فوضى وشجارات وبيروقراطية يزحف الآلاف من المواطنين في الأيام الأخيرة إلى مصالح الحالة المدنية بمختلف البلديات عبر القطر الوطني موازاة مع الدخول الاجتماعي المرتقب، حيث تعرف العديد من بلديات العاصمة اكتظاظا وطوابير بشرية طويلة منذ الساعات الأولى للصباح. ويلاحظ الإقبال الكبير على مصالح الحالة المدنية بالعاصمة، التي تسجل أقوى حضور لها في هذه الفترة من السنة بمناسبة الدخول المدرسي للأطوار التعليمية الثلاثة - الابتدائي، المتوسط والثانوي-، حيث يتوافد أولياء التلاميذ والطلبة على مصالح الحالة المدنية بغية التسجيل للموسم الجديد، لكنهم يصطدمون بطوابير بشرية لا متناهية تؤرقهم. وتشهد مصالح الحالة المدنية من خلال ذلك حضورا لافتا لفئات من المجتمع تسعى إلى استخراج الوثائق الإدارية، كشهادة الميلاد الأصلية التي عادة ما تكون مطلبا أساسيا في الملفات المدرسية والإدارية، غير أن هذا أصبح أمرا صعبا أمام الضيق الكبير الذي تعرفه هذه الأخيرة. انتقلت "الشروق" إلى العديد من بلديات العاصمة، ووقفت على الوضع هناك، أين وجدت جموع المواطنين على اختلاف أعمارهم وجنسهم، وبالخصوص القبة التي تعرف توافدا استثنائيا، ينتظرون دورهم لاستخراج وثائقهم بالبلدية، ووجوههم تفيض من الغيظ، ويظهر ذلك في الملاسنات المتبادلة بينهم وبين موظفي المصالح المعنية- وحسب ما أفاد به أحد المواطنين الذي وجدناه في عين المكان ببلدية حسين داي: "أنتظر منذ ساعة ولم أستخرج شهادة الميلاد. وفي الأخير يقول لي الموظف إنه شباك خاص باستخراج شهادة الإقامة وليس شهادة الميلاد". وهناك بدأت الشجارات والمناوشات بين المواطن والموظف. توجهت "الشروق" إلى الحالة المدنية بالقبة، حيث أعرب لنا بعض المواطنين عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من بعض النقائص المسجلة، منها وجود شباك واحد لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية والخاصة (خ12)، قالت سيدة التقتها "الشروق" بين الفوضى والاكتظاظ الذي كان يعم مصلحة الحالة المدنية بالقبة: "جئت من مدينة تڤرت لاستخراج شهادة الميلاد الأصلية منذ يوم الخميس الماضي وأنا أنتظر أن تجهز الوثائق بسبب سرعة السلحفاة التي تسير بها المصلحة، والأخطاء الشائعة في الأسماء، بالرغم من استخراجها عن طريق الإعلام الآلي، بعد رقمنة سجل الحالة المدنية، إلا أنني اضطررت إلى أن أبقى ثلاثة أيام بالعاصمة لتصحيح الخطإ الوارد بالوثيقة". وتكبر معاناة هذه المواطنة، خاصة فيما يتعلق بوثائق الأرشيف، مضيفة أن الشبابيك تتوقف عن العمل في حدود الساعة 11 و30 د عوض 12سا لتعاود فتح الشبابيك في 13سا، تكلمت معنا بحسرة وقالت: "واش يدير الميت في يد غسالو".