أصبح رأي الأرجنتيني دييغو سيموني ، المدير الفني لفريق أتليتكو مدريد الإسباني ، بأن فريقه يصنف كفريق متواضع غير منطقي مع مرور الوقت. فقد قال سيموني عقب الفوز الكبير الذي حققه فريقه على ميلان الإيطالي 1/4 في مجموع لقائي الذهاب والعودة في إطار منافسات دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا، وتأهله لدور الثمانية للبطولة، "سيلعب في دور الثمانية بالبطولة الأوروبية 7 فرق ذات مستوى مرتفع وسيكون الفريق الثامن (أتليتكو مدريد) متواضعا، ولكنه قادر على مضايقة الفرق الكبرى". وينعكس شعور سيموني بتواضع فريقه على رؤيته للمباريات التي يخوضها، فقد أصبحت جملة "مباراة بمباراة" شعارا داخل الفريق، ولكن الكثير من المراقبين لا يؤمنون بأن أتليتكو مدريد لا يبحث عن التتويج بالألقاب في ظل صعوده إلى دور الثمانية في البطولة الأوروبية واحتلاله المركز الثاني في بطولة الدوري المحلي بفارق 3 نقاط عن المتصدر ريال مدريد. ولم تتردد الصحافة الإسبانية في تصنيف الفريق الإسباني كأحد الفرق المرشحة للمنافسة على لقب بطولة دوري أبطال أوروبا. وأفردت صحيفة "ماركا" الإسبانية عنوانا يقول "عظماء أوروبا" لوصف الفريق الإسباني وأوضحت أن أتليتكو مدريد عاد ليصبح من الطبقة الأرستقراطية بين فرق القارة ، وأكدت أنه سيكون الحصان الأسود للبطولة. واعتبرت صحيفة "آس" أن أتليتكو مدريد تجاوز كل العقبات وأنه اعتبارا من يوم أمس صار لديه شعور بالقدرة على فعل أي شيء. وخرج فليبي لويس، الظهير الأيسر للفريق الإسباني، عن لغة الخطاب الرسمي وأكد على أن أتليتكو مدريد قادر على إقصاء أي فريق يقف في مواجهته خلال الفترة المقبلة. ويبدو أن الفريق الإسباني تجاوز مرحلة صعبة في تاريخه بدأت في عام 2000 عندما هبط للعب في دوري الدرجة الثانية المحلي ، حيث ظل قابعا في القسم الثاني لمدة عامين كاملين. وتسببت الأزمة المالية في هذه الفترة في هبوط الفريق، ومعاناته خلال عقد كامل في البحث عن هوية جديدة حتى وصل سيموني لقيادة الفريق. ووصل المدرب الأرجنتيني، الذي كان لاعبا محبوبا خلال فترة ممارسته لكرة القدم، لقيادة الفريق الإسباني في 29 كانون أول/ديسمبر عام 2011 ، وكان وصوله بمثابة انطلاقة جديدة للفريق، حيث استطاع الحصول تحت قيادته على بطولة الدوري الأوروبي وكأس السوبر الأوروبية وبطولة كأس الملك المحلية، بالإضافة إلى أنه غرز روح البطولة في نفوس لاعبيه. ويحتمل أن يكون رأي سيموني بتواضع فريقه نابع من نظرته الاقتصادية للأمور، فميزانية الفريق الإسباني تبلغ 125 مليون أورو وهي تعادل ميزانية فريق بروسيا دورتموند الألماني ، وصيف بطل دوري أبطال أوروبا في نسختها الأخيرة، ولكنها بالطبع أقل من ميزانية ريال مدريد وبرشلونة وباريس سان جيرمان وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتيد. ولكن تقييم أداء الفريق، الذي تحسن كثيرا خلال تولي سيموني مسؤولية القيادة الفنية للفريق، يستند على أشياء أخرى مثل وجود الكثير من اللاعبين الدوليين الذين سيمثلون منتخبات بلادهم في نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014 ، من أمثال اللاعبان البرازيليان ميراندا وفيليبي لويس والأوروجواياني دييجو جودين ، بالإضافة للإسبان دييجو كوستا وكوكي وخوانفران. وعندما توصل النادي لمد عقد الرعاية مع دولة أذربيجان حتى عام 2015 أشيع وقتها أن هذه الرعاية ستمنح النادي قدرة اقتصادية هائلة خلال الموسم المقبل ، ليس فقط ليتمكن من الحفاظ على وجود اللاعبين الحالين ، ولكن أيضا القدرة على تأسيس استثمار عالمي يقدر بملايين الدولارات.