بدأ التوتر يخيم على محيط مانشستر يونايتد مع اقتراب موعد نشر كتاب السيرة الذاتية للأسطورة أليكس فيرغسون يوم 24 أكتوبر المقبل حيث كشفت العديد من التقارير الصحفية في بلاد الضباب أن "السير" قد يتطرق بالتفصيل لواقعة طلب واين روني الرحيل أواخر الموسم الماضي، ولذلك فإن دافيد مويس ومسؤولي "الشياطين الحمر" يشعرون بالتوتر والقلق الشديدين من إمكانية تسبب "العجوز" الأسكتلندي في دخول "الغولدن بوي" في حالة جديدة من عدم الاستقرار، وذلك بعد فترة قصيرة فقط من عودة الهدوء لبيت بطل إنجلترا، والذي بذل مدربه ومسؤوله مجهودات جبارة لإقناعه بمواصلة المشوار في معقل "أولد ترافورد" والتراجع عن فكرة الرحيل نحو نادي تشيلسي. "السير" يتجه لصب الزيت على النار ونسف مخطط تجديد عقده وكان الجميع يعتقد أن ملف رحيل روني قد أغلق، بدليل أن العديد من التقارير الصحفية في المملكة المتحدة بدأت تتحدث في الساعات الأخيرة عن تفكير إدارة اليونايتد في الخطوة الموالية بعد الفوز بمعركة بقائه، والمتمثلة في ربطه مع الفريق لمدة أطول من خلال تجديد عقده الحالي الذي ينتهي في جوان 2015، ولكن يبدو أن الكيفية التي سيتناول بها فيرغسون قضية "الفتى الذهبي" هي التي ستحدد مستقبله على المدى الطويل، وليس فقط ثقة الإدارة أو المزايا التي ستقدم له مقابل موافقته على التمديد.
سرده لما جرى خلف الكواليس قد يثير جدلا لن ينتهي إلا برحيل "رو" وأكثر ما تخشاه الإدارة الحالية هو أن يحمل كتاب فيرغسون إدانة ل روني من خلال تصويره على أنه أصبح يهتم أكثر بمصالحه الشخصية، وأنه لم يعد وفيا للنادي وجماهيره في الثلاث سنوات الأخيرة التي أعقبت تجديد عقده عام 2010 حين هدد "الغولدن بوي" بالرحيل، لدرجة أنه اتهم باستغلال وضعيته كنجم لا يمكن التفريط فيه لمساومة وابتزاز الإدارة مقابل تمديد عقده وفق الشروط التي يريدها، وهو ما رضخت له الإدارة وفيرغسون في نهاية المطاف، وبالتالي فإن "السير" إذا قام فعلا بنشر غسيل "الفتى الذهبي" في آخر ثلاث سنوات سيضعه في مواجهة وصدام مباشر مع الجماهير ووسائل الإعلام.
الإدارة تريد استغلال الموقف لصالحها وإظهار حسن نيتها تجاه روني ومن جهة أخرى يرى المتابعون أن تطرق فيرغسون لقضية روني في سيرته الذاتية قد يخدم الإدارة من حيث لا تدري، بمعنى أنها من دون شك ستقف إلى جانبه وتقدم له دعمها المطلق، وستظهر له أنها متمسكة به أكثر من أي وقت مضى بغض النظر عن الزوبعة التي قد يثيرها "السير"، وهو ما من شأنه أن يشعره بالأمان وحسن نية الإدارة تجاهه، ويجعله راضيا ومقتنعا أكثر بفكرة مواصلة المشوار في مسرح الأحلام "أولد ترافورد" لسنوات قادمة.