تحصلت "الهدّاف" أمس على معلومات من مصادر موثوقة ومقرّبة من عائلة سفير تايدر لاعب نادي بولونيا الإيطالي، تؤكد ما نشرناه في عدد أمس عن اجتماع عدة ظروف لتجعل اللاعب الذي يملك 3 جنسيات فرنسية، تونسية وجزائرية، يختار اللّعب ل"الخضر" ويمنح موافقته لمسؤولي "الخضر" والنّاخب الوطني رغم أن شقيقه نبيل لعب للمنتخب التونسي خلال سنة 2009، واتضح أنه لعب دوراً في اختيار أخيه (يكبره ب 9 سنوات) المنتخب الوطني بعد تجربة مريرة في تونس، سواء مع المنتخب أو مع النجم الساحلي الذي انضم إليه هذا الموسم. نبيل أهمله منتخب تونس ولم يثق فيه سوى حمودة بن عمر وكويهلو مصدرنا كشف لنا أن نبيل أثّر في شقيقه وكان وراء قراره، بسبب المشاكل التي عانى منها منذ أن اتخذ قرار الدفاع عن ألوان المنتخب التونسي (يملك مثل شقيقه 3 جنسيات)، حيث منذ أن انضم لأول مرة في عهدة رئيس الجامعة السابق حمودة بن عمار والمدرب كويهلو لم يعد إلى تمثيل المنتخب التونسي، حيث تم إهماله بطريقة غريبة وكان قد لعب أول مباراة أمام كوت ديفوار في أوت 2009، وسجّل هدفه الأول في مرمى نيجيريا شهرا بعد ذلك (أي في سبتمبر)، ولكن بعد 4 مشاركات فقط لم يعد يستدعى على الرغم من أنه شارك في التصفيات وكان محترفا في البطولة اليونانية ثم في نادي "سيفا سبور" التركي. تعرض للإهانة تلو الأخرى في النجم الساحلي وغادره "مرمد" وقال محدثنا إن أكبر خطأ يكون قد ارتكبه نبيل هو اختياره اللّعب للنجم الساحلي التونسي هذا الموسم، حيث رحبت به الجماهير الصيف الماضي وتوقعت تفجير طاقاته ولكن الأمور سارت معه بطريقة غير متوقعة تماما، إذ طرد في أول مباراة أمام الترجي وكان ذلك ظلما بشهادة الجميع (الحكم سليم الجديدي الذي أدار كأس أمم إفريقيا الأخيرة، وارتكب أخطاءً فادحة في مباراة غانا – بوركنيافاسو أشهر في وجهه البطاقة الحمراء)، ثم رفع عليه النادي الإفريقي احترازات وأثيرت قضية ضده كما تعرض عقب ذلك لإصابة، ورفض المسؤولون الجدد للنجم الساحلي تسديد مستحقاته ودخل في صراع مع الرئيس الجديد رضا شرف الدين، الذي طلب منه الحصول على مستحقاته من المسؤولين الذين استقدموه أي من الرئيس حافظ حميد ما جعله يشعر بالإهانة. الطرابلسي حصل على موافقة سفير في إيطاليا شهر ديسمبر هذا الموقف خاصة ما حصل له مع النجم الساحلي جعله يقرر المغادرة، بحثاً عن تجربة أخرى وعدم العودة إلى تونس بعد أن ذاق الأمرين، وقبل مغادرته نحو إيطاليا كان النّاخب الوطني التونسي الأسبق سامي الطرابلسي شهر ديسمبر الماضي، قد تنقل إلى البلد ذاته والتقى هناك شقيقه نبيل سفير الذي هو بصدد أداء موسم جيد في بولونيا، وحصل منه على موافقته للّعب للمنتخب التونسي، غير أن كل المعطيات انقلبت بعد كل الذي تعرض له شقيقه الذي أثّر فيه بطريقة مباشرة، وجعله يأخذ موقفاً من تونس فضلاً عن مغادرة سامي الطرابلسي العارضة الفنية للمنتخب بقرار استقالته مؤخرا، وهو الطرف الوحيد الذي ربط معه الاتصال من منتخب تونس. نبيل أكد سابقا أن سفير سيلعب لتونس في ماي 2012 وكان اللاعب متردداً في موقفه وسبق له أن أكد ذلك في العديد من المرات ل"الهدّاف"، وزاد شقيقه نبيل الغموض بالتصريحات التي أدلى بها شهر ماي 2012 قال فيها إن لاعب بولونيا أقرب إلى الانضمام إلى المنتخب التونسي من الجزائري، وكان ذلك في جريدة "الصحافة" التونسية حيث قال: "إلى حدّ الآن فإنه (سفير) لم يتخذ قرارا نهائيّا، وقد وجهت له الدعوة من جديد إلى المنتخب الفرنسي للآمال، وخلال الفترة الأخيرة شارك بانتظام مع فريقه وأصبح لاعبا أساسيا ووجد التوازن الذي يحتاجه، وبخصوص المنتخب الذي سيلعب له فإنه لم يحدّد بعد اختياره بشكل نهائي، ولكن حسب اعتقادي فإنه يتّجه نحو تفضيل اللعب للمنتخب التونسي، وهذا طبعا دون التدخّل في قراره ولئن لم يحدّد بعد اختياره فإن ذاك قد لا يتأخر". نبيل عاد أمس إلى تونس بعد أن التقى سفير في إيطاليا لكن المعطيات تغيرت كثيراً مقارنة بشهر ماي الماضي، لأن هناك أموراً كثيرة حصلت جعلت سفير تايدر يميل أكثر لاختيار المنتخب الوطني الذي انضم إليه لاعبون يعرفهم جيداً، على غرار زميله السابق في منتخب فرنسا ونادي بولونيا اسحاق بلفوضيل، بينما عاد نبيل أمس إلى تونس بعد أن بقي أياما في إيطاليا اتفق خلالها على اللّعب لأحد أندية الدرجة الثالثة هناك، كما التقى شقيقه سفير الذي لم يره منذ مدة لالتزامات كل واحد منهما، بينما تسير الأمور لأن يتضامن مع شقيقه خوفاً من أن يتعرض للمصير نفسه بينما فضل والده الحياد، أما والدة اللاعب فتسعى إلى أن ينضم ابنها إلى المنتخب الوطني الجزائري لأنها مغتربة جزائرية، بينما فصل اللاعب في موقفه بعد تدخل عدة ظروف لعبت لصالح المنتخب الوطني.