فرص العمل، فالكل يشكو قلة ذات اليد وصعوبة الوضع المعيشي بمن في ذلك "سياكا كوليبالي" الحارس السابق لاتحاد العاصمة الذي عثرنا عليه بعد 12 سنة كاملة من المشكل الذي تسبب في إقصاء "لياسما" بسبب التزوير، ولما جاء إلينا وأنهينا معه الحوار طلب مالا يكفل له وضع البنزين في دراجته النارية لأنه لا يملك شيئا كما قال فضلا عن أنه تكبّد مشقة المجيء إلينا من خارج المدينة. تكلفة مرتفعة جدا للمعيشة في "واڤادوڤو" تجعل الجزائر "جنة" إضافة إلى هذا فالأسعار ملتهبة جدا هنا، فقارورة مياه معدنية يصل سعرها 250 دينارا، وتوصيلة لمسافة قصيرة بالسيارة تكلف ضعف هذا المبلغ، ولتر البنزين مقابل 650 ألف فرنك إفريقي (140 دينارا للتر) في وقت أن الأجور متدنية للغاية ولا تصل 15 ألف دينار بالعملة الوطنية، الأمر الذي يجعل هؤلاء في مواجهة أعباء الحياة، كما يجعل من الجزائر في نظرنا جنة حقيقية وهو ما يبرر تواجد الآلاف من بوركينافاسو ك "حراقة" وطلبة في بلادنا طالما أن أمل كثير من هؤلاء عيشة محترمة لا أكثر ولا أقل.