يواصل هشام مزاير في الجزء الثاني من الحوار المثير الذي خص به “الهدّاف“ الحديث عن أبرز المحطات التي ميزت مسيرته الكروية، ليكشف لنا عن العديد من النقاط الغامضة في مشواره خاصة مع المنتخب الوطني، ويعرّج بنا على مشاكله مع روراوة وقبلها مع ماجر، ويتحوّل بنا لتجربته الثرية مع إتحاد العاصمة ثم بلوزداد فسطيف، كل هذا بصراحته المطلقة التي عوّدنا عليها ولو أنه طلب منا التحفظ على الكشف عن نوعية المادة المحظورة التي استهلكها عشية التنقل مع المنتخب الوطني للمشاركة في دورة تونس 2004. لماذا غادرت تلمسان بعد موسم واحد من التتويج بلقب الكأس العربية للأندية العربية؟ بسبب غياب الأموال في تلمسان، فزنا بكأس الجمهورية وبكأس العرب ولم نحصل على أي سنتيم. والأكثر من هذا فقد بقينا ندين للفريق بمستحقاتنا، أنا شخصيا أدين ب 150 مليون سنتيم ولم أحصل عليها إلى حد الآن. ولماذا اخترت إتحاد العاصمة رغم أن المولودية وبلوزداد أرادا بدورهما التعاقد معك؟ هي مسألة مكتوب لا غير. النادي الأول الذي تفاوضت معه كان مولودية الجزائر، كنت تفاوضت مع بن شيخ واتفقنا على كل شيء، لكن انضمامي لم يترسم بسبب الخلاف الذي كان بين جواد وبن شيخ، لأن جواد كان يرفض اللاعب الذي يتفق معه بن شيخ، وأذكر أني تنقلت إلى العاصمة بطلب من بن شيخ الذي أرسل لي تذاكر السفر وعند وصولي تحوّلت لمقابلة جواد بمكتبه في سوناطراك وهنا أبلغني بأنه اتفق مع حارس عنابة عبد النوري وبالتالي فهو لا يمكن أن يضم حارسا ثانيا بالمستوى نفسه، قلت له إن ذلك لا يطرح أي إشكال بالنسبة لي وأبديت له استعدادي لمنافسة عبد النوري والأفضل هو الذي يلعب لكنه اعتذر، بعدها عدت إلى فندق “دار الضياف“ بالشراڤة والذي نزلت فيه لأنني كنت متعوّدا عليه مع المنتخب الوطني للأواسط في انتظار موعد رحلة العودة إلى تلمسان الذي كان في المساء دون أن أدري أن إتحاد العاصمة كان مقيما في الفندق نفسه، وهدان الذي كان مدربا للفريق لمحني فأبلغ الرئيس عليق الذي اقترب مني وطلب مني التوقيع لفريقه، تفاوضنا واتفقنا ووقعت بالتالي للإتحاد بعد أن حصلت على المقابل. التحقت بالإتحاد مع زميلك في الفريق فارس العوني، لكن على عكسك أنت العوني لم يحقق نجاحا يذكر مع الإتحاد، لماذا برأيك؟ صحيح، فارس وقع قبلي للإتحاد لكن تجربته لم تكن مثمرة. لست أدري الأسباب لكن كل لاعب وطبعه، هناك لاعبو أندية لا يتمكنون من فرض أنفسهم خارج الأندية التي تعوّدوا على التألق فيها، وفارس لم يجد ضالته خارج تلمسان. لم تجد صعوبات في التأقلم مع الإتحاد؟ أبدا، رغم أنني لم أشارك معهم في التربص التحضيري الذي أجروه في المغرب لأني كنت مرتبطا مع المنتخب الوطني، أذكر أنهم عادوا يوم الأربعاء وكنت أساسيا في التشكيلة التي واجهت عين مليلة في المباراة الأولى يوم الجمعة. تعوّدت على الأجواء مع الفريق، مع اللاعبين، مع الجمهور وحتى العاصمة. الأعوام الأولى في الإتحاد كانت رائعة بجميع المقاييس، كانت “سكر”، وهي فترة رائعة في مشواري الكروي. كانت الفترة الذهبية لإتحاد العاصمة، أليس كذلك؟ أكيد، كانت لدينا أفضل تشكيلة في الجزائر ولا أتصوّر أنها ستتكرر أو تُعوّض. أعتقد أنه لا شباب بلوزداد ولا المولودية ولا حتى سطيف حاليا وصل المستوى الذي بلغه الإتحاد في تلك المواسم التي قضيتها معه خاصة موسم الثنائية. مع حاج عدلان، مفتاح، دزيري والبقية الأجواء كانت رائعة، أضف إلى ذلك العمل الرائع الذي كان يقوم به الرئيس عليق الذي لم يكن ينقصنا شيء معه، ولا أنكر أنه رفقة لفقير ومنادي هم فقط من سلّموني حقوقي كاملة، في الإتحاد كنا أسرة واحدة، كنا نستمتع بخرجاتنا الإفريقية، أضحك كثيرا لما أتذكر ما عشناه في أدغال إفريقيا كما كان الحال لما تنقلنا إلى نيجيريا لمواجهة إينيمبا وكيف ارتعب بعض اللاعبين معنا، كانت ذكريات لا تنسى فعلا . لكن مع هذا لم يتوّج الإتحاد قاريا، ماذا كان ينقص برأيك؟ أعتقد أن عليق لم يحفزنا جيدا لما وصلنا إلى المباراة نصف النهائية أمام إينيمبا ولو كان بذل مجهودات أخرى وعرف كيف يحفزنا ماديا وحتى معنويا لما أفلت منا اللقب، هو لم يحسن التصرف لما قال إنه حقق هدفه ببلوغنا الدور نصف النهائي من رابطة أبطال إفريقيا، هذا دون أن أنسى دور التحكيم السلبي حيث أضاف حكم المباراة ثماني دقائق كاملة حتى تمكنت إينيمبا من إضافة هدف التأهل في وقت كنا نتوجه فيه إلى ركلات الترجيح. للأسف الأمر تكرر مع الوداد البيضاوي لما ضيعنا النهائي، في وقت كنا حققنا التعادل سلبا ذهابا في الدارالبيضاء قبل أن نتعادل إيجابيا في الرويبة في مباراة عوّضني فيها عبدوني. على ذكر عبدوني، كيف عشت المنافسة معه في الإتحاد؟ عبدوني “خويا“، لقد جاء للإتحاد قادما من الحراش بطموحات عالية وراح يقول إنه جاء ليحيلني على التقاعد، لكن بمرور الوقت أدرك أن مهمته مستحيلة، وأعترف وقال إنه لا يقدر على منافستي، لكن الحقيقة تقال عبدوني كان مميزا جدا لما وصل من الحراش وأجبرني على مضاعفة العمل حتى لا يأخذ مكانتي، “ما خليتهش كامل يتنفس“، ومع هذا يبقى الوحيد الذي شعرت بأنه منافس حقيقي لي بين كل الحراس الذين تعاملت معهم إلى حد الآن. هل كانت العقوبة التي تعرضت لها مع المنتخب الوطني السبب الوحيد لمغادرتك إتحاد العاصمة؟ أكيد، لا أنكر أن عليق رئيس بأتم معنى الكلمة لأنه كان دائما يسلّمني حقوقي المالية، لكنه في قرار العقوبة الذي سلّطتها عليّ الإتحادية لم يساندني في تلك المحنة ولم يفعل شيئا من أجل رفع العقوبة أو تخفيفها عني، لهذا غادرت الفريق ورفضت العودة إليه رغم كل المساعي التي بذلها عليق لإقناعي بالعودة بعد ذلك. نفتح الآن باب المنتخب الوطني، هل تذكر أول استدعاء وصلك من المنتخب الأول، وما كان شعورك وقتها؟ كان ذلك مع المدرب الروماني بيڤوليا، أعتقد أن ذلك كان سنة 1998، وشعوري كان مثل كل رجل وطني “قلب ورب“ يعشق بلاده حتى النخاع، فخور بحمل الألوان الوطنية والدفاع عن “لعلام”، عندما وصلت وجدت مجموعة شابة من اللاعبين، بعدها التحق بينا المدرب إيغيل الذي أشرف على المنتخب والمباراة الأولى كانت في ليبيا وفزنا، وهو الأمر الذي لم يتقبّله الجمهور الليبي الذي رشق الميدان، الأسماء الثقيلة لحقت فيما بعد مع صايب، تسفاوت، عمروش والبقية عشية المباراة الهامة أمام تونس والتي انهزمنا فيها بملعب 5 جويلية. مع المنتخب لم تحقق نجاحات كثيرة، ولم تبرز مهاراتك في حراسة المرمى، هل أنت راض عن ما حققته مع “الخضر“؟ أشعر أنني لم أحقق شيئا مع المنتخب “ما درت والو”، فأنا لم أحظ حتى بشرف لعب نهائيات أمم إفريقيا، سنة 2000 لم أتنقل بسبب الخدمة الوطنية، ووقتها المنتخب لم يكن كما هو عليه الآن يحصل على كل التسهيلات، في 2002 لم أشارك بسبب خلافي مع ماجر، لكن ما حزّ في نفسي أكثر كان الذي حدث لي في نهائيات أمم إفريقيا بتونس 2004 وقتها كنت في أحسن مستواي وحرمت ظلما من المشاركة خلالها. (نقاطعه)... سنعود لما حدث في تونس لاحقا ونفضّل أن نحترم التسلسل الزمني فقبل تونس عرفت محطات هامة مع المنتخب الأول ومن أهمها المباراة الودية التاريخية أمام المنتخب الفرنسي بملعب فرنسا في أكتوبر 2001، يومها المنتخب خسر برباعية وأداءك يومها لم يكن مقنعا بالمرة، وظهرت وكأنك متخوف أو لنقل منبهرا بمواجهة نجوم المنتخب الفرنسي، هل كان هذا شعورك فعلا، وهل صحيح أنك تنزعج كثيرا من تذكيرك بهذه المباراة؟ لا، أبدا. تذكيري بهذه المباراة لا يزعجني إطلاقا، على العكس لقد تشرفت بمواجهة أبطال العالم وأبطال أوروبا وكل النجوم الذي كان يضمهم المنتخب الفرنسي في تلك الفترة، ولا أرى مبررا للانزعاج من تذكيري بالمباراة ونتيجتها، أين أنا من فيتور بايا والبرتغال بكل نجومه فرناندو كوتو وفيڤو والذي كان قد تلقى من قبل أربعة أهداف كاملة على الملعب نفسه. هل نمت جيدا ليلة المباراة، ألم تبق تفكّر في تيري هنري، بيريز، زيدان والبقية؟ بالنسبة للنوم نمت جيدا ليلة المباراة، لكن لا أنفي أنني بقيت أفكّر في مواجهة كل هؤلاء النجوم الذين ذكرت، هؤلاء فازوا على البرازيل وما أدراك ما البرازيل بثلاثية كاملة فما بالك بنا نحن. ألم تفكر عشية المباراة في الطريقة التي تأخذ بها صورا مع زيدان أو تطلب قميصه أو الحصول على توقيعه كما فعل مفتاح؟ لا أبدا، لم أخطط تماما لذلك، وحتى الصورة التي تجمعني به وصلتني دون أن أطلبها، لكني لا أنفي حصولي على قميص حارس المنتخب الفرنسي بارتيز بعد نهاية المباراة وهو القميص الذي أحتفظ به للذكرى. كنت سيئا خلال المباراة ولم تقم بأي تصدي خلالها؟ لم أكن في أحسن مستواي خلال تلك الفترة. أعتقد أن أفضل فترة في مشواري كانت بين 1997 و2000 ثم من 2002 إلى 2005. لاعبو المنتخب الفرنسي وجدوا سهولة في التسجيل عليك، كل تسديداتهم كانت داخل الشباك؟ الذنب ليس ذنبي، السهولة كانت بسبب الخطة الدفاعية التي اعتمدها ماجر خلال تلك المباراة هل كان من المعقول أن نواجه أبطال أوروبا والعالم بمسّاك واحد وقلب دفاع، والأدهى أنهما كان براجة ومنيري وهذا في الوقت الذي بقي فيه مفتاح وزغدود على مقعد الاحتياط، والمثير في الأمر أن ماجر كان قد واجه غانا بعد ذلك بثلاثة مدافعين في محور الدفاع، هل هذا معقول أن يواجه غانا بثلاثة مدافعين في المحور ومع فرنسا بطلة العالم وأوروبا بمدافعين فقط، ونحن على تلك الحالة من تواضع المستوى. بقيت أقول “ماذا يفعل ماجر؟“ وعندما وجدت نفسي أمام دفاع مشكل من حدو، رحو، براجة ومنيري أدركت أن مهمتي لن تكون سهلة تماما وتوقعت النتيجة الثقيلة. كيف كانت معنوياتك ومرماك يستقبل الهدف تلو الآخر، ربما فرحت باقتحام الأنصار للملعب وتوقيف المباراة حتى تتفادى نتيجة أثقل من تلك بكثير؟ لا، لم يعجبني تصرف الأنصار وتمنيت أن تستمر المباراة إلى غاية نهايتها، منتخبنا انهزم ولازال ينهزم بثلاثة وأربعة نحن على الأقل انهزمنا أمام بطل العالم، لا أنفي أن معنوياتي تأثرت بعد الأهداف التي تلقيتها لكني لم أكن راغبا في توقيف المباراة. مع ماجر عرفت مشاكل كثيرة أدّت إلى إبعادك من المنتخب رفقة بورحلي، ما الذي حدث بينكما يومها؟ حدث هذا عشية التنقل لخوض مباراة ودية أمام السنغال، كنت في تلمسان وتعرضت لحادث مرور أليم كاد أن يودي بحياتي بدليل أن السيارة التي كنت على متنها تحطمت تماما، والنتيجة إصابات كثيرة جعلت مشاركتي في التربص غير ممكنة، ومع هذا تنقلت إلى العاصمة وقابلت ماجر وطلبت منه إعفائي فقالي لي “ماعلاباليش بيك”، جوابه أثارني وأفقدني أعصابي خاصة أنني تحاملت على نفسي وتنقلت برغم الإصابة وتأثري بالحادث لأقابل بهذه الإجابة، قلت له بدوري “حتى أنا مانيش سامع بيك” وأخذت حقيبتي وغادرت التربص، حاول دزيري، تاسفاوت والبقية إقناعي بالبقاء لكني رفضت وعندها التقيت ب بورحلي الذي أخبرني بأنه يريد مغادرة التربص كذلك، لم أكن أعرف أسبابه لكني علمت بعد ذلك بأنه تشاجر مع ماجر الذي يجب قول الحقيقة لم يكن يحملنا في قلبه. لماذا ترى بأنه لم يكن يحملك في قلبه؟ من خلال تصرفاته معنا حيث كان يعاملنا بطريقة جافة وباستعلاء، أنا شخصيا كان “ثقيل على قلبي”، الحقيقة تقال عقلية ماجر صعبة جدا لأنه يتصور نفسه وكأنه “حاكم علينا السماء”، كان يعاملنا كلاعبين من الأصاغر وهذا ما كنت أرفضه. قبلكم كان قد أبعد مزوار. صحيح، أبعد مزوار من التربص بسبب الهاتف النقال، لقد حرّم علينا استعمال الهاتف في كل مكان باستثناء الغرف حتى في بهو الفندق كان ممنوعا علينا، ومرة كنا في الحافلة نتأهب للتحول للتدريبات رن هاتف مزوار فالتفت إلينا ماجر وسأل عن صاحب الهاتف، فرفض الجميع إخباره ليعيد الكرة علينا عند وصولنا للملعب وهنا تدخل مزوار وكشف عن نفسه ليطلب ماجر من بوطاجين أخذ مزوار للفندق حتى يأخذ لوازمه ويغادر التربص على الفور، كل اللاعبين وأنا أولهم “غاضنا بزاف” فهو لم يرتكب جريمة حتى يُطرد بتلك الطريقة من المنتخب. في نهائيات أمم إفريقيا 2004 كنت الحارس الأول إلى غاية عشية المباراة الأولى أمام الكاميرون حيث تم تعويضك ب ڤاواوي، كلام كثير قيل بهذا الخصوص والرواية التي ترددت أكثر كانت أن تحاليل أجريت عليك كشفت عن تعاطيك للمخدرات وأخرى قالت إنك تعاطيت المنشطات والآن نريد الحقيقة، فماذا يمكن أن تقول؟ أنا حارس مرمى ولست لاعب وسط أو مهاجم ولا أجري في الميدان ولم أكن بحاجة أبدا لتعاطي المنشطات، كل شيء بدأ شهرا ونصف قبل نهائيات أمم إفريقيا، كنت في سهرة عيد ميلاد دعوت إليها في العاصمة وهذا عشية التحاقي بتربص المنتخب الوطني، خلال تلك السهرة كنت منتشيا ولا أنفي أني تناولت مادة محظورة من دون أن أدخل في التفاصيل، في اليوم الموالي التحقت بالتربص الذي فوجئنا فيه بعرضنا على طبيب الفريق الذي أخضعنا لتحاليل شاملة للدم والبول أيضا وهي التحاليل التي كشفت عن استهلاكي لمادة ممنوعة، لكن هذا حدث شهرا ونصف قبل “الكان” وليس عشية المباراة الأولى في “الكان” أمام الكاميرون. وماذا حدث عشية المباراة أمام الكاميرون؟ كنت الحارس الأساسي لغاية عشية المباراة وسعدان كان يؤكد من قبل أن مزاير هو اللاعب الوحيد الذي ضمن مكانته الأساسية في المنتخب وهذا قبل انطلاق الدورة بفترة، كنت أحضر نفسي للمشاركة قبل أن يصل روراوة والطبيب زرڤيني نصف ساعة قبل أن نتحول إلى الملعب ودخلا عليّ وأعلماني بأنني لن أكون معنيا بلعب المباراة، قالها لي بلهجة غاضبة بحجة أن نتائج التحليل وصلت وتكشف عن تناولي لمواد محظورة، فهل هذا يعقل؟ من يصدق أن نتائج تحاليل تبقى شهرا ونصف لتصل نتائجها؟ ومن المصادفة أنها تصل ساعة قبل المباراة الأولى أمام الكاميرون، ما حدث بدا وكأنه مدبر ضدي. وماذا كان موقف سعدان؟ سعدان أراد إشراكي معتبرا أن ما حدث ليس خطيرا مادمت أني تناولت تلك المادة منذ أكثر من شهر ونصف وما كنت لأتسبب أبدا في معاقبة المنتخب لو كنت خضعت لأية عملية كشف للمنشطات في تلك الفترة لأني لم أستهلك شيئا محظورا منذ تلك الحفلة التي تحدثت عنها، وليكن في علم الجميع أن سعدان قرر إشراكي بعد ذلك خلال مباراة ربع النهائي أمام المغرب بدل ڤاواوي حيث اقترب مني وطلب مني تجهيز نفسي لمواجهة المغرب، لكن روراوة وقف ضده مرة أخرى وألزمه بإشراك ڤاواوي بدلا عني. تقول إن مشاركتك لم تكن تشكل أي تهديد على المنتخب وتستغرب لما تأخر زرڤيني في الكشف عن نتائج التحليل إلى غاية الساعات الأخيرة قبل مباراة الكاميرون، فكيف تفسر إذن موقف روراوة منك؟ لم أفهم دوافعه، لكن الأكيد أني شعرت وقتها بالظلم، لقد ظلمني روراوة مرتين الأولى لما حرمني من المشاركة في كأس إفريقيا في وقت كنت في أفضل مستوى والثانية لما قرر بعد عودتنا من “الكان“ معاقبتي بستة أشهر. الرواية التي قدمت يومها أشارت إلى أنك أصبت بإسهال حاد وشعرت بالخوف من مواجهة الكاميرون. هي رواية ابتدعوها وطلبوا مني أن أتبناها وأؤكدها إذا سألني الصحفيون على غرار ما فعلوا في قضية لموشية في كأس إفريقيا الأخيرة، لكني رفضت بشدة خاصة أنني كنت أشعر ب “الحڤرة“ بسبب ما فعلوه بي يومها. عوقبت بعدها بستة أشهر، كيف تلقيت خبر العقوبة؟ بعد عودتي من تونس قدمت مباريات قوية مع الإتحاد لدرجة أن الصحافة بدأت تتساءل عن الأسباب الحقيقية التي جعلتني لا أشارك في “الكان“ في وقت كان المنتخب بأمس الحاجة لي، ثم تفاجأت باستدعائي إلى مقر “الفاف“ فتنقلت وهناك تم إعلامي بقرار توقيفي لمدة ستة أشهر، طلبت الأسباب فأعلموني بأن القرار جاء من “الفيفا“، استغربت الأمر وقلت لهم على أي أساس أعاقب وكيف تعاقبني الفيفا وأنا لم ألعب أصلا، أردت أن أدافع عن نفسي لكنهم “خلطوهالي” وهنا فهمت أن روراوة فعل ذلك حتى يسكت الأصوات التي تعالت تنتقد عدم إشراكي في “كان” تونس. واستنجدت ب عليق ... نعم، لكنه خذلني فقد سألت عنه وقتها فقيل لي إنه سافر إلى فرنسا ورفض بعدها مساعدتي، أنا واثق أنه لو كان الأمر يتعلق ب حناشي لما حدث ما حدث ولما عوقبت ولكنت شاركت بصفة عادية في نهائيات “الكان”، لقد كانت تلك فترة صعبة بالنسبة لي ووجدت صعوبات كبيرة لتجاوزها والحمد لله الرئيس لفقير مد لي يد العون وساهمي في عودتي عبر بوابة بلوزداد. وهذا لم يكن سهلا فقد وجدت صعوبات كبيرة في الحصول على ورقة تسريحك من عليق؟ أدرك ذلك، ولفقير شخصيا أعلمني بأنه اضطر لإقحام موظفين كبار في الدولة، جنرالات هم أصدقاء مشتركون بينهما من أجل الضغط على عليق قصد الحصول على ورقة تسريحي. كيف وجدت لفقير؟ كنت أراه شخصية نافذة لكنها غريبة الأطوار خاصة بعد الذي رأيته منه خلال حفل التكريم الذي خصنا به الرئيس بوتفليقة نحن ولاعبي بلوزداد بعد المباراة النهائية لكأس الجمهورية، لقد شتم روراوة أمام أنظار الحضور لكن بعد أن تعاملت معه وجدته رجل مبادئ وشخصية محترمة، كنت مرتاحا جدا معه وتأسفت كثيرا على انسحابه من الفريق في منتصف الموسم بعد الذي حدث له في مباراة البليدة في حضور ابنه، لكن حتى وإن كنت قد لعبت لتفادي السقوط مع الشباب إلا أني أبقى أحتفظ بذكريات جيدة عن هذا الفريق خاصة أنه سمح لي بالعودة للمنتخب الوطني لما وجه لي فرڤاني الدعوة مجددا، لكني كنت مجبرا على مغادرته بعد موسم واحد بعد أن كنت محور صفقة بين مسيري الشباب والإتحاد. كيف ذلك؟ مصير الشباب في القسم الأول في ذلك الموسم كان مرتبطا بنتيجة إتحاد العاصمة مع أولمبي العناصر وعليق اشترط الحصول على ورقة تسريحي مقابل الفوز على العناصر وهو ما تم بالفعل، وأذكر أن زغدود أخبرني بذلك وباجي أكد لي المعلومة وبأني صرت في الإتحاد، لكني رفضت هذه الصفقة وقلت له “والله ما نولي للياسما” بسبب موقف عليق مني في قضية عقوبتي، عليق عاود الكرة معي عشية تنقلي إلى عنابة لكني رفضت مرة ثانية إجابته، لأتحول إلى سطيف في تجربة هي الأسوأ في مشواري وندمت عليها كثيرا. ولماذا تصف موسمك في الوفاق بكل هذه الأوصاف مع أن الوفاق هو الذي لم يستفد منك بعد كل الأموال التي دفعها من أجل التعاقد معك؟ لأنه في الوفاق توقفت مسيرتي مع المنتخب الوطني بعد أن كنت قد عدت بقوة مع الشباب، أما الأموال فأعترف بأني كلّفت الوفاق غاليا لكن هذا لأن سرار اشترى ورقة تسريحي من الإتحاد ب 450 مليون على حد قوله، ولو كنت أعلم بذلك لرفضت لأنه مبلغ غير معقول مقابل هذا وقعت له لموسم واحد فقط وهو ما أعتبره سرار أكبر خطأ وقع فيه، سرار قال وقتها إن مزاير هو اللاعب الوحيد الذي “كلخلو”، كل شيء سار عاديا حتى نهاية الموسم وعندها طلبت منه أن يمنحني بقية مستحقاتي كما هو متفق عليه لكنه بدأ يختلق لي المشاكل وكان يتصور أنني سأغادر الفريق بنهاية الموسم رغم أني لم أكن أنوي ذلك، وجاءت مباراة النصرية في 20 أوت معيزة يطرد وهو الذي ضرب وأنا عندما استفسرت الحكم قام بطردي على الفور وتمت معاقبتي بخمس مباريات وكل هذا حدث بتواطؤ بين سرار وحكم تلك المباراة منصوري هذا الحكم المشبوه والمعاقب حاليا. وماذا يستفيد سرار من ذلك خاصة أن الوفاق كانت تنتظره مباراة هامة في الكأس أمام مولودية الجزائر؟ سرار فعل ذلك حتى يحرمني من الشطر الثاني، وبلحوت هو الذي أخبرني بالحقيقة ولكم أن تسألوه، سرار لم يتقبل أبدا أن أكلفه كل ذلك المبلغ مقابل التوقيع له لموسم واحد فقط. وتوجهت لمولودية وهران ... توجهت للمولودية وقلت إني سأبقى فيها إلى غاية الاعتزال لكن مشاكل مع جباري أجبرتني على الرحيل، فتنقلت إلى عنابة وهنا ندم جباري عليّ كثيرا والنتيجة كانت سقوط المولودية للقسم الثاني.