بدأت قضية اللاعبين مزدوجي الجنسية والتي فتح ملفها موقع “ميديابارت” قبل أيام بإلقاء ظلالها على الساحة الكروية الفرنسية، وجاء الدور هذه المرة على رياض بودبوز الذي إختار اللعب للمنتخب الوطني الجزائري قبل نهائيات كأس العالم الأخيرة، حيث تحدث النجم الشاب لنادي سوشو عن كيفية قدومه للجزائر رغم أنه تقمص ألوان الفئات الشبانية للمنتخبات الفرنسية، ورفض بودبوز ربط إختياره لبلده والديه بمحفزات أخرى، معتبرا بأنّ لعبه ل”الخضر” هو قضية قلب فقط. فرنسا تأثرت كثيرا بفقدانه والمغربي بلهندة اتبع خطواته عكس الكثير من اللاعبين الشبان في فرنسا، إختار رياض بودبوز اللعب للمنتخب الوطني الجزائري قبل تجاوزه سن العشرين، وهو ما شكّل صدمة كبيرة للفرنسيين، لأنّ منتخب “الديكة” كان قادرا على الإستفادة منه، وأصبح لاعب سوشو حديث الجميع بعد فتح قضية “مزدوجي الجنسية”، إذ يُعتبر أحد أبرز الأمثلة حسب الفرنسيين للاعبين الذين كونتهم فرنسا وخسرتهم دون الإستفادة منهم، هذا وإتبع المغربي يونس بلهندة لاعب مونبولييه خطوات بودبوز وإختار اللعب ل”أسود الأطلس” رغم صغر سنه. البعض يُحاول ربط قراره بالمونديال يبدو أنّ الفرنسيين لم يقتنعوا لحد الآن بأنّ إختيار بودبوز نابع عن قلبه، خاصة أنّ والديه نصحاه باللعب للمنتخب الجزائري في أكثر من مناسبة، وراح البعض إلى التشكيك في قرار لاعب سوشو وربطه بالمحفزات التي سبقت قدومه إلى “الخضر”، في إشارة واضحة إلى نهائيات كأس العالم التي جرت في جنوب إفريقيا لأنه لا يستطيع لعب المونديال مع المنتخب الفرنسي، إلاّ أنّ بودبوز ردّ بقوة على مشككيه معتبرا بأنه كان قادرا على تقمص ألوان “الديكة” لو إنتظر حتى بلوغه 23 أو 24 سنة كما حصل مع عدة لاعبين آخرين. يشعر بالقلق بعد إنفجار هذه القضية في الساحة الفرنسية من جانب آخر، بدا اللاعب الدولي الجزائري قلقا بسبب هذه القضية التي قد تُشكل عراقيل له، حيث أكد بأنه معني مباشرة بإعتبار تلقيه التكوين بفرنسا ومن ثم إختار اللعب لبلده الأصلي، وقال نجم سوشو بخصوص هذه القضية لدى حديثه مع جريدة “فرانس سوار”: “في فرنسا كان هناك دائما العرب والسود في مراكز التدريب، لا أرى داعيا لحدوث مثل هذا الجدل”، وتابع بودبوز: “نعم، أنا قلق مثل موسى سو أو يونس بلهندة، لأننا تلقينا التكوين في فرنسا وفي الأخير إخترنا بلداننا الأصلية، وأشعر بأننا المستهدفون مباشرة، لكن شخصيا أنا فرانكو جزائري وهما الاثنين بلدي”. بودبوز: “لو صبرت قليلا لأخذت فرصة اللعب لفرنسا!” في رد صريح حول إداعات أنّ إختيار اللعب للمنتخب الأصلي نابع عن محفزات أو عدم القدرة على الوصول للمنتخب الفرنسي الأول، قال بودبوز لجريدة “فرانس سوار”: “لو صبرنا حتى بلوغ 23 أو 24 سنة كنا سنأخذ فرصتنا للعب مع المنتخب الفرنسي”، وأكد نجم سوشو بأنّ إختياره “الخضر” نابع عن قلبه، كما أعطى المثال باللاعب المغربي يونس بلهندة، مشيرا إلى أنّ لاعب مونبولييه يُعتبر من أحسن اللاعبين الشبان في فرنسا وبإمكانه تقمص ألوان “الديكة، إلاّ أنه إختار اللعب لمنتخب المغرب في الأخير. “في صغري قلت لوالدي أنني أريد اللعب للجزائر ويجب إحترام اختياري“ وواصل بودبوز شرح إختياره “الخضر”، مؤكدا في نفس الوقت ضرورة إحترام الجميع لقرارات الغير، حيث أضاف: “عندما كنت صغيرا، قلت لوالدي أنني أريد اللعب لمنتخب الجزائر والفرصة قدمت ولم أرفضها، كل لاعب يقوم بإختياره ويجب عليك إحترامه”، هذا ودار الجدل حول إختيار بعض اللاعبين بلدانهم الأصلية، في وقت لم يصلوا حتى سن متقدمة مثلما هو الحال مع بودبوز الذي جاء للجزائر في سن 20 عاما. كان المستهدف الرئيسي في حديث “بلان” والإتحادية بات من الواضح أنّ بودبوز كان المستهدف الرئيسي من خلال الحديث الذي دار بين أعضاء الإتحادية الفرنسية لكرة القدم والمدرب “لوران بلان” والذي كشفه موقع “ميديابارت”، فلاعبون مثل مراد مغني، جمال عبدون أو حتى حسان يبدة قد تعتبر فرنسا نفسها المتسببة في خسارتهم لأنها لم تمنحهم فرصة اللعب في منتخب الآمال على الأقل، ولكن بودبوز ولاعبون مثل “موسى سو” ويونس بلهندة رفضوا أخذ أي فرصة مع “الديكة” واختاروا مباشرة بلدانهم الأصلية في سن صغيرة جدا، لتكون فرنسا حسب “بلان” الخاسر الأكبر لأنها صرفت الكثير لتكوين لاعبين إختاروا في الأخير بلدانا أخرى.