كانت المباراة التي جمعت الجزائر أمام منتخب سلوفينيا الأولى التي يظهر فيها رئيس "الفاف" محمد روراوة والناخب البوسني وحيد حليلوزيتش أمام الجماهير الجزائرية، بعد خلافاتهما السابقة منذ تأهل "الخضر" إلى المونديال عقب مباراتي السدّ أمام منتخب بوركينافاسو، وكان لابدّ من تسليط الضوء على ذلك لاختبار شعبيتهما والتأكد مما إذا كانت تلك الخلافات قد تسببت في زعزعتها أم لا، فخرج الجميع مقتنعا أن كلاهما حافظ على شعبيته وسط الجماهير الجزائرية التي خصتهما أحسن استقبال كما جرت العادة، وأعطت كل ذي حقّه رغم ما أسالته قضية خلافهما من حبر وأثارته من ضجة في وقت سابق، فخرج كلاهما منتصرا، والمنتصر الأكبر بطبيعة الحال كان منتخبنا الوطني الذي حافظ على استقراره وهدوئه أشهرا قليلة جدّا قبل موعد عالمي مهم في انتظاره. أسهم البوسني مرتفعة دوما لدى الجماهير ورغم أن الجمهور الجزائري لم يكن في يوم من الأيام راضيا عن التصريحات الإنهزامية للمدرب وحيد حليلوزيتش عقب عملية القرعة الخاصة بمونديال البرازيل، إلا أنه غلب مصلحة المنتخب على أي شيء آخر، وخصّ وحيد حليلوزيتش باستقبال الأبطال ما إن وطأت قدماه أرضية ملعب مصطفى تشاكر مساء يوم الأربعاء، من خلال الهتاف بحياته واسمه، وهو ما يؤكد أن أسهم الرجل مازالت مرتفعة لدى الجماهير الجزائرية التي ترفض مغادرته العارضة الفنية للمنتخب الوطني مهما كانت خلافاته مع روراوة. نظرته إليهم في كل مرة أجبرتهم على الهتاف باسمه وتجاوب كبير منه ويمكن أن نؤكّد أن البوسني كان ذكيا سهرة يوم الأربعاء في لفت انتباه الجماهير الجزائرية وإن لم يكن بحاجة لذلك صراحة، إذ كان في كل مرة- سواء قبل المباراة أو ما بين شوطيها أو عقب نهايتها- يلتفت إلى المدرج الأيمن المحاذي لمقعد بدلاء "الخضر" أثناء توجهه إلى غرف الملابس كي يلفت انتباه الجماهير، وكان في كل مرة يلقى تفاعلا منهم عندما كانوا يهتفون باسمه سريعا، وبدوره كان التجاوب أكبر منه بإشارات يدوية لقلبه منه إليهم في صورة أراد من خلالها أن يعبر لهم عن مدى امتنانه وحبه لهم. أعداد كبيرة تهافتت على التقاط صور مع روراوة حفاوة الإستقبال الذي حظي به البوسني لم تقلّ عن حفاوة الإستقبال الذي حظي به رئيس "الفاف" محمد روراوة، فرغم أن هذا الأخير كان بعيدا في المنصة الشرفية رفقة كبار الشخصيات وضيوف المباراة ك"بيلي" وغيره، إلا أن شعبيته هو الآخر لم تتأثر للخلاف الذي نشب بينه وبين حليلوزيتش، بدليل الأعداد الكبيرة من الأنصار الذين توافدوا عليه للحديث معه والتقاط صور للذكرى ما بين الشوطين وعقب نهاية المباراة، وهي الدعوات التي لباها الرجل بصدر رحب كعادته عندما يكون مبسوطا بأداء المنتخب وانتصاراته. ... وأخرى جلبت له جوازات السفر للتوجه إلى البرازيل ووجد روراوة صعوبات جمّة في مغادرة غرف ملابس المنتخب الوطني عقب نهاية اللقاء بسبب الأعداد الكبيرة من الأنصار الذين انتظروه كي يمنحوه جوازات سفرهم من أجل التوجه إلى البرازيل خلال المونديال، فرغم أن روراوة لا علاقة له بمثل هذه السفريات المتعلقة بالأنصار، إلا أنه كان ذكيا للخروج من المأزق الذي وضعه فيه الأنصار، عندما التفت إلى يمينه مخاطبا الأمين العام ل "الفاف ندير بوزناد: "خذ منهم جوازات السفر وحوّلها إلي فيما بعد"، فغادر بصعوبة بعدما كاد يرفع على الأكتاف من طرف الأنصار الذين كانوا يهتفون باسمه. الشعب بريد بقاء البوسني وجلسة الإتفاق التجديد باتت قريبة وجّه الجمهور الجزائري سهرة الأربعاء رسالة للرجلين تتمثل في رغبته في الحفاظ على استقرار المنتخب الوطني، بمعنى أن هذا الجمهور العريض يريد بقاء البوسني حليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وهي رسالة يكون روراوة قد فهم مضمونها، ومن المؤكد أنه سيعجل بضبط جلسة الإتفاق حول تجديد عقد البوسني عن قريب، والحسم بخصوص بقائه من رحيله من الآن عوض الإنتظار إلى فترة ما بعد المونديال الذي سيكون خلالها منتخبنا مجبرا على دخول غمار تصفيات كأس إفريقيا 2015 التي ستقام بالمغرب، وبالتالي من المتوقع أن تضبط هذه الأيام جلسة المفاوضات حول تجديد العقد بين الرجلين عوض تمديد السوسبانس إلى إشعار آخر.