تقترب الجزائر ومصر، حسب مصدر من قطاع الطاقة، من التوصل إلى اتفاق نهائي يسمح بتزويد السوق المصري بالغاز الطبيعي المميع، حيث تستعد الجزائر لتوفير دفعات من هذه المادة عبر خمس شحنات بمقدار 145 ألف متر مكعب لكل شحنة عبر البواخر، وتعتبر العملية من بين الأهم التي تقوم بها الجزائر في سوق تنافسي تسيطر عليه قطر بالأساس وروسيا بدرجة ثانية. تأتي هذه العملية في سياق الزيارات التي قام بها مسؤولون مصريون إلى الجزائر، حيث أبدت القاهرة تفضيلا للتزود بالغاز الطبيعي المميع الجزائري، متجاوزة الخيار القطري، ولم يطرح كإشكال سوى سعر المتر المكعب من الغاز، حيث يقدر معدل الغاز الجزائري ما بين 10 و11 دولارا لمليون وحدة حرارية، بينما تقوم الدول المنافسة باعتماد أسعار مخفضة هي أقرب إلى ما هو متداول في الأسواق الحرة "سبوت" أي ما بين 4 إلى 6 دولار لكل مليون وحدة حرارية. ويفيد نفس المصدر بأن الاتفاق المبدئي يتضمن توفير خمس شحنات كل منها بمقدار 145 ألف متر مكعب من الغاز الطبيعي المميع الجزائري، وتوجه هذه الإمدادات لتوفير جزء من الحاجيات المصرية في تأمين تشغيل المحطات الكهربائية وحاجيات السوق المصري، حيث تحتاج مصر لكميات معتبرة تقدر ب400 مليون متر مكعب، وقد قامت مصر بجولات عديدة للتفاوض مع عدة بلدان منها روسيا لضمان التزود بهذه المادة الحيوية. وفي حال تجسيد الاتفاق، فإنه سيكون انعكاس لتموقع جديد للجزائر في سوق مفتوح وتنافسي، خاصة أن الجزائر ترغب في ضمان رفع حصص سوقها في مجال الغاز الطبيعي المميع الذي تراجع خلال السنوات الماضية، حيث بلغت صادرات الجزائر من هذه المادة 10.90 مليون طن مقابل 11.03 مليون طن في 2012، مقابل 77.18 مليون طن لقطر في 2013 و77.41 مليون طن عام 2012. وتتجه الجزائر إلى الرفع من حصتها والتموقع في أسواق آسيا من خلال استراتيجية انتشار وتجهيز، حيث تقتني الجزائر ثلاث إلى أربع بواخر عملاقة لنقل الغاز باتجاه السوق الآسيوي بالخصوص، في محاولة لتدارك التأخر المسجل، خاصة أن المؤشرات الإحصائية تفيد بتراجع الحصة الجزائرية من الغاز الطبيعي في أوروبا أمام تقدم قطري وتموقع روسي وسعي أوروبي لتنويع مصادر التموين. ويظل العائق الرئيسي للجزائر هو السعر المعتمد، في ظل اعتماد المنافسين قطروروسيا على تخفيضات معتبرة لسعر الغاز المسوق، وهو العامل الذي وقف حائلا أمام الاتفاق مع القاهرة، حيث قام المسؤولون المصريون بزيارات متتالية إلى الجزائر، آخرها تلك التي تمت في مارس الماضي، علما أن الجزائر تبقى أهم مصدر لغاز البروبان والبوتان لمصر مع المملكة العربية السعودية، وقامت ببيع قرابة 600 مليون طن من غاز البوتان وحوالي 70 مليون طن من غاز البروبان المميع العام المنصرم.