اتسعت دائرة الأزمة التي تعاني منها مولودية قسنطينة منذ أسابيع بكشف المستور وبروز انشقاق حقيقي بين أعضاء مجلس الإدارة، فكانت الخسارة أمام نصر حسين داي بمثابة فضح تلاعبات باتت بارزة اليوم للعيان وعمق رحيل شرادي من أزمة المولودية التي صارت ليس فقط بعيدة عن لعب الأدوار الأولى للصعود، وإنما من بين المهددين بالسقوط إن تواصلت مهازل القبة البيضاء. حقيقة أمر مؤسف ما يحدث في بيت “الموك” ذاك الفريق العريق بتاريخه الذي أنجب قموح، كروكرو، خاين، بركات، فندي وغيرهم من اللاعبين الذين سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب في قاموس كرة القدم الجزائرية. فريق أصبح في وقتنا هذا من أكبر المهددين بالسقوط إلى قسم الهواة وهو الذي كان يلعب على تحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الأولى، لكن تعنت الإدارة وعدم تحمل كامل مسؤولياتها كان سببا مباشرا في انفجار الوضع والوصول إلى شن إضراب من قبل اللاعبين قبل لقاء حاسم أمام نصر حسين داي في ظل عدم تلقيهم مستحقاتهم المالية منذ قرابة أربعة أشهر كاملة. الفريق في خطر ويجب تضافر الجهود ولعل أكثر الأمور التي يجب ذكرها هو وضعية المولودية في سلم الترتيب، حيث أصبح الفريق أكثر المهددين بالسقوط إلى قسم الهواة، خاصة في ظل المواجهتين الصعبتين اللتين تنتظران الفريق خلال الجولتين المقبلتين أمام كل من شباب باتنة بملعب هذا الأخير ونادي بارادو في الجولة الموالية بملعب الشهيد حملاوي، وأي تعثر جديد في هاتين المواجهتين يعني بالضرورة وضع قدم في قسم الهواة بنسبة كبيرة. لهذا فإن الإدارة مطالبة باحتواء الوضع وتضافر جهود الجميع، خاصة في هذه الوضعية الصعبة التي يتواجد عليها الفريق قبل لقاء مصيري أمام شباب باتنة في ملعب هذا الأخير، وبهذا فإن رجال “الموك” مطالبون بالعودة مجددا إلى بيت الفريق في أقرب وقت ممكن. نغيز قد يقود الفريق لوحده في لقاء باتنة وحسب الأصداء التي وصلتنا من بيت الفريق، فإن مساعد المدرب نبيل نغيز قد يكون بنسبة كبيرة المدرب الرئيسي الذي سيقود التشكيلة في لقاء الكاب الذي سيكون صعبا جدا نظرا للوضعية الصعبة والحالة النفسية السيئة التي يتواجد عليها رفقاء طوال من جهة وقوة المنافس الذي لن يتنازل عن النقاط الثلاث من جهة أخرى، خاصة بعد الانهزام الذي تلقاه رفقاء بوحربيط في مستغانم خلال الجولة الفارطة. نغيز: “لا أعرف ماذا حدث للفريق” وفي اتصال هاتفي مع مساعد المدرب نبيل نغيز الذي لم يستطع حتى الحديث معنا بسبب تأثره الكبير بما حدث للفريق، أكد لنا أنه لا يعلم حتى وقت إجراء حصة الاستئناف بالنظر إلى الحالة النفسية السيئة التي يتواجد عليها، بعد الانهزام الأخير الذي تلقاه الفريق، مضيفا في سياق حديثه أنه تنقل إلى قسنطينة عشية أمس من أجل إعادة الفريق إلى جو التدريبات. ...في انتظار تدعيم العارضة الفنية وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإن إدارة المولودية أو بالأحرى أعضاء مجلس الإدارة سيعقدون اجتماعا طارئا خلال الساعات القليلة القادمة قصد وضع النقاط على الحروف ومحاولة إعادة الاعتبار للفريق الذي يسير نحو المجهول، خاصة بعد رحيل المدرب رشيد شرادي الذي لم يفهم شيئا وفضل الانسحاب بشرف لأن أمور النادي أصبحت لا تطاق في نظره. طوال عثمان: “ما حدث أمر غريب” أكد أمس حارس الفريق عثمان طوال في اتصال هاتفي معه أنه لم يفهم ما حدث في لقاء النصرية، حيث أبدى تأسفه الكبير مما يحدث لفريق بحجم مولودية قسنطينة الذي كان من أبرز الفرق التي كانت تطمح لتحقيق الصعود في بداية الموسم، لكن الأمور تغيرت وانقلب السحر على الساحر. وأضاف طوال أن على الجميع مساعدة الفريق لتحقيق البقاء، لأن “الموك” –حسبه- تستحق أكثر من هذا، لكن يبقى السؤال المطروح ماذا ينقص الفريق حتى يحقق الصعود؟. أعضاء مجلس إدارة الشركة يريدون محاسبة كمال مدني علمت “الهداف” من مصادر مؤكدة من داخل مجلس إدارة الفريق أن أعضاء المجلس يريدون محاسبة كمال مدني خلال هذه الساعات القليلة، فيما يخص مبلغ 5 ملايير التي تحدث عنها في الإذاعة الجهوية لقسنطينة، وقد أكد أحد الأعضاء الفاعلين في بيت المولودية في اتصال هاتفي مع “الهداف” أن كمال مدني مطالب بتبرير نفقاته المالية على الفريق التي قاربت 5 ملاييرسنتيم منذ جوان الماضي إلى غاية 31 ديسمبر الماضي.