لم ينتظر مسؤولو نادي غرناطة كثيرا للرد على الأخبار المنتشرة مؤخرا في وسائل الإعلام الإسبانية والفرنسية حول إهتمام بعض الأندية الإسبانية مثل فالنسيا، مالاغا وإشبيلية بمتوسط ميدان النادي ياسين براهيمي ورغبتهم في ضمه إلى صفوفهم خلال الميركاتو الحالي... حيث كشف كيكي بينا رئيس غرناطة في تصريح لصحيفة "إيديال" الأندلسية أمس رفضه القاطع لفكرة التخلي عن خدمات صانع ألعاب المنتخب الوطني، مؤكدا أنه ليس معروضا للبيعه حاليا مثله مثل زميله الأرجنتيني دييغو بوينانوتي بحكم إرتباطهما بعقود طويلة المدى رفقة النادي الأندلسي، ليرسم بذلك المسؤول الإداري الأول في غرناطة بقاء براهيمي لموسم آخر مع النادي على الأقل. مالك النادي يرى فيه صفقة إستثمارية مربحة ويرجع قرار مسؤولي غرناطة بالمحافظة على براهيمي والإبقاء عليه ضمن تعداد النادي في الفترة الحالية في إطار تحضيرهم لخطة محكمة من أجل الإستفادة من أكبر قدر مالي ممكن من عملية بيعه بعد موسم أو موسمين، إذ يرى رجل الأعمال الإيطالي جيامباولو بوتزو الذي يملك نادي غرناطة في براهيمي صفقة إستثمارية ممتازة، وهو ما شجعه على دفع ثلاثة ملايين أورو لناديه السابق رين قبل شهرين من أجل شراء عقده بصفة نهائية، إذ يراهن بوتزو الذي يملك أيضا نادي أودينيزي على تألق صانع ألعاب "الخضر" في الأشهر القادمة من أجل لفت إنتباه الأندية الإسبانية الكبرى القادرة على دفع مبالغ طائلة لإستقدامه مثلما فعل سابقا مع لاعبه الشيلي أليكسيس سانشيز الذي إنتقل إلى برشلونة مقابل 26 مليون أورو. ألكاريز يرفض التخلي عنه هو الآخر ولا يعتبر الطاقم الإداري ل غرناطة الجهة الوحيدة الرافضة لفكرة بيع براهيمي، بل حتى مدربه لوكاس ألكاريز متمسك بخدماته ولا ينوي التفريط فيه حاليا، حيث يفكر في مواصلة الإعتماد عليه بصفة أساسية في بداية الموسم القادم بعد أن إستطاع إقناعه بإمكانياته الكبيرة في نهاية الموسم الماضي، والتي شهدت مشاركته أساسيا في عدة مباريات بعد معاناة طويلة مع مقاعد البدلاء في المرحلة التي تلت تولي ألكاريز مهمة الإشراف على العارضة الفنية للنادي، كما أن قدرة براهيمي على شغل عدة مناصب في وسط الميدان، وتقديمه لمستويات رائعة عند لعبه في مراكز صانع الألعاب، الجناح الهجومي ومتوسط الميدان الدفاعي خلال مباريات الموسم الفارط، تجعله واحد من أهم لاعبي خط الوسط بالنسبة للمدرب الإسباني. إستقراره في الموسم الحالي مهم جدا وتعد مواصلة براهيمي لمشواره رفقة غرناطة لموسم آخر على الأقل أمرا جد مفيدا بالنسبة له، نظرا لحاجته إلى الإستقرار بعد أن لعب لثلاثة أندية في المواسم الأربعة الأخيرة، خصوصا أن الظروف تبدو جد ملائمة بالنسبة له مع النادي الأندلسي سواء من الناحية الرياضية أو المعيشية، وهو ما أكد في خرجاته الإعلامية السابقة التي كشف خلالها عن إرتياحه التام في غرناطة، كما أن بقاؤه مع ناديه الحالي الذي أصبح واحدا من أهم نجومه يعزز فرصه في حجز مكانة أساسية مع المنتخب الوطني قبل أقل من عام عن "المونديال"، إذ يدرك براهيمي أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش سيختار اللاعبين الذين سيعتمد عليهم في التحديات القادمة ل"الخضر" وفقا للمستويات التي سيقدمونها مع أنديتهم في الموسم القادم. مطالب بالتطور أكثر قبل الإنتقال لناد أكبر ورغم أن براهيمي وبشهادة أغلب متابعي البطولة الإسبانية يملك الإمكانيات التي ترشحه للعب مع ناد أوروبي كبير في المستقبل الكبير، خصوصا أنه مميز جدا من الناحية المهارية ويعتبر من أفضل المرواغين في إسبانيا، إلا أنه يحتاج لتطوير لعبه أكثر وإستغلال إمكانيته بشكل أكبر قبل القيام بخطوة الإنتقال إلى ناد أكبر، حيث عانى في الموسم الفارط من مشكلة نقص الفعالية وفشل في التهديف خلال 22 مباراة التي لعبها، كما إكتفى بتقديم كرة حاسمة واحدة، وهي الأرقام التي لا تعكس حقيقة العمل الكبير الذي يقوم به فوق أرضية الميدان، دون نسيان معاناته من بعض المشاكل البدنية التي تمنعه من تقديم مستوى مستقر طيلة أوقات المباراة.