ومع تزايد الانتقادات للملف القطري من كل الاتجاهات بالبحث عن قضايا فساد في ملف كأس العالم، بداية باتهام القطريين بتقديم رشاوى للحصول على شرف تنظيم المونديال... ومرورا بالحديث عن انتهاكات لحقوق الإنسان وموت العمال الأجانب وصولا إلى السعي إلى تغيير توقيت كأس العالم من فصل الصيف إلى فصل الشتاء، فإن الطرف القطري لم يبق صامتا ورد في كل مرة بإجابة مناسبة وتوقيت مثالي، وفي جديد ما يحضره القطريون للغرب فقد أكد ناصر الخاطر المدير التنفيذي للاتصالات والتسويق في اللجنة العليا لوكالة "فرانس برس"، أن الملاعب في قطر ستكون مكيفة حتى لو أقيمت نهائيات كأس العالم في الشتاء. القطريون مصرون على التوقيت الكلاسيكي للمونديال ولكن... ورغم الاستعدادات التي أبدتها قطر لتنظيم كأس العالم شتاء بتقديم وعود بتكييف الملاعب حتى في عز شهري ديسمبر وجانفي، وكذا توفير أرضية ميدان من أعلى مستوى مثلما كان عليه الحال في مباراة "البياسجي" و"الملكي" أول أمس والتي لم تتأثر بالأمطار الغزيرة التي تهاطلت في توقيت المباراة، إلا أن المسؤولين في قطر مصرون على إقامة المونديال في التوقيت التقليدي الذي تعود عليه الجميع وهو فصل الصيف، ولكن ومع تزايد الضغوط حول إمكانية ذلك والكل يعلم أن درجة الحرارة في الخليج تصل صيفا إلى 50°، فإن قطر قد ترضخ مرغمة في انتظار إيجاد الصيغة المناسبة لذلك والاتفاق مع الأندية على فترة توقف طويلة. العرب يتساءلون أين كانت الانتقادات قبل مونديال 1994 ومن جهتهم، تضامن العرب مع قطر على اعتبار أنها أول بلد عربي سيحتضن منافسة كأس العالم، إذ لم تستسغ عديد وسائل الإعلام المنتشرة بين المحيط والخليج خرجات الغرب المدسوسة وانتقاداتهم للملف القطري لمجرد أنه عربي، خاصة أنه لم يسبق لأي بلد احتضن المونديال وأن تعرض لمثل هذه الضغوط، رغم أنهم لم يكونوا في مستوى تحضيرات قطر الآن حتى وهي على بعد أكثر من 8 سنوات عن الموعد، ويتساءل الشارع الرياضي العربي أين كانت انتقادات الغرب وحملتهم الشرسة قبل كأس العالم 1994 في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تتمتع بعض ولاياتها بنفس مناخ الخليج صيفا. جنوب إفريقيا بلد الجريمة، الإيدز والعنصرية وفضلوها على المغرب وبغض النظر عن الحرارة في الولاياتالمتحدةالأمريكية في 1994 وفي المكسيك في 1986، فإن الغربيين أظهروا حقدهم في مثل هذه المناسبات من قبل، ويؤكد العرب أنه يكفي العودة قليلا إلى الخلف لنتذكر ملفات تنظيم كأس العالم سنة 2010، إذ ورغم أن جنوب إفريقيا تعتبر من أخطر دول العالم من حيث انعدام الأمن وانتشار الجريمة، بالإضافة إلى تفشي مرض "الإيدز" هناك والعنصرية أيضا إلا أنها لم تتعرض لنفس الحملة الشرسة التي تعيشها قطر، والأكثر من ذلك فقد تم تفضيلها على دولة عربية وهي المغرب، والتي كانت قريبة جدا من تنظيم المونديال الإفريقي.