اتضح بسرعة كبيرة أن ما يحدث لقادير حالياً ومردوده المتواضع في أولمبيك مارسيليا لا علاقة له بعدم تأقلمه ولا علاقة له أيضا بالقيمة الفنية لهذا اللاعب... وإنما مشاكل شخصية أثّرت فيه كثيراً وجعلته يظهر بمستويات متواضعة للغاية، آخرها أمام ليل على ميدان الأخير أين كان شبحا لنفسه، ولم يعد خافيا أن الخيانة التي تعرض لها قادير من طرف أقرب المقرّبين هي التي زعزعت نفسيته، بعد أن اتضح أن التهديدات التي وصلته كان يقف وراءها إبن خالته الذي كان يعتبره صديقاً، حسب الإعلام الفرنسي الذي كشف اللثام عن المتهم والذي لم يكن سوى شخص رافقه في زيارة إلى سطيف صيف 2010 والتقته "الهدّاف" في مطار قسنطينة. البصمات تكشف أن الابتزاز والتهديد بالقتل كان وراءهما إبن خالته جلال سفيان وحسب ما جاء في موقع "20 مينيت" الفرنسي يوم أمس، فإن البصمات التي رفعتها الشرطة من هاتف وعلبة بريد وجد فيها هي لإبن خالته سفيان جلال، ولم يتردد الموقع المذكور في الإشارة إلى أن الابتزاز (طالب بالحصول على 50 ألف أورو) وصل إلى حد التّهديد بالقتل، ما اضطر لاعب وسط الميدان منتصف شهر مارس الماضي إلى رفع شكوى قضائية لدى السلطات الأمنية التي تمكنت من الإيقاع بالمتّهم بعد أسبوعين من محاولات الابتزاز التي قام بها حسب ما يفهم من سياق الخبر من خلال رسائل بريدية مادام أن البصمات رفعت من العلبة البريدية للعائلة، وجاء في يومية "لابروفانس" قبل أيام أيضا أن سفيان جلال هو المتهم في هذه القضية وهو رهن الاعتقال. المتهم كان مجهولا قبل أن توقع به الشرطة الفرنسية ودائما حسب ما يفهم من سياق الخبر الذي أورده الموقع الفرنسي "20 مينيت"، فإن توصل الشرطة الفرنسية لوضع يدها على المتهم كان عن طريق البصمات على علبة البريد العادي وليس الهاتف النقال أو تقفي أثره من خلال الشريحة الهاتفية التي يكون قد استعملها، لأنه تم الحديث في وقت سابق عن تهديدات هاتفية وعن طريق رسائل sms، وهو ما يظهر أنه غير صحيح، كما أن التحقيقات الأمنية استغرقت وقتا من الزمن للإيقاع بالمتهم الذي يبدو أنه كان مجهولاً بالنسبة لقادير وكذلك لعائلته وإلا لكان تم اعتقاله مباشرة دون أن انتظار تحقيقات الأمن لتسفر عن التوصل إلى المدعو سفيان جلال. قادير صُدم لأن المتهم مقرب جدا منه ورافقه إلى سطيف في 2010 و"الهدّاف" التقتهما وبالنسبة لقادير، فقد أصيب بصدمة كبيرة دون شك بعد أن اتضح أن المتهم ليس إلا إبن خالته سفيان جلال (مثلما أكده موقع "20 مينيت") وهذا الأخير لا تربطه فقط علاقة قرابة عائلية بقادير بل صداقة كبيرة تجمعهما بدليل أنه رافقه في جويلية 2010 في زيارة إلى سطيف حيث حطا الرحال بمطار قسنطينة وكانت "الهدّاف" في استقبال اللاعب الذي وصل مع سفيان الذي قدمه لنا على أساس أنه إبن خالته وصديقه. وبعد أن اتضح أن من وقف وراء كل ما تعرض من تهديدات لأجل الحصول على 50 ألف أورو وراءه أقرب المقربين إليه، فإن المؤكد أن قادير يشعر بالخيانة، ويحس الآن بتعرضه إلى طعنة الظهر، ما أفقده التركيز وجعله خارج النّص في فريقه. حليلوزيتش محتار ويعرف أن ما يحصل مع اللاعب سيؤثر فيه ويتابع حليلوزيتش عن قرب وضعية قادير، خاصة أن مستوياته الأخيرة من شأنها أن تشعل الضوء الأحمر لأن قادير قد لا يلعب مستقبلا في أولمبيك مارسيليا في وقت يحتاج هو كناخب وطني إلى هذا اللاعب الذي ظل معه أساسياً، ويعرف حليلوزيتش أن ما يدور من حول اللاعب من شأنه أن يؤثر فيه من النّاحية النفسية في نهاية هذا الموسم ويضيع عليه مباريات مهمة، في وقت كان إبن الثلاثين عاماً يتوقع أن أحلامه قد تحققت من خلال التحاقه بفريق القلب أولمبيك مارسيليا غير أن الرياح حتى الآن تسير على ما يبدو بما لا يشتهيه إبن مدينة مارتينغ. ------------------- قادير يتلقى سيلا من الانتقادات ومدربه يدافع عنه واصلت الأقلام الصحفية الفرنسية انتقاداتها في حق فؤاد قادير لاعب المنتخب الوطني ونادي أولمبيك مرسيليا، وذلك على خلفية الأداء المتواضع الذي يقدمه منذ انتقاله إلى نادي الجنوب خلال الميركاتو الشتوي الماضي، وكان قادير شارك مرتين متتاليين كأساسي مؤخرا أمام كل من بوردو وليل غير أنه لم ينجح في إقناع المتتبعين الذين أجمعوا على أن اللاعب لم يقدم الإضافة اللازمة ل مرسيليا، وخيب الآمال الكبيرة التي كانت تعقد عليه لتحسين الأداء الهجومي لنادي الجنوب الفرنسي. فشل في إسكات المنتقدين بمستواه المخيب أمام ليل وفوت قادير فرصة إسكات المنتقدين بعدما ظهر بوجه شاحب خلال لقاء فريقه بداية الأسبوع أمام نادي ليل برسم البطولة الفرنسية، حيث اضطر مدربه إيلي بوب إلى استبداله بعد مرور 5 دقائق فقط من المرحلة الثانية، وساهم مردود قادير خلال اللقاء الأخير في ارتفاع حدة الانتقادات الموجهة إليه، هذا وقد يدفع لاعب المنتخب الوطني ثمن مردوده المخيب في اللقاءين الأخيرين وقد يعود مجددا إلى كرسي الاحتياط، يذكر أن اللاعب أكد في وقت سابق تقبله الانتقادات لأنها جزء من كرة القدم على حد تعبيره. بوب: "قادير يقوم بواجبه ويطبق تعليماتي" وفي السياق، دافع إيلي بوب مدرب أولمبيك مرسيليا عن لاعبه وأكد أنه لا يستحق كل هذه الانتقادات، وقال المدرب الفرنسي في سياق متصل: "كل الانتقادات الموجهة إلى قادير غير مستحقة، هو يقوم بدوره ويطبق تعليماتي، طالبته باللعب على الرواقين وخلف المهاجمين في بعض الأحيان، كما أنه يساهم في الاسترجاع والعمل الدفاعي، لذلك لا أرى أي سبب يدفعنا لانتقاده"، ويلقى لاعب "الخضر" دعما من مدربه الذي وكان وراء انتقاله من فالنسيان إلى مرسيليا. "لا يمكن مقارنته بأي لاعب آخر" من جهة أخرى، رفض إيلي بوب مقارنة قادير مع أي لاعب آخر سواء فالبوينا أو غيره لأن كل لاعب لديه مقومات خاصة به، وأضاف: "لا يمكننا التوقف عن المقارنات، من وجهة نظري لا يوجد لاعبان متشابهان، لذلك لا يمكن أن نقارن قادير ب فالبوينا لأن كل واحد منهما لديه أسلوب مختلف"، وكانت جماهير مرسيليا انتقدت قادير بعدما فشل في تعويض فالبوينا خلال لقاء بوردو ما قبل الماضي. ------------------ مرشح لجائزة أفضل إفريقي في الدوري الفرنسي: قادير: "فخر لي أن أمثل الجزائر في هذه المسابقة" يوجد الدولي الجزائري فؤاد قادير في قائمة اللاعبين المرشحين للتتويج بجائزة "مارك فيفيان فووي"، اللاعب الكامروني السابق لنادي "ليون" الذي توفي في مباراة الكأس بسبب سكتة قلبية، والتي تتضمن أبرز اللاعبين الأفارقة الذين ينشطون في البطولة الفرنسية الأولى، وهي جائزة تحت رعاية كل من الإذاعة الدولية الفرنسية و"قناة فرانس 24"، والمنافسة ستكون شديدة بين اللاعبين المختارين من أجل خلافة الدولي المغربي بلهندة، الذي غاب عن مسابقة هذا الموسم بالنظر إلى تراجع مستواه، بعدما تألق قادير في الشطر الأول من الدوري الفرنسي مع فريقه "فالانسيان" حيث خصنا بتصريح قال فيه: "فخر لي الوجود في قائمة أفضل اللاعبين الأفارقة، ما يسمح لي بتشريف بلدي وعائلتي، رغم أن المنافسة تبدو شديدة بوجود أفضل اللاعبين الذين يتألقون في الفرق الفرنسية، إلا أن هدفي احتلال أفضل مرتبة مشرفة في هذه المسابقة". "فترة الفراغ لن تستمر طويلا" لم يبد قادير تأثره من الانتقادات الشديدة التي طالته منذ التحاقه بمرسيليا، والتي اعتبرت مردوده سيئا وأنه صفقة فاشلة حيث لم يقدم حسب الصحافة الفرنسية المردود المنتظر منه، خاصة في المباراة الأخيرة التي كان فيها الجزائري الأسوأ أمام "ليلط، ولكن قادير يعتبر الأمر مجرد فترة فراغ خاصة بعد المشاكل الشخصية التي عاشها، حيث صرح قائلا: "أنا مركز على عملي ولا أكترث بما يُكتب، حيث أمر فقط بفترة فراغ لن تدوم طويلا، وسأسترجع مستواي قريبا وهذا وعد مني". مشواره مع فالانسيان خدمه في المسابقة وجود الدولي الجزائري في قائمة جائزة "فووي" التي يقوم الصحفيون المختصون بتحديد الفائز بها، يناقض الكتابات السلبية ضد قادير ولكن تصنيف قادير ضمن أفضل اللاعبين الأفارقة جاء بفضل المرحلة الأولى من الدوري الفرنسي، عندما كان يحمل ألوان "فالانسيان" قبل أن يتحول في "الميركاتو" الشتوي إلى مرسيليا التي لم يجد فيها ضالته، ويبقى قادير أفضل هداف في "فالانسيان" رغم مغادرته في منتصف الموسم وهو من أحسن الممررين ما جعله موجودا في القائمة، ولكن حظوظ تتويجه تتضاءل بالنظر إلى مردوده مع مرسيليا. "إيلي بوب" يرفع معنوياته وكشف قادير بأنه يلقى مساندة مدربه "إيلي بوب" رغم الانتقادات التي طالته في المباريات الأخيرة، خاصة بعد مواجهة "ليل" التي كان فيها الأسو، ولكن قادير يكون قد تلقى تطمينات من مدربه الذي رفع معنوياته وأكد له أنه يثق في إمكاناته وأنه يتفهم الدوافع التي جعلته لا يركز جيد في المباراة الأخيرة، بسبب تأثره بمشكلته الشخصية التي لم تسمح له بالبروز في المواجهات الأخيرة.