في زمن الظروف التي تعيشها الأمة الأمة وفي ظل ما يعصف بها من مشكلات وفي ظل الفتن التي تحيط بالأمة لا بد من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ولا بد من الفرار إليه ومن الفرار إلى الله الفرار إلى كلامه... "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدًا كتاب الله وسنّتي" هكذا قال الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام. عندما نعيش مع القرآن فكله نجاة. هذه السورة سميت الكهف ليس فقط لأنه ورد لفظ (الكهف) فيها وإنما لأن السورة كلها كهف. الفتية فروا إلى الكهف لأجل النجاة فنجوا. والسورة عرضت جميع أنواع الفتن غتنة الدين مع الفتية وفتنة الكال مع صاحب الجنتين وفتنة العلم مع موسى عليه السلام وفتنة السلطان مع ذي القرنين وبينت في كل فتنة سبيل النجاة، فإذن السورة هي كهف لكل فتنة وليست في قصة أصحاب الكهف فقط. السورة ملجأ ومنجى والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم " الدجال فليقرأ عليه فواتح الكهف" الآيات الأولى من سورة الكهف ليس فيها قصة فتية الكهف أي كما أن الفتية لجأوا إلى الغار فنجوا من قومهم فكذلك قرآءة فواتح سورة الكهف وفي رواية أخرى أواخرها والراجح أولها. في قصة موسى عليه السلام العلم نجاة من الجهل قصة ذي القرنين وحكمه بشريعة الله ملجأ في الحوار بين صاحب الجنتين وصاحبه ملجأ من فتنة المال والأولاد. لماذا نتدارس سورة الكهف؟ د. ناصر العمر إذن كل السورة كهف. يجب أن نقرأ سورة الكهف آية ونحن نعلم أنها ملجأ في ظل الفتن العظيمة التي تحيط بنا. الدول تضع ملاجئ ليلجأ الناس إليها في الحروب فكذلك سورة الكهف عند الفتن هي ملجأ وكهف ومخرج من كل هذه الفتن. عندما نقرؤها بهذه الصورة وبهذا التدبر فنحن نعيش معها آية آية نعلم كيف ننجو عندما تحيط بنا الفتن والأمة الآن تحيط بها الفتن من جميع جوانبها والنجاة لا شك في كتاب الله تعالى ومنه هذه السورة سورة الكهف فهي سورة عالجت الفتن فتنة فتنة والعلماء ذكروا أن الفتن كلها تدور حول فتن سورة الكهف وحلولها موجودة فيها. في ظل الفتن والمشكلات التي تحيط بالأمة علينا أن نأوي إلى سورة الكهف لننظر في دلالاتها وآثارها ومعانيها لكن لا يتم ذلك من خلال مجرد التلاوة وإنما ينبغي أن نعيش معها من خلال التدبر. فالسورة كلها كهف من أولها لآخرها، فيها إنذار وبشارة، فيها تفاؤل، فيها علاج لمشكلات. فيها نجاة الدين والبدن فالفتن قد يكون تأثيرها على البدن وقد يكون على القلب وعلى العقيدة وهو أشد. وبما أن الإنسان يُعصم من الدجال عندما يقرأ أوائل سورة الكهف فهو أيضًا ينجو من بقية الفتن عندما يقرأ بقية السورة، فتنة العلم، فتنة المال والولد، فتنة الشيطان، فتنة السلطان، فتنة الدين. إذن علينا أن نقرأ السورة قرآءة مختلفة عن مجرد القرآءة في بضع دقائق، لا بد من تدبر السورة لأننا مأمورون في القرآن بالتدبر (أفلا يتدبرون القرآن) (كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته). فلنجلأ إلى الكهف فيها حتى يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.