استهلت مولودية سعيدة بداية مرحلة الإياب بهزيمة قاسية وغير مستحقة، عندما واجهت شباب بلوزداد بملعب هذا الأخير مساء أول أمس السبت، حيث انهزمت التشكيلة بنتيجة هدف وحيد سجله المهاجم بورقبة الذي أهدى فريقه ثلاث نقاط ثمينة كانت ستكون للمولودية لولا الفرص السانحة التي أهدرها كل من مادوني وشرايطية، لكن رغم الهزيمة إلا أن التقدير يبقي دائما ل "الأمسايس" التي لعبت الكرة وأحرجت "السياربي" في عقر داره، ولم يحالفها الحظ في العودة إلى الديار بنقطة ثمينة. سيطرة عاصمية في بداية اللقاء وكيال يتألق مرة أخرى على غير العادة لم يدخل لاعبو المولودية مباشرة في اللقاء، حيث بدا عليهم التخوف من رد فعل "السياربي" مع إعلان الحكم بابو انطلاق اللقاء، حيث تراجع رفقاء مقني للخلف مانحين الأفضلية للشباب الذي شن العديد من الهجمات التي كان أولها وأخطرها الهجمة التي انتهت عند رأس المهاجم سليماني الذي حاول مباغتة الحارس كيال، لكن هذا الأخير واصل تألقه واستطاع بفضل خبرته الطويلة أن ينقذ المولودية من هدف محقق وحفز زملاءه على الرد بقوة على تهديدات لاعبي الشباب. مادوني كاد يفعلها بطريقة استعراضية بعد أخد ورد في وسط الميدان، وبعد أن عجز الفريقان عن الوصول إلى الشباك، أتيحت للمولودية أول فرصة في المواجهة الأخيرة، حيث كان بإمكان أبناء المدرب روابح أن يغيروا مجرى المواجهة ككل، لكن الحظ وقف إلى جانب الحارس أوسرير وحرم المهاجم مادوني من افتتاح باب التسجيل في (د25) حين حاول لاعب المولودية أن يسجل بطريقة استعراضية من خلال رفع الكرة في الزاوية المقابلة، في الوقت الذي كان زميله شرايطية ينتظر العرضية خاصة أنه كان في المكان المناسب لهز شباب الشباب. المولودية ضيعت فرصة التقدم في آخر دقيقة من الشوط الأول وفي الوقت الذي كان الجميع ينتظر أن يعلن حكم المواجهة نهاية المرحلة الأولى بالتعادل السلبي، فاجأ مادوني الجميع بعرضية متقنة داخل المنطقة وصلت للاعب شرايطية الذي روضها بالصدر بطريقة جملية وراوغ أحد مدافعي الشباب وكان في وضعية سانحة للتسجيل لكنه أخطأ الهدف عندما سدد كرة جانبت القائم الأسير لحارس الشباب، مفوتا على زملائه فرصة إنهاء المرحلة الأولى بفوز كان سيغير كليا من مجريات المواجهة، ليعلن بعدها الحكم بابو نهاية المرحلة الأولى بالتعادل السلبي وبأداء متوسط للتشكيلة السعدية. مشكل اللمسة الأخيرة يطفو على السطح مجددا بعد الفعالية الكبيرة التي أظهرها اللاعبون في المباريات السابقة خاصة في مواجهات الكأس، وبعد أن استبشر السعيديون بقوة الهجوم السعيدي، تفاجأ الجميع في اللقاء الأخير بظهور مشكل اللمسة الأخيرة، حيث بدا اللاعبون خاصة المهاجمين وعلى غير العادة غير قادرين على التركيز في آخر لمسة للكرة، الأمر الذي حرم المولودية من العودة بنقطة كأقل شيء إن لم نقل ثلاث نقاط كاملة من خرجتها الأخيرة للعاصمة، فالمتتبع للقاء يدرك أن السعديين أبلوا البلاء الحسن في وسط الميدان وأظهروا قدرة كبيرة في صناعة الهجمات انطلاقا من الخلف، واستطاعوا تهديد مرمى الحارس أوسرير لكن فشلوا في تحويل كل الفرص السانحة لأهداف رغم أنها كانت تبدو سهلة وفي المتناول عكس لاعبي الشباب الذين أتيحت لهم فرص نادرة استطاعوا أن يحولوا أحدها لهدف الفوز. خطا واحد من الدفاع يكلف المولودية غاليا تمكن المهاجم البديل بورقبة من تسجيل هدف الفوز لفريقه في (د62)، وذلك بعد أن استغل خطأ في المراقبة من طرف الدفاع السعيدي واستطاع أن يتمركز في وضعية جيدة وأن يسجل الهدف الوحيد بكل راحة، فمسؤولية الهدف لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتحملها للدفاع لأن رفقاء بن دحمان أدوا ما عليهم واستطاعوا إيقاف كل هجمات الشباب خاصة في الشوط الأول، لكن خطأ واحدا كان كافيا للقضاء على أحلام أنصار المولودية، ويبقى أن نشير إلى أن بعض لاعبي المولودية توقفوا عن اللعب في لقطة الهدف، حيث كانوا ينتظرون أن يقوم لاعبو الشباب بإخراج الكرة لإسعاف زمليهم المصاب، وهو الأمر الذي كلفهم غاليا وسبب لهم الهزيمة في المواجهة الأخيرة. رد الفعل كان قويا لكن الفعالية خانت الهجوم رمى السعديون بكل ثقلهم في الهجوم بعد الهدف الذي سجله بورقبة، حيث حاول رفقاء مادوني تسجيل هدف التعادل في الدقائق المتبقية من عمر المواجهة، والشيء اللافت للانتباه هو أن المولودية سيطرت على مجريات اللعب وأجبرت الشباب على التراجع للخلف والاعتماد على الهجمات المعاكسة، فكان لأبناء المدرب روابح العديد من الفرص السانحة للتسجيل لكن رفقاء شرايطية فشلوا في تحويلها لأهداف بسبب تألق أوسرير من جهة وبسبب الحظ الذي خانهم من جهة أخرى، لينتهي اللقاء بهزيمة غير متوقعة للمولودية التي تراجعت في سلم الترتيب وتنازلت عن المرتبة الثالثة بطريقة أقل ما يقال عنها أنها ساذجة. اللاعبون أدوا ما عليهم والظروف الصعبة خانتهم ورغم الهزيمة، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلقي باللوم على لاعبي المولودية الذين أدوا ما عليهم في اللقاء الأخير وبذلوا كل ما في وسعهم لتحقيق نقطة التعادل كأقل شيء، فأي تبرير يقدمه الطاقم الفني أو اللاعبون سيتقبله أنصار "الأمسياس" لأنهم يدركون جيدا الظروف الحالية التي يعانيها الفريق، فلا أحد في سعيدة ينكر تأثير الغيابات التي عانتها التشكيلة والتي حرمت المدرب روابح من استعمال أي ورقة هجومية في الشوط الثاني نظرا لانعدام البدائل الهجومية، أضف إلي ذلك أن الجميع يعرف مدى تأثير التعب والإرهاق في المواجهة السابقة خاصة بعد المجهودات الشاقة التي بذلوها اللاعبون في لقاء الكأس الماضي. المطلوب نسيان بلوزداد والتفكير في الإطاحة بالاتحاد وحتى وإن كان الجميع في سعيدة يتفهم وضعية المولودية، إلا أن اللاعبين يدركون جيدا أن أنصار المولودية لن يقبلوا بأي عذر في حال عدم تحقيق الفوز في اللقاء القادم، فالتشكيلة السعيدية مطالبة بمواصلة مشوارها المشرف هذا الموسم بتحقيق الفوز أمام اتحاد العاصمة، خاصة أن المشاكل التي تعانيها التشكيلة قد تتخلص منها في الفترة القادمة، إذ ينتظر أن تستفيد المولودية من فترة راحة وتسترجع بعض مصابيها على غرار حديوش وعكوش، لذلك يجب على رفقاء بن دحمان نسيان اللقاء السابق والتفكير في المواجهة القادمة أمام اتحاد العاصمة حتى يتحقق الفوز وتتمتكن "الأمسياس" من الاقتراب بشكل كبير من كوكبة المقدمة. ميباراكو يعود بعد غياب طويل وأخيرا وبعد غيابه الطويل عن الميادين بسبب لعنة الإصابة، عاد لاعب المولودية ميباراكو وشارك في الشوط الثاني من المواجهة الأخيرة، وظهر في لياقة بدنية جيدة أكدت شفاءه التام من الإصابة، لذلك استفادت المولودية وبعد معاناة طويلة من عودة أحد أبرز ركائز الفريق في انتظار عودة حديوش وعكوش وشفائهما من الإصابة التي تعرضا لها في السابق. ---------------------------------- شرايطية: "نعتذر من الأنصار ونعدهم بالفوز أمام الاتحاد" ما تعليقكم على الهزيمة التي تعرضتم لها أمام شباب بلوزداد؟ لم نصدق أننا خرجنا منهزمين من المواجهة الأخيرة، الهزيمة كان طعمها مرا لأننا لم نكن نستحقها على الاطلاق، لعبنا بطريقة ممتازة والشباب لم يكن ليسجل حتى لو لعب يومين متتالين، الحظ كان مع لاعبيه خاصة في لقطة الهدف التي جاءت بعد نقص تركيز، ما عساني أقول سوى أن نعتذر من الأنصار ونقول لهم إننا سنعمل على تعويض هذه الهزيمة في اللقاء القادم أمام الاتحاد. هل يمكن القول إنكم ضيعتم نقاط الفوز؟ معطيات المواجهة كانت تؤكد أننا كنا سنخرج بنتيجة التعادل كأقل شيء، لعبنا بطريقة جيدة وحاولنا في البداية أن نمتص ضغط المنافس في الدقائق الأولى ونجحنا في ذلك والأكثر من ذلك أننا كنا قادرين على مباغتة بلوزداد في الشوط الأول. هددنا مرمى المنافس في أكثر من مناسبة لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا هذه المرة، قدمنا أداء جيدا وهذا ما جعلنا نتأسف على الهزيمة التي لم نستوعبها حتى الآن. ما سر تضييعكم للفرص الكثيرة التي أتيحت لكم؟ ربما عامل الحظ لعب دورا كبيرا في عدم وصولنا إلى شباك المرمي، لعبنا بطريقة منتظمة بادرنا للهجوم حتى قبل أن يسجل الشباب هدف الفوز، الكرة كانت تصل لمنطقة العمليات بطريقة ممتازة لكن مشكل اللمسة الأخيرة برز بقوة في هذا اللقاء، أعتقد أن المشكلة كانت مشكلة حظ ليس إلا "الله غالب الكرة ما بغاتش تدخل". ستكون لك فرصة لتعويض هذه الهزيمة في اللقاء القادم، أليس كذلك؟ نعم، مباريات مرحلة الإياب ستكون صعبة، نظرا لأنها كمباريات كأس، اللقاء الذي تضيع فيه النقاط لن تعوض، كل الفرق ستسعى خلال هذه المرحلة لتحقيق هدفها المسطر، وهو ما سيجعل مأمورية الجميع صعبة للغاية، في اللقاء القادم ومن دون النظر لاسم المنافس نحن مجبرون على عدم التفريط في نقاط الفوز، لأننا سنعلب فوق أرضية ميداننا، سنعمل المستحيل حتى نواصل تحقيق الهدف الذي سطرناها، وهو عدم تضييع أي نقطة فوق أرضية ميداننا، وكما قلت لك سنحاول أن نرضي أنصارنا بفوز في اللقاء القادم أمام اتحاد العاصمة. هل من كلمة لأنصار المولودية؟ اعرف أنهم سيظلون مع فريق سواء في الظروف الجيدة او حتى الصعبة ، ونعدهم بأننا سنفرحهم في المباريات القادمة .