نجحت تشكيلة اتحاد البليدة في العودة إلى الديار غانمة أول أمس السبت، من ملعب أول نوفمبر على حساب شبيبة القبائل في مباراة كانت قوية من الجانبي. وبمثابة الفرصة الأخيرة للتشكيلة البليدية من أجل الحفاظ على كامل حظوظها في التنافس على البقاء. ورغم أن العديد من المتتبعين كانوا ينتظرون سقوط التشكيلة البليدية أول أمس بالنظر إلى أنها كانت أمام آخر فرصة، إلا أن اللاعبين رفعوا التحدي وأكدوا مرة أخرى أن قلب البليدة لازال ينبض، ويرفض التوقف قبل 3 جولات عن نهاية الموسم، ليبقى التأكيد ضروريا أمسية غد الثلاثاء أمام مولودية العلمة. اللقاء "ماشي مخدوم" وهذه هي الأدلة قد يعتقد البعض أن اللقاء كان مرتبا ولاعبو شبيبة القبائل رفعوا الأرجل من أجل تسهيل مهمة البليدة، لكن ذلك غير صحيح تماما بالنظر إلى العديد من المعطيات، أهمها أن رئيس الشبيبة حناشي تحدث مع لاعبيه حسب مصدر موثوق فيما بين الشوطين، وتوعدهم بعدم تسوية مستحقاتهم المالية في حال ما إذا عجزوا عن الفوز على البليدة. ناهيك عن الإرادة القوية التي لعب بها أشبال بلحوت وكأنهم معنيين بمباراة اللقب على حد تعبير زعيم، الذي تحدث مع لاعبيه في فترة ما بين الشوطين ووعدهم بمنحة 15 مليون لكل واحد منهم مقابل الفوز، والذي يرتب اللقاء لا يقدم هذه المنحة. الضغط كان شديدا لكن الإرادة كانت أقوى قبل بداية المباراة كان الضغط شديدا على اللاعبين، بما أنها المقابلة الأصعب في مشوارهم الكروي مثلما أكدوه لنا قبل اللقاء، لكن ذلك لم يمنعهم من تقديم مباراة بطولية وتحلوا بإرادة قوية. حيث وضعوا نصب أعينهم هدفا واحد فقط وهو العودة بالنقاط الثلاث، ونجحوا في ذلك بامتياز لأنه ليس من السهل الفوز على شبيبة القبائل فوق ميدانها، وهي التي كانت في حاجة ماسة إلى الفوز لضمان البقاء بصفة نهائية في القسم الأول، لأن الشبيبة تنقصها 3 نقاط حتى تضمن ذلك رسميا. غياب الأنصار ساهم في تقليل الضغط عامل مهم كان في صالح أشبال المدرب إفتيسان في هذه المواجهة، هو غياب أنصار الشبيبة الذين هجروا المدرجات بعدما ضيع فريقهم كل شيء هذا الموسم. حيث كانت المدرجات شبه شاغرة مقابل تنقل حوالي 30 مناصرا بليديا إلى تيزي وزو، وقد ساعد غياب الأنصار في تقليل الضغط على لاعبي الاتحاد الذين شعروا وكأنهم يلعبون في ملعب محايد. القائم يحرم جمعوني من التهديف دخلت التشكيلة البليدية المباراة بشكل جيد، حيث حذر المدرب إفتيسان لاعبيه من مغبة تلقي هدف السبق، وهو ما طبقه اللاعبون حرفيا حيث إلتفوا بشكل جيد حول مرمى الحارس ڤاواوي الذي كان في يومه، وساهم بشكل كبير في هذا الفوز. وفي المقابل أتيحت فرصة كبيرة للمهاجم جمعوني من أجل الوصول إلى شباك الحارس برفان، لولا القائم الأيمن الذي حرمه من التهديف. الضغط زاد عن حده في نهاية المرحلة الأولى وبعد نهاية المرحلة الأولى زاد الضغط عن حده على اللاعبين، الذين كانوا يدركون جيدا أن نهاية المباراة بالتعادل السلبي أو تلقي هدف مباغت من الشبيبة في المرحلة الثانية يعني توديع القسم الأول، لاسيما في ظل فوز الفرق التي تنافسهم على السقوط في صورة مولودية العلمة، أهلي البرج وجمعية الخروب. وهو ما جعل المدرب إفتيسان وزعيم يبذلان مجهودات جبارة من أجل تحفيز اللاعبين أكثر، وما حفزهم أكثر هو الكلام الذي قاله لهم زعيم والذي كان بمثابة مفاجأة. الإصرار كان كبيرا على الفوز وكان إصرار اللاعبين كبيرا على تحقيق الفوز في المرحلة الثانية، التي دخلوها بروح قتالية عالية وتمكنوا من الوصول إلى شباك شبيبة القبائل، بواسطة بلخير الذي وقع أغلى هدف في مشواره على حد تعبيره. ورغم العودة القوية للمنافس في بقية الدقائق، إلا أن الإستماتة القوية من جانب رفقاء المدافع دفنون في الخلف، جعلتهم ينهون اللقاء لصالحهم بهدف دون مقابل ويظفرون بثلاث نقاط ثمينة، تجعلهم يواصلون مشوار اللعب على البقاء. التأكيد ضروري أمام العلمة وبعد هذا الفوز الثمين، سيكون اللاعبون على موعد مع تحد آخر بملعب حجوط أمسية الغد أمام مولودية العلمة، وهو اللقاء الذي لا يقبل التعثر ولا بديل لهم عن النقاط الثلاث، لأن بقية المشوار يتطلب حصد 9 نقاط كاملة لضمان البقاء بصفة رسمية. كما أن الظهور بنفس عزيمة أول أمس ضروري، وهو الانطباع السائد لدى أغلب اللاعبين الذين قالوا إن العلمة ستترك النقاط الثلاث في ملعب حجوط. ---------- زعيم يرفع المنحة من 10 إلى 15 مليون ما بين الشوطين صحيح أن اللاعبين أدوا ما عليهم وتحلوا بإرادة قوية من أجل تحقيق الفوز، لكن الرئيس زعيم كان له دور معنوي كبير في تحقيق هذا الفوز. حيث أكد لنا بعض اللاعبين الذين تحدثنا معهم، أن زعيم إجتمع بهم قبل اللقاء ووعدهم بمنحة 10 ملايين في حال العودة إلى الديار بالنقاط الثلاث، لكن بعد نهاية المرحلة الأولى دخل رئيس الاتحاد إلى غرف حفظ الملابس ورفع المنحة إلى حدود 15 مليون لكل واحد منهم، ما جعل اللاعبين يدخلون أرضية الميدان في المرحلة الثانية بحرارة أكبر. أعلى منحة في تاريخ البليدة وتعد المنحة التي وعد بها زعيم لاعبيه أول أمس الأغلى في تاريخ البليدة، حيث لم يسبق أن وعدت الإدارة لاعبيها بهذا المبلغ منذ تأسيس الفريق. ويدرك القائمون على شؤون الفريق أن منح لاعبيهم 15 مليون مقابل الفوز أفضل من الخسارة، التي كانت ستؤدي إلى السقوط، الذي يتطلب مبالغ طائلة من أجل العودة إلى القسم الأول. منحة العلمة ستكون أيضا مضاعفة ورغم أن المسؤول الأول على الفريق لم يتطرق إلى منحة الفوز على مولودية العلمة في لقاء أمسية الغد، إلا أن كل المؤشرات توحي بأن المنحة ستكون مضاعفة أيضا وقد تصل إلى 6 ملايين سنتيم، كل هذا من أجل تحفيز اللاعبين ورمي الكرة في مرماهم. وترى الإدارة أن اللاعبين مطالبون بحصد النقاط المتبقية فقط، على أن يتحصلوا على كامل هذه المنح في وقتها. زعيم: "الشبيبة لعبت بكل قوة وكنا ننتظر صعوبة المهمة" بعد نهاية مواجهة أول أمس، أدلى الرئيس البليدي زعيم بتصريحات إلى القناة الإذاعية الأولى، قال فيها إنهم كانوا ينتظرون صعوبة المهمة أمام شبيبة القبائل، التي لعبت بكامل عناصرها الأساسية وبإرادة قوية لأنها لم تضمن البقاء بعد رسميا، لكن فريقه كان أكثر إصرارا على الفوز مادام أنه كان أمام الفرصة الأخيرة للإبقاء على حظوظه كاملة في التنافس على البقاء. "الفوز صنعه اللاعبون ونحن لم نقوم سوى بدورنا" بعدها تطرق المسؤول الأول على رأس الفريق إلى الفوز الثمين الذي عاد به فريقه إلى الديار، حيث أكد أن اللاعبين لهم فضل كبير فيه وعقدوا العزم على العودة بالنقاط الثلاث، والإدارة لم تقوم سوى بدورها فقط. في إشارة إلى المنحة الكبيرة التي وعدتها بهم، مقابل الظفر بالنقاط الثلاث. "نحن الفريق الوحيد الذي لعب مرحلة العودة خارج الديار" وتحدث زعيم أيضا عن الصعوبات التي وجدها فريقه هذا الموسم، حيث أوضح أن المرتبة التي يحتلها الفريق حاليا لا تعود إلى ضعف التعداد فحسب، وإنما مشكل الملعب هو الذي أثر عليهم كثيرا. حيث أشار أن البليدة هو الفريق الوحيد الذي يلعب مبارياته خارج القواعد، طيلة مرحلة العودة ما صعب من مهمته كثيرا. "نهدي الفوز إلى الذين توقعوا سقوطنا اليوم" ولم يتوان زعيم في إهداء الفوز إلى الذين توقعوا سقوط البليدة أول أمس إلى القسم الثاني، حيث قال: "البعض كانوا يتوقعون سقوط الفريق إلى القسم الثاني اليوم بعد الهزيمة أمام شبيبة القبائل لكنهم مخطئون، ونهديهم هذا الفوز". وأراد زعيم من وراء هذا التصريح الرد على الذين أجزموا أن البليدة، ستكون أول فريق يسقط إلى القسم الثاني. "نقاط العلمة ستبقى في حجوط" وفي الأخير، تطرق زعيم إلى وضعية فريقه واللقاء المقبل، حيث قال إن هناك 9 نقاط يجب عليهم أن يبذلوا كل ما في وسعهم من أجل حصدها للبقاء في القسم الأول. وأضاف رئيس اتحاد البليدة أن المباراة المقبلة أمام مولودية العلمة مصيرية هي الأخرى، والنقاط الثلاث ستبقى في ملعب حجوط. --------- زعيم ولاعبوه ينتظرون مدرجات مكتظة غدا ينتظر رئيس الاتحاد زعيم ولاعبوه أن تكون مدرجات ملعب حجوط مكتظة غدا أمام مولودية العلمة، حيث أبدى اللاعبون تفاؤلهم بحضور قوي من جانب أنصارهم وأنصار إتحاد حجوط إلى المدرجات، من أجل مساعدة البليدة على تحقيق الفوز. وحسب الأصداء التي رصدناها في البليدة بعد نهاية اللقاء، فإن الأنصار عازمون على غزو المدرجات منذ الصبيحة، من أجل الوقوف إلى جانب فريقهم. اللاعبون وجهوا تحية خاصة للذين تنقلوا إلى تيزي وزو وجه اللاعبون تحية خاصة إلى الأنصار الذين تنقلوا إلى ملعب أول نوفمبر، فرغم صعوبة المهمة والوضعية الصعبة للفريق، إلا أن حوالي 30 مناصرا أصروا على التنقل إلى تيزي وزو لمؤازرة فريقهم وفرحوا كثيرا بالفوز المحقق. كما احتفل الأنصار مع اللاعبين بعد صافرة الحكم النهائية. حناشي لم يتحدث مع زموشي بعد نهاية المباراة لم يتحدث رئيس شبيبة القبائل حناشي في نهاية اللقاء مع المدافع زموشي، بخصوص أمر انضمامه إلى التشكيلة القبائلية الموسم المقبل، حيث يكون حناشي قد فضل أن يترك اللاعب يركز أكثر على تحقيق البقاء مع فريقه، قبل التحدث معه في نهاية الموسم. والجدير بالذكر أن زموشي لم يشارك أساسيا أول أمس، بسبب عدم تماثله للشفاء من الإصابة التي كان يعاني منها، ودخل في (د86) من أجل تعزيز الدفاع. مناوشات بين خلادي وتجار رغم الروح الرياضية التي سادت المباراة، إلا أن اللقاء عرف حدوث مناوشات في المرحلة الثانية، بين الحارس البديل خلادي ووسط ميدان الشبيبة تجار. حيث كان خلادي يقوم بعملية الإحماء وراء المرمى وسمع كلاما من تجار فرد عليه، ما جعل الأمور تختلط بينهما قبل تدخل اللاعبين الذين فكوا النزاع. حريزي غادر الميدان بسبب الإرهاق إضطر المدرب إفتيسان إلى تعويض حريزي بزميله إيلول في منتصف المرحلة الثانية، بسبب الإرهاق الكبير الذي نال من حريزي لأنه كان قد أصيب بزكام، ولم يتدرب يومين الأسبوع الفارط. الاستئناف اليوم في بوشاوي وغدا في حجوط ستعود التشكيلة إلى أجواء التدريبات أمسية اليوم، بداية من الساعة الخامسة في غابة بوشاوي، وستخصص الحصة للاسترخاء من التعب الذي نال من اللاعبين، إثر المجهودات الكبيرة التي بذلوها أول أمس. على أن تكون حصة الغد في نفس التوقيت بملعب حجوط، وهي الحصة الأخيرة قبل اللقاء. ---------- بلخير: "هدفي في شباك الشبيبة هو الأغلى في مشواري" - يبدو أنكم سعداء بالفوز المحقق اليوم على شبيبة القبائل (الحوار أجري أول أمس بعد نهاية اللقاء)؟ -- كيف لا ونحن نعود بالنقاط كاملة من ملعب أول نوفمبر، ولا أخفي عليك أننا أسعد الناس في العالم، لأننا تمكننا من رفع التحدي في مباراة الموسم إن صح التعبير ولقاء الفرصة الأخيرة. - الهدف الذي سجلته هو الذي منح فريقك النقاط كاملة، ماذا تقول عنه؟ -- يمكن القول إن الهدف الذي سجلته هو الأغلى في مشواري منذ أن بدأت ممارسة كرة القدم، لأنه أنقذ الفريق من السقوط خصوصا أن نقطة التعادل لا تساعدنا. وأنا سعيد للغاية بهذا الهدف وحتى الأنصار إتصلوا بي وهنئوني على الهدف، وأنا سعيد لأجلهم لأننا كنا ندرك جيدا ما يشعرون به، وواثق أن الفرحة الآن كبيرة في البليدة بعد هذا الفوز. - الضغط كان شديدا عليكم في هذه المباراة، أليس كذلك؟ -- بطبيعة الحال، كما تعلمون المباراة كانت بمثابة لقاء السقوط أو الحفاظ على حظوظنا في التنافس على البقاء، وكان من الطبيعي أن يشتد الضغط علينا أكثر. لكن في المقابل الإرادة في الفوز كانت أقوى، وعقدنا العزم على الفوز وهو ما تحقق لنا. - لكن ألا ترى أن غياب الأنصار ساهم في لعبكم بعيدا عن ضغط المدرجات؟ -- يمكن القول إن غياب أنصار المنافس ساهم في دخولنا أرضية الميدان براحة، خصوصا أن حضور البعض من أنصارنا منحنا شحنة إضافية أكثر. لكن حتى أكون صريحا معك، حتى لو حضر أنصار الشبيبة بكثرة كنا سنفوز لأننا وضعنا صوب أعيننا النقاط الثلاث مهما كانت الضغوط. - البعض يرون أن هذا الفوز مشكوك فيه ما ردك؟ -- الذين حضروا إلى ملعب أول نوفمبر يتأكدون فعلا أن اللقاء لم يكن مرتبا، والمنافس لعب بإرادة قوية ودخل بكامل عناصره الأساسية، وأنا تفاجأت للإرادة القوية التي تحلى بها عناصر شبيبة القبائل، حيث بدا لنا وكأنهم يلعبون مباراة مصيرية. - رغم هذا الفوز إلا أن وضعية الفريق لازالت صعبة؟ -- الآن يجب علينا أن ننسى بسرعة هذا الفوز ونفكر في المواجهة المقبلة أمام مولودية العلمة، لأن وضعيتنا لازالت صعبة ونحن في حاجة إلى حصد جميع النقاط المتبقية، إذا ما أردنا أن نتجنب الحسابات. والبداية ستكون هذا الثلاثاء أمام العلمة، حيث يجب أن نظفر بالنقاط الثلاث مهما كانت الصعوبات خصوصا أن المباراة ب 6 نقاط كما يقال. - ماذا تقول لأنصاركم الذين إرتاحوا بعد هذا الفوز؟ -- أطلب منهم شيئا واحدا فقط وهو غزو مدرجات ملعب حجوط، والباقي علينا ونعدهم بأننا لن نخيبهم إن شاء الله.