اقترب الموسم الكروي من الانتهاء واقترب بالتالي الاتحاد من حسم اللقب، وهو ما جعل الكثير من محبّي النادي العاصمي يفكّرون في الموسم الكوري القادم. وأبرز الاهتمامات تصبّ فيما يخصّ انتهاء عقود بعض اللاعبين، الذين لم يعرف البعض إن كانوا باقين في الفريق أم أنهم سيغادرون. وبما أن الأمر يتعلّق بانتهاء عقود بعض العناصر الأساسية التي تعدّ من ركائز الفريق، فإن الرئيس حداد سارع إلى التحدّث مع اللاعبين في أحد الاجتماعات الأخيرة، وقال لهم إنه سيحتفظ بكلّ العناصر، مستثنيا فقط من يرغب في الرحيل من قائمة اللاعبين الذين تنتهي عقودهم. وهذا دليل على أن كلام الرئيس حداد يؤكد أنه في موقع قوّة، وأن حديثه كان من أجل إبقاء تركيز اللاعبين منصبّا على بقية مشوار البطولة فقط. ثمانية لاعبين في نهاية عقودهم وجلّهم يرغبون في التجديد ويبلغ عدد اللاعبين الذين تنتهي عقوهم ثمانية، وهم: بدبودة، العرفي، بوعزة، بن عمارة، سوڤار جديات، ڤاسمي وبن موسى، وهذا يدلّ على أن التشكيلة معرّضة لخطر النزيف في حال رغبة هؤلاء في الرحيل. ولكن مصادرنا تقول إن جل العناصر ترغب في البقاء، ولا تريد الرحيل عن فريق هم مرتاحون فيه من الناحية المالية على وجه الخصوص، وأيضا من حيث النتائج، وربما يستثنى منهم اللاعبون الذين لا يلعبون كثيرا، والذين سيرحلون في صمت، لأنهم في نهاية عقودهم، والإدارة سوف لن تجبرهم على التجديد. ضمان البطولة لا يعني الفصل في الأمور مبكّرا وقال مصدرنا إن الرئيس حداد غير منشغل في الوقت الراهن بموضوع الفريق وأموره الداخلية، فهمّه الوحيد في الوقت الرّاهن هو ضمان فريقه للبطولة بشكل رسمي السبت المقبل، أما موضوع اللاعبين الذين تنتهي عقودهم فليس أولوية حاليا، لأنه يرى أن كلّ شيء يجب تركه إلى ما بعد نهاية الموسم، وحينها تتضح الرؤية أكثر، ويكون بإمكانه الفصل في كلّ المواضيع، دون النظر إلى إمكانية حدوث أمور أخرى تغيّر رأيه مستقبلا. "فيلود" أولى الأولويات وهو الذي يحدّد قائمة اللاعبين وإذا قلنا إن الرئيس حداد يريد الآن ضمان البطولة والاحتفال بأول لقب من هذا النوع قبل كلّ شيء، فإن موضوع الطاقم الفني هو الذي يعتبر أولى الأولويات فيما يخصّ التفكير في الموسم القادم، لأنه ببساطة يريد الفصل في موضوع الطاقم الفني أولا، وبعدها يتفرّغ لموضوع اللاعبين، وبطبيعة الحال الطاقم الفني هو الذي سيمنح قائمة اللاعبين الذين سيبقون مع الفريق، والعناصر التي لن يكون بحاجة إليها. ----------------------- بن موسى: "في راسي أنا باق، لكن لا ندري ماذا يُخبّئ لنا المستقبل" "رابطة الأبطال حلم أيّ لاعب وأملي التسجيل قبل نهاية الموسم" "عندما فزنا في قسنطينة عرفنا أننا سنكون أبطالا هذا الموسم" "لن أناصر أيّ فريق في النهائي والذي يسجّل أوّلا سيفوز" كيف تسير الأمور في التدريبات بعد العودة بالفوز من عين فكرون؟ التدريبات تجري بشكل عاد، والأمور داخل الفريق أكثر من رائعة، لأننا فزنا بمباراة مهمّة وجاءت في وقت حساس جدّا، لأننا توقفنا أكثر من شهر دون منافسة رسمية، وهذا ما جعلنا نتخوّف من أن تكسّرنا تلك الراحة، ولكن قوة شخصية الفريق هي التي جعلتنا نصل إلى الهدف المسطر، وهو العودة بالفوز من خارج الديار. فوز قرّبكم أكثر من الفوز باللقب، أليس كذلك؟ أجل، الفوز مكننا من الاقتراب أكثر من التتويج الرسمي والنهائي، وهو الأمر الذي يجعلنا مطالبين بالتركيز أكثر من أي وقت مضى من أجل ترسيم تتويجنا في الجولات القادمة، والآن ينقصنا فوز أو فوزان من أجل القول إننا رسميا أبطال. لكن في مشوار الفريق، متى عرفتم أنكم اقتربتم أكثر من اللقب؟ عندما فزنا في قسنطينة على الشباب المحلي وبتلك الطريقة، عرفنا أننا تمكنا من قطع شوط كبير نحو اللقب. فالفوز هناك رفع الفارق حينها إلى ثماني نقاط، وهو الأمر الذي جعلنا نطمئن أننا أصبحنا في الطريق الصحيح نحو إحراز لقب البطولة، وزادت عزيمتنا أكثر في الوصول إلى الهدف المسطر. سجّلتم سبعة انتصارات متتالية، وهذا حتما يجعلكم تستحقون أن تكونوا أبطالا... بالطبع، فشرف كبير لنا أن نحقق مشوارا مثل هذا، وستبقى في ذاكرة كلّ من شارك في هذا الإنجاز. ليس سهلا أن تحافظ على ديناميكية الفوز في كلّ اللقاءات، وهو أمر لا يتكرّر إلا نادرا وليس مع كلّ الفرق. لذا أيّ لاعب عليه أن يستغل مثل هذه الظروف وتواجده في فريق كبير لكي يسجّل مشوارا استثنائيا. تحدّثنا عن سبعة انتصارات متتالية وفي الوقت ذاته وصلتم إلى 17 مقابلة بدون هزيمة، فكيف حدث هذا أيضا؟ هو مشوار يدخل في تاريخ اللاعب ولن ينساه أبدا. فإذا كانت الانتصارات المتتالية أمرا استثنائيا، فإن تفادي الهزيمة في هذا العدد من الانتصارات يعدّ معجزة، والأكثر من هذا أننا لم نضيّع أيّ نقطة على ملعبنا. لذا علينا أن نكون واقعيين ونقول إن مشوار مثل هذا لا يحققه سوى فريق كبير، ونتشرّف بحمل ألوانه نحن اللاعبين. ربما الهدف القادم هو إنهاء البطولة دون هزيمة، أليس كذلك؟ بلى، فالوصول إلى 22 مقابلة دون هزيمة سيكون إنجازا كبيرا في تاريخ النادي، حيث سنعمل كلّ ما في وسعنا لكي لا نتلقى أيّ هزيمة فيما بقي من مشوار. لكن ما سرّ كلّ هذا، بالرغم من تغيير المدرب منتصف مرحلة الذهاب؟ السرّ راجع إلى قوّة روح المجموعة التي وصلت إلى مستوى عال، وهو الأمر الذي زاد من عزيمة الجميع على السير بخطى ثابتة نحو التتويجات. فالاستقرار والعمل الذي يقوم به كلّ فرد في الفريق، من الرئيس إلى آخر مناصر، زاد من روح المجموعة التي وصلت إلى الذروة، والنتيجة أمامكم نسير بخطى ثابتة نحو التتويج. الفوز في اللقاءات المحلية يراه البعض ساهم بقسط كبير في تحقيق هذه النتائج الجيّد، فما قولك؟ أجل، فالفوز ب "الداربيات" هو الذي زاد حظوظنا في التتويج، كما أننا لم نكتف بنقاط "الداربيات"، بل ضمنا النقاط على ملعبا وتمكنا أيضا من جلب نقاط كثيرة من خارج الديّار. لذا علينا أن نقول إن مشوار الفريق ككل كان إيجابيا وليس الفوز في "الداربيات" فقط. أربعة ألقاب في موسمين، هل كنت تحلم بمشوار كهذا؟ عندما تلعب في فريق مثل اتحاد العاصمة تحلم بالألقاب. الإدارة الجديدة للنادي عملت من البداية على توفير الإمكانات اللازمة للفريق. في الموسم الأول احتللنا المركز الثاني والموسم الماضي لقبي الكأس العربية وكأس الجمهورية، وهذا الموسم فزنا بكأس "السوبر"، ونسير نحو نيل لقب البطولة. أظنّ أن الإمكانات التي وضعتها الإدارة تحت تصرّف الفريق لم تذهب سدى. وأقول إن رئيس الفريق يكون أكثر فرحا بالألقاب، لأنه إذا لم ينل الألقاب يشبه إلى حدّ كبير وضعية اللاعب عندما يلعب ولا ينال مستحقاته. الألقاب لم تكن متشابهة وهذا ما زاد من حلاوة التتويجات حسب ما يراه البعض... أجل، فالفوز بأربعة ألقاب مختلفة له نكهة خاصة، وكلّ لقب له طعمه. فكأس الجمهورية لها مكانة خاصة، والكأس العربية أهديناها لكلّ الشعب الجزائري، والكأس الممتازة أكدنا بها أننا الفريق رقم واحد في الجزائر هذا الموسم، أما لقب البطولة فهو الأوّل من نوعه منذ تسعة مواسم. عقدك ينتهي مع نهاية الموسم الحالي، فهل فكرت في مستقبلك أم لا؟ صراحة في ذهني أنا باق، ولكن كل شيء بالمكتوب، فيمكن أن نصل إلى طريق مسدود في المفاوضات. عندنا تكون لديك إدارة في المستوى وطاقم فني جيّد وزملاء يشعرونك بأنك في فريق كبير، من الطبيعي أن يفكر اللاعب في مواصلة المشوار لأنه مرتاح، لكن إذا كتب لي الرحيل فهذا أمر آخر. هل تحدّثت مع الرئيس أم ليس بعد؟ بنسبة قليلة سأغادر، لكن صراحة لا أريد التحدّث عن هذا الموضوع كثيرا، فلا بد من مواصلة التركيز حتى نهاية الموسم. الرئيس سبق له الحديث وقال إنه سيتمسّك بنا جميعا، وهذا الكلام يعني أنه يبحث عن الاستقرار، وأنا بدوري سأمنح الأولوية للفريق. الاتحاد تأهّل إلى رابطة الأبطال، فهل بدأتم تفكّرون في هذه المنافسة التي سبق لك لعبها مع الوفاق؟ لدي خبرة في رابطة الأبطال، وهذا الأمر يشجّعني أكثر على مواصلة المشوار وتقديم الإضافة للفريق، وربما الشيء الوحيد الذي يقلقني هذا الموسم بعض الشيء هو أنني لم أسجل، ولكن رغم ذلك لم أجد أيّ صعوبة مع الأنصار، ورغم مروري بفترات فراغ طويلة، إلا أنني بقيت أعمل وأحاول في كل مرّة تقديم الإضافة. نعد أنصارنا بمستوى جيّد في رابطة الأبطال، وإذا بقي جلّ اللاعبين مع استقدام لاعبين أو ثلاثة، فإننا سنكون أقوى الموسم القادم. مباراة أمام مولودية وهران قد تضمن لكم التتويج الرسمي؟ سندخل من أجل الفوز وكأننا سنلعب نهائي البطولة، حيث سنعلب اللقاء من أجل الفوز دون التفكير في مبارايات الفرق الأخرى. صحيح أن تعثر الوفاق بالتعادل أو الهزيمة سيسمح لنا بأن نرسّم تتويجنا، وحتما ستكون الفرحة كبيرة. الحدث هذا الأسبوع هو نهائي كأس الجمهورية، فكيف تنظرون إليه؟ نتذكّر ما عشناه الموسم الماضي قبل ذلك النهائي المثير، وصراحة تمنينا لو كنا مكان الشبيبة للعب نهائي ثان مع المولودية، خاصة أن الشبيبة هي التي أخرجتنا من السّباق. هناك من يرى أن الإقصاء في الكأس ساهم في مشواركم الجيّد في البطولة؟ ربما لو واصلنا مشوار الكأس لكنا قد سقطنا في بعض مبارايات البطولة، ولكان الصراع كبيرا مع الفرق الأخرى، وعليه فإن التفرّغ للبطولة جعنا نصل إلى هذا المستوى. التركيز على منافستين صعب جدّا والدليل ما حدث للوفاق، المولودية والشبيبة، الذين يلعبون على منافستين. كيف تتوقع النهائي؟ ومن ترشّحه للفوز؟ صعب التكهّن بنهائي الكأس. وإذا أرادت الكأس فريقا فإنه سينالها حتى إذا لم يلعب جيّدا، والدليل ما حدث معنا الموسم الماضي، حيث لم نلعب جيّدا لكننا فزنا في النهاية. أتوقع وأقول إن الذي سيسجل أوّلا هو الذي يفوز، ولا أتوقع أهدافا كثيرة.