“زعيم مشكور لأنه تفهّمني لكني للأسف لم أمض لأي فريق بسبب انتهاء الآجال” أين هو حمزة قسوم اليوم ؟ أنا بخير والحمد لله، أتدرب صباحا ومساء، أحيانا بمفردي وأحيانا أخرى مع فريقي السابق إتحاد الحراش من أجل الحفاظ على لياقتي البدنية، حتى أكون على أتم الاستعداد لأجواء المنافسة الرسمية يوم أنضم إلى فريق جديد. لكن الظاهر أنك لن تعود إلى أجواء المنافسة عن قريب في ظل المشكل الذي يعترضك منذ فترة طويلة من الزمن بسبب عدم حصولك على وثائق تسريحك من رئيس اتحاد البليدة محمد زعيم ؟ لا، قد أعود عن قريب (نقاطعه). كيف تعود وأنت لم تحصل على وثائقك من جهة، وآجال التحويلات الشتوية قد انتهت ؟ لا، قد أعود عن قريب، لأني تحصلت على ورقة تسريحي في آخر لحظة. هل هي بحوزتك الآن ؟ نعم هي بحوزتي وأنا متأكد مما أقوله لك. كيف حدث ذلك ونحن نعلم أن زعيم أجزم بعدم منحك إياها، حتى تدفع أموالا مقابل ذلك ؟ وهو ما حصل، حيث توصّلنا إلى أرضية اتفاق تقضي بأن أحصل عليها، مقابل إعادتي جزءًا من الأموال. وكم هي القيمة التي أعدتها لزعيم ؟ أعدت له أكثر من 200 مليون دفعتها من جيبي الخاص، وتحصلت بموجب ذلك على وثيقة تسريحي. متى حصلت عليها ؟ في آخر لحظة قبيل ساعات قليلة من انتهاء آجال التحويلات الشتوية. لكنك لم تمض لصالح أي فريق ؟ لأن كل الأندية تقريبا كانت قد تعاقدت مع لاعبين جدد، ففريقي السابق إتحاد الحراش مثلا تدربت معه طيلة الفترة الماضية، وكنت على وشك الإمضاء له، غير أنه تعاقد مع عدد من اللاعبين الجدد، ما لم يسمح لي بالانضمام له رغم حصولي على وثائقي في آخر لحظة، ونفس الشيء بالنسبة للأندية الأخرى التي كنت في اتصال معها، هي الأخرى استقدمت لاعبين جددًا وتعذّر عليها ضمي إلى صفوفها. وما العمل الآن، أنت مضطر إلى قضاء سنة بيضاء كاملة ؟ لا أتمنى ذلك، لأني أنتظر مساعدة واستثناء من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، لأني كنت من دون فريق طيلة الموسم بسبب مشكل وثيقة التسريح، ولا حرج إن وضعت لي استثناء يتسنى لي على إثره الانضمام إلى فريق ما، همّي الوحيد الآن أن تسهّل الفاف مهمتي وتؤهلني في فريق أتفق معه حتى أجدد الصلة من جديد مع أجواء المنافسة. وكيف عشت تلك الفترة العصيبة التي علّقك فيها رئيس اتحاد البليدة محمد زعيم ؟ فترة عصيبة بأتم معنى الكلمة، والله لا أتمنى لأي لاعب جزائري أن يعاني مثلما عانيته، لأن البقاء من دون منافسة أمر صعب للغاية، صراحة كل الأبواب أوصدت في وجهي، لدرجة أني قلت في قرارة نفسي أنّي قد لا ألعب كرة القدم من جديد. وهل فكّرت في اعتزال كرة القدم نهائيًا ؟ في لحظات من الضعف والانهيار فكّرت في التوقف كليا عن ممارسة كرة القدم، غير أني وبفضل وقوف الأحباب والأصدقاء والرجال إلى جانبي، تحليت بالشجاعة والإرادة، وواصلت تدريباتي صباحا ومساء حتى أحافظ على لياقتي وكلي أمل في الحصول على وثائقي، والحمد لله، انتهت المعاناة وتحصلت عليها رغم أني لم أمض لأي فريق كان. من هم الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبك في محنتك ؟ الرئيس السابق للصفراء عمي عبد القادر مانع الذي فعل المستحيل كي تعرف مشكلتي حلا نهائيا، وأنا أشكره كثيرًا على ذلك، بالإضافة الى مصطفى مسيّر اتحاد البليدة الذي ساعدني على الحصول على وثائقي، وهو مشكور جزيل الشكر هو الآخر، وأصدقائي ورفاقي أيضا ساندوني معنويا، وساعدوني على تجاوز المرحلة العصيبة التي مررت بها. وهل ندمت للعب يومًا في اتحاد البليدة بعد الذي جرى لك ؟ لا، لم أندم، إتحاد البليدة فريق كبير وأي لاعب يتشرف بتقمص ألوانه، وأنا من بين هؤلاء اللاعبين الذين تشرفوا وسعدوا بالأيام التي قضوها في فريق مدينة الورود، لقد قضيت فترات لا تنسى هناك، للأسف أن مشكلا إداريا فقط هو الذي جعلني أتعرض لهذه المعاناة، ولا دخل للبليدة فيه. وهل أنت حاقد على رئيسه محمد زعيم الذي رفض بشدة منحك وثيقتك من دون مقابل ؟ صراحة رغم ما عانيته، لست حاقدا عليه، لأنه في نهاية المطاف تفهّم وضعيتي بعدما تحدثت معه على انفراد، وسهل لي مهمة الحصول على وثائقي، وأنا أشكره جزيل الشكر وإن شاء الله ربي “يحفظو” ويوفّقه. هذا الكلام من قلبك، أم لأنه منحك وثائقك ؟ لا، من قلبي، أنا لا أكنّ أية ضغينة لأي شخص في الدنيا، كرة القدم عرفتنا بالرجال وأشكره على تفهّمه لوضعيتي، ومن يدري فقد أعود يوما للعب في البليدة مستقبلا. هل أنت متحسّر لأنك لم تعد للحراش مثل زميلك شوقي شاش الذي أمضى رسميا للصفراء ؟ أجل تحسّرت، لأن الصفراء فتحت لي أبوابها، وسمح لي مدربها شارف وإدارتها بالتدرب خلال الفترة العصيبة التي مررت بها، الله غالب مشكل وثيقة التسريح، وتسريحي بعدها في آخر لحظة لم يسمح لهم بالتعاقد معي لأنهم جلبوا اللاعبين الذين كانوا يحتاجونهم في بعض المناصب، وأستغل الفرصة لكي أتمنى للصفراء التوفيق خلال مرحلة العودة، ولصديقي شاش النجاح أيضا لأنه لا يزال قادرا على تقديم الكثير لها هو الآخر. وهل لديك بعض الاتصالات الآن ؟ الاتصالات التي كانت لدي انقطعت بعدما عجزت عن تسوية مشكلتي، لكني لست متخوفا من هذا الجانب لأن مجرد صدور خبر تسوية مشكلتي سيجعل العروض تصلني مرة أخرى، ويبقى الأهم أن تتفهّمني “الفاف” وتتفهّم مشكلتي وتمدد لي خصيصا آجال الإمضاء في فريق آخر لأني أرغب حقا في العودة قبل الموسم القادم. كم تبلغ اليوم من العمر ؟ 29 سنة فقط. أنت قادر على اللعب في المستوى العالي من جديد إذن ؟ بالتّأكيد، لاسيما أني خلال فترة مغادرتي البليدة، بقيت أتدرب بانتظام، كما أني خضت مباريات ودية مع الصفراء وحافظت على لياقتي، فلو تشاهدني يتبادر إلى ذهنك أني لم أتوقف عن التدرب والمنافسة ولو ليوم واحد، لذلك أنا متيقن من أني قادر على اللعب في المستوى العالي من جديد وفي أقرب وقت ممكن. في حال ما وصلك عرض من القسم الثاني مستقبلا، هل أنت مستعد للإمضاء ؟ نعم، سواء وصلني عرض من القسم الأول أم الثاني أنا مستعد للإمضاء، لاسيما إذا كان هذا الفريق ينافس على الصعود إلى الدرجة الأولى، لا حرج في ذلك لأن المستوى في القسم الثاني مرتفع أيضًا، المهم أن أعود إلى الميادين التي اشتقت إليها كثيرا، المهم أن أعود لمعانقة الشباك أيضا... لا يمكن للاعب مثلي ألف اللعب والتسجيل دوما أن يبقى لأكثر من سنة من دون منافسة. كن صريحا معنا، ألا ترى أنك ضيّعت مشوارًا كبيرًا ؟ هذا صحيح، بعدما كنت أتطلع للاحتراف في الخارج، صرت مضطرا للبقاء من دون منافسة، والتفاوض من أجل الحصول على وثائقي، الله غالب كل شيء بالمكتوب. ما سبب ذلك، تهوّرك، أم أخطاء شباب في سنّك، أم عدم وجود مناجير جيّد يقودك لتحقيق أحلامك، أم عدم وجود أشخاص مقربين منك يسدون لك النصائح، أم ماذا ؟ (يفكر) لا أدري السبب بالضبط، قد تكون أخطاء مني ارتكبتها، وفي النهاية أكرر ما قلته لك أنا أخذت نصيبي ومكتوبي، فلو كتب لي القدر أن أذهب بعيدا في مشواري الكروي لحصل ذلك، لكن القدر أراد أن يعرف مشواري ما عرفه حتى الآن، وأنا راض بقدري... من الممكن أن تلعب جيدا ولا تذهب بعيدا في مسيرتك ومن الممكن أن لا تكون لك علاقة بكرة القدم وتصنع لنفسك اسما وتذهب بعيدا في مشوارك. حتى شقيقك طيب قسوم كان مرشّحًا للذهاب بعيدًا في مشواره الكروي لكنه اليوم يلعب في نادي عيون الترك، أليس كذلك، وما الذي حدث له هو الآخر ؟ الطيب عانى مثلي، وهو الآخر لم يبتسم له الحظ، فبعدما برز في الصفراء تحوّل إلى إتحاد الجزائر، وبعدها تراجع بعض الشيء، واليوم هو في عيون الترك رفقة فضيل دوب، وأنا متأكد من أن سنه ستسمح له بأن يعود بقوة في فريق كبير بداية من الموسم القادم لأن إمكاناته ترشحه لكي يلعب لعشرية أخرى من الزمن في المستوى العالي. في الأخير هل من رسالة ترغب في تمريرها ل«الفاف” ؟ أتمنى من الفاف والرابطة أن يتفهما وضعيتي، وأن يسهّلا تأهيلي في فريق آخر بعدما حصلت على وثيقة تسريحي في آخر لحظة، لأني أرغب في العودة إلى أجواء المنافسة اليوم قبل الغد، لاسيما أن لياقتي البدنية جيدة وتسمح لي بأن أكون تحت تصرف أي فريق يرغب في ضمي.