بوعلي يرد على الانتقادات والمولودية تبعث الصّراع على رابطة الأبطال

تمكنت مولودية الجزائر من تحقيق فوز ثمين وكبير أول أمس على حساب مضيفها جمعية الشّلف في مباراة عرفت اندفاعا بدنيا شديدا من الجانبين، ولكنها تميزت أيضا بالفرص الكثيرة الضّائعة، ورغم ذلك إلا أن خبرة عناصر المولودية مكنتهم من العودة إلى العاصمة بكل الزّاد وهو الفوز الذي تحقق في ظروف صعبة للغاية خاصة بعد كل ما عاشه الفريق من اضطرابات بسبب خسارته في "داربي" الاتحاد، غير أن تلك المشاكل كانت على ما يبدو دافعا وحافزا إضافيا لزملاء أكساس لتحقيق الفوز أمام زملاء مسعود.
الفوز في الشّلف في تلك الظروف ليس سهلا
اللافت للانتباه، هو الطريقة التي تعامل بها بوعلي مع المباراة، ورغم ما عاشه من صعوبات وضغوط بسبب الاعتداء عليه بعد مباراة الاتحاد، إلا أنه تمكن من رفع التحدي وحقق فوزا يصعب تحقيقه في تلك الظروف، لاسيما في ظل الغيابات الكثيرة التي عرفتها المولودية بغياب 5 أساسيين، ورغم ذلك إلا أن التغييرات التي قام بها مدرب المولودية كانت مثمرة وأعطت نتائجها في الميدان.
كل اللاعبين اعترفوا بعمله الكبير
والأكثر من ذلك، فإن العمل الذي قام به بوعلي جعل كل اللاعبين الذين التقيناهم بعد نهاية المباراة يؤكدون على العمل النفسي الكبير الذي قام به مدربهم طيلة الأسبوع وخاصة في اليومين الأخيرين اللذين سبقا المباراة، حيث رفع معنوياتهم وأكد لهم أنهم قادرون على العودة بنتيجة إيجابية من الشّلف بما أن هذه الأخيرة عاشت أسبوعا صعبا بسبب احتجاجات الأنصار على نتائج الفريق في الآونة الأخيرة.
الفوز أحسن رد منه على من انتقده
وجاء الفوز المحقق في الشّلف أحسن ردّ من بوعلي على كل من انتقده بعد خسارة الاتحاد، وأثبت بأن كرة القدم لا تتوقف عند خسارة واحدة حتى لو كانت بنتيجة ثقيلة وأمام الغريم التّقليدي، فتمكن رغم كل ما عاشه الفريق من العودة بفوز من ملعب محمد بوزراڤ الذي أصبح عقدة "الشّلفاوة" أمام المولودية، حيث فاز "العميد" للمرة الثانية على التوالي في هذا الملعب، كما تمكن من الفوز بتحدي التغييرات التي أجراها بعدما أعطى الثّقة لكل من والي، غربي وجغبالة إضافة إلى تجديده الثّقة في داود.
استرجع المرتبة الثالثة وبعث الصّراع مع الوفاق
وسمح الفوز الذي حققته المولودية في الشّلف باستعادة المرتبة الثالثة التي ضاعت الأسبوع الماضي بعد الخسارة أمام الاتحاد وفوز القبائل، ولكن بعد نتائج الجولة الأخيرة والتي عرفت تعثر الشّبيبة في ملعب الوحدة المغاربية تمكنت المولودية من الصّعود مجددا إلى المرتبة الثّالثة على بعد ست نقاط فقط عن وفاق سطيف، وهو ما يبعث معه السّباق على المرتبة الثانية المؤهلة لرابطة أبطال إفريقيا الموسم القادم، وهو الهدف الجديد الذي ستلعب عليه المولودية.
مباراة هذا الأربعاء ستكون حاسمة
ومن المنتظر أن تكون المواجهة التي ستجمع المولودية والوفاق وجها لوجه هذا الأربعاء بملعب عمر حمادي ببلوغين حاسمة ل "العميد"، لاسيما وأن الفوز سيقلص الفارق إلى ثلاث نقاط، ما يعني التنافس بقوة مع الوفاق على المرتبة الثانية التي ستكون مؤهلة إلى رابطة أبطال إفريقيا، لكن التاريخ الذي ستلعب فيه المباراة فيه الكثير من علامات الاستفهام بالنّسبة لإدارة المولودية التي وافقت على تقديم المباراة من دون النّظر إلى مصلحة الفريق الذي لن يتمكن من استرجاع لاعبيه المصابين.
بلال. ڤ

بوعلي: "الفوز على الشّلف سيعيد لم شمل المولودية"
اعتبر المدرب بوعلي بأن الفوز المحقق على جمعية الشلف سيكون له دور إيجابي كبير في إعادة اللحمة بين أبناء الفريق، بعد الذي حدث في تشاكر بالبليدة، مؤكدا بأنه توجب على الجميع احترام منطق كرة القدم الذي يسير بعامل الربح والخسارة، مضيفا: "هذا الفوز سيعيد لم شمل المولودية، أتمنى أن يفهم بعض الأشخاص بأن كرة القدم فيها ربح وخسارة والجبان هو من يسقط ولا ينهض، كرة القدم لا تتوقف عند خسارة واحدة بل نجد فيها الكثير من الأمور الإيجابية والأمور السلبية".
"رددنا على الانتقادات والأشخاص الذين حاولوا إيذائي ربي يهديهم"
واصل بوعلي حديثه عن المباراة وقال: "أهنئ اللاعبين على ما قدموه وهم الذين تمكنوا من تقديم أشياء إيجابية، تحدثت معهم قبل اللقاء وتمكنا من الخروج من خسارة الاتحاد وهو في رأيي أحسن رد على الانتقادات، أتمنى أن يساعد هذا الفوز الجميع على تشجيع اللاعبين والمولودية، وفي رأيي نتائجنا كانت جيدة حيث خسرنا مباراة في 12 مواجهة ومن الطبيعي أن يخرج الجميع غاضبا بعد الخسارة أمام الاتحاد، لكني أقول للأشخاص الذين حاولوا إيذائي ربي يهديهم وعليهم أن يفهموا بأنه في كرة القدم لا يمكن لشخص واحد أن يزعج الجميع، ولكن إذا لم نلق الحماية فإن الأمر يصبح هنا خطيرا".
"رفعت رأس المولودية في 12 مباراة والاحتياطيون أثبتوا"
وبخصوص الوضعية التي تتواجد عليها المولودية بعد الفوز في الشّلف وخسارة "الداربي" السابق، قال بوعلي: "لست المسؤول الأول في الفريق ولست المدرب الأحسن في كرة القدم، ولكنهم طلبوا مني أن أكون المسؤول الأول عن العارضة الفنية للفريق حيث وجدته في وضعية صعبة للغاية في التّرتيب وحتى بالنسبة للنتائج كان سيئا، ولكننا تمكنا من رفع رأسه في 12 مباراة ونحن سعداء، خاصة وأن بعض الشبان أكدوا في مباراة الشّلف أنهم حاضرون ويمكنهم إعطاء الإضافة".
"بعد خسارة الاتحاد قالوا إن الصراع على رابطة الأبطال مستحيل"
ورفض بوعلي الخوض كثيرا في مسألة المباراة التي تنتظر المولودية أمام وفاق سطيف هذا الأربعاء، حيث رفض التّعليق على موعد تقديم المباراة رغم أن كل المؤشرات كانت توحي بأنه لم يتقبل البرمجة، وعن صراع رابطة الأبطال، قال: "أعتقد بأنه بعد خسارتنا في داربي الاتحاد قالوا إن الصراع على رابطة الأبطال قد فات عليه الأوان وأصبح مستحيلا، لكن الأمور الآن اختلفت ولدينا الوقت الكافي للتفكير في مباراة الوفاق التي ستلعب يوم الأربعاء، ستعرفون رأيي حول موعد تقديم المباراة في الوقت المناسب".
بلال. ڤ

قاسي السّعيد: "حسابيا الاتحاد ليس بطلا بعد"
بعد نهاية مباراة المولودية والجمعية، كان لنا حديث مع المناجير قاسي السّعيد الذي تحدث عن تلك المواجهة وعن اللقاء القادم أمام الوفاق يوم الأربعاء المقبل، وقال: "هذا الفوز الثالث على التوالي خارج الدّيار باحتساب مباراة حجوط والشباب ثم الشّلف، الفوز في الشلف ليس سهلا لكن المهم بالنّسبة لنا هو أن لاعبينا لم يتأثروا من الناحية المعنوية بعد خسارة الاتحاد، وعرفوا كيف يرفعوا معنوياتهم وحتى المدرب عرف كيف يتعامل مع الوضعية بما أننا مررنا بأسبوع صعب للغاية عقب الخسارة أمام الاتحاد، ولكن الحمد لله تمكنا من تجاوزها".
"الفوز يجعلنا نطمع في رابطة الأبطال"
وبخصوص مخلفات الفوز من حيث ترتيب الفريق والأهداف التي سطرها منذ بداية الموسم، كشف قاسي السّعيد بأن الفوز سيسمح للمولودية ببعث الصراع على المراتب الثلاثة الأولى، مضيفا: "الاحتياطيون قدموا مباراة رائعة وأكدوا مستواهم والنتيجة ستسمح لنا بأن نطمع حتى في أن نتصارع على إحدى المراتب الثلاث الأولى، ولم لا نلعب الموسم القادم رابطة الأبطال إن شاء الله، أمام الشلف لعبنا مباراة بست نقاط، الشلف كانت منافسا مباشرا لنا وبعد الفوز عليه تركناه خلفنا، وبالتالي فإن مباراة الوفاق القادمة ستكون حاسمة".
"والي وغربي قدما مباراة ممتازة وسنسترجع بعض المصابين"
وبخصوص الإصابات التي يعاني منها الفريق ويمكن أن تؤثر على مردوده في اللقاء القادم أمام الوفاق، تفاءل مناجير المولودية خيرا وأكد بأن الفريق سيسترجع لاعبا أو لاعبين، مطريا في نفس الوقت على أداء اللاعبين الاحتياطيين، وأضاف: "سنسترجع بعض لاعبينا بالرغم من أن والي وغربي قدما مباراة ممتازة، دون أن ننسى أيضا لاعبينا الشبان شيتة صاحب 17 سنة وجاوشي صاحب 18 سنة، وهو ما يؤكد بأن فريقنا لديه مستقبل ونطلب من أنصارنا أن يصبروا علينا لأنه ليس من السهل الفوز في الشلف".
"يجب أن نفوز على سطيف وأي تعثر ممنوع"
أما عن لقاء الوفاق الحاسم يوم الأربعاء القادم، فإن التعثر فيه سيكون ممنوعا حسب ما قاله مناجير المولودية، مضيفا: "بعد خسارة الاتحاد كانت هناك 30 نقطة تفصلنا عن نهاية البطولة، حسابيا الاتحاد والوفاق لم ينالا البطولة بعد، في رأيي من الأول إلى الخامس بإمكانهم التنافس على اللقب، والآن هذا الفوز سنأخذه من الناحية المعنوية، حتى ندخل أمام سطيف بقوة ونفوز ونتفادى التعثر بأي شكل من الأشكال، لو نفز أمامهم فمستقبل المولودية سيكون واضحا ويمكننا بعدها تحديد الأهداف، بغض النظر عن مباراة نصف نهائي الكأس".
"لو لعبنا أمام الاتحاد في ظروف أخرى لما فاز علينا بتلك النتيجة"
وعاد قاسي السّعيد ليتحدث عن خسارة "الداربي" أمام الاتحاد فقال: "يجب ألا نقدّم الحجج إثر الخسارة أمام الاتحاد، ولكن علينا أن نعرف بأننا لعبنا قبلها أمام بلوزداد مباراة كبيرة وعشنا ضغطا رهيبا، بعدها لعبنا أيضا في الكأس أمام حجوط تحت ضغط أشد، لنلعب أمام الاتحاد ومن دون أن ننقص من قيمته، لكن لو لعبنا أمامه في ظروف أخرى فإنه من المستحيل أن يفوز علينا بتلك النتيجة العريضة، والدليل أننا لعبنا 40 دقيقة كنا فيها أحسن منه وضيعنا فرصتين كانتا منعرج المباراة، الاتحاد كان من الناحية البدنية أحسن منا".
"اللاعبون ليسوا آلات وأتمنى أن نكمل الموسم بهذه الطريقة"
وفي نهاية حديثه، تطرق قاسي السّعيد إلى العمل الكبير الذي قام به بوعلي طيلة الأسبوع حتى يبعد اللاعبين عن الضّغط، وقال: "في الأخير، أود أن أقول إن اللاعبين ليسوا آلات، عملنا هذا الأسبوع من الناحية المعنوية كثيرا ومن ناحية الاسترجاع أكثر، والدليل أننا فزنا وأداء اللاعبين كان في المستوى، لذلك أتمنى أن نكمل بهذه الطريقة حتى نهاية الموسم".
بلال. ڤ
أكساس: "سنلعب أمام سطيف للفوز وبعث السّباق على رابطة الأبطال"
"اللاعبون كانوا رجالا وردّوا على خسارة الداربي"
ما تعليقك على الفوز الذي عدتم به من الشّلف (الحوار أجري بعد المباراة)؟
الفوز لم يكن سهلا، ولكن اللاعبين كانوا رجالا.. الحمد لله على هذا الفوز، وأهنئ زملائي الذين قدّموا مباراة كبيرة، حيث أدينا واجبنا للعودة بنتيجة إيجابية. أشكر كل اللاعبين والمدرب، وأهدي الفوز أيضا لجمهورنا، وأقول إن المشوار لازال طويلا.
ألم تؤثر فيكم الخسارة الأخيرة في "الداربي" أمام الاتحاد؟
المولودية فريق كبير وخسارتها في مباراة واحدة لا يعني بأنها ماتت، وبيّنا بأن مباراة الاتحاد كانت مجرّد عثرة في مشوارنا لا غير، وهذه هي كرة القدم، والموسم لازال طويلا ويمكننا أن نحقق نتائج أفضل في المستقبل.
بفوزكم على الشلف وخسارة الوفاق أمام الأربعاء، اللعب على رابطة الأبطال أصبح ممكنا الآن، أليس كذلك؟
لحدّ الآن لم يٌحسم أيّ شيء، ورابطة الأبطال بطبيعة الحال لازالت في المزاد، وسنعمل كلّ ما في وسعنا حتى نشارك فيها الموسم القادم. كل اللاعبين يدركون حجم المسؤولية. يجب أن ننسى مباراة الشلف، وعلينا أن نحضر مباراة سيطف كما يجب الحال لنحقق الفوز.
ضيّعتكم الكثير من الفرص السهلة للتسجيل، ألم يؤثر فيكم ذلك؟
لا، لم يؤثر فينا، لأن المهم بالنسبة لنا هو الفوز. علينا أن نذكر الفوز فقط، أما الفرص الضائعة سنحاول مع مرور الوقت أن نكون أحسن، وأن نحسّن المردود الهجومي لفريقنا بالتعاون جميعا في التسجيل، ولا يهمّ من يسجل سواء مدافع أم مهاجم، والمهم أن تفوز المولودية ونفرح جميعا.
عودتك للفريق كانت قوية بعد إصابة صعبة وسجّلت هدفك الثالث هذا الموسم، ما تعليقك؟
الحمد لله أني شفيت تماما من الاصابة وبدأت أعود تدريجيا إلى مستواي المعهود. والأهداف التي سجلتها كانت بفضل زملائي أيضا، الذين ساهموا في تحقيق هذه النتيجة في نجاحي في كل مرّة أصعد فيها لأسجل، وبالتالي العمل الجماعي الذي نقوم به أعطى ثماره، و"مازال الخير لقدام" إن شاء الله. سجلت وسأواصل محاولتي لتسجيل المزيد من الأهداف في اللقاءات المقبلة.
شاهدنا غياب عدّة لاعبين، ولكن اللاعبين الذين عوّضوهم أعطوا إضافة أخرى للفريق، ما رأيك؟
نعم، كل اللاعبين كانوا اليوم في المستوى، تضامنا جميعا بفضل العمل الكبير الذي قمنا به طيلة الأسبوع، وتمكنا من أن نحقق الفوز اليوم. المولودية فيها 24 لاعبا وكلهم جاهزون لأن يقدموا الإضافة. لا يوجد فرق بين لاعب أساسي أو احتياطي. وشاهدنا اليوم لاعبين شابين ساهما في تحقيق هذا الفوز بفضل الوجه المشرّف الذي ظهرا به، وأتمنى لهما ولكلّ اللاعبين تقديم أحسن ما لديهم، حتى نساهم في تحقيق نتائج إيجابية مستقبلا.