لم يتمكن فريق مولودية وهران أول أمس من الخروج من النفق المظلم الذي يتواجد فيه منذ عدة جولات، حيث تواصلت تعثرات “الحمراوة” وسلسلة النتائج السلبية بعد الإخفاق الجديد أمام جمعية الشلف بملعب هذا الأخيرة. فالمولودية عجزت مرة أخرى عن تحقيق نتيجة إيجابية أمام فريق كان يمر بمرحلة صعبة إلا أنه اجتازها أمام أشبال المدرب معطى الله بالنظر إلى الإرادة القوية التي لعب بها في هذا “الداربي”، وهو العامل الذي ساهم في فوز “الشلفاوة”، عكس “الحمراوة” الذين كانت تنقص غالبيتهم الحرارة اللازمة في الميدان لتحقيق التعادل على الأقل أمام منافس لم يكن أكثر قوة من المولودية، إلا أنه كان يريد الفوز وحقق مبتغاه في المرحلة الثانية من اللقاء. الحرارة تنقص بعض اللاعبين ما وقفنا عليه خلال المباريات السابقة وخاصة مباراة يوم السبت الماضي أن بعض العناصر الأساسية تنقصها الحرارة اللازمة وحب الفوز، فماعدا لاعبين أو ثلاثة فإن البقية تلعب من أجل اللعب فقط حيث أصبحنا نشاهد عدة لاعبين لا يلعبون من أجل قميص المولودية كما كان عليه الحال في السابق. اللاعبون فقدوا شهية الانتصارات ويبدو أن التشكيلة الحالية للمولودية فقدت الشهية في تحقيق الانتصارات واللعب من أجل تحقيق نتائج إيجابية حيث تلعب من أجل اللعب فقط، وهو ما لمسناه في المبارتين السابقتين أمام البرج والشلف، وأفضل مثال على ذلك هو اللقاء الماضي أمام الشلف عندما سجل أشبال عمراني الهدف الثاني مع بداية المرحلة الثانية، حيث لم نشاهد رد فعل قوي من المولودية وكأنها استسلمت للأمر الواقع ما جعل واسطي يثور في وجه اللاعبين ويطلب منهم اللعب خاصة وأن الوقت كان لا يزال في متناولهم للعودة في النتيجة، لكنهم استسلموا للأمر الواقع رغم أن التعادل كان بين أيديهم. معطى الله لم يقم بأي تغيير واللافت للانتباه أن المدرب عبد القادر معطى الله لم يقم بأي تغيير في هذا اللقاء وحافظ على نفس التشكيلة التي بدأت المباراة وذلك لأسباب تبقى مجهولة، فقد كان متواجدا في دكة البدلاء كل من مجاهد، بن تيبة، بومعزة ولاعبين من الأواسط تم الاستنجاد بهم في هذا اللقاء بسبب الغيابات العديدة في التشكيلة على غرار سباح، بحاري والحارس بن حمو المعاقب. معطى الله: “مستوى الاحتياطيين محدود” وقد أكد المدرب معطى الله أنه لم يقم بأي تغيير في هذا اللقاء بسبب انعدام الحلول المناسبة وعدم وجود البديل الذي بإمكانه تقديم الإضافة اللازمة للتشكيلة، فقد كشف المدرب أن مستوى اللاعبين الذين كانوا على دكة البدلاء محدود ولا يمكنهم تقديم أي شيء أمام قوة الفريق المنافس الذي كان يلعب بإرادة قوية وأراد الفوز وكان له ذلك. ... ويؤكد أن البقاء في متناول المولودية هذا وقد أكد المدرب عبد القادر معطى الله أن المولودية بإمكانها تحقيق البقاء في بطولة القسم الوطني الأول، حيث يبقى هذا الهدف في متناول التشكيلة بالنظر إلى النتائج المحققة من قبل الفرق المهددة بالسقوط، إذ قال: “أمامنا عدة مواجهات داخل قواعدنا يجب علينا استغلالها لتحقيق الانتصارات وحصد النقاط كاملة، كما ينبغي علينا أن نحسن التفاوض خارج الديار خاصة في المواجهتين القادمتين أمام اتحاد البليدة ونصر حسين داي اللذين يمران بفترات صعبة، ما يسمح لنا بتحقيق هدفنا هذا الموسم والذي يبقى ممكن التحقيق بنسبة كبيرة”. مداحي سيغيب عن مباراة البليدة لن يتمكن اللاعب السريع في صفوف مولودية وهران مداحي كريم من المشاركة في المباراة القادمة أمام اتحاد البليدة بملعب مصطفى تشاكر، وذلك بسبب تلقيه الإنذار الثالث في المباراة السابقة أمام “الشلفاوة” ما سيحرمه من التنقل الثاني ل “الحمراوة” على التوالي في الجولة القادمة، لتخسر المولودية مهاجما آخر إضافة إلى المهاجم بحاري نصر الدين المصاب، وكان اللاعب كريم مداحي وراء الإصابة الأولى بفضل توغلاته السريعة حيث أدى مباراة مقبولة على العموم في الهجوم رغم أنه لا يزال يعاني من الفعالية أمام المرمى ولم يسجل أي هدف هذا الموسم مع المولودية. قايد يغيب في آخر لحظة لم يتمكن اللاعب المتألق في الجولات الأخيرة قايد سعيد من المشاركة في المباراة السابقة لفريقه أمام جمعية الشلف بسبب تواصل معاناته من الإصابة التي كان يعاني منها والتي تعرض لها كما هو معلوم في المقابلة التي جمعت “الحمراوة” بأهلي البرج وذلك على مستوى الركبة، حيث قرر الطاقم الفني عدم المغامرة بهذا العنصر الذي تنقل مع المولودية إلى الشلف وبقي على دكة الاحتياط. حارس الأواسط فقير عوض غياب حبي هذا وقد وجهت الدعوة بمناسبة المباراة السابقة ل “الحمراوة” أمام جمعية الشلف للحارس الشاب للمولودية والذي ينتمي لفئة الأواسط فقير وليد الذي عوض الحارس الثاني حبي بلال الذي غاب عن المواجهة لأسباب عائلية حسب إدارة الفريق التي أكدت أن الحارس حبي غاب بسبب مرض ابنته، كما غاب الحارس السابق لأولمبي أرزيو عن الحصتين التدريبيتين السابقتين للمولودية يومي الخميس والجمعة للأسباب المذكورة سابقا. بالغ يسجل أول هدف له هذا الموسم أخيرا وبعد مرور 24 جولة من بطولة القسم الوطني الأول، تمكن اللاعب الشاب في صفوف المولودية بالغ بوسفيان من هز الشباك وتسجيل أول أهدافه هذا الموسم مع فريقه الحالي بعد صيام طويل عن التهديف، بعد أن تمت ترقيته في الموسم الماضي من صنف الأواسط رفقة اللاعب مجاهد سفيان رغم أنهما تدربا مع الأكابر في عهد المدرب شريف الوزاني سي الطاهر الذي وضع فيهما ثقته، إلا أنهما لم يشاركا بسبب الظروف الصعبة التي كان يمر بها الفريق في ذلك الوقت. ... ويضيع هدفا ثانيا كان بإمكان اللاعب بالغ أن يصبح رجل المباراة لو تمكن من استغلال الفرصة الثمينة التي أهدرها مع نهاية المرحلة الأولى عندما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس الدولي الوناس ڤاواوي بعد تمريرة جميلة من اللاعب السريع مداحي الذي توغل بسرعة من الجهة اليسرى كما فعل في الهدف الأول، إلا أن بالغ الذي لعب المباراة كاملة لم يتمكن من تجسيد هذه الفرصة التي كانت تبدو في متناوله. ---------- واسطي “تنقصنا الحرارة في اللعب وعلى الجميع تحمّل المسؤولية” تبدو متأثرا بالهزيمة أمام الشلف، أليس كذلك؟ كيف لا تتأثر بذلك وكان بإمكاننا العودة على الأقل بنقطة التعادل أمام الشلف، فقد كنا متقدمين في النتيجة مع بداية الشوط الأول لتنقلب الأمور ونعود إلى الديار فارغي اليدين، خاصة أننا كنا بأمسّ الحاجة لنتيجة إيجابية للخروج من دائرة الخطر والتخلص من مرحلة الفراغ التي نمرّ بها، كان بإمكاننا تحقيق التعادل على الأقل أمام منافس ليس أقوى منا. ما هو سبب انهزامكم؟ الشلف كانت تريد الفوز علينا ولعبت بإرادة قوية فوق الميدان وحصدت النقاط الثلاث التي كانت أكثر من هامة، في حين أن المولودية لم تقدّم ما كان منتظرا منها، وأعتقد أن الحرارة في اللعب تنقص بعض اللاعبين الذين عليهم اللعب بعزيمة قوية خاصة في مثل هذه المواجهات المحلية. فقد شاهدنا بعض العناصر لا تقوم بدورها على أحسن وجه خاصة في المرحلة الثانية التي تراجع فيها مستوانا بشكل مذهل. أنا لا أريد من خلال هذا الكلام أن أشعل الفتنة داخل الفريق، بل أريد أن أحسّس اللاعبين أن الأمور ليست سهلة وعلى الجميع أن يتحمّل المسؤولية كاملة فيما تبقى من مشوار البطولة. هل تتّهم بعض اللاعبين بالتخاذل وعدم القيام بمهامهم؟ ليس بهذا المعنى بالذات، فقط أريد التأكيد على أن هناك بعض اللاعبين يجب عليهم أن يراجعوا مستواهم ويحاولوا تقديم الدعم اللازم للتشكيلة، والذي لا يستطيع فعل ذلك يبقى في منزله، فقد سئمنا من تغطية نقائص بعض اللاعبين الذين عليهم تحمّل مسؤوليتهم، فالجمهور يعلم من هو اللاعب الذي يقدّم كل ما لديه واللاعب الذي لا يقوم بدوره، لذا تراني دائما أريد تحسيس اللاعبين بمغبة الوقوع في هذه الأخطاء التي قد تكلفنا غاليا إذا ما لم نراجع حساباتنا في أقرب وقت ممكن، حتى نتمكن من الخروج من سلسلة النتائج السلبية التي نتخبط فيها والتي جعلتنا نتراجع في الترتيب، في الوقت الذي كنا قادرين على التقدّم نحو الأمام، بالنظر إلى النقاط العديدة التي ضيّعناها فوق أرضية ملعبنا وأمام جمهورنا في اللقاءات السابقة. دخلت في مناوشات مع اللاعب “بياڤا”، ما سبب ذلك؟ لقد وجّه لي هذا اللاعب ومباشرة عند ذحوله أرضية الميدان وابلا من السبّ والشتم وكأنه كان موجّها لي عند دخوله، حيث قال لي أشياء غريبة اتّهمني فيها رفقة فريقي بالعنف وما شابه ذلك، لقد حاولت الردّ على نفسي لأني كنت في حالة غضب فوجّهت له الردّ اللازم وهو ما جعله يتوتر.. وعلى كل هذه الأمور تحدث في كرة القدم، لم أكن متأثرا مما قاله لي هذا اللاعب بقدر ما أنا متأثر بنتيجة اللقاء التي كنت أنتظر أن تكون في صالحنا خاصة بعد أن كنا متقدّمين في النتيجة وكان بمقدورنا تسجيل أهداف أخرى خاصة في الشوط الأول، لكننا لم نحسن استغلال الفرص التي أتيحت لنا وهو ما كلفا الانهزام. تنتظركم لقاءات صعبة، كيف ستحضّرون لها في هذه الظروف؟ سنحاول نسيان هذه التعثرات المتتالية ونفكر في كيفية الخروج من هذه النتائج السلبية التي لا تخدم الفريق على الإطلاق، حيث سنحضّر بجدّ للمواعيد القادمة خاصة أنه تنتظرنا مواجهتان خارج الديار في الجولتين القادمتين، وعلينا أن نراجع حساباتنا من جديد ونركز في اللقاءات القادمة، وعلينا أن نثق في إمكاناتنا الفنية والبدنية حتى لا نقع في الأخطاء نفسها التي وقعنا فيها في الجولات السابقة. فالبطولة مازالت طويلة وعلينا تدارك الموقف في أقرب وقت ممكن شريطة أن نجتهد في التدريبات ونضع اليد في اليد من أجل مصلحة الفريق وتحقيق هدف المولودية هذا الموسم وهو ضمان البقاء في حظيرة الكبار.