أكّدنا في عدد من أعدادنا السابقة على أنّ قضية الإحترازات التي ترفعها المنتخبات الإفريقية على بعضها البعض في تصفيات "مونديال 2014" قد تقلب الموازين رأسا على عقب وقد تكون محدّدة للمنتخبات المتأهلة إلى الدور التصفوي الأخير، وها نحن نقترب من التأكّد من ذلك في ظلّ المعطيات الجديدة التي قلبت الطاولة على بعض المنتخبات وأخّرتها في التصنيف الشهري ل "الفيفا" وهو التصنيف المعمول به لتحديد منتخبات المستوى الأول والمستوى الثاني وقدّمت منتخبات أخرى على حسابها في ذات التصنيف، وهو ما جعل منتخبنا الوطني المتأهل رسميا حتى الآن للدور المقبل مرشحا كي يواجه في ظل المعطيات الحالية والجديدة منتخبا من المنتخبات العربية الثلاثة المرشحة كي تكون في المستوى الثاني، والأمر يتعلق بمنتخبات مصر، ليبيا وتونس المرشحة حتى الآن كي تكون في المستوى الثاني من التصنيف الذي حدّدته "الفيفا" للمنتخبات الإفريقية خصيصا لهذه التصفيات. مصر غير معنيّة بالاحترازات ومتأهّلة في المستوى الثاني الحديث عن احتمال مواجهة منتخبنا لواحد من المنتخبات الثلاثة المرشحة للتأهل من ضمن الخمسة التي ستكون ضمن المستوى الثاني، يجعل حظوظنا في مواجهة منتخب عربي تفوق 50 % بما أن المستوى الثاني وفي ظل المعطيات الجديدة حتى الآن يضم مصر، تونس وليبيا، ومصر التي تحتل الصف 62 عالميا في المستوى الثاني هي المنتخب الوحيد الذي ضمن تأهله رسميا من بين منتخبات المستوى الثاني عن جدارة واستحقاق قبل الجولة السادسة، ومجموعته لن تتغير معطياتها بما أنها غير معنية بأية احترازات على خلاف المجموعات الأخرى، لتبقى مصر على رأس المنتخبات العربية التي يمكن لأشبال البوسني حليلوزيتش مواجهتها. ما يحدث مع الكامرون رغم استعادتها نقاط طوغو يرشّح ليبيا أما بقية المجموعات فلم تتضح فيها الرؤية بشكل نهائي ورسمي في ظل الإحترازات التي رفعتها منتخبات على أخرى على مستوى "الفيفا"، لكننا فضلنا أن نتعامل مع المعطيات الجديدة التي طرأت والتي وإن كنا نتوقع تغيّرها إلا أن الحالة الراهنة تؤّكد أنّ ما يحدث في مجموعة منتخب ليبيا يبدو في مصلحتها وهو ما يرشحها لكي تواجه الجزائر إذا تواصلت مشكلة المنتخب الكامروني الذي تلقى خبرين واحدا سارا والثاني محزن وفي يوم واحد. الخبر المحزن أنّ "الفيفا" قررت معاقبة الإتحاد الكامروني لكرة القدم بسبب تدخّل السلطات العليا في هذا البلد في شؤون اتحاديته، كما علقت "الفيفا" مشاركة الكامرون وأنديتها في كل المنافسات وستبقى مشاركاتها معلقة ما لم توافق سلطاتها على مباشرة لجنة تشكلها "الفيفا" عملها، وما لم تعقد جمعية عامة قبل الآجال التي حددتها "الفيفا" بتاريخ 31 مارس 2014، وهو قرار يمنح منتخب ليبيا أفضيلة التأهل ما دامت مشاركات الكامرون ستبقى معلّقة إلى حين، أما في حال رضوخ السلطات الكامرونية فإنّ المعطيات ستتغير من جديد لمصلحة زملاء إيتو، أما الخبر السار في ذات اليوم فيكمن في حصول الكامرون على نقاط مباراتها أمام طوغو بعدما اعتبرت "الفيفا" الإحتراز على أحد لاعبي هذا الأخير مؤسسا، وهو ما جعل الكامرون تتربع على عرش المجموعة بفارق نقطة عن ليبيا مع امتلاكها أفضيلة استقبال هذا المنافس على أرضها في الجولة السادسة والأخيرة. تونس مهدّدة بالتواجد في المستوى الثاني إلى حين وإذا كان منتخب مصر بتراجعه في السنة الأخيرة قد خسر المعركة مسبقا ورسم بقاءه في المستوى الثاني، وإن كانت ليبيا قد لا تعتبر تواجدها في المستوى الثاني خسارة بما أنها عادت إلى الواجهة وتواجدها في المستوى الأول أو الثاني يجعلها في الفائدة كما يقال، إلا أن الخاسر الأكبر من التطورات الجديدة هو منتخب تونس الذي كان قد ضمن تأهله في بادئ الأمر في المستوى الأول، قبل أن يتأجل ذلك عقب احترازات رفعتها إتحادية جزر الرأس الأخضر على لاعب من غينيا الإستوائية، وهو ما يجعل تونس مجبرة على الحصول على نقطة مع جزر الرأس الأخضر في آخر جولة لترسيم تأهلها من جديد هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن تونس تراجعت في التصنيف القاري إلى المركز السابع إفريقيا وخسرت 5 مقاعد كاملة بعد ارتقاء منتخب بوركينافاسو للصف السادس قاريا، وهو ما يجعلها في المستوى الثاني الذي يرشّحها الآن لمواجهة المنتخب الجزائري في الدور الأخير من التصفيات على غرار كل من مصر وليبيا. هذه هي الحالة التي سيتفادى فيها منتخبنا مواجهة العرب وإذا كانت الحالات التي نتحدث عنها الآن ترشّح منتخبنا لمواجهة منتخب عربي من المنتخبات الثلاثة التي تم ذكرها في الدور التصفوي الأخير، فإن ثمّة حالة أخرى قد تجعل منتخبنا يتفادى مواجهة كل العرب في مباراة السدّ ألا وهي إقصاء منتخب مصر مثلما يشاع مؤخرا بسبب ما يصطلح تسميته بالانقلاب العسكري ضدّ الرئيس مرسي وما انجرّ عنه من تدهور للأوضاع في مصر من جديد، وتوجه البلد نحو مرحلة انتقالية قد تعصف به من جديد، ورفع العقوبة عن المنتخب الكامروني الذي ستكفيه في تلك الحالة نقطة وحيدة أمام ليبيا كي يرسّم تأهله على أرضه في آخر جولة وإقصاء منتخب بوركينافاسو الذي قد لا يكفيه الفوز على الغابون في آخر جولة بما أنّ رائد مجموعته الكونغو سيكون قادرا على العودة بالنقطة التي تؤهله من خرجته إلى النيجر، وحينها تونس عندما يقصى بوركينافاسو ستعود إلى المستوى الأول، وهي الحالات الثلاث التي ستسمح لمنتخبنا بتفادي "الداربيات" العربية الساخنة في الدور التصفوي الأخير. التأهّل إلى الدور المقبل بيد "الفيفا" وقلنا في البداية إن حديثنا عن احتمال مواجهة منتخبنا لأحد المنتخبات العربية الثلاثة يبقى احتمالا فرضته التطورات الجديدة التي عرفتها كل المجموعات مؤخرا، غير أن كل شيء يبقى مرهونا بقضايا الإحترازات التي رفعتها المنتخبات على بعضها البعض، وكم هي كثيرة تلك قضايا العار مثلما أطلقنا عليها هذه التسمية في عدد سابق والتي أجبرت "الفيفا" على التدخل للحسم لمصلحة منتخبات انهزمت كرويا في صورة قضية الكامرون وطوغو، إثيوبيا بوتسوانا، جزر الرأس الأخضر وغينيا، ومن يدري فقد يأتي الدور على قضية الجزائر ومالي التي لا زالت في أورقة "الفيفا" في انتظار الحسم فيها لاحقا، وهو ما يؤكد أنّ قرارات "الفيفا" مستقبلا قد تغيّر المعطيات التي تحدثنا عنها وقد تحدد المتأهلين إلى الدور المقبل وتحدد أيضا المنتخبات التي ستكون في المستويين الأول والثاني.