حطت التشكيلة الوطنية الأولمبية رحالها صبيحة الأمس في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبورغ أين ستقيم تربصا لمدة أكثر من أسبوع تحضيرا للمواجهة المرتقبة أمام المنتخب الزامبي يوم 18 جوان القادم بملعب نشاغا ستاديوم في العاصمة الزامبية لوزاكا، بعد رحلة طويلة وشاقة انطلقت من الجزائر العاصمة إلى باريس، ومنها تنقل زملاء عواج مباشرة إلى جنوب إفريقيا. وتعلم العناصر الوطنية جيدا أن مأموريتها لن تكون سهلة على الإطلاق في مواجهة العودة التي ستلعب فوق قواعد منتخب قوي وشرس سيحارب حتى الدقيقة الأخيرة للعودة في النتيجة، ومنها تحقيق التأهل للأولمبياد، ولذلك يجب وضع الأرجل على الأرض ومواصلة التحضير والتركيز للتأكيد على نتيجة الذهاب والعودة إلى أرض الوطن بتأشيرة التأهل لدور المجموعات. التربص فرصة ذهبية لتحسين بعض الأخطاء ولاشك أن التشكيلة الوطنية ستكون أمام فرصة ذهبية في تربص جوهانسبورغ لتصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبتها في مباراة الذهاب أمام المنتخب الزامبي على أمل عدم الوقوع فيها مستقبلا، خاصة على مستوى الخط الخلفي الذي ارتكب العديد من الهفوات والأخطاء الفادحة التي كادت أن تكلف المنتخب أهدافا كثيرة، كما أن الناخب آيت جودي يسعى لتعويد لاعبيه على مناخ البلدان الإفريقية التي تقع في الجنوب والتي يعتبر سطحها مرتفعا كثيرا عن سطح البحر للتعود أكثر على الأجواء المناخية، ومنه الدخول بقوة في مباراة الإياب لتحقيق نتيجة إيجابية تمكّن "الخضر" من المرور إلى دور المجموعات. داود، بدبودة وبولعنصر يصلون غدا سيلتحق اليوم بالتشكيلة الوطنية المتربصة في جوهانسبورغ لاعبا مولودية الجزائر إبراهيم بدبودة وفريد داود اللذان شاركا مع فريقهما في المواجهة المتأخرة التي جمعت مولودية الجزائر مع جمعية الشلف لحساب البطولة الوطنية أول أمس، بالإضافة إلى مهاجم شبيبة بجاية بولعنصر الذي شارك هو الآخر في مواجهة "الداربي" التي جمعت فريقه مع شبيبة القبائل أول أمس، وذلك بعد رحلة تنطلق اليوم من الجزائر العاصمة إلى باريس ومنها جوهانسبورغ، وبذلك سيكتمل تعداد الأولمبيين في انتظار التحاق صانع لعب نادي الأهلي أمير سعيود الذي سيلتحق بنسبة كبيرة بداية من الأسبوع القادم. داود يعاني في الكاحل تعرض وسط ميدان مولودية الجزائر والمنتخب الوطني الأولمبي فريد داود لإصابة في الكاحل في المواجهة التي انهزم فيها فريقه على قواعده أمام رائد الترتيب جمعية الشلف أول أمس في البطولة، وكان ذلك بعد مرور حوالي 18 دقيقة من اللعب، كما أن إصابة داود كانت مؤلمة نوعا ما، وهو الأمر الذي دفع بمدربه نور الدين زكري إلى إجراء تغيير بإقحام عطفان في مكانه، في حين سيقوم وسط ميدان المنتخب الأولمبي وإحدى قطعه الأساسية التي يعوّل عليها كثيرا الناخب الوطني آيت جودي بالفحوص اللازمة في جنوب إفريقيا حول الإصابة التي تعرض لها في محاولة الشفاء منها بصفة كلية والاندماج مع التشكيلة الوطنية من جديد للتحضير لمباراة العودة أمام زامبيا. داود: "أتمنى أن أكون حاضرًا أمام زامبيا" اتصلنا عشية أمس بوسط ميدان المنتخب الأولمبي فريد داود للحديث معه عن تنقله إلى جنوب إفريقيا للاندماج مع التشكيلة الوطنية المتربصة هناك لمواصلة التحضير معها لمواجهة الإياب أمام زامبيا، وللاستفسار كذلك عن الإصابة التي تعرض لها أمام جمعية الشلف في المواجهة المتأخرة، فقال لنا: "تعرضت لإصابة على مستوى الكاحل في المواجهة الأخيرة التي جمعت فريقي مع جمعية الشلف، أتمنى أن تكون إصابتي خفيفة وأن أكون حاضرا في مواجهة العودة أمام زامبيا، سأجري الفحوص اللازمة فور وصولي إلى جنوب إفريقيا لأنني لا أريد أن أضيّع مواجهة العودة". ------------ بدبودة: "لن نذهب إلى جنوب إفريقيا للتنزه وسنعمل جاهدين للعودة بالتأهل من زامبيا" أولا كيف هي معنوياتك بعد الهزيمة التي منيتم بها أمام جمعية الشلف؟ لا أخفي عليكم أن معنوياتي في الحضيض بعد الهزيمة التي سجلناها أمام جمعية الشلف، وهي الهزيمة التي ستعقد كثيرا من وضعيتنا في جدول الترتيب خاصة أنه لم يبق لنا الكثير من المباريات والقادم أصعب، فجميع الأندية ستتصارع لتحقيق البقاء والفوز في المباريات التي تجريها، صراحة أنا ذاهب إلى جنوب إفريقيا محبطا للغاية. لنتكلم الآن عن المنتخب الأولمبي الذي لم تتمكن من التنقل معه لجنوب إفريقيا أمس (الحوار أجري أمس) صحيح لم أتنقل مع التشكيلة الوطنية إلى جنوب إفريقيا وذلك لأنني كنت مطالبا بالبقاء ولعب المواجهة المتأخرة مع فريقي أمام جمعية الشلف في محاولة منح الإضافة والمساهمة في تحقيق الانتصار، كما أن الناخب الوطني منحني الضوء الأخضر وتركني تحت تصرف فريقي، كان من المقرر أن نذهب اليوم لكن لم نجد أماكن في الطائرة وسنتنقل غدا إن شاء لله. فزتم على الزامبيين بثلاثية نظيفة في الذهاب، هل هذا يعني أنكم وضعتم أرجلكم في دور المجموعات؟ صحيح أننا حققنا نتيجة جد إيجابية في مواجهة الذهاب وفزنا بثلاثية نظيفة، لكن ذلك لا يعني على الإطلاق أن الأمور حسمت لصالحنا مسبقا وأننا وضعنا أرجلنا في دور المجموعات بصفة نهائية، فلا زالت هناك مباراة العودة التي يجب أن نلعبها مثل مباراة العودة التي لعبناها سابقا في مدغشقر والتي فزنا فيها للعودة إلى الجزائر غانمين بالتأهل لدور المجموعات. لكنكم ارتكبتم العديد من الأخطاء في الدفاع، ما سبب ذلك؟ صحيح لقد ارتكبنا بعض الهفوات والأخطاء الدفاعية في مواجهة الذهاب أمام المنتخب الزامبي القوي الذي كان قريبا في مناسبات عديدة من التسجيل علينا، ولا تنسوا أن مباراة زامبيا هي الأولى التي يشارك فيها خليلي ودمو جنبا الى جنب في محور الدفاع، ولا يمكن أن نلومهما لأنهما غير متعوّدين كثيرا على اللعب مع بعضهما البعض. العديد من زملائك أكدوا أن الجمهور لعب دورا كبيرا في الفوز الذي حققتموه، ما رأيك؟ صدقني أننا لم نكن ننتظر على الإطلاق أن يتوافد مناصرونا بقوة على مدرجات ملعب 20 أوت لمناصرتنا وتشجيعنا أمام الزامبيين، وبالفعل كان لهم دور كبير في النتيجة التي حققناها، حيث وقفوا وراءنا طيلة فترات اللقاء ونشكرهم كثيرا على ذلك رغم أنهم مازحوني أنا وزميلي داود بتمنيهم سقوط فريقنا مولودية الجزائر. لاشك أنكم كنتم تنتظرون أن تكتمل فرحتكم بفوز المنتخب الأول في المغرب؟ أنا شخصيًا تألمت كثيرًا ولا يمكن أن تتصوروا كم كانت معنوياتي محبطة بعد اللقاء الذي جمع منتخبنا الوطني مع الغرب، فنحن اللاعبين الأولمبيين كنا ننتظر أن تكتمل فرحتنا بفوز المنتخب الأول، لكن ذلك لم يحدث وتجرعنا هزيمة قاسية للغاية، ولم أفهم بالضبط ما حدث في تلك المباراة، حيث العشرين دقيقة الأولى كانت العناصر الوطنية فيها جيدة وبعدها تهاطلت الأهداف على شباكنا. ستتربصون لمدة أكثر من أسبوع في جنوب إفريقيا، كيف ترى ذلك؟ سيكون تربصا مفيدا كثيرا بالنسبة لنا وسنستغله في المقام الأول للتعوّد على الأجواء المناخية، وفي نفس الوقت سنعيد مشاهدة المباراة التي لعبناها سابقا أمام الزامبيين لنقف على كل صغيرة وكبيرة ولنصحّح الأخطاء التي وقعنا فيها على أمل عدم تكرارها في مواجهة العودة التي ستكون مصيرية بالنسبة لنا. على ذكر مواجهة العودة، كيف تراها؟ أراها صعبة وصعبة للغاية وذلك نظرًا للعديد من المعطيات منها أن المباراة ستجرى فوق قواعد منافس قوي وشرس سيرمي بكل ثقله للعودة في النتيجة، كما أننا نعلم أن أربعة عناصر من المنتخب الأول الزامبي يمكن أن تشارك في مباراة العودة، وكل ذلك سيعطي نفسا إضافيا لمنافسنا، لذلك لا بد من وضع الأرجل على الأرض ومواصلة العمل بجد لعدم الوقوع في الفخ. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ أولا ليعلم الجميع أننا لن نذهب للتنزه في جنوب إفريقيا وإنما سنعمل صباح مساء هناك لنظهر على أكمل وجه في مواجهة العودة أمام المنتخب الزامبي القوي حتى نتمكّن من تحقيق نتيجة إيجابية والعودة إلى الديار بالتأهل لدور المجموعات الذي نتمنى أن يجرى في الجزائر، كما أنني أتمنى أن يعود فريقي المولودية إلى تحقيق الانتصارات كي لا نسقط إلى القسم الثاني ونحافظ على سمعة عميد الأندية الجزائرية. --------------- حدث هذا عشية أول أمس في مطار هواري بومدين الأولمبيون يخطفون الأضواء والأنصار يؤكدون أنهم مستقبل الكرة الجزائرية خطف لاعبو المنتخب الوطني الأولمبي كل الأضواء أثناء تواجدهم عشية أول أمس في مطار هواري بومدين للتوجه إلى عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبورغ التي سيتربصون فيها تحضيرا لمواجهة العودة أمام المنتخب الزامبي، وتعرف العديد ممن كان حاضرا في المطار أول أمس على رفقاء بلايلي الذين تألقوا بشكل لافت للانتباه في المواجهة الأخيرة لحساب تصفيات أولمبياد لندن 2012 والتي فازوا فيها بالنتيجة والأداء على منافس قوي، حيث التف حولهم العديد من المناصرين والتقطوا صورا تذكارية معهم وحثوهم على مواصلة التألق في الخرجات القادمة لإعادة ماء الوجه للكرة الجزائرية التي تاه منتخبها الأول في مراكش التي انهزم فيها برباعية نظيفة أمام رفقاء الشماخ. عواج لقبه البعض ب "زيزو الصغير" وأكدوا له إعجابهم بهدفيه أمام زامبيا من بين العناصر التي لقيت إقبالا واسعا من طرف مناصري المنتخب الوطني الذين كانوا متواجدين في مطار هواري بومدين، مهاجم مولودية وهران سيد احمد عواج الذي تألق في المواجهة الأخيرة أمام المنتخب الزامبي وسجل هدفين جميلين، حيث شكره الأنصار كثيرا على الوجه والأداء الممتاز الذي ظهر به وقال له بعضهم إن هدفه الثاني يشبه كثيرا الهدف الذي سجله نجم ريال مدريد المعتزل زين دين زيدان في مرمى ليفركوزن في مباراة نهائي رابطة الأبطال الأوروبية ولقبوه ب "زيزو الصغير"، وهو الأمر الذي رسم البسمة على مدلل "الخضر" الصاعد. وقالوا لهم أنتم مستقبل الجزائر ويا ليتكم كنتم من واجه المغاربة كما تحدث بعض الأنصار مطولا مع بلعمري وزملائه وقالوا لهم بصريح العبارة إنهم كانوا يتمنون أن يخوضوا هم تلك المواجهة المشؤومة التي خسرها منتخبنا الوطني أمام المنتخب المغربي بنتيجة أربعة أهداف مقابل لا شيء في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2012 لعلهم كانوا سيظهرون بوجه قوي مثل الذي ظهروا به أمام الزامبيين ويحققون نتيجة إيجابية هناك في ظل الوجه الشاحب الذي ظهر به يبدة وزملاؤه الذين تكبدوا هزيمة نكراء لاشك أنها ستبقى ذكرى مؤلمة في أذهان وذاكرة كل الجزائريين الذين كانوا ينتظرون أن يروا محاربين على الميدان أمام المغاربة. عواج: "تشجيع الأنصار ووقوفهم معنا يشعرنا بالمسؤولية" "أمر جميل أن تتلقى التشجيع من الأنصار الذين يعود إليهم الفضل بالدرجة الأولى في النتيجة الإيجابية التي حققناها أمام المنتخب الزامبي، كما أن مساندتهم ووقوفهم وراءنا بمثابة محفز إضافي بالنسبة لنا يجعلنا نشعر بالمسؤولية ونعمل على مواصلة التألق في خرجاتنا القادمة لمواصلة رسم البسمة على وجوه أنصارنا وتشريف الألوان الوطنية التي كان لنا شرف تمثيلها". معزوزي: "سنفعل المستحيل للعودة بالتأهل من زامبيا وإسعاد أنصارنا" "لم نكن ننتظر كل هذا الترحاب والتهافت من طرف أنصارنا وهذا يرفع كثيرا معنوياتنا ويدفعنا لموصلة العمل والتحضيرات لنظهر على أكمل وجه ساعة المواجهات الرسمية التي سنجريها مستقبلا، سنفعل المستحيل للعودة بالتأهل من زامبيا وإسعاد أنصارنا بالمرور إلى دور المجموعات في التصفيات المؤهلة للألعاب الأولمبية وتشريف الألوان الوطنية".