فرحة عارمة ميزت وفد “الخضر” عقب الفوز المهم الذي حققته التشكيلة أمام منتخب أوغندا، خاصة أن التخوف كان شديدا من تأثير الظروف المناخية، إلى درجة أن هذا العامل نال حصة الأسد من الأحاديث أكثر من الحديث عن الاستعدادات للقاء.. ولكن اللاعبين تغلبوا على أوغندا وفي 35 درجة مئوية، ولم يتكرر سيناريو مالاوي الذي حدث للمنتخب الأول، حيث تجاوز رفقاء جابو الظروف المناخية القاسية وحققوا المهم وهو الفوز بأول لقاء. التخوّف كان شديدا من تأثير الحرارة قبل اللقاء وحضّر المدرب بن شيخة اللاعبين جيدا للتغلب على هذا المشكل، حيث طلب من الإعلاميين تفادي طرح أسئلة عليهم بشأن هذا الموضوع، كما لم يتكلم عن الحرارة في مختلف الاجتماعات التي عقدها مع اللاعبين قبل اللقاء متطرقا إلى أمور أخرى، ما جعل اللاعبين يدخلون بقوة اللقاء ويسيرونه بشكل جيد، كما قسموا الجهد في الشوط الثاني ما سمح لهم بتحقيق فوز مطمئن مع اقتصاد في المجهودات تحسبا للقاء الثاني. الظروف كانت غير إنسانية والإعلام السوداني يؤكد أن أوغندا تضررت وكانت الظروف التي لعبت فيها المباراة غير إنسانية تماما، حيث لم يتمكن بعض المصورين من إكمال متابعة اللقاء بسبب الحر الشديد رغم أنهم لم يبذلوا أي جهد مثل اللاعبين على أرضية ميدان من نوع “الطارطون” التي كانت “تطلق في السخانة” ولم يجر تبليلها. وإذا كانت الحرارة أثرت في مستوى الفريق لأنه كان قادرا على أن يقدم أفضل من هذا المستوى، فإن المنتخب الأوغندي دفع الثمن غاليا من خلال عدم تمكنه من تقديم أي شيء حسب الصحافة السودانية، وتوتر أعصاب لاعبيه على اعتبار معرفتهم بقدرات هذا المنتخب الذي يشارك معهم دائما في دورة “سيكافا”. برمجة “الكاف” ستتغيّر بداية من “كان 2012”، والمباريات لن تلعب في الظهيرة ولأن “الفاف” تعي جيدا أن برمجة المباراة الثانية دائما بعد الافتتاح في الظهيرة يضر المنتخبات التي تلعب في هذا الوقت، ويتسبب حتى في نتائج غير متوقعة (مثلما حصل للجزائر أمام مالاوي)، فإنها قررت حسب ما أكده لنا الحاج محمد روراوة مراجعة هذا الأمر مستقبلا، حيث لن تجرى المباراة الثانية من دورة “كان 2012” في الظهيرة وقد تبرمج – على حد قوله – قبل الافتتاح أو في ساعة ملائمة من اليوم الموالي. أغلب اللاعبين بالفقاعات المائية في أرجلهم وتقلصات بالجملة وأنهى العديد من اللاعبين اللقاءات بالفقاعات المائية في أرجلهم نتيجة الحرارة الشديدة، وهو الأمر الذي أجبر الطاقم الطبي بعد اللقاء على القيام بعمل كبير لمداواة جروحهم، وإضافة إلى ذلك كشف لنا العديد منهم عن تعرضهم إلى تقلصات عضلية بسبب حالة الطقس. بن شيخة اعتبر الحرارة سببا في إصابة جابو والعيفاوي كما قلل المدرب بن شيخة من شأن الإصابات التي حدثت، وقال إن سببها هو الحرارة الشديدة التي جرت فيها المباراة، مشيرا إلى أن نوعية أرضية الميدان (الطارطون) زادت من درجة حرارتها، ما جعل اللاعبين تحت تأثير التقلصات خاصة أن الجو لم يكن مساعدا على القيام بجهد بدني مضني، معتبرا في الندوة الصحية أن جابو والعيفاوي أصيبا بسبب الحرارة المرتفعة. أجواء رائعة في الفندق بعد نهاية اللقاء وعاش مقر إقامة “الخضر” بفندق “كورال” أمسية رائعة بعد الفوز المحقق، حيث شاهدنا اللاعبين لأول مرة بعيدا عن الجدية والتركيز اللذين كانا يميزانهم منذ وصولهم. وإضافة إلى ذلك شاركت كل الطواقم في الانتظار وحتى موظفو السفارة وبعض المناصرين السودانيين الذين جاءوا لتحية اللاعبين لكنهم منعوا من الاقتراب. سوداني، غزالي وخوالد رموا بن شيخة في المسبح وتوجه اللاعبون مباشرة بعد أخذهم حماماتهم في الفندق (لا يوجد ماء في ملعب الخرطوم) إلى المسبح، حيث كانت الأجواء أروع وتسابقوا على رمي أنفسهم في المسبح، كما ألقي ببعض أعضاء الطاقمين الفني والإداري في المسبح، كما تعرض مبعوث “لوبيتور” إلى الأمر نفسه، لكن آخر ما كنا نتوقعه أن يكون بن شيخة هو الضحية في المسبح، حيث قام بدفعه كل من سوداني، غزالي وخوالد وسط أجواء رائعة نتمنى أن تتواصل إلى غاية أدوار متقدمة. ----------------- الصحافة الحاضرة تجمع على استحقاق "الخضر" فوزهم أجمع الإعلاميون الحاضرون في الملعب عن أحقية "الخضر" بالفوز الذي حققوه على حساب المنتخب الأوغندي، مؤكدين أن المنتخب الأوغندي لم يتمكن من المقاومة، وما زاد أموره سوءا تلقي لاعبين منه البطاقة الحمراء، وتوقع كثيرون أن المباريات القادمة ستكون أصعب رغم أن أشبال بن شيخة خطوا خطوة نحو التأهل. "المشاهد": "توقعنا اندفاعا أكبر في الشوط الثاني وخروج سوداني غير مفهوم" صرح مصعب محمد صحفي جريدة "المشاهد" السودانية عن اللقاء: "المنتخب الجزائري دخل اللقاء بصورة جيدة وتحكم في المباراة، كما أن طرد لاعبين من المنافس ساعده كثيرا وجعله يجد حرية أكثر في اللعب، لكن الراحة التي وجدها لم تجعله يندفع بشكل أكبر في الهجوم في الشوط الثاني وظهر أن (2-0) كانت نتيجة مقنعة بالنسبة إليه. وفي اعتقادي إذا لم يكن سوداني مصابا ما كان يجب أن يخرج لأنه كان رائعا". "مونيتور" الأوغندية: "الجزائر كانت أفضل واستفادت من هدايا بالجملة" من جهته كان صحفي يومية "مونيتور" الأوغندية فريديك ميسيزي كيينغي محبطا للغاية بسبب نتيجة اللقاء، وقال عما شاهده: "الجزائر كانت أفضل منا ولا خلاف في هذا الأمر، كانوا يوصلون الكرات من كل الوضعيات إلى المهاجمين، وإضافة إلى ذلك كانت هناك هدايا من الدفاع الأوغندي للأسف. طردان في أول لقاء شيء لا يحدث إلا نادرا، ولا أدري لماذا فقد اللاعبون أعصابهم، الأمور صارت صعبة ولكن وجه منتخبنا سيكون أفضل بكثير في اللقاءات القادمة". Mbc: "الجزائر كانت متوسطة والحكم عليها أمام الغابون" من جهته، قال مراسل "قناة mbc" في السودان عبد الحفيظ عكود أن المنتخب الجزائري ظهر بوجه متوسط، ليضيف: "أعتقد أن المنتخب الجزائري قادر على تقديم أفضل من هذا المستوى، لأن أداءه كان متوسطا أمام منتخب تأثر بالطقس أكثر وبالطردين، لهذا المباراة حسمت مبكرا، والحكم الصحيح عن قدرات الجزائر سيكون أمام الغابون". "السوبر": "هدف سوداني الملغى شرعي، وجابو عالمي" قال صحفي "السوبر" السودانية فيصل مختار إن المباراة كانت مقبولة المستوى، فرض فيها المنتخب الجزائري سيطرته على زمام الأمور منذ الدقيقة الأولى. وأضاف: "وجد الخضر فرصة أولى وسجلها هلال سوداني لكنه لم يحتسب، وهو هدف صحيح. المنتخب الجزائري اعتمد على الأطراف، وشكل خطورة على أوغندا، الهدف الأول من جابو هدف عالمي فيه الكثير من التقنية والتكتيك العالي. في الشوط الثاني برأيي الجزائر لم تجد منافسة شديدة وواصلت سيطرتها المطلقة مستفيدة من النقص العددي للمنافس الذي لم يشكل بالمقابل أي خطورة ولم نره يقترب حتى من مرمى زماموش". "الزعيم": "خبرة الجزائر صنعت الفارق وموازين القوى كانت مختلة" قال صحفي جريدة "الزعيم" عبد الله كمال وهي الجريدة اليومية التابعة لفريق المريخ السوداني إنه متفاجئ ومندهش للمستوى الضعيف الذي ظهر به المنتخب الأوغندي، حيث قال: "شاهدناهم في دورة حوض النيل، ونعرفهم جيدا في دورة سيكافا مستواهم دائما ممتاز، لكن هذه المرة كانوا خارج الموضوع حتى لما كانوا ب 11 عنصرا، اختلال القوى كان واضحا والجزائر استحوذت على الملعب وسيطرت وفازت بفضل خبرتها". "الصدى": "بن شيخة عرف كيف يختار التشكيلة وجابو ساحر" قال صحفي اليومية الرياضية السودانية "الصدى" مصطفى عيدروس عقب نهاية اللقاء مباشرة إن المنتخب الجزائري كان أفضل من خلال العرض الجيد الذي قدمه، مشيرا إلى أن نتيجة اللقاء كانت منطقية ومتوقعة بالنسبة إليه وأثنى كثيرا على بن شيخة، حيث قال: "المدرب دخل بتشكيلة مثالية بتواجد عدد معتبر من لاعبي سطيف متجاوزا مشكل الانسجام، وصراحة اعتبره يملك جوهرة. جابو بكلمة واحدة ساحر". "السوداني": "مردود بدني وفني قوي، والسودان يجب أن تحسم الأمور مبكرا" من جهته، أكد صحفي يومية "السوداني" سالم النور يوسف أن المنتخب الجزائري أعلن نفسه مرشحا قويا للتتويج باللقب بعد بداية قوية، بالرغم من الظروف المناخية الصعبة للقاء، مشيرا إلى أن الأداء كان بدنيا وفنيا في المستوى، ليضيف: "من الواضح أن مهمة المنتخب السوداني لن تكون سهلة وعليه فصل الأمور أمام أوغندا طالما أن هذا المنتخب ظهر متواضعا، وعدم تأجيل الأمور إلى الجولة الأخيرة". ڤوون: "الجزائر وجهت إنذارا شديد اللهجة لكل المنتخبات" قال سكرتير تحرير جريدة "ڤوون" اليومية الأولى في السودان معاوية صابر إن الجزائر لعبت بشكل جيد ووجهت إنذارا شديد اللهجة ليس فقط للفرق التي معها في المجموعة، ولكن لكل المنتخبات الأخرى، من خلال الأداء المميز وكذا حسن تسيير اللقاء من خلال اللعب بأقل مجهود ممكن، مشيرا إلى أن اللاعبين أحسنوا التعامل مع ظروف اللقاء عكس المنتخب الأوغندي الذي وصف مستواه بالباهت. ------------------ ميشو مدرّب الهلال السوداني : “المنتخب الجزائري قوي ومرشّح للذهاب بعيدًا في هذه الدورة، لكن ذلك لا يعني أنه سيتوج بها في الأخير“ عقب انتهاء المواجهة الافتتاحية لمنافسة كأس إفريقيا للمنتخبات المحلية التي تجري فعالياتها في العاصمة السودانية الخرطوم والتي جمعت منظم البلد مع منتخب الغابون، التقينا بمدرب الهلال السوداني ميشو الذي تابع المواجهة من المدرجات وتكلّمنا معه عن بعض النقاط التي تخص هذه المنافسة، وحتى عن المنتخب الجزائري الذي يعتبر من المرشحين الأوائل للذهاب بعيدا فيها.. أولا ما هو رأيك في المباراة الافتتاحية التي فاز فيها المنتخب السوداني على نظيره الغابوني؟ تابعت المباراة باهتمام كبير لأنها المواجهة الافتتاحية لهذه المنافسة، أضف إلى ذلك تواجد عدد كبير من لاعبي الفريق الذي أدربه في التشكيلة الأساسية للمنتخب السوداني، ويمكن القول أنها كانت متكافئة نوعا ما، فالشوط الأول كان من نصيب المنتخب السوداني الذي سيطر عليه بالطول والعرض وتمكن من تسجيل هدف الفوز فيه، لكن الشوط الثاني ظهر فيه الغابونيون بقوة وخلقوا العديد من الفرص للعودة في النتيجة عن طريق بعض الهجمات في ظل انهيار وتراجع المنتخب السوداني الذي يعاني لاعبوه من نقص المنافسة جراء عدم بدء البطولة، إلا أن هذا الأخير عرف كيف يحافظ على النتيجة وتمكن من الفوز في الأخير. كيف تقيّم مردود المنتخب الغابوني المنافس القادم للجزائر؟ من خلال مشاهدتي للمباراة الافتتاحية ومعرفتي السابقة بمنتخب الغابون يمكن القول أنه منتخب قوي، وذلك لضمه العديد من العناصر الجيدة وعلى مستوى الخطوط الثلاثة سواء في الدفاع، الوسط أوخط الهجوم، وقد أبان عن قدرات كبيرة وإمكانيات جمة هو الآخر في المواجهة الافتتاحية، فرغم أنه كان متعثّرًا في النتيجة في الشوط الأول الذي لم يظهر فيه بوجه حسن إلا أنه دخل بقوة في المرحلة الثانية وكان قريبا جدا من تعديل النتيجة لولا عدم الفعالية التي عانى منها مهاجموه أمام مرمى منافسهم، ولاشك أنه سيعود بقوة في المواجهات القادمة. ألديك بعض المعلومات عن المنتخب الجزائري؟ أعرف أنه منتخب قوي يملك أحسن العناصر التي تنشط في البطولة المحلية الجزائرية، كما أنني علمت أنه يضم 11 لاعبًا من وفاق سطيف وذلك أمر جيد ولا شك أنه سيعود على المنتخب ككل بالفائدة مثلما هو الحال بالنسبة للمنتخب الكونغولي الذي يضم في صفوفه 11 لاعبًا من تيبي مازمبي، والملاحظ على المنتخب الجزائري أنه قوي جدا من الجانب التكتيكي وذلك راجع إلى نمط لعبه ولاعبيه الذين يمتازون بالسرعة في المراوغات ويملكون إمكانيات وفنيات جمة، سواء من ناحية خطة اللعب الجماعية أو من خلال المهارات الفردية التي تستطيع أن تصنع الفارق في أي دقيقة من عمر المواجهات، كما أنه من بين المرشحين الأوائل لبلوغ الأدوار الأولى من هذه المنافسة والتتويج بها في الأخير، إلا أن ذلك لا يعني شيئا فهناك العديد من المنتخبات القوية الأخرى العازمة على قول كلمتها في الأخير، مثلما كان الحال بالنسبة للمنتخب الأوغندي الذي رشحه الكثيرون للتتويج بدورة حوض النيل التي أجريت في مصر مؤخرًا إلا أنه تعثر وخسر النهائي. ما هي النتائج التي ستستفيد منها المنتخبات عند نهاية الدورة؟ لا شك أن منافسة كأس إفريقيا للمحليين تختلف كثيرا عن منافسة المنتخبات الأولى، وذلك من حيث الصدى والتغطية الإعلامية إلى غير ذلك من الأمور، إلا أنه حسب رأيي تبقى “الشان“ مهمة كثيرًا لأن مختلف اللاعبين سيبذلون فيها قصارى جهودهم للظهور بوجه حسن وقوي لجلب أنظار المختصين والخبراء الذين توظّفهم مختلف الأندية الأوروبية للظفر بخدمات أبرز لاعبي هذه الدورة، وكل ذلك للدخول في عالم الاحتراف من أبوابه الواسعة. ما رأيك في باري ديمبا الذي ينشط في النادي الذي تُشرف على تدريبه؟ إنه شخص رائع ولاعب ممتاز يملك العديد من الإمكانيات والمؤهلات سواء الفنية أو البدنية التي تسمح له بصنع الفارق وتقديم الإضافة لأي فريق ينشط فيه، لكن الإشكال الوحيد الذي يعاني منه هو بطؤه وعدم سرعته لمّا تكون الكرة عنده، لكنه يمكنه أن يتجاوز ذلك ويعمل على تحسين مستواه ومن ثم سيتمكن بكل سهولة من اللعب في أي نادٍ أوروبي.