باقتراب موعد مباراة «الخضر» أمام منتخب مالي في بوركينافاسو بدأت حرب دبلوماسية- سلمية بطبيعة الحال- بين السفارة الجزائرية في بوركينافاسو ونظيرتها المالية، إذ تتنافس كل واحدة مع الأخرى لتقديم دعم أكبر لمنتخبها. وكان السفير الجزائري في بوركينافاسو قد استدعى مسؤولي الإتحادية البوركينابية وطلب منح كل التسهيلات الممكنة لوفد المنتخب الوطني خلال فترة إقامته، فيما يقوم الماليون بحملات تعبئة وسط جاليتهم المقيمة هنا ويريدون حضورا كبيرا لدعم النسور. السفير الجزائري طلب اتخاذ كل الإجراءات لراحة ‘'الخضر'' وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن سعادة السفير الجزائري في واڤادوڤو عبد الكريم بن شياح استدعى مساء أول أمس مسؤولي الإتحادية إلى مقر السفارة ليطلب منهم وضع كل الظروف الممكنة تحت تصرف المنتخب الوطني خلال 48 ساعة التي سيقضيها هنا، كما سأل عن الإجراءات التنظيمية التي تم القيام بها وناقش الطرفان هذا الموضوع وما يتعين فعله لتوفير راحة الوفد الجزائري وأمنه، فضلا عن تفاصيل أخرى في اجتماع دام وقتا معتبرا حرص فيه على أن يقف بنفسه على كل التدابير. ... وتوفير حماية خاصة ‘'الخضر'' في حصة اليوم كما علمنا أنه من بين الأمور التي تم التركيز عليها في هذا الاجتماع هو طريقة ضمان حماية المنتخب الوطني خلال الحصة التي سيجريها مساء اليوم في الملعب المقابل لنزل «بلاص»، حيث ستكون الشرطة حاضرة لمنع الجماهير البوركينابية والفضوليين من الإقتراب من اللاعبين. ومعلوم أن المنتخب الوطني جلب معه عوني أمن (وصلا أول أمس) في انتظار آخرين ينتظر أن يكونوا في الرحلة يوم غد، فيما تعهدت الإتحادية عن طريق مسؤوليها أن يكون كل شيء على ما يرام. طلب 100 تذكرة vip للجالية الجزائرية إضافة إلى هذا، فقد طلبت السفارة الجزائرية من الإتحاد البوركينابي 100 تذكرة VIP، وهي التذاكر المخصصة للمنصة الشرفية (تباع مقابل 5000 سيافا التي تعادل 1100 دينار جزائري)، وهو العدد الذي سيخصص للجالية الجزائرية المقيمة هنا وكذا الجماهير التي يتوقع أن تحضر المباراة. علما أن اتصالات كثيرة تصل السفارة من قبل الجزائريين المقيمين هنا- حتى في ولايات أخرى بعيدة- يطلبون معلومات عن التذاكر، وأمور أخرى تؤكد رغبتهم في حضور هذه المواجهة. السفارة المالية تعتبر المباراة مهمة جدا لظروف ''خاصة'' من جهة أخرى، كانت لنا زيارة مساء أول أمس إلى مقر السفارة المالية في بوركينافاسو لمعرفة الإجراءات التي يتم القيام بها قبل هذه المباراة، ولم يتسن لنا لقاء السفير، لكن كان لنا حديث مع بعض الموظفين الذين لم يترددوا في التأكيد أن هذه المباراة تبقى خاصة بالنسبة لهم، ليس لأنها فقط تلعب على أرض بلد يتواجدون فيه، لكن بالنظر إلى الظروف غير المستقرة في البلاد، فهم يؤكدون أن الفوز سيكون أفضل هدية تقدم من بوركينافاسو إلى الشعب المالي، مؤكدين أنهم سيفعلون كل شيء لمساعدة النسور. لا يريدون خسارة معركة الجمهور مثلما خسروا الملعب وبدا لنا واضحا أن الهم الأول والأخير للسفارة المالية في العاصمة البوركينابية هي كيفية جلب أكبر عدد من الجمهور من الجالية إلى الملعب، إذ أكد لنا أحد الموظفين أنهم يقومون بحملات تعبئة في أوساط الجالية المالية من خلال التنقل إلى الأماكن التي يتواجدون فيها، كما تجري السفارة اتصالات بالمقيمين هنا لإعلامهم بموعد المباراة، فهم لا يريدون أن يخسروا معركة المدرجات مثلما خسروا معركة نقل المباراة إلى بلد محايد... نقول هذا الكلام لأن الآلاف من الماليين يقيمون هنا سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية. تفكير في توزيع التذاكر مجانا على الجالية المالية كشف لنا أحد موظفي السفارة المالية أن هناك تفكيرا في اقتناء التذاكر وتوزيعها بالمجان على الجالية المالية هنا، إذ يرى أن هذه الطريقة من شأنها ضمان حضور جماهيري معتبر، وقال أن هذه الفكرة تمت مناقشتها في الأيام الماضية، لكن لا شيء رسمي في موضوع اقتناء التذاكر بصورة مجانية في انتظار قرار السفير الذي لم يكن أيضا متواجدا في السفارة يوم أمس حسب ما علمناه. ويبدو أن حمى المباراة بدأت ترتفع نوعا ما، رغم أنه يجب الاعتراف أن الأمور كانت س تكون بشكل مختلف تماما لو استقبلنا الماليون على أرضهم.