نشرت : الاثنين 20 أبريل 2015 09:47 توبو إلى الله وذوقوا طعم التوبة والاستقامة وحلاوة الدمعة، دع دموعتسيل واعتصرها من قلبك ودعها تنزل على خدك لتطفئ بها نار المعاصي، واخل بنفسك واعترف بذنوبك وادع ربك وقل: "اللهم أنت ربي وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي فأغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" ابكي على خطاياك وخطيئتك، وجرب اللذة في مناجاة الله واعترف بالذل لله وبت إلى الله بصق واسمع أخي للفرج من ملك الملوك. وهو يقول: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا" ويقول سبحانه في الحديث القدسي: "يا ابن آدم انك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو بقلت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة. لا تقنط أخي من رحمة الله لسوء أفعالك ، فكم في هذه الأيام من معتق من النار من أمثالك ؟؟ فأحسن الظن بمولاك وتب إليه فإنه لا يهلك على الله إلا هالك . �يقول الشاعر: إذا أوجعتك الذنوب فداوها برفع يد بالليل والليل مظلم ولا تقنطن من رحمة الله إنما قنوطك منها من ذنوبك أعظم "أنت من أنت" نعم أخي أنت من أنت حتى يخاطبك رب البريات" وما هو عذرك وأنت تسمع هذه النداءات من رب الأرض والسماوات" وأعلم أخي أن أسعد لحظات الدنيا يوم أن تقف خاضعا ذليلا خائفا باكيا مستغفرا تائبا .. فكلمات التائبين صادقة .. ودموعهم حارة .. وهممهم عالية قوية .. أو تعلم لماذا ؟؟ لأنهم ذاقوا حلاوة الإيمان بعد مرارة الحرمان .. ووجدوا برد اليقين بعد نار الحيرة .. وعاشوا حياة الأمن والاستتباب بعد مسيرة القلق والاضطراب .. بالله عليك أخي لماذا تحرم نفسك كل هذه اللذة والسعادة فإن أذنبت فتب .. وإن أسأت فأستغفر. وإن أخطأت فأصلح. فالرحمة واسعة والباب مفتوح .. ولكن تداركه بالتوبة قبل أن يقلق ودع عنك التسويف وطول الأمل .. واترك الغفلة والاغترار بالصحة واسمع لقول الشاعر: فكم من صحيح بات من غير علة *** وكم من سقيم عاش حينا من الدهر أيها الأخ الحبيب: اسمع لهذه الكلمات وذكر فلبك بها دائما فو الله ما أعظمها من كلمات يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، والدنيا قد ارتحلت مدبرة ، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل" ومعنى ذلك أنه ينبغي على الإنسان أن يتهيأ ويتجهز وأن يصلح من حاله وأن يجدد توبته ، وأن يعلم أنه يتعامل مع رب كريم قوي عظيم لطيف سبحانه جل جلاله ما أعظمه وما أرحمه "ختاما": أسأل الله أن يتوب علينا جميعا وأن يغفر لنا ذنوبنا جميعا وأن يجعلنا من الصادقين الصالحين المصلحين اللهم تب علينا توبة صادقة نصوح .. اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارزقنا برهم اللهم وأحفظهم وتجاوز عن حيهم وميتهم وأمنن عليهم بالصحة والعافية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..