يتهافت الكثير من المناجرة هذه الأيام على إصطياد مدربين كبار لاقتراحهم على المنتخب الوطني، خاصة أن روراوة لم يتوان في التأكيد أن المدرب القادم سيكون عالميا وله إنجازات دولية، وأن “الفاف” تملك إمكانات استقدامه ودفع ما يريده من شروط مالية. وعلى هذا الأساس، وبعد أن أعلن رئيس الإتحادية محمد روراوة أنه يريد مدربا عالميا صاحب إنجازات عالمية من شاكلة “مارتشيلو ليبي” المدرب السابق للمنتخب الإيطالي (توج بكأس العالم 2006) بدأ الحديث بقوة عن إمكانية تدريب هذا المدرب الكبير للمنتخب الجزائري الذي يبحث عن التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014، ولو أن الأمر يبدو للوهلة الأولى صعبا بالنظر إلى الفارق الشاسع بين هذا المدرب ومستوى المنتخب الوطني، ولأن “ليبي” يفكر في العودة ٌإلى الميادين من باب الأندية وليس المنتخبات اللهم إلا إذا غير رأيه أو تلقى عرضا مغريا من إحدى الإتحاديات. سبق له رفض منتخب أوكرانيا والدليل على ذلك ما قاله “ليبي” لمن اتصل به عارضا عليه فكرة تدريب أحد المنتخبات. إذ قال له: “في هذا الوقت لا أريد قيادة أي منتخب وطني، أريد أن أكون على رأس فريق”، مشيرا إلى أن الرفض لا يعد نهائيا، ضاربا المثل على ذلك بمنتخب أوكرانيا، الذي طلب خدماته في المدة الأخير لكنه اعتذر لمسؤول اتحاديته، ورد بنفس الجواب من أنه يريد أن يكون مدربا وليس ناخبا وطنيا. قضى عاما في راحة ويعترف: “تدريب المنتخبات أمر مرهق” ويريد مارشيلو ليبي الإشراف على فريق ليكون له وقت أكبر للبقاء مع اللاعبين وتحقيق الأهداف المسطرة، من خلال ترك لمسته، عكس الإشراف على المنتخبات الذي يكون فيه الوقت أقصر ويحتاج إلى مجهودات وحتى إلى بعض الحظ. ما جعل مصدرنا يؤكد أن ليبي بعد فشله في تجربته الأخيرة مع المنتخب الإيطالي بعد كأس العالم 2010، بقي 12 شهرا في راحة، حن فيها إلى أيامه الجميلة مع جوفنتوس الذي حقق معه الكثير من البطولات. وقد اعتبر ليبي أن “تدريب المنتخبات أمر مرهق جدا”. فرق إنجليزية تريده وقد يختار أحدها ووفقا لمصدرنا المؤكد، فإن “ليبي” أكد لمحدثه أنه يملك عروضا من فرق إنجليزية، ومن غير المستبعد أن يختار ناديا في “البريمريلغ”، وهي العروض التي تكون السبب في جعله لا يفكر في دراسة عروض المنتخبات. وبحثا في التصريحات السابقة ل مارشيلو ليبي وجدنا تصريحا له في شهر ماي إلى شبكة “سكاي سبور” قال فيه إنه مفتون بالكرة الإنجليزية وقد لا يرفض مقترحا من “تشيلزي” لو يعرض عليه المليادير الروسي “أبراهموفيتش” خلافة موطنه كارلو أنشيلوتي. ”ليبي” لم يغلق الباب على الجزائر لكن كل شيء يبقى واردا مع “ليبي” بدليل أنه عندما اتصلت به “الهدّاف” مساء أمس ترك الباب مفتوحا ولم يعلن رفضه صراحة العمل في الجزائر (أنظر الحوار). وإن أكد لنا “ليبي” أنه لم يصله شيء وأنه لم يتصل به أحد لتقديم العرض، وهذا أمر طبيعي مادام أن الأمر لم يتجاوز مجرد طرح الأسماء عندنا وأن روراوة طرح اسم “ليبي” على سبيل المثال لإبراز حجم المدرب المطلوب وليس تعيين اسم “ليبي” لذاته، فإنه شدّد على نقطة مهمة وهي أنه لا يستطيع الحديث عن الأمر حاليا وسيترك الأمر ٌلى حين تلقيه عرضا رسميا...وعندئذ لكل حادث حديث. ------ حصريا ل “الهدّاف” مارتشيلو ليبي: “لم أتلق أي عرض من الجزائر وحين يصلني العرض سيكون لي حديث آخر” كعادته، كان المدرب الإيطالي الكبير مارتشيلو ليبي متواضعا وقبل بصدر رحب الحديث معنا بخصوص تردد اسمه لتولي شؤون العارضة الفنية للمنتخب الجزائري، حيث يوجد حاليا بطل العالم مع منتخب الأزوري حرًا من أي التزام، وهو ما زاد من احتمال ترشيحه لتولي هذا المنصب، ومن خلال الحديث الشيق الذي جمعنا به لم يغلق ليبي الباب أمام احتمال توليه تدريب “الخضر” في المرحلة المقبلة بالرغم من نفيه تلقي أي اتصال من أي جهة رسمية كروية جزائرية. مساء الخير سيد ليبي، معك صحفي من يومية “الهدّاف” الجزائرية... أهلا وسهلا مرحبا بكم. ألا يزعجك الأمر بالحديث معك للحظات قليلة من فضلك؟ لا أعتقد ذلك تفضلوا مرحبا. بخصوص رقم هاتفك تحصلنا عليه من قبل زميل وصديق إيطالي.. آه... لا بأس، تفضل أنا في الاستماع. الجزائريون يريدون تكوين منتخب قوي في هذا الظرف بالذات، واسمك يتردد بقوة لتكون المدير الفني للمنتخب الجزائري لأنك مدرب كبير وبطل العالم مع إيطاليا، ما رأيك في ذلك؟ هذه أول مرة أسمع منكم مثل هذا الكلام، ولم يكن لي أي علم بهذا الموضوع من قبل. هذا يعني أنه لم يتصل بكم أي أحد من قبل؟ بالفعل، لم يتصل بي أي أحد في هذا الشأن، وبدوري لم أسمع به إلا الآن من قبلكم. لكن في حال تلقيكم عرضا من قبل الاتحادية الجزائرية هل ستقبلون بالعرض؟ (يصمت قليلا)... أعتقد أنه من السابق لأوانه أن أرد عليكم في هذا الموضوع، لأنني لم أتلق أي عرض من قبل الاتحادية الجزائرية، وبالتالي لا أستطيع أن أجيب عن سؤالك، وهل أقبل بهذه الفكرة أو أرفضها أو حتى التعليق على مثل هذا الطرح، لأنه لم يصلني أي شيء في الساعة التي أكلمكم فيها الآن. هل هذا يعني مبدئيا أنك لا ترفض العرض في حال تلقيك إياه؟ أؤكد لك ما قلته من قبل مع توضيح بعض الأمور... تفضل... ليس من عادتي أن أتحدث مع الصحافة على عرض محتمل، وذلك لأنني لا أعرف طبيعة العرض وما يتضمنه من تفاصيل وأمور يمكن الحديث فيها، وكذا احتراما للهيئة التي يمكنها أن ترسل العرض وتقدمه لي، وبالتالي أؤكد لكم أنه عندما يصلني العرض سأتحدث مع الجهة المعنية لأنها أولى بذلك، وأضيف أنه ليس من اللاّئق الآن أن أقول لك أنني أقبل العرض أو ارفضه ولم يصلني أصلا ولم أتحدث مع الجهة التي أرسلته، وحين يصلني العرض سيكون لي حديث آخر. شكرا على التوضيح... العفو. إن شاء اللّه نراك قريبا مدربا للمنتخب الجزائري... أؤكد مرة ثانية أنه لم يصلني أي عرض ولم أتحدث مع أي مسؤول من مسؤولي الكرة الجزائرية.