تواصل الاحتجاجات بعد مقتل شاب حرقا استشهد تسعة فلسطينيين، فجر أمس، من بينهم ستة عناصر من كتائب القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، في قصف جوي إسرائيلي على قطاع غزة، كما قامت الشرطة الإسرائيلية بشن حملة اعتقالات في المدن والبلدات العربية المحتلة بعد تواصل الاحتجاجات داخل الخط الأخضر منذ اختطاف وحرق فتى فلسطيني. يتعرض الفلسطينيون من عرب 48 في القدس والضفة الغربية والمدن الواقعة داخل الخط الأخضر، إلى اعتداءات المستوطنين المتطرفين، الذين يرفعون شعارات عنصرية ونداءات لقتل العرب، سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو خلال مظاهرات يعتدون فيها على كل من يشتبه في أنه فلسطيني أو يرمز للفلسطينيين. وفي محاولة لامتصاص موجة الغضب العالمي من قيام يهود متطرفين باختطاف وحرق فتى فلسطيني حيا، ذكرت مواقع عبرية أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني قام بالاتصال هاتفيا بوالد الفتى محمد أبو خضير، ونقل عن مواقع عبرية قولها إن نتنياهو قال لوالد الشهيد أبو خضير "أود أن أعبّر لك عن صدمتي ومواطني إسرائيل على القتل الوحشي لابنك... نحن نرفض وندين أي سلوك وعمل قاسٍ، وقتل ابنك عمل حقير وخسيس ولا يمكن أن يقبله أي إنسان". غير أن والد الشهيد محمد أبو خضير نفى اتصال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو به وتقديمه التعازي له ولعائلته، وجاء ذلك خلال استقبال الرئيس محمود عباس أبو مازن لعائلة الشهيد أبو خضير في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله، حيث عبّر لهم عن تعازيه الحارة بفقدان ابنهم محمد. بالمقابل، واصل الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة، كما أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها على مطار غزة الدولي المدمر أصلا، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بمختلف أطيافها بإطلاق صواريخ محلية الصنع على جنوب الأراضي المحتلة دون أن تخلّف خسائر بشرية في صفوف الصهاينة. وقامت الشرطة الإسرائيلية، فجر أمس، بتنفيذ عمليات دهم وتفتيش في عدد من البلدات العربية، ونفذت مزيدا من الاعتقالات للشباب وللقاصرين العرب، وذلك على خلفية مظاهرات الغضب المتواصلة لليوم الرابع على التوالي في بلدات الداخل الفلسطيني. ووصل عدد المعتقلين من فلسطينيي الداخل بعد احتجاجات، إلى نحو 277 معتقلا، منهم 110 شابا تم اعتقالهم ليلة الأحد إلى الاثنين. من جهته، حذّر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الكيان الإسرائيلي من مواصلة انتهاك حقوق الشعب الفلسطيني، وهدده بالملاحقة في المحاكم الدولية. وأفاد موقع "رأي اليوم" أن عباس سلّم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري في مقر القيادة الفلسطينية في رام الله، رسالة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يطالبه فيها بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية وتشكيل لجنة حماية دولية للفلسطينيين في الأرض المحتلة.