عاد أخيرا المهاجم الدولي الجزائري عبد القادر غزال للتسجيل مجدّدا بعد صيام دام 11 شهرا كاملا، حيث كان آخر هدف له في “السيري أ« الإيطالية أمام فريقه الحالي باري... حين كان يلعب مع سيينا. فترة طويلة من الصوم عن التهديف بالنسبة لمهاجم أثرت فيه كثيرا، وجعلت العديد يشكّ في قدراته، خاصة أن اللاعب تعرّض لإصابة حرمته من اللعب لأربعة أشهر كاملة، وهو أمر كلفه غاليا. لكن غزال أكد لنا أنه استعاد كامل إمكاناته هذه المرة، ولا أثر للإصابة، حيث لم يشعر بأيّ شيء خلال اللقاءين اللذين شارك فيهما مع فريقه باري، وأكد أن الإصابة بالنسبة له اليوم هي مجرّد ذكرى سيئة، حيث أصبح الآن يركز فقط على تحقيق البقاء مع فريقه باري، وكذا ضمان مكانة ضمن تشكيلة “الخضر” في اللقاء القادم أمام المنتخب المغربي. إذ أوضح لنا ولمقرّبيه أنه لن يهنأ له بال إلا حين يستعيد مكانه في تشكيلة المنتخب، وبما أن المباراة القادمة ل “الخضر” هي مباراة “داربي”، ومن المهم جدّا أن يفوز بها منتخبنا الوطني من أجل الإبقاء على حظوظه للتأهل، فمن الضروري أن يكون كل اللاعبين في المستوى وفي حالة جيّدة، وهو ما يحدث مع غزال الذي استعاد فعاليته، وهو ما يطمئن المدرب الوطني عبد الحق بن شيخة. يشعر براحة أكبر في وسط الميدان، لكن... رغم أن غزال استعاد عافيته واستعاد فعاليته حيث يقدّم مستوى جيّدا مع “باري”، ويعد أنه سيكون أحسن في المستقبل، إلا أن المشكلة تكمن في المنصب الذي ينشط فيه غزال، فرغم أنه عاد إلى منصبه الأصلي مع فريقه، وأصبح المدرب “موتي” يعتمد عليه في وسط الميدان خلف المهاجمين، إلا أن المشكلة ستكون الآن في المنتخب الوطني، الذي يحتاج إلى مهاجمين وليس إلى لاعبي وسط ميدان، وإن كان غزال ينشط مع “الخضر” في الهجوم فهذا الأمر سيشكل له عائق، وهو ما يطرح تساؤلا مهما، ففي حالة استدعائه من طرف بن شيخة، أين سيشركه؟ هل في وسط الميدان، أم في الهجوم رغم عدم فاعليته في هذا المنصب؟ أنصار “باري” يعشقونه بسبب لعبه بحرارة يعاني فريق “باري” منذ عدة أسابيع من وضعية حرجة للغاية، حيث يقبع في مؤخرة الترتيب وهو مهدّد أكثر من أي وقت مضى بالسقوط للقسم الثاني، وهو ما جعل أنصار النادي يثورون على الفريق ككل، سواء لاعبين أو مسيّرين وخاصة رئيس الفريق. حيث طالب الأنصار بتنحي الرئيس “فيتشنزو ماتاراس”، الذي حملوه مسؤولية الوضعية السيّئة التي يتواجد فيها الفريق. حضورنا لقاء “باري” أمام فيورنتينا جعلنا نكتشف الأجواء المشحونة التي تحيط بالنادي، حيث صبّ الأنصار غضبهم على أصحاب الزيّ الأحمر والأبيض بعد نهاية اللقاء بالتعادل. لكننا وقفنا كذلك على العشق الذي يكنّه أنصار باري للدولي الجزائري عبد القادر غزال، الذي يعتبر من بين اللاعبين المحبوبين وسط الأنصار، نظرا للحرارة الكبيرة التي يلعب بها، وهو ما جعله يسلم من شتائم الأنصار. وحتى غزال يحترم الأنصار كثيرا بدليل توجّهه نحوهم بعد نهاية اللقاء من أجل تحيتهم. وعند خروجنا من الملعب التقينا مع أحد الأنصار، الذي كان يبكي بحرقة بسبب النتيجة السلبية التي حققها فريقه، لكنه ابتسم فور أن عرف أننا جزائريون، وصرّح لنا قائلا:« غزال لاعب رائع، إنه حارّ للغاية ومقاتل ولا يستسلم فوق الميدان، هذه نقطة قوته، عكس البعض من زملائه ممّن لا يهمّهم إنقاذ النادي من السقوط.. صراحة إنه الوحيد رفقة الحارس جيليت وهيوسكلب اللذان يستحقان تصفيقاتنا”. الصحافة الإيطالية أشادت بهدف غزال وصُنّف بين أفضل الأهداف أشادت العديد من الصحف الإيطالية صبيحة أمس بتألق الدولي الجزائري غزال في لقاء أمس الأول أمام فيورتينا، حيث أكدت أن دخول غزال قلب الطاولة على أشبال ميهايلوفيتش، وأكدت أن الهدف الذي سجّله من بين الأروع في الجولة 27 من البطولة الايطالية. من جهة أخرى، أشاد معدّ الحصة الرياضية في قناة “راي أونو” بهذا الهدف، وخاصة بشجاعة غزال الذي فضّل التسديد بخارج القدم عوض التسديد بالرجل اليسرى، وهو ما كان خيارا موفقا وجعله يسجّل واحدا من بين أجمل الأهداف في البطولة الايطالية. ---------------- إشادة واسعة به وتأكيدات على سعيه للعودة إلى “الخضر”... غزال يدعو للسلام ويطالب الجزائريين بتجنّب الصراعات جالبة المحن صنع الجزائريون الحدث هذه الأيام في إيطاليا ليس فقط بما يفعلونه داخل الميادين الخضراء بل وأيضا بدمائهم العربية باعتبارهم الأكثر تواجدا في “الكالتشيو”، فعقب التقرب من حسان يبدة نجم نابولي وسؤاله عن رأيه فيما يحدث في ليبيا وقبل ذلك تونس ومصر، جاء الدور على مواطنه عبد القادر غزال صاحب الهدف الرائع أول أمس في مرمى فيورونتينا. يذكر أن الإعلام الإيطالي كثيرا ما يلجأ ل يبدة، مصباح، مغني وغزال عند محاولته أخذ آراء اللاعبين المسلمين والعرب في شتى القضايا. غزال: “هدفي رسالة من أجل السلام في شمال إفريقيا” تواكب الصحافة الإيطالية باهتمام بالغ ما يجري في ليبيا نظرا للعلاقات الاقتصادية المتينة جدا التي تجمع البلدين وكذلك الحال بالنسبة لدول الجوار في شمال إفريقيا، لهذا وعقب هدفه في مرمى فيورونتينا تقربت صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية من عبد القادر غزال محاولة أخذ انطباعه حول الثورة التي تعرفها ليبيا وسبقتها إليها تونس ومصر، فصرح الدولي الجزائري قائلا: “هدفي في مرمى فيورونتينا أهديه كرسالة سلام في شمال القارة الإفريقية”، وقد قوبل رد فعل غزال باحترام شديد من قبل مراسل الصحيفة. «الحرب تجلب المحن فقط وبلدي في منأى عمّا يجري” عرّج غزال عقب سؤاله عن الثورات في البلدان المجاورة لبلده إلى تحليل الوضع في الجزائر الذي وقف عليه لما قادته زيارة قصيرة إلى مسقط رأس والديه في تلمسان، فرغم إبدائه قلقا شديدا لما قال: “مثل الجميع في بلدي، أشعر بقلق لرياح الحرب في بلدان الجوار، لا يأتينا من الحروب سوى المحن والأحزان فقط”، أضاف نجم باري متحدثا عن الوضع في الجزائر: “في بلادي لا يوجد أي تخريب أو أعمال شغب، لقد قادتني رحلة هناك الأسبوع الماضي لحضور جنازة جدي، الحياة طبيعية جدا هناك رغم وجود قلق بسبب ما يجري في بلدان الجوار”. «نأمل نفاد قوة أودينيزي المرعبة في رحلته إلى باليرمو” كما تحدث النجم الجزائري عبد القادر غزال يوم أمس لموقع “توتو ميركاتو” الإيطالي عن هدفه المذهل أول أمس في مرمى فيورنتينا، مجددا تأكيده على استعداده لبذل أقصى مجهودات ممكنة للمساهمة في إنهاء باري لموسمه بشرف، لكن تبقى العقبة التي قد تُحطم الفريق وتدحر المعنويات في اللقاء القادم هو ملاقاة المرعب أودينيزي صاحب السباعية الكاملة مطلع الأسبوع في تنقله إلى جزيرة سردينيا، وقد قال مهاجم “الخضر”: “لقد فازوا بنتيجة كبيرة جدا على مستضيفهم باليرمو، نأمل أن تنتهي ثورتهم عند ذلك الحد، الأمر ليس سهلا أبدا العودة بنتيجة من رحلتنا إلى أودينيزي”. «سجلت تكريماً لجدي الذي فقدته” عاد غزال في نهاية حديثه ل«توتو ميركاتو” إلى جده الذي وافته المنية بحر الأسبوع الماضي، مما استدعى سفره إلى تلمسان قصد حضور الجنازة وتقبل العزاء، إذ أكد إهداءه الهدف لجده، معتبرا التألق أمام فيورنتينا تكريما لروحه، هذا وأضاف غزال: “أهدي هدفي لجدي الذي فقدته الأسبوع الماضي، الحادثة تسببت في أسى كبير داخل العائلة”. ---------------------- الصحفيون الإيطاليون يؤكدون على موهبة غزال ويجمعون على أن “فنتورا” سبب تراجع مستواه خلال تواجدنا بملعب “سان نيكولا” أول أمس من أجل حضور لقاء باري أمام فيورونتينا التقينا بالعديد من الصحفيين الإيطاليين وجمعنا بهم حديث شيق للغاية حول اللقاء وحول اللاعب الدولي عبد القادر غزال، إذ أكد لنا جميع من تحدثنا معهم أن غزال لاعب كبير وموهوب ولديه إمكانات كبيرة، لكن مشكلته أنّ المدرب السابق ل باري “فانتورا” كان السبب في تراجع مستواه بما أنه كان يشركه في منصب لا يناسبه، لكن مع قدوم المدرب الجديد “مونتي” عاد غزال للعب في منصبه الأصلي خلف المهاجمين وهو ما ساعده على التألق من جديد. جوسيبي باس (أنتينا سيد): “الهدف الذي سجله غزال سيسمح له باسترجاع الثقة في نفسه” جوسيبي باس صحفي خبير يعمل في القناة التلفزيونية “أنتينا سيد” والتقينا به خلال لقاء باري أمام فيورنتينا أول أمس الأحد في مدرجات ملعب “سان نيكولا” وتحدثنا معه عن غزال ومستواه في فريقه باري وعن الهدف الذي سجله أول أمس، وأكد لنا هذا الصحفي المعروف في إيطاليا أنّ هدف غزال هدف جميل للغاية ويؤكد به المستوى الذي يتمتع به وسيكون له وزن ثقيل بما أنه سيسمح للاعب باسترجاع الثقة في نفسه بعد فترة صعبة قضاها في الآونة الأخيرة، وقال: “غزال أعرفه منذ مدة، الآن يعدّ من بين خيرة المهاجمين في البطولة الإيطالية وبرهن اليوم على هذا بهدفه الممتاز الذي جاء من كوكب آخر، والجميل أنّ هذا الهدف جنّب فريقه باري خسارة قاسية فوق ميدانه حيث أنّ هذه المباراة كانت هامة للغاية بالنسبة لنادي باري وكان يجب الفوز بها بأي ثمن حتى يُبقي الفريق على حظوظه قائمة من أجل تحقيق البقاء، ورغم أن التعادل يؤزّم وضعية الفريق في سلم الترتيب إلا أنه أفضل من الخسارة التي كانت ستكون عواقبها وخيمة على باري، دخول غزال كان إيجابيا للغاية في هذا اللقاء والهدف الذي سجله سيسمح له باسترجاع الثقة في نفسه بعد فترة عصيبة مر بها وسيحرّره أكثر”. كوسيمو بانزيتا (ميديا سات بريميوم): “غزال فعّال أكثر عندما يلعب في وسط الميدان” من جهة أخرى تحدثنا مع كوسيمو بانزيتا صحفي تلفزيون “ميديا سات بريميوم” وأكد لنا أنّ المدرب الجديد ل باري عرف كيف يستغل جيدا غزال بإشراكه في منصبه الحقيقي وهو ما يساعد الفريق واللاعب على حد سواء، وقال: “أنا سعيد لأنّ غزال تمكّن من تسجيل أول هدف له هذا الموسم وهو ما سيحرره فيما تبقى من عمر البطولة، فرغم أنّ غزال وجد صعوبات في بداية الموسم للتأقلم مع فريقه الجديد رغم الإمكانات التي يمتلكها والتي أبان عليها عندما كان مع سيينا، إلا أنه الآن يسير في الطريق الصحيح، أعتقد أنّ طريقة المدرب السابق للنادي فنتورا لم يكن يشركه في منصبه وهو ما أعاقه كثيرا حيث كان يعتمد عليه في الرواق الأيمن وهو أمر لم يساعده بتاتا، أمّا المدرب الجديد موتي فإنه يشرك غزال في المنصب الذي يناسبه وهو خلف المهاجمين، إنه يجد نفسه أفضل في هذا المنصب وهو ما يساعده ويساعد فريقه، الآن يجب عليه أن يواصل في المنوال نفسه حتى يقدم المساعدة لفريقه الذي يصارع من أجل البقاء”. ميشال دي فوديس (أنسا): “قدوم موتي حرّره تماما” أما ميشال أدي فوديس الذي يعمل بمركز الصحافة “أنسا” فرأيه لم يكن مخالفا للآخرين، حيث يرى أنّ غزال يملك مؤهلات كبيرة لم يتمكن من تفجيرها مع المدرب السابق، لكن قدوم “موتي” حرره تماما، وقال: “غزال لاعب موهوب حيث تابعته جيدا حين كان يلعب في سيينا، إنه يلعب بطريقة بسيطة وسهلة وصحيحة، لكن من الواضح أنه يكون أفضل عندما يلعب في وسط الميدان خلف المهاجمين حيث يكون أكثر خطورة عندما يأتي من الخلف خاصة مع بنيته القوية، لكن بدايته في باري لم تسمح له بإظهار كل إمكاناته بما أن المدرب السابق فانتورا كان يضعه على الرواق وهو ما لا يناسبه، لكن قدوم موتي حرره تماما وجعله يلعب بحرية أكبر وفي المنصب الذي يناسبه، وهو ما أتى بالفائدة على مستوى الفريق بشكل عام فدخوله كان إيجابيا وقدّم الإضافة وأتمنى أن يواصل على هذا النحو”. -------------------- موتي: “هدف غزال رائع لكنه غير كاف لنا” بعد نهاية اللقاء أمام فيورنتينا نشط مدرب باري ندوة صحفية تحدث فيها عن النتيجة التي آلت إليها المباراة، والتي أكد أنها غير مرضية له وللفريق الذي يعاني في مؤخرة الترتيب، حيث كشف أن هذه النتيجة ترهن حظوظ فريقه في ضمان البقاء، لكنه بالمقابل أثنى على هدف غزال واعتبره هدفا رائعا، وقال: “صحيح أن هدف غزال كان جميلا، بل رائعا، لكنه لم يكن كافيا بالنسبة لنا من أجل تحقيق الفوز، فقد كان علينا الفوز بأي ثمن في هذه المباراة حتى نبقي على حظوظنا قائمة في البقاء، لكن للأسف لم نتمكن من تحقيق ذلك، وهو ما يعقد من مهمتنا كثيرا، يجب أن نبقى نؤمن بحظوظنا وبقدراتنا على تحقيق البقاء رغم صعوبة المهمة”. أحداث شغب بعد اللقاء حسرة كبيرة أصابت أنصار باري وفريقهم، حيث لم يتقبلوا تماما أن يتعادل فريقهم فوق أرضية ميدانه في هذه الوضعية الحرجة، وهو ما جعلهم يقومون بتصرفات طائشة بعد نهاية المباراة، سواء داخل الملعب أو خارجه، أين شاهدنا أحداث شغب كثيرة متفرقة حول أطراف ملعب سان نيكولا، ودامت هذه الأحداث طويلا إلى غاية تدخل الشرطة الإيطالية حيث هدأت الأوضاع بعد ساعتين تقريبا.