خرج شباب قسنطينة رسميا من السباق على الصعود بعد أن تكبّد أول أمس خسارة جديدة على أرضية ميدانه أمام اتحاد سطيف بهدف لصفر، في الوقت الذي تمكن الرائد مولودية سعيدة من إضافة ثلاث نقاط جديدة إلى رصيده وسّع بها الفارق عن الشباب إلى 7 نقاط كاملة، قبل 4 جولات عن نهاية بطولة هذا الموسم. 19 نقطة كاملة ضاعت في حملاوي تؤكد حجم الكارثة وتعتبر خسارة أشبال رواس أمام اتحاد سطيف ثالث خسارة لهم بملعب الشهيد حملاوي، بعد أن سقطوا فيه أمام وداد بن طلحة بثنائية نظيفة في آخر جولات مرحلة الذهاب، وأمام اتحاد بلعباس بهدف وحيد في الجولة ال 22، هذا بالإضافة إلى خمسة تعادلات كاملة في قسنطينة أمام إتحاد بسكرة، أمل مروانة، نادي بارادو، مولودية بجاية وجمعية وهران. ليصل إجمالي النقاط التي ضيّعت إلى حدّ الآن 19 نقطة كاملة، ما يؤكد ان النادي القسنطينى لم يكن في مستوى الفرق التي تلعب على الصعود. انتشار سيّء وسيطرة عشوائية في الشوط الأول لم يقدم أشبال رواس مباراة كبيرة خاصة في الشوط الأول حيث لم نشاهد فرصا حقيقية للتهديف، ما عدا كرة القائد مجوج والتي جاءت بفضل عمل فردي بعد أن راوغ مدافعين وقذف في الزاوية التسعين لكن كرته اصطدمت بالقائم، وهذا أمام ضيف متواضع جاء إلى قسنطينة لتخفيف الأضرار لكنه وجد بالمقابل تشكيلة هشّة يسهل اختراق دفاعها بسهولة كبيرة، في ظل الانتشار السيّء للغاية لأصحاب الضيافة، ما جعل السيطرة تكون عشوائية في أغلب فترات اللعب، وهو ما لم يشكل خطرا كبيرا على مرمى المنافسين، ناهيك عن التسرّع أمام منطقة سطيف والاعتماد على الكرات العالية التي سهّلت كثيرا من مأمورية الخط الخلفي للضيوف الذين عرفوا كيف يمتصون حرارة لاعبي الشباب ويبسطون هيمنتهم على أطوار المرحلة الأولى، خاصة أنهم اعتمدوا على خطة دفاعية لكنها أثبتت نجاعتها بما أنها ترتكز أساسا على الدفاع بأكبر عدد ممكن، والسرعة في الهجمات المرتدة والتي شكلت خطرا حقيقيا على دفاع المحليين. سيطرة مطلقة للضيوف في الشوط الثاني في الوقت الذي كان منتظرا من لاعبي الشباب الانتفاضة خلال المرحلة الثانية، لم يقدّموا الشيء الكثير الذي يستحقون عليه الفوز وكأن الفريق لا يلعب على الصعود، على عكس لاعبي سطيف الذين كانوا أكثر إرادة لتحقيق نتيجة إيجابية، وهو ما يؤكده سيطرتهم على معظم فترات الشوط الثاني وخلقهم الكثير من الفرص السانحة للتهديف لم يكتب لها النجاح إلا في واحدة فقط، بسبب التسرّع من جهة وتألق الحارس ضيف من جهة ثانية. لكن هذا الهدف كان كافيا لحصولهم على النقاط الثلاث التي سمحت لهم بالابتعاد عن منطقة الهبوط، لكنها بالمقابل أخرجت الشباب نهائيا من السباق على الصعود. “ما فيهاش الريحة.. سي. أس. سي ضعيفة“ في ظل اشتداد الصراع على الصعود بين أكثر من 5 فرق تلعب الأدوار الأولى وتطمح للعودة إلى بطولة النخبة، كان لزاما على شباب قسنطينة تجنب التعثر من جديد على أرضية ميدانه، خاصة أن الفارق بينه وبين الرائد مولودية سعيدة هو 4 نقاط قبل جولات قليلة من نهاية البطولة لذلك لا مجال للخطأ، لكن النادي القسنطيني لم يحسن التفاوض مع أهم منعرجات المنافسة وخسر نقاطا ثمينة على ملعبه كانت تبدو على الورق في متناوله، لكن فوق المستطيل شاهدنا شيئا آخر وكأن اتحاد سطيف هو المعني بالصعود. الحارس ضيف أحسن لاعب من جانب الشباب يؤكد الحارس ضيف من جولة إلى أخرى أنه قطعة أساسية في التشكيلة وأحد أحسن العناصر منذ بداية الموسم، وهذا بعد الوجه الرائع الذي ظهر به في لقاء سطيف بالرغم من الهزيمة، حيث كان رجل اللقاء الأول وأحسن لاعب من جانب الشباب بعد أن أنقد مرماه من أهداف محققة خاصة في الشوط الثاني، أين صعد كليا أصحاب اللونين الأخضر والأسود إلى الهجوم بغية تدارك تخلفهم بهدف ما جعلهم يتركون فراغات في الخلف، خاصة أنهم كانوا منقوصين عدديا بعد طرد حركاس، لكن ضيف منح الثقة لزملائه بعد أن أوقف جميع محاولات الضيوف. بوتريعة خرج متأثرا بإصابة لم يتمكن لاعب الوسط بوتريعة من إكمال لقاء سطيف بعد أن عاودته الآلام على مستوى العضلات المقربة، وهي الإصابة التي منعته من المشاركة في الجولة ما قبل الأخيرة أمام تموشنت، حيث خرج بعد مرور ربع ساعة فقط من الشوط الأول تاركا مكانة للاعب الأواسط شيعل. ومن المرتقب أن يركن بوتريعة إلى فترة راحة جديدة قد تتجاوز الأسبوع، بعد أن تم التأكد من عدم شفائه نهائيا من الإصابة. بولمدايس يغيب في آخر لحظة بعد أن كان مقرّرا مشاركته في لقاء أول أمس أساسيا، رفض المدرب المغامرة بالمدافع بولمدايس حيث فضّل تركه على دكة البدلاء طيلة ال90 دقيقة، خاصة أن هذا الأخير عاودته الآلام على مستوى العضلات المقربة في الحصص الأخيرة، لذلك لم يُرد رواس إشراكه بما أن النتائج غير مضمونة من باب أن هذا النوع من الإصابات يتطلب فترة راحة طويلة. ميهوبي، حركاس وخلاف معاقبون أمام بجاية سيغيب المدافعان ميهوبي وحركاس بالإضافة إلى لاعب الوسط خلاف عن مباراة فريقهم القادمة والتي سيتنقلون فيها إلى بجاية لمواجهة المولودية المحلية، وهذا بعد أن تلقى الأول البطاقة الصفراء الثالثة أمام سطيف الأمر الذي يعرّضه لعقوبة الإيقاف لمباراة آلية، في حين خرج حركاس بالبطاقة الحمراء في ذات المواجهة، كما سيغيب عن الجولة القادمة أيضا خلاف الذي تحصل هو الآخر على ثالث إنذار له. في حين سيكون بإمكان المدافع إيديو المشاركة في اللقاء القادم بعد أن استنفد عقوبة الإيقاف لمباراة واحدة. بوقوس قاطع اللقاء ومجوج لم يكن في يومه رفض المهاجم بوقوس مواجهة سطيف بالرغم من أنه جاهز للمنافسة حيث فضّل مقاطعة اللقاء لأسباب غير معروفة إلى حد الآن، ولكن أغلب الظن أنه ابتعد نهائيا عن الفريق بعد أن سئم الأوضاع. وتعدّ مباراة سطيف الثانية على التوالي التي يقاطعها بوقوس بعد أن رفض التنقل مع زملائه إلى تموشنت في الجولة ما قبل الماضية. كما لم يقدّم صانع اللعب مجوج ما كان منتظرا منه بما أنه لم يظهر بمستواه المعهود طيلة الشوط الأول ما عجّل بتعويضه بلاعب الأواسط رمضاني مع بداية الشوط الثاني بطلب من مجوج.