يبقى عبد الحميد زوبا أحد الرموز الرياضية للجزائر، عضو جبهة التحرير الوطني ورجل المطافئ الذي قاد المنتخب في العديد من المناسبات... "قرارات الاتحادية دفنت المدربين الجزائريين ولاعبي البطولة وفي 97 تنقلت مع فريق محلي إلى البينين ولم أنهزم" "المنتخب الذي فزت به ب 6 أهداف على البينين لا يمكن أن يقارن في أي شيء بالمنتخب الحالي" "إقصاء الجزائر من كأس إفريقيا كان غير مشرّف، ولن أنصح اللاعبين بشيء فهم لا يعرفونني!" "اسألوني عن حرارة كوتونو أجيبكم، لم أر مثلها في حياتي وعلى اللاعبين أن لا يبقوا في غرفهم المكيّفة" هو المدرب الوحيد الذي لعب مرتين في كوتونو البينينية، كما واجه هذا المنتخب -الذي يلاقي "الخضر" يوم 9 جوان- 3 مرات، وحقق التأهل في مناسبتين إلى كأسي إفريقيا 1984 بكوت ديفوار كما شارك في تأهل 1998 ببوركينافاسو، اتصلنا به للحديث عن المبارتين المقبلتين وأمور أخرى فكان هذا الحوار. كيف هي أحوالك سي حميد وما هو جديدك؟ أواصل نشاطي مع فريق جبهة التحرير، حيث نعكف على تأسيس مدارس كروية في كل الولايات، وصلنا حاليا إلى 43 ولاية في كل واحدة مدرسة كرة القدم للشبان أعمارهم بين 10 و12 سنة، لم يتبق أمامنا سوى 4 ولايات، وهي الأبعد جغرافيا على غرار تمنراست وإليزي، الهدف الوصول إلى 48 ولاية واستكمال مسار الرفقاء وعلى ذكر الأصدقاء فقد فقدنا واحدا عزيزا علينا وهو عبد الحميد كرمالي رحمه الله. على ذكر الفقيد، كيف استقبلت خبر رحيله؟ لقد كان وقعه كالصدمة عليّ، لأن الأمر يتعلق بمعلم حقيقي وقائد، وحامل مشعل، القدر كان أسبق وندعو له بالرحمة والمغفرة، لقد التقيت الكثير من الرياضيين في جنازته وعدّدنا خصاله التي لا تنتهي، لقد ترك طيب الأثر وراءه. هل تتابع حاليا نتائج المنتخب الوطني والكرة الجزائرية أم لا؟ صراحة أتأسف جدا للوضع الذي آلت إليه كرة القدم الجزائرية، وهو وضع لا يشرف ولا يساعد مستقبل المنتخب الوطني، الأحوال لا تسر تماما، هناك كوارث بالجملة في بطولتنا وفي كرتنا علينا أن نجد لها حلولاً وأطالب السلطات لا سيما الوزير الأول سلال، وزير الشباب والرياضة تهمي وكذلك روراوة بالجلوس إلى الطاولة لأجل إيجاد حلول للوضع، لا سيما مشكل العنف، لأن العقوبات الرّادعة صارت لا تكفي، واللّعب دون جمهور والغرامات المالية، المطلوب اقتلاع الظاهرة وظواهر سلبية أخرى تضر بمستقبل الكرة الجزائرية نهائياً. نتكلم عن المنتخب الوطني، هل أنت راض عن السياسة الحالية المتبعة في المنتخب؟ لقد اختاروا منذ سنوات طريق الاعتماد على اللاعبين المحترفين المكونين في الخارج، وهذا أمر سيسألون عنه، لاعبو البطولة لم يعد لهم مكان في المنتخب، أخذوا الطريق، القطار يسير ولنترك النتائج تحاسبهم في النهاية. وماذا عن النّاخب الوطني وحيد حليلوزيتش، هل أنت راض عمّا قدمه حتى الآن؟ أقول لك أمرا، على مستوى الاتحادية يوجد من يتخذ القرارات وهم أهل لها، لكن الاختيارات الفنية من الصعب أن تختار من يناسب المنتخب الجزائري إن لم ترجع إلى أهل الاختصاص لأخذ رأيهم، من الفنيين وناس كرة القدم، اليوم نملك مدربا أجنبيا وكأننا نقلد بعض المنتخبات من حولنا، وكذلك لاعبين محترفين وفي النهاية ماذا حقّقنا؟ هناك صورة تسّر النّاظرين بخصوص المنتخب لكن لما ترفع الغطاء ستجد العكس، الإمكانات التي سخرناها للمنتخب واللاعبون الذين نجلب والطاقم الفني كذلك كل هذا يجعلني أقول إلى أين نحن ذاهبون؟ لقد دفنوا لاعبي البطولة والمدربين المحليين بفعل القرارات التي يتخذونها. لقاءان صعبان جدا ينتظران المنتخب الوطني، كيف تنظر إلى مبارتيّ البينين ورواندا يومي 9 و16 جوان المقبلين؟ لا توجد مباراة سهلة في إفريقيا، الجميع يعمل الآن، والكل يريد أن يطوّر منتخب بلاده، في كأس إفريقيا الأخيرة تكلمنا كثيرا ولكن في النهاية خرجنا من الدور الأول، المؤسف أن البعض يقول إن الخروج كان برأس مرفوع، وهم يتناسون أن "الفاف" سطّرت سياسة لأجل تحقيق الكأس، من أين يأتي الخروج المشرف ونحن أول غادر جنوب إفريقيا؟ عندما تقول لي إن نيجيريا أقول لك من حقهم أن يتحدثوا عن الشرف والرأس المرفوعة، لكن نحن لا أبدا. المشكل هو أن "الدراهم اللي مزربعين" في كل مكان هو ما أصاب اللاعبين والجميع بالجنون، إنهم يتقاضون أضعافاً مضاعفة لما يستحقون، ونتيجة لهذا المال يرون أن قيمتهم هي أكبر من الواقع بكثير، للأسف هم مخطئون. سبق لك أن واجهت البينين عدة مرات من قبل، ماذا تتذكر من هذه المباريات؟ أتذكر أنني فزت عليهم بنتيجة (6-2) في الجزائر كما أنني تعادلت معهم في كوتونو سنة 1983 بنتيجة (1-1) في تصفيات كأس إفريقيا 1984. فبعد نتيجة الذهاب المريحة في 5 جويلية تنقلنا إلى كوتونو، ويوم المباراة كأننا لعبنا في حمام، درجة الحرارة كانت تتجاوز 48 درجة، إلى درجة أن اللاعبين أكدوا لي أنهم في غير وسعهم أن يتحركوا، لم يسبق في حياتي أن عشت حرارة مثل تلك، لهذا السبب هل تعرف ما الذي فعلناه في كوتونو؟. ماذا فعلتم؟ تكلمت مع اللاعبين في غرف حفظ الملابس، وقلت لهم أنه يجب علينا أن لا نحتفظ بالكرة تماماً، ونمررها بأقصى سرعة، هكذا سنترك المنافس يركض خلفنا وخلف الكرة، اللاعبون طبّقوا ما طلبته منهم، لم يتعبوا كثيرا، وأنهكنا المنافس، المباراة انتهت بنتيجة (1-1) بهدف من تسجيل ماجر، وقد حققنا المهم، في نهاية اللقاء تكلم معي وزير الرياضة البينيني وقال لي بالحرف الواحد: "حقرتونا اليوم" ولما سألته عن السبب، قال إن الجزائر اعتمدت على طريقة ذكية جدا لترهقنا، أتذكر أيضا أننا أدينا مباراة كبيرة رغم الحرارة التي لا يمكنني أن أصفها لك. وماذا عن مباراة (6-2) في الذهاب عام 1983، ماذا تقول عنها؟ كنّا في فسحة، في وقت كان "عندو رجالو" ، وقتها فريقنا لا يمكن تماما أن يقارن في أي شيء بالمنتخب الحالي، أدينا مباراة قوية سجل خلالها جفجاف، بن ساولة، ماجر ومناد على ما اعتقد. ماذا عن ظروف مباراة 1997 التي اعتمدت فيها على تشكيلة محلية في ظروف صعبة للكرة الجزائرية؟ اعتمدت على تشكيلة شبان من أندية البطولة، لأنني أفضل هؤلاء اللاعبين الذين أشعر أنني قريب منهم وهم قريبون مني، أفهمهم ويفهمونني. أقول لمن يتكلم عن المدرب الأجنبي إن المدربين المحليين يعرفون كيف يتعاملوا مع أولادنا، إلا إذا أرادوا المواصلة في سياستهم والعمل مع اللاعبين القادمين من وراء البحار، وعودة إلى هذه المباراة فإننا لم نخسر وفي نهاية التصفيات الجزائر تأهلت إلى كأس إفريقيا مع المدرب مهداوي. ما هي نصيحتك للاعبين في البينين بحكم أنك لعبت هناك من قبل مرتين؟ أتمنى أن لا تكون هناك حرارة شديدة. (نقاطعه) التوقيعات تشير إلى حرارة شديدة. ستكون العدو الأول لهم، وعن النصيحة فماذا تريدني أن أقول لهم؟ ربما لا يعرفونني تماما وهل سيسمعون كلامي إن كنت سأنصحهم، لا أدري، ولكن ما أقوله فقط متعلق بالحرارة، اسألوني عنها أجيبكم، عليهم (يتكلم إلى لاعبي المنتخب) أن لا يبقوا في غرفهم المكيفة في كوتونو ويخرجوا ليروا الجو ويتعاملوا معه حتى لا يتفاجأوا يوم المباراة. قبل مباراة المحليين أمام ليبيا التي عملت فيها من قبل والمنتخب المحلي ماذا تقول؟ أعرف أنها ستكون مباراة أخوية بين الطرفين، الجمهور الجزائري سيؤكد أنه جمهور رياضي ومتخلق مهما كانت النتيجة ولا خوف من هذه الناحية. ماذا تضيف؟ صراحة أتأسف كثيرا بخصوص ما أقرأ وما أسمع عن واقع كرتنا، وأتمنى غدا أفضل.