صحيح أنّ مولودية الجزائر عادت بنقطة ثمينة من البليدة أمام أمل الأربعاء والتعادل يمكن اعتباره نتيجة إيجابية بالنظر إلى العودة القوية للمنافس الذي تمكن من الإطاحة بعدة فرق كبيرة هذا الموسم، إلا أنّ مجريات المباراة بيّنت أن أشبال بوعلي كانوا قادرين على لأنّ العاصميين نجحوا في امتصاص ضغط أصحاب الأرض في الشوط الأول قبل أن ينطلقوا في هجمات معاكسة خطيرة خاصة في المرحلة الثانية، إذ كانت أخطر الفرص من جانب العاصميين لكنهم لم يحسنوا استغلال أي واحدة منها، وبالتالي فإنّ المولودية خانها هجومها مرة أخرى لأنّ الفرص كانت موجودة لكن الأهداف لم تحضر. يحيى شريف ضيّع هدفا محققا في الشوط الأول وسيرت المولودية اللقاء بذكاء، فبالرغم من أنّ أمل الأربعاء كان أكثر استحواذا على الكرة وشن ضغطا متواصلا إلا أن تماسك الدفاع الذي قاده أكساس بامتياز أبطل كل المحاولات. بالمقابل كانت الهجمات المرتدة للمولودية خطيرة وأتيحت وأتيحت ل يحيى شريف في (د34) فرصة فتح باب التسجيل لما وجد نفسه وجها لوجه مع الحارس فلاح، لكن تسديدته كانت ضعيفة ولم تكن في الإطار. "الزرڤا" كانت أفضل في الشوط الأول لكن أكساس قاد الدفاع بامتياز وإذا كان أشبال شريف الوزاني أحسن في المرحلة الأولى وضيّعوا على الأقل هدفين وكان دفاع "العميد" صامدا، فإن المولودية كانت الأخطر في الشطر الثاني من اللقاء وطبّقت خطة ذكية، كما صنعت ثلاث فرص سانحة للتهديف باعتراف شريف الوزاني الذي أكد في تصريحاته أنّ المولودية كانت الأقرب إلى التسجيل، فقد لعبت المولودية بكتلة في الخلف مع الانطلاق في هجمات معاكسة سريعة بقيادة لاعبي الوسط المتألقين داود الذي فرض مكانته وأدّى مباراة جيدة وبوشريط الذي استرجع عدة كرات وتفوق في جل الصراعات الثنائية. يحيى شريف أهدر على مرتين ووالي ضيّع العجب وإذا كان فلّاح قد تألق في إبعاد رأسية يحيى شريف بأعجوبة إلى الركنية في (د52) بعد مخالفة محكمة من حشود ثم تصدى مرة ثانية بروعة لتسديدة يحيى شريف الذي شكل خطرا على دفاع الأربعاء، فإنّ والي ضيّع ما لا يضيّع في (د69) أمام شباك شاغرة، فقد قام يحيى شريف بعمل فردي جيد من الجهة اليسرى وتوغل داخل المنطقة وقدّم كرة على طبق إلى والي الذي وجد نفسه أمام شباك شاغرة، وفي الوقت الذي اعتقد الكل أنّه سيضع الكرة في الشباك خرجت رأسيته فوق العارضة، مفوّتا على فريقه فرصة كبيرة جدا لتسجيل هدف السبق والعودة بثلاث نقاط ثمينة جدا. المولودية خانها هجومها مرة أخرى في 20 دقيقة الأخيرة من الشوط الثاني كانت الكرة بحوزة الأربعاء أكثر، لكن الهجمات كانت تقص أمام جدار دفاع متين، في حين كان لدخول الشاب شيتة في وسط الميدان دور في قيادة هجمات المولودية السريعة، وبذلك يمكن القول إنّ التشكيلة العاصمية كسبت خط الوسط لكن غياب النجاعة الهجومية يبقى مشكل المولودية هذا الموسم، بدليل أنّ المهاجمين لم يسجلوا إلا هدفا واحدا في المباريات الست الأخيرة (جاليت أمام حجوط)، رغم أنّ ياشير قام بمجهود كبير لما عوّض جاليت وقدّم كرة على طبق إلى يحيى شريف. لكن يبقى أنّ تشكيلة بوعلي تفتقد إلى اللمسة الأخيرة وحتى بعد دخول بوڤش بديلا مكان والي لم تصل المولودية إلى الشباك وضيّع بوڤش هو الآخر هدفا محققا. "شيتة مكسب للمولودية وداود سمّر بلاصتو" ومن بين الأمور الإيجابية في مردود المولودية في هذا اللقاء أنّ الشاب شيتة بدأ يكسب ثقة أكبر مع توالي دخوله في الأشواط الثانية، إذ أبان عن مؤهلات فنية لا بأس لها صفق لها "الشناوة" الذين تكهنوا له بمستقبل واعد لو يتم الاعتناء به أكثر، كما فرض داود منافسة شرسة في منصبه بفضل تألقه في غياب غازي وقاسم مهدي، وبالتالي فإن المناصب ستكون غالية في هذه المنطقة في المباريات المقبلة. اللاعبون ندموا على تضييع نقطتين بعد خسارة الوفاق وندمت المولودية أكثر على النقطتين اللتين ضاعتا في براكني عندما علم اللاعبون والطاقم الفني والمسيرون بنتيجة مباراة ملعب 8 ماي بعدما تمكنت شبيبة القبائل من الإطاحة بوفاق سطيف، إذ تغيّرت المعطيات رأسا على عقب لأنّ المرتبة الثانية أصبحت ممكنة جدا إذا نظرنا إلى الرزنامة التي تنتظر الوفاق، فلو فازت المولودية في براكني لتقلّص الفارق عن الوفاق إلى ثلاث نقاط فقط، مثلما ندم العاصميون على النقطتين اللتين ضاعتا أمام الوفاق في بولوغين، لأن المولودية في حال فوزها لكانت اليوم أكبر مرشح للظفر بالمركز الثاني المؤهل للمشاركة في دوري أبطال إفريقيا. الحسابات كثرت والفوز في تيزي وزو سينعش الآمال وبما أن شبيبة القبائل استفادت كثيرا من فوزها في سطيف وأصبحت منافسا مباشرا للوفاق على المركز الثاني (الفارق يقدر بثلاث نقاط)، فإنّ المولودية أصبحت مجبرة على الفوز في ملعب أول نوفمبر في الجولة المقبلة إذا أرادت استرجاع كامل حظوظها في لعب دوري أبطال إفريقيا، كما أنّها وجدت نفسها اليوم تدفع ثمن النقاط الكثيرة التي ضيّعتها في ميدانها أمام الشلف، الحراش، العلمة، اتحاد العاصمة والوفاق ولم يعد لها حل سوى تفادي الخسارة أمام شبيبة القبائل السبت المقبل. التعادل سيُبقي على أمل المركز الثالث دخلت المولودية مرحلة الحسابات الحاسمة وتعرف جيدا أنّ الخسارة في تيزي وزو ستعني الابتعاد بنسبة كبيرة حتى عن المرتبة الثالثة و"البوديوم" كما سطرته الإدارة، لأنه في هذه الحالة الفارق سيتسع إلى خمس نقاط عن الوفاق والشبيبة، لذا فإن أشبال بوعلي مطالبون برفع التحدي والعودة من ملعب أول نوفمبر على الأقل بالتعادل إذا أرادوا الحفاظ على كامل حظوظهم في انتزاع المرتبة الثالثة، أما الفوز فإنه سيسمح للمولودية باسترجاع المرتبة الثالثة من الشبيبة وفي نفس الوقت الفارق قد يقلّص عن الوفاق في حال تعثر هذا الأخير في مباراته المتقدمة أمام شباب قسنطينة غدا الثلاثاء في ملعب الشهيد حملاوي. "كلاسيكو" العميد والقبائل نهائي "البوديوم" خلاصة القول أنّ المولودية مقبلة على مباراة أمام شبيبة القبائل يمكن وصفها بالنهائية على "البوديوم" بين فريقين يتنافسان على نفس الهدف، أضف إلى ذلك أنّ المولودية ستكون أمام ثلاثة احتمالات فالفوز في تيزي وزو سيعيد أمل اللعب على المرتبة الثانية، والتعادل سيحافظ على أمل التنافس على المركز الثالث، أما في حال الخسارة في ملعب أول نوفمبر فإن ثلاثي "البوديوم" سيتضح بنسبة كبيرة ونعي به اتحاد العاصمة، وفاق سطيف وشبيبة القبائل، وهو ما يعطي الصورة بأنّ "كلاسيكو" الشبيبة و"العميد" سيكون كبيرا وواعدا ونهائي "البوديوم" بأتم معنى الكلمة.
التحفيزات المالية تبلغ ذروتها ... 25 مليونا مقابل الفوز على القبائل، والمولودية ترفض الدخول في جدال حول التّذاكر باشرت إدارة المولودية تحركاتها الحثيثة للتحضير للمباراة المقبلة التي تعتبر مباراة الموسم بالنسبة للمولودية والتي سيتحدّد فيها هدفها في البطولة بعيدا عن منافسة الكأس التي تبقى الهدف الرئيسي، وذلك من أجل وضع اللاعبين في أحسن الظروف قبل موعد اللقاء. من جهة أخرى أحدثت التصريحات التي أطلقها رئيس الشّبيبة محند الشريف حناشي حول عدد التذاكر التي سيمنحها إلى أنصار المولودية جدلا، لأنه قال إنّها لن تتجاوز 500 تذكرة. الإدارة ترصد 25 مليونا مقابل الفوز ورصدت إدارة المولودية مبلغ 25 مليون سنتيم لكل لاعب نظير الفوز على الشّبيبة في تيزي وزو وتكرار سيناريو الموسم الماضي عندما عاد "العميد" بالفوز بفضل هدف يعلاوي، وهي القيمة التي ارتفعت مقارنة بمباراة أمل الأربعاء التي رصدت لها الإدارة مبلغ 15 مليون. وتؤكد القيمة الكبيرة التي رصدتها إدارة المولودية للفوز باللقاء الأهمية الكبيرة التي يوليها بوملة لهذه المواجهة التي ستكون مصيرية وحاسمة لمستقبل الفريق هذا الموسم. ... وستصل إلى 30 مليونا في حال خسارة الوفاق وكشفت لنا نفس المصادر أنّ المنحة سترتفع لتصل إلى 30 مليون سنتيم مقابل الفوز على القبائل في حال خسارة الوفاق يوم الثلاثاء المقبل في المباراة المقدمة عن الجولة 24 أمام شباب قسنطينة في ملعب الشّهيد حملاوي، وهذا حتى تحفّز اللاعبين على تحقيق نتيجة إيجابية والاقتراب من "البوديوم"، وأيضا إعادة بعث التنافس على المركز الثاني المؤهل إلى رابطة أبطال إفريقيا. بوملة يحفّز اللاعبين وليس أمامهم عذر ويحاول رئيس مجلس الإدارة تحفيز لاعبيه بأي طريقة حتى يكونوا مركزين على المباراة كما ينبغي ويؤدوا ما عليهم ويتمكنوا من تحقيق نتيجة إيجابية، وهو ما يعني أنّ زملاء جميلي لن يكون أمامهم أي عذر في حال تضييع فرصة الاقتراب أكثر من المركز الثالث أو الثّاني الذي يضمن مشاركة قارية الموسم المقبل، وبمعني آخر فإنّ بوملة يرغب في أن يقوم بواجبه على أحسن ما يرام حتى لا يتم اتهامه في نهاية المطاف بالتقصير في تحفيز اللاعبين. المولودية تقبل 500 تذكرة التي منحها حناشي في سياق منفصل، رفضت إدارة المولودية ولجنة الأنصار الرّد على تصريحات الرئيس حناشي عقب مباراة وفاق سطيف التي قال فيها إنّه لن يقدّم أكثر من 500 تذكرة ل "الشناوة"، وهو العدد الذي لم يتعوّد على أنصار المولودية نيله في تنقلاتهم إلى تيزي وزو، لأنّهم كانوا في كل مرة يحصلون على مدرجات المنعرج التي تسع إلى حوالي 1500 إلى 2000 مناصر، ورغم ذلك قبلت لجنة أنصار المولودية هذا العدد الضئيل حتى تتفادى أي تأويل لتصريحاتها. ... وترفض الدخول في جدال قد يفسد العلاقات ويأتي رفض المولودية الرد على ما قاله حناشي والمطالبة بعدد أكبر من التذاكر مثلما كان عليه الحال في السنوات الماضية، بسبب العلاقات الطيبة التي تجمع الفريقين وأنصارهما، وبالتالي رأت أنه لا جدوى من دخول جدال عقيم قد يعود بالمضرة على مصلحة الفريقين وأنصارهما. الاجتماع التقني سيحدّد الحصة الرّسمية ل "الشناوة" ومن المنتظر أن تقدّم إدارة المولودية طلبها بخصوص قضية التّذاكر إلى إدارة شبيبة القبائل خلال الاجتماع التقني الذي سيُعقد في الأيام القليلة المقبلة، ومن المنتظر أن تطالب بحصتها من التذاكر المقدرة ب 1500 تذكرة وهو العدد الذي يستوعبه المنعرج الذي سيجلس فيه أنصار المولودية يوم المباراة، وسيكون الاجتماع التقني حاسما بخصوص عدد التذاكر الذي ستمنحه الشبيبة بالنظر أيضا إلى مطالب السلطات الأمنية التي ستسهر على تأمين المواجهة. بلال ڤ.
بوعلي:"الندم لا ينفع وسنتنقل إلى تيزي وزو من أجل الفوز" كان المسؤول الأول على العارضة الفنية ل "العميد" واضحا في تصريحاته عندما قال إنّ فريقه كان بإمكانه العودة بالنقاط الثلاث من البليدة لو كان لاعبوه أكثر جرأة وفعالية أمام مرمى أمل الأربعاء، وأضاف أنّ فريقه لعب بطريقة محكمة وامتص ضغط المحليين في البداية، معتبرا أنّ الفرص الخطيرة في هذا اللقاء كانت من جانب المولودية، لكن حتى التعادل يرضيه وقال إنه أحسن من الخسارة أمام منافس محترم يلعب كرة جميلة ويملك عناصر ذات فنيات عالية. "يحدث لنا مثل الذي يبني عمارة ولا يقوم بآخر التحسينات" ولخّص بوعلي مجريات المباراة معطيا مثالا بالذي يبني عمارة بدون أن يقوم بآخر التحسينات، وأكد على أنّ أشباله قاموا بكل شيء ولعبوا بإرادة وصنعوا على الأقل أربع أو خمس فرص سانحة للتسجيل، لكن اللمسة الأخيرة كانت غائبة وكان ينقص فقط الأهداف، لكنه بالمقابل رفض تحميل المسؤولية إلى المهاجمين معتبرا أنّ حتى أمل الأربعاء لعب مباراة جميلة وشكّل مشاكل إلى فريقه وأظهر إمكانات كبيرة وكان بدوره قادرا على التسجيل، وفي ظل هذه المعطيات فإن التعادل كان الأقرب إلى المنطق -على حد قوله-. "شيتة لم يخيّبني وسأمنحه مزيدا من الفرص" ولم يخف بوعلي رضاه التام بمردود عناصره من حيث الانضباط التكتيكي في هذا اللقاء، وأكد أنهم طبّقوا تعليماته بحذافيرها وكان فريقه قريبا من الفوز لو كان هناك قليل من التركيز أمام المرمى، كما أوضح أنّ اللاعب الشاب شيتة لم يخيّبه وسيمنحه مزيدا من الفرص في المباريات المقبلة متوقعا له مستقبلا زاهر بشرط المثابرة ومضاعفة جهوده -على حد تعبير بوعلي-. "مباراة القبائل حاسمة في طريق البوديوم وسنتنقل من أجل الفوز" وفي رده على سؤال عن المباراة المقبلة أمام شبيبة القبائل التي ستكون حاسمة في تحديد صاحب المركز الثالث، أجاب قائلا: "أريد أن أقول إنّ الندم لا ينفع لأنه يستحيل الفوز بكل المباريات، فالأهم في نظري أن ننسى بسرعة لقاء الأربعاء ونبدأ التحضير بكل جدية لمواجهة الشبيبة التي ستكون قوية وشديدة التنافس، لأننا سنواجه منافسا مباشرا لنا على البوديوم وبالتالي سنتنقّل إلى تيزي وزو من أجل الفوز لأنني أثق كثيرا في فريقي". ب. رشيد بوملة: "مرحبا ب شاوشي في المولودية" لم يتأخر رئيس مولودية الجزائر بوجمعة بوملة في التعبير عن رأيه بخصوص الحارس السابق فوزي شاوشي الذي قال عنه إنه أحد أحسن الحراس في الجزائر، وصرح: "شاوشي يملك إمكانات كبيرة سبق له البرهنة عليها ويكفي التذكير بأنه كان الحارس الأول في الفريق الوطني، وإذا تم العفو عنه فإنّ أبواب المولودية مفتوحة أمامه وأرحّب به والمهم في نظري أن يبعث مشواره من جديد سواء في فريقي أو في فريق آخر". قاسي السعيد: "لست مجنونا حتى أتسبّب في زعزعة استقرار المجموعة" قال المناجير العام كمال قاسي السعيد إنّه ليس مجنونا حتى يبدأ في الاتصال بلاعبين جدد والشروع في عملية الاستقدامات من الآن، وصرّح: "دخلنا المرحلة الحاسمة من البطولة وطموحنا كبير جدا في إنهاء الموسم في البوديوم، كما تنتظرنا مباراة نصف النهائي أمام شبيبة الشراڤة التي ستكون صعبة عكس ما يظنه البعض، لأنّ هذا الفريق سبق له إقصاء شباب قسنطينة ولابد من الحذر منه، لذا فكل ما يهمّنا الآن هو الحفاظ على الاستقرار ووضع الثقة في تعدادنا، ولست مجنونا حتى أتسبب في زعزعة استقرار المجموعة بمباشرة الاتصالات مع لاعبين جدد".