دخل إتحاد البليدة المنطقة الحمراء وعزّز تواجده بها بعد التعثر المفاجئ أمس السبت أمام الضيف وداد تلمسان، ويكون الإتحاد قد فقد الكثير من الحظوظ في البقاء في القسم الأول حتى وإن يبقى الأمل قائما إلى جولات أخرى و”يا ربّي ولا تسلك من الهبطة”. وقد تميّز الشوط الأول بسيطرة طفيفة من أصحاب الأرض، غير أن الأمور لم تكن جيدة على مستوى الهجوم الذي ضيّع الكثير من الفرص. فبعد ربع ساعة من فترة جس النبض شاهدنا أول فرصة للزوار عن طريق بن موسى الذي يفتح على شكل قذفة والكرة تعلو العارضة. ردّ عليه عبد الوهاب في(د16) بفتحة ناحية “إزيشال” الذي يوقف الكرة ويرفعها فوق الحارس، غير أن الحظ خانه بعد أن علت العارضة. تلتها لقطة ثانية في (د25) من عبد الوهاب الذي يسدّد من بعد 25 مترا، لكن الكرة تمرّ فوق العارضة مرة أخرى. دقيقتان من بعد “إزيشال” يراوغ ويتوغل ثم يفتح ناحية جمعوني الذي يضيّع كرة رأسية، رغم أنه كان في وضعية جيّدة للتسجيل. آخر لقطة في هذا الشوط كانت في (د45) عن طريق أوسعد الذي نفذ مخالفة ناحية رأسية حريزي التي تنتهي بين أحضان الحارس جميلي. وقد دخل الزوار المرحلة الثانية بقوة ولم تمرّ سوى ثلاث دقائق حتى تمكن بولحية من توزيع كرة جميلة ناحية جاليت الذي يسجل هدفا رائعا على الطائر في شباك غالم. ردّ البليدة جاء في (د64) عن طريق أوسعد الذي يفتح على الجهة اليمنى ورأسية “إزيشال” يصدها حارس تلمسان ببراعة. تلتها لقطة ثانية في (د72) من “إزيشال” الذي يرواغ مدافعين ويقذف وكرته فوق العارضة. لتأتي(د80) بالفرج من كرة نفذها أوسعد بإحكام ناحية منطقة العمليات أخذ ورد وتلبي برأسية يعادل النتيجة. وتواصل ضغط الإتحاد عن طريق البديلين تلبي وبوتابوت، غير أن تجمّع دفاع الزوار حال دون تعميق الفارق. وفي(د85) تمريرة من “إزيشال” في العمق ناحية بوتابوت الذي يرفع الكرة فوق الحارس، لكن أحد المدافعين يخرج الكرة من خط المرمى. لينتهي اللقاء بالتعادل المخيّب لأنصار الإتحاد الذين لم يكونوا يتوقعون مثل هذا السيناريو وبدأوا من الآن التفكير فيما إذا كان هناك أمل في البقاء أم لا. ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، جوّ غائم، جمهور متوسط، أرضية صالحة. تحكيم للثلاثي: عاشوري - تمان -عريبي. الإنذارات: بولحية (د32)، بن موسى(د42 و73) من تلمسان. الطرد: بن موسى(د73) من تلمسان. الأهداف: جاليت (د48) تلمسان. تلبي(د80) البليدة. البليدة: غالم، شعواو(شبيرة د55)، أوسعد، بلحول، دفنون، بلوصيف، حرباش، حريزي(بوتابوت د55)، جمعوني(تلبي د64)، إزيشال، عبد الوهاب. المدرب: مواسة تلمسان: جميلي، بوخيّار(سيدهم د69)، هبري، بلغري، بوجقجي، بولحية، بشيري، بن موسى، شعيب (يعلاوي د77)، جاليت، غزالي (عبد اللاوي د85). المدرب: بوعلي. مواسة: “السيناريو نفسه يتكرّر في كل مرة” “أظن أننا نرتكب نفس الأخطاء في كل مرة، ففي الوقت الذي كنا نبحث عن هدف التقدم تلقيا هدفا في بداية المرحلة الثانية وكنا قبلها قد ضيعنا عدة أهداف وهو الأمر الذي لم يسمح لنا بالفوز. بعد تلقينا الهدف أصبحنا نجري وراء معادلة النتيجة ولحسن حظنا لم ننهزم وإلا لكنا في وضعية أعقد من التي نحن فيها، اللاعب عوض أن يسجل ويريح زملاءه والفريق ككل يضيع تلك الفرص ويصبح تحت الضغط ولا يقوى حتى على تسجيل هدف واحد“. بوعلي: “من الصعب خطف نقطة من منافس يُصارع من أجل البقاء” “المباراة كانت صعبة للغاية أمام فريق يوجد في منطقة الخطر، هذا التعادل مفيد من الناحية المعنوية واللاعبون أكدوا على أنهم يستطيعون الوقوف في وجه الفرق الكبيرة، كان بإمكاننا الفوز وبنتيجة عريضة لو عرفنا كيف نستغل الفرص التي منحنا إياها المنافس بعد الهدف الأول، فقد خرج لاعبو المنافس من منطقتهم بحثا عن التعادل وكان بإمكاننا التسجيل في أكثر من مناسبة، لكن على العموم أقول إن نقطة التعادل أمام فريق يصارع من أجل البقاء تعادل الفوز“. الأرضية تحسّنت كثيرا عرفت أرضية ميدان ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة تحسنا كبيرا هذه الأيام، حيث تبيّن من خلال مباراة الأمس أن الكرة كانت تسير أحسن بكثير من المباريات السابقة حين كان اللاعبون يشتكون كثيرا من الأرضية، يذكر أن الأجواء الربيعية عادة ما تساهم في تحسين أرضية ملعب مدينة الورود، أما في الخريف أو الشتاء فإن العشب يتعرض للإتلاف ويصبح لا يصلح للعب، وللإشارة فإن الأرضية كانت عرفت العديد من الترميمات خاصة لما كان هذا الملعب قبلة المنتخب الوطني. بوتابوت في أول مباراة رسمية في البطولة الوطنية اكتشف اللاعب منصور بوتابوت لأول مرة الأجواء في البطولة الوطنية، فبعد عدة أيام من التدريبات عقب التحاقه باتحاد البليدة، تم تأهيله الخميس المنصرم بإجازة استثنائية، وهو الأمر الذي سمح له بالتواجد في التشكيلة التي تم توجيه الدعوة لها لخوض اللقاء أمام وداد تلمسان، ويذكر أن اللاعب حصل على إجازة استثنائية فيما يعرف بقانون سنه رئيس الاتحادية محمد روراوة لصالح كل لاعب دولي حالي أو سابق. بلّحول- غزالي مقابلة داخل مقابلة عرفت المباراة بين الإتحاد والوداد مناوشات عديدة بين اللاعبين بلحول مدافع الإتحاد وغزالي مهاجم الوداد، ففي كل مرة كان الحكم يتدخل إلى توجيه تحذيرات شفوية، وقد طالب اللاعب غزالي بمخالفات نظير سقوطه، في حين كان المدافع بلحول يتجه إلى الحكم ويُطالبه بمنح بطاقة صفراء ل غزالي لأنه –حسبه- كان يتظاهر بتعرضه إلى العرقلة، وهو كان يستحق عليه الإنذار، هذه الأجواء خلقت تنافسا شديدا بين اللاعبين، خاصة أن المدافع بلحول كلّفه المدرب مواسة بمراقبة غزالي. “كمشة“ تلمسانية في المدرجات حضرت مجموعة من أنصار الوداد لم تتعد أصابع اليدين إلى معلب تشاكر، هؤلاء حضروا من أجل متابعة المباراة عن كثب خاصة لما عرفوا أنها غير منقولة على المباشر. وقد أحضر أنصار الوداد الرايات الزرقاء والبيضاء وعلقوها على سياج الملعب وناصروا فريقهم طوال المباراة. أواسط الإتحاد يفوزون بهدفين فاز أواسط اتحاد البليدة بهدفين دون رد أمام نظرائهم من الوداد التلمساني، وهو الفوز الذي ساهم فيه بغداد وحملاوي صاحبي الهدفين، وراح لاعبو فريق مدينة الورود يستعرضون عضلاتهم في هذه المباراة التي كانت شيقة للغاية وأسعدت الأنصار الذين حضروا اللقاء رغم قلتهم. وناس حاضر في المدرجات حضر اللاعب السابق لاتحاد البليدة حمزة وناس المباراة، حيث استغل تواجده في البليدة بعدما لعب مباراة الجمعة مع ناديه مولودية قسنطينة في بطولة القسم الثاني أمام مولودية بجاية، وقد قام بزيارة عائلية وفضل حضور المباراة الخاصة بفريقه السابق ويبدو أنه لا يزال عاشقا للفريق الذي تربى فيه. بشيري وبوخيار أمام فريقهما السابق وجد الثنائي بشيري -بوخيار نفسه يُواجه الفريق الذي حمل ألوانه في وقت سابق. اللاعبان سبق لهما خوض تجربة مع فريق مدينة الورود وقد التقيا زملاءهما السابقين، وإذا كان بوخيّار قد واجه الكثير من الزملاء السابقين، فإن بشيري لم يواجه سوى بعض العناصر التي سبق له اللعب معها حيث غادر العديد من اللاعبين الاتحاد. مواسة أحدث عدة تغييرات على التشكيلة أحدث المدرب مواسة العديد من التغييرات على التشكيلة التي خاضت المباراة الأخيرة أمام شبيبة بجاية في منافسة الكأس، وإذا كانت هناك تغييرات اختيارية، فإن منها الإضطرارية على غرار غياب زموشي بسبب العقوبة، وقد ترك كل من كرامية، سباعي وشبيرة، وأشرك الرباعي شعواو، بلحول، دفنون، بلوصيف الذي لم يكون أساسيا في اللقاء الأخير، وفضل مواسة إجراء هذه التغييرات حسب ما رآه في الحصص التدريبية الأخيرة. تأهيل بوتابوت سيزيد ضحايا جدد عكس مرحلة الذهاب التي كان فيها الطاقم الفني البليدي يشتكي من نقص التعداد، حيث كان المدرب مواسة يجد صعوبات كبيرة في أكثر من مرة من أجل إيجاد التشكيلة الأساسية التي يقحمها في المباريات، فإن الأمور تغيّرت تماما في مرحلة العودة بفضل التدعيمات التي قامت بها الإدارة أين تعاقدت مع كل من حريزي وحشاش، وعاد المهاجم التشادي إزيشال إلى التشكيلة من جديد، وما زاد من ثراء التعداد هو تعاقد الإدارة أين المهاجم الدولي السابق بوتابوت الذي تم تأهيله يوم الخميس الفارط ولعب أول مباراة في البطولة الوطنية أمسية البارحة أمام وداد تلمسان. تألق غالم يجعل بوقاسم خارج الخيارات ورغم أن حراسة المرمى لم تعرف أي تدعيم، بل أقدمت الإدارة على تسريح الحارس طوال إلى مولودية باتنة، إلاّ أن المنافسة بقيت كبيرة بين الحارس بوقاسم وزميله غالم، هذا الأخير كان عامل الخبرة في صالحه، حيث عرف كيف يفرض نفسه في التشكيلة ويتألق في معظم المباريات التي لعبها، والأكثر من ذلك أن الطاقم الفني منحه شارة قيادة التشكيلة منذ بداية مرحلة العودة بعدما كان شبيرة هو القائد... هذه الوضعية جعلت الحارس بوقاسم خارج خيارات الطاقم الفني ويبقى ينتظر فرصته من مباراة لأخرى، ولو أن مهمته صعبة في فرض نفسه مادام أن غالم يؤدي مباريات في المستوى. شعواو يتألق في التدريبات، لكن دون جدوى لاعب آخر وجد نفسه خارج خيارات الطاقم الفني بسبب ثراء التعداد هو المدافع الأيمن شعواو، فهذا اللاعب الذي إلتحق بالبليدة بداية الموسم ولعب بعض المباريات في مرحلة الذهاب يتألق بشكل لافت في الحصص التدريبية، لكن تألق سباعي على الجهة اليمنى جعل المدرب يُفضّله على شعواو، وحتى عندما أصيب سباعي جاء أوسعد الذي خلفه بامتياز في المباريات التي لعبها، ما جعل شعواو يلعب بضع دقائق فقط منذ بداية مرحلة العودة في لقاء الكأس، حين دخل وسجل ركلة جزاء سمحت لإتحلد البليدة بالتأهل. زموشي تغيّرت وضعيته إلى الأسوأ لاعب آخر كان ضحية ثراء التعداد وهو المدافع زموشي الذي ظل أساسيا طيلة مرحلة الذهاب ويحظى بثقة المدرب، لكن وضعيته تغيّرت تماما في مرحلة العودة، حيث وجد نفسه إحتياطيا في المباريات الأولى، غير أنه عاد أمام المولودية وارتكب خطأ سمح للمنافس بمعادلة النتيجة في الدقيقة الأخيرة، ما جعل المدرب يستغني عنه، قبل أن يعود في لقاء الكأس ويطرد منه بالبطاقة الحمراء التي كلّفته عقوبة مباراتين، بالتالي فإننا نستبعد عودته إلى التشكيلة الأساسية قريبا إلاّ إذا إرتكب بلحول ودفنون أخطاء فادحة في المباريات القادمة. بلوصيف، خلاّف وتلبي ضحايا ثراء الوسط ومن بين اللاعبين الذين يملكون إمكانات معتبرة غير أنهم كانوا ضحية ثراء التعداد في خط الوسط هم بلوصيف، خلاف وتلبي، فالأول كان مهمّشا في عهد المدرب السابق “فرنانديز” قبل أن يفرض نفسه في التشكيلة الأساسية مع إلتحاق مواسة بالعارضة الفنية، غير أن وضعيته تغيّرت نحو الأسوأ في مرحلة العودة التي لم يلعب فيها أساسيا في أي مباراة بعدما تعاقدت الإدارة مع حريزي الذي فرض نفسه أساسيا، ونفس الأمر مع خلاف الذي كان قطعة أساسية في مرحلة الذهاب، لكن في الشطر الثاني من البطولة لم يلعب أي دقيقة إلى حد الآن، وبدرجة أقل تلبي الذي كان أساسيا في الذهاب لكن في مرحلة العودة أضحى الطاقم الفني يقحمه إحتياطيا في معظم المباريات لأن كرايمية فرض نفسه من دون منازع في منصبه. تأهيل بوتابوت سيزيد ضحايا في الهجوم والمشكل الأكبر الذي كانت تعاني منه التشكيلة هو في الخط الأمامي، والجميع يتذكر كيف أن الطاقم الفني إضطر في بعض المباريات إلى إقحام المدافع دفنون كقلب هجوم بسبب غياب البديل عندما كان يُصاب أو يُعاقب عابد أو جمعوني، لكن بعد عودة إزيشال الذي فرض نفسه أساسيا من دون منازع وأثبت أنه قطعة أساسية لا يُمكن الإستغناء عنه كان الضحية المهاجم حاج ساعد الذي أضحى يجد نفسه حتى خارج قائمة 18 بعدما كان أساسيا، وستتعقّد وضعية بعض المهاجمين أيضا بعدما تم تأهيل المهاجم بوتابوت الذي نستبعد أن لا يقحمه الطاقم الفني أساسيا. الوضعية لا تخدم الشبان وإذا كان اللاعبون الذين تحدثنا عنهم سابقا ينتظرون فرصتهم من مباراة لأخرى، فإن شبان الفريق الذين تم التعاقد معهم أو ترقيتهم من الأوساط تبدو وضعيتهم معقدة أكثر، ونستبعد أن يحظوا بثقة الطاقم الفني في المباريات المقبلة، والسبب يعود أساسا إلى أن الوضعية التي تمر بها التشكيلة حاليا في الترتيب تحتم على المدرب الإعتماد على أصحاب الخبرة، رغم أن لاعبين من أمثال طيب سليمان أو لوز يملكون إمكانات معتبرة، غير أنهم لن يلعبوا أساسيين في مرحلة العودة التي تتطلب الإعتماد بالدرجة الأولى على أصحاب الخبرة لأجل ضمان البقاء في القسم الأول.
