بقدر ما سينهي استخدام تكنولوجيا خط المرمى في البطولة الإنجليزية جدلا كبيرا حول مشروعية أو عدم مشروعية عدد من الأهداف المحتسبة أو غير المحتسبة... بقدر ما سيفتح الباب أمام جبهة جديدة من الجدل، ففي الوقت الذي رحب كثيرون بالفكرة معتبرين إياها خطوة إلى الأمام في سبيل تطوير كرة القدم أكثر، انتقدها آخرون بدعوى أنها ستفقد كرة القدم نكهتها الحقيقية. الفيفا غيرت موقفها بعد كوارث التحكيم في المونديال الأخير رغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لم يكن متحمسا كثير لاستخدام تكنولوجيا خط المرمى المسماة "عين الصقر"، إلا أن نظرته للأمر تغيرت جذريا عقب نهائيات كأس العالم الأخيرة التي جرت ب جنوب إفريقيا والتي شهدت العديد من اللقطات المثيرة للجدل، وكان استخدام هذه التكنولوجيا أن يقيها من هذا الجدل، خصوصا أن بعض تلك الحالات كان لها تأثير بالغ على بعض المباريات، بل وكان وراء إقصاء أو تأهل عدد من المنتخبات. هدف لامبارد غير المحتسب شكل المنعرج الأهم كانت لقطة الهدف غير المحتسب للاعب الوسط الدولي الإنجليزي فرانك لامبارد في مرمى مانويل نوير حارس مرمى المنتخب الألماني في الدور ثمن النهائي من المونديال السابق أثر كبير في تغيير موقف الفيفا، خصوصا وأن الإنجليز اتهموا حكم تلك المباراة الأوروغوياني بالتسبب في إقصاء منتخبهم، معتبرين بأنه لو احتسب ذلك الهدف الذي جاء في نهاية الشوط الأول لكان له أثر في تغيير نتيجة المباراة، لأن عدم احتسابه جعل الألمان يبتعدون في النتيجة عن المنتخب الإنجليزي، واعترف السويسري جوزيف ساب بلاتير رئيس الفيفا بأن تلك اللقطة كانت وراء تغييره لموقفه بقوله: "شكرا لامبارد، فقد انهرت تماما لما شاهدت تلك اللقطة وصدمتني فعلا". الاتحاد الأوروبي غير متحمس لتطبيق الفكرة إذا كان موقف الفيفا نحو تكنولوجيا خط المرمى إيجابيا، فإن موقف الاتحاد الأوروبي نقيض لذلك تماما، فالهيئة الكروية الأولى في القارة العجوز ورئسيها الفرنسي ميشال بلاتيني يعارضان تماما هذه الفكرة، ويرى لاعب جوفنتوس والمنتخب الفرنسي لسنوات الثمانينات أن إدخال التكنولوجيا إلى عالم كرة القدم سيفقد الكرة بعض عناصرها الأساسية، فحتى الخطأ حسب البعض يعتبرا جزء من لعبة كرة القدم، وكما يقال الأهداف لا تأتي إلا عند ارتكاب الأخطاء، ولكن المشكلة أن أهدافا تسجل ولا تحتسب وأخرى تحتسب ولم تسجل أصلا. المباريات الأوروبية بإنجلترا لن تستخدم التقنية الحديثة رغم تنصيب 7 كاميرات في كل مرمى بملاعب البطولة الإنجليزية، إلا أن استخدامات تلك الكاميرات سيقتصر على المنافسات المحلية في إنجلترا فقط، وفي ظل رفض الاتحاد الأوروبي تعميم هذه التقنية فإن الأندية الإنجليزية المعنية بالمشاركة في المنافسات الأوروبية هذا الموسم ستجد نفسها مضطرة للاستغناء عن هذا النظام في المباريات التي ستلعبها على ميادينها في مواجهة أندية أخرى بالمنافسات الأوروبية، وبطبيعة الحال فإن هذا الأمر سينطبق أيضا على المباريات التي سيكون طرفاها ناديين إنجليزيين في المنافسات الأوروبية. اليويفا قد يخضع للأمر الواقع مستقبلا رغم المعارضة التي يبديها الاتحاد الأوروبي لاستخدام التكنولوجيا في كرة القدم حتى الآن، إلا أن مراقبين لم يستبعدوا رضوخ الهيئة الكروية الأوروبية لعامل التكنولوجيا مستقبلا وقبول استخدام تقنية "عين الصقر" في المنافسات الكروية الأوروبية، خصوصا إذا نجحت التجربة المنتظرة هذا الموسم في إنجلترا، كما أن رحيل الفرنسي بلاتيني مستقبلا عن رئاسة "اليويفا" قد يغير المعادلة لكون المسؤول الفرنسي هو المعارض الأبرز لهذه التقنية. 50 مليار سنتيم لتجهيز ملاعب البطولة الوطنية بعين الصقر هل بالإمكان رؤية تكنولوجيا خط المرمى في البطولة الجزائرية قريبا؟ الإجابة وبكل بساطة لا، وذلك بالنظر لتكاليف تجهيز الملاعب بهذه التقنية والتي تتجاوز 3 ملايير سنتيم قد تتضاعف بالنظر إلى إلزامية اللجوء لليد العاملة المختصة الأجنبية، وبعملية حسابية بسيطة فإن تجهيز الملاعب 16 الخاصة بأندية البطولة الوطنية المحترفة الأولى سيتجاوز حاجز 50 مليار سنتيم، وهناك كذلك إشكالية حول الجهة التي ستكون مسؤولة عن تنفيذ هذا البرنامج، فالأندية الجزائرية لا تملك ملاعب خاصة بها وإنما هي ملاعب تابعة للوصاية فقط. فينغر: "أنا سعيد لاستخدام هذه التقنية ولكن عدل الحكام أهم" أبدى أرسين فينغر المدرب الفرنسي ل أرسنال ترحيبه باستخدام تكنولوجيا خط المرمى التي كان من أشد مؤيديها سابقا ولو أنه هذه المرة أبدى بعض التحفظ، وقال فينغر على هامش تقديم التقنية الجديدة في ملعب "الإمارات" الخاص ب أرسنال: "أتمنى أن يشكل هذا خطوة أولى لمنح الحكام بعض المساعدة، ولكن رغم ذلك يبقى العدل العنصر الأهم" وأضاف: "علينا تحليل كيفية عمل هذا النظام، ولكن ذلك أفضل من أن تسجل الأهداف وفي النهاية لا تحتسب لك، أنا مسرور جدا". فيرديناند: "لا أوافق على تقنية خط المرمى" كان ريو فيرديناند مدافع مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي واحدا من معارضي استخدام تكنولوجيا خط المرمى، وفي هذا الإطار تحدث أغلى مدافع في التاريخ قائلا: "التغيير هو مصطلح لا أحبذه في كرة القدم، إنها رياضة كبيرة ولكننا نسعى دائما لتعديلها ولا أعرف لماذا"، وتابع: "كرة القدم لها تقاليد كبيرة أما بالنسبة لتكنولوجيا خط المرمى فلا أوافق عليها"، واعتبر فيرديناند بأن الجدل الذي يصاحب بعض الأهداف يضاعف من متعة كرة القدم بقوله: "أحداث مثل هذه تشكل الإضافة لكرة القدم لأن الناس ستتحدث في الراديو والتلفاز وبقية وسائل الإعلام عما إذا كان هدفا رائعا أم لا". بلاتيني: "أعارض استخدام التكنولوجيا في كرة القدم" جدد الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم معارضته لاستخدام التكنولوجيا في كرة القدم، وقال متحدثا في هذا الشأن: "قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" استخدام تكنولوجيا خط المرمى بمساعدة من الاتحاد الإنجليزي وأنا أعارض ذلك"، وأردف بلاتيني قائلا: "لست ضد تكنولوجيا خط المرمى فقط، وإنما أعارض بداية استخدام التكنولوجيا في كرة القدم لأن بعد تكنولوجيا خط المرمى سنستخدم تكنولوجيا الركنية، ثم تكنولوجيا خط التسلل ثم تكنولوجيا منطقة 18 مترا وسنفسد كل شيء". رئيس الرابطة الإنجليزية: "اختبرنا هذه التقنية وستعمل جيدا" أشاد ريتشارد سكودامور المدير التنفيذي للرابطة الإنجليزية لكرة القدم باستخدام تكنولوجيا خط المرمى في المنافسات الكروية الإنجليزية، وبرر جدوى ذلك بقوله: "ستكون هناك 7 كاميرات في كل مرمى وسيتخذ القرار سريعا جدا، ففي غضون ثانية سيعلم كل حكام المباراة مدى تجاوز الكرة للخط، والنظام التقني سيخبر الحكام وسيكون الأمر بسيطا جدا"، وعن مدى حاجة البطولة الإنجليزية لاستخدام هذه التكنولوجيا قال سكودامور: "كان هناك 31 حادثا العام الماضي كان يمكن تفاديها باستخدام هذه التكنولوجيا، ستعمل جيدا لأنها اختبرت بشكل كامل".