عمدت شركات صناعة المشروبات المعدنية والغازية والعصائر في الجزائر إلى إخفاء معلومة مهمة تهم المواطنين... تتمثل في عدم توضيح معنى شعار "مثلث" بأسهم يوضع أسفل القارورة يحمل رقم "1"، ومعناه أن غلاف المنتَج صالح للاستعمال مرة واحدة فقط، ولا يجوز للمستهلك أن يستعمله بعد نفاد محتواه في تخزين مواد أخرى على غرار مياه الحنفية والزيت والحليب، لأن نوعية القارورات التي تسوق في الجزائر حسب مختصين مصنوعة من مادة بلاستيكية هشة صالحة للاستعمال مرة واحدة فقط. وهو ما يجهله السواد الأعظم من المواطنين. في هذا الإطار، اعترف رئيس الجمعية الجزائرية لصناعة المشروبات، علي حماني،ل"الشروق" بتقصير المنتجين في إبلاغ المواطنين بهذه المعلومة، التي تتعلق بصحتهمومستقبلهم، مؤكدا أن جمعيته عقدت أمس اجتماعا مهما يضم ممثلي شركات صناعةالمشروبات ومختصين وخبراء في مجال المنتجات البلاستيكية، لتدارك هذا التقصير، عنطريق استحداث دليل استهلاكي يوزع على المواطنين يشرح دلالة مختلف العلامات التيتوضع على القارورات البلاستيكية. وأضاف حماني أن العديد من المنتجين لا يحترمون المقاييس الصحية والغذائية فيالقارورات البلاستيكية، خاصة منها المستعملة في تسويق العصائر، التي يجب أن تختلفحسب نوعية العصير ومحتواه. وهو غير معمول به في الجزائر، في حين يجهل منتجونآخرون المعايير العالمية لنوعية البلاستيك المستعمل في منتجاتهم، ما يجعلهم يعتمدون علىاستيراد قارورات أرخص ثمنا وأقل جودة . وكشف محدثنا عن إجراءات جديدة ستلزم المنتجين في اعتماد المعايير العالمية في استعمالالقارورات البلاستيكية في منتجاتهم، وإعلام المواطن بكل كبيرة وصغيرة تهم سلامتهالغذائية.
ومن جهته، انتقد مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلكين، تلاعب بعض منتجيالمشروبات المعدنية والغازية والعصائر بصحة المستهلكين، مؤكدا أن دراسة حديثة أظهرتأن الاستعمال المتكرر للقارورات البلاستيكية هو سبب انتشار الأورام السرطانية فيالجزائر. وهذا لجهل الكثير من المواطنين أن استعمالها المتكرر ممنوع وضار، حيث يلجأبعض التجار إلى تسويق زيت الزيتون واللبن في هذه القارورات البلاستيكية على قارعةالطرقات ويقبل عليها المواطنون بشكل يومي.