وصفت الصحافة اليونانية الشاب الجزائري مهدي عبيد بمفاجأة نادي باناثينايكوس خلال النصف الأول للموسم الكروي (2013/2014)، إذ جاء صاحب 21 عاما إلى فريق العاصمة "أثينا" قادما على شكل إعارة من نيوكاسل يونايتد ... وذلك بعدما سهر المدير الرياضي نيكوس دابيزاس بنفسه على جلبه من إنجلترا، وجاءت إشادة الصحافة المحلية ب عبيد على إثر إنهائه مرحلة الذهاب بقوة، بعدما قاد باناثينايكوس إلى فوز مهم خارج دياره أمام إكسانثي سكودا بثنائية من توقيعه، وبعد أن فرض خريج مدرسة لانس نفسه في اليونان، بات في انتظار فرصته أيضا مع المنتخب الوطني في قادم المواعيد. "كوتش وحيد" وعده من قبل والآن هو يشارك بانتظام لا يعتبر ارتباط مهدي عبيد بالمنتخب الوطني وليد اليوم فقط، بل هو ممتد إلى وقت سابق ومنذ الأيام الأولى ل البوسني وحيد حليلوزيتش تقريبا، إذ لفت لاعب باناثينايكوس الحالي انتباه الناخب الوطني خلال مشاركته مع المنتخب الأولمبي في الدورة التأهيلية إلى أولمبياد لندن التي جرت ب المغرب، إلا أن حليلوزيتش طالب عبيد بعدها بضرورة اللعب بانتظام باعتباره كان لا يجد فرصته في صفوف نيوكاسل، قبل أن يرحل على سبيل الإعارة إلى سانت جونستون الأسكتلندي، لكنه لم يستدع أبدا إلى "الخضر"، والآن هو معار أيضا إلى "البانا" إلا أن فرصته مع المنتخب الوطني غائبة رغم وعد "كوتش وحيد".
الناخب الوطني يتحدث دوما عن الذين لا يلعبون وكأنه لا يرى عبيد وما قد يثير الاستغراب هي تصريحات الناخب الوطني الذي لا يضيع أي فرصة لقولها أمام وسائل الإعلام الجزائرية والأجنبية، حول عمله مع مجموعة من اللاعبين الذين لا يشاركون بانتظام مع أنديتهم، ففي الوقت الذي يبدي امتعاضه من أحوال غالبية عناصره، ها هو يتجاهل لاعبين آخرين يسجلون مشاركات منتظمة على غرار مهدي عبيد، كما حصل نفس الأمر تقريبا مع عيسى ماندي مدافع ريمس الفرنسي، إذ تساءلت الصحافة الوطنية مطولا عن سر تأخر استدعائه رغم النقص الواضح على مستوى الرواق الأيمن، وبالتالي فإن ما يحدث حاليا يجعلنا نتساءل من جديد حول إن كان حليلوزيتش يرى عبيد؟.
الجزائريون يعرفونه جيدا وشاهدون على تألقه مع آيت جودي لم نتطرق إلى هذا الموضوع حتى نلقن حليلوزيتش كيفية عمله بالتأكيد، بل الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تساؤل حتى تتضح الرؤية أكثر حول المعايير التي يتعامل بها الناخب الوطني، فهو من جهة يؤكد في كل مرة على أهمية مشاركة اللاعبين مع أنديتهم، بينما يتجاهل عناصر تشارك بانتظام دون إعطاء أسباب واضحة، خاصة أن لاعبا مثل عبيد ليس بالمجهول على الجمهور الكروي الجزائري الذي وقف على حقيقة إمكانياته خلال ظهوره مع المنتخب الأولمبي الذي أشرف عليه عز الدين آيت جودي، وهو شاب يبلغ 21 عاما فقط، ونجح في شق طريقه ولو أنه في بداياته.
لعب 916 دقيقة ليتجاوز أرقام كل من تايدر، لحسن ويبدة نؤكد من جديد بأننا لا نتحدث عن عبيد وكأنه نجم خارق، فالأكيد بأنه لا يعدو أن يكون لاعبا في بدايات مشواره الكروي ولم يتجاوز 21 سنة بعد، لكن أرقامه هذا الموسم مع باناثينايكوس قد تخول له الحق في الحلم بالمشاركة أيضا مع المنتخب الوطني، خاصة وأن حصيلته تتجاوز حصيلة جل العناصر التي تنشط في منصبه، إذ لعب في مرحلة الذهاب ما مجموعه 916 دقيقة خلال 15 مباراة، منها 11 أساسيا، كما نجح في تسجيل 4 أهداف ومنح 3 تمريرات حاسمة، وهو بالتالي شارك في عدد دقائق أكبر من سفير تايدر، حسان يبدة ومهدي لحسن، بالإضافة إلى تمتعه بفعالية أكبر أيضا.
هو بحاجة إلى فرصة فقط ولا أحد فرضه للعب المونديال يمر استدعاء أي لاعب جديد إلى المنتخب الوطني عبر استيفائه عدة معايير، وهو ما قد لا يتناقش فيه أحد مع حليلوزيتش الذي يعتبر المسؤول الأول والأخير عن الخيارات الفنية، لكن تهميش لاعبين لهم الحق في الحضور مثل بقية المستدعين لن يخدم أبدا مصلحة "الخضر"، إذ لسنا هنا حتى نفرض وجود اللاعب مع المنتخب ويقوم حليلوزيتش باستدعائه إلى المونديال، إلا أن عبيد يبقى بحاجة إلى فرصته لأنه يستحقها فعلا، وهو ليس ذلك اللاعب الذي انتظر التأهل إلى المونديال حتى يأتي الآن، ونقول هذا لأن "كوتش وحيد" لمح إلى عدم استدعائه أي لاعب جديد، الأمر الذي قد يضر بمصلحة المنتخب وليس العكس.
كرواتيا تضم لاعبين من باناثينايكوس وحليلوزيتش لا يملك أي حجة! لا نستبعد أن يخرج علينا التقني البوسني بحجه حتى يبرر عدم استدعاء لاعب مثل عبيد، وهو الذي عودنا على هذه التصرفات، لكنه عاد في الكثير من المرات عن قراراته ولا ندري إن كان قد اقتنع بالأمر الواقع أم أن تدخلات الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي تسهر على مصلحة "الخضر" قبل كل شيء هي السبب، ويبقى من حق عبيد انتظار فرصته أيضا، علما أن فريقه باناثينايكوس يضم في صفوفه لاعبين يستدعون إلى منتخباتهم وهم مقبلون على المشاركة في مونديال البرازيل، في صورة الكرواتيين شيلدينفيلد وبرانييتش، بالإضافة إلى الحارس اليوناني كابينو، حتى لا يصف حليلوزيتش مستقبلا هذا النادي بالفريق المتواضع.