من بين القلائل الذين لم يمنحوا رأيهم في تعيين المدرب الجديد ل ‘'الخضر'' الفرانكو – بوسني وحيد حليلوزيتش، المدرب الوطني الأسبق رشيد مخلوفي الذي استغللنا عودته إلى الجزائر لنتصل به أول أمس فكان صريحا ومباشرا، وتكلم عن أمور كثيرة .. كيف هي أحوالك عمي رشيد؟ على ما يرام، عدت من تونس مؤخرا، وسأكون مع فريق جبهة التحرير الوطني على موعد يوم 5 جويلية بآقبو للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال والشباب. أنت المدرب الذي عمّر طويلا على رأس المنتخب، هل تعلم هذا؟ معنى هذا أنني أملك الرقم القياسي، بصراحة هذه معلومة جديدة لا أعرفها وقد أفرحتني. بقيت من أوت 1975 إلى غاية ماي 1979، هل تعتقد أن حليلوزيتش سيحطم رقمك؟ حليلوزيتش مثل كل المدربين، في أول هزيمة مؤثرة، أو هفوة سيغادر، ولن يجد له أحد المبررات، فلن يعذر مثلما لم يعذروا من مروا قبله، هذه الفوضى التي حصلت بسبب اسم المدرب الجديد، الهدف من ورائها إخفاء عيوب الكرة الجزائرية وربح الوقت، لو كان مسؤولو الاتحادية عقلاء لخططوا بعد كارثة المغرب على المدى الطويل، ها هي جاءت الفرصة، لكنهم للأسف يقومون بعملية تجميل للواجهة ‘'قال قال راهي مليحة''، فجلبوا مدربا أجنبيا، ووقعوا له عقدا طويل المدى، وفي أول إقصاء أو فشل سيجد نفسه مطرودا، عيب أن نبقى نغطي الشمس بالغربال والأمور واضحة. (نقاطعه) ماذا كان يلزم بعد هزيمة المغرب؟ وضع برنامج من المدارس إلى المنتخب الأول مع تأطير المدربين ورسكلتهم وتوجيههم، تحفيز الأندية التي تكوّن، ومنحها مكافآت واعتمادات مالية، و''الله عيب'' أن نبقى في نفس السياسة ، لقد أصبحنا نلعب كرة ‘'تاع ضحك''»، من يشاهدنا كيف نلعب يتمرغ من الضحك علينا، هل أنا مخطئ؟ . لكن الوقت ليس في صالحنا والمنتخب له تحديات ويجب أن لا يبقى بدون مدرب؟ المشكل أننا نفكر في المنتخب الوطني ولا نفكر في الكرة الجزائرية الوطنية وهنا أصل المشكل، علينا أن نجعل هذا المنتخب الذي يضم لاعبين متوسطين ومدربا مثلهم هدفا ثانويا، عندما يفوز نفرح وعندما يخسر لا نلوم أنفسنا بل نقول الحمد لله أننا نملك كذا من مراكز تكوين، ولنا شبان صاعدون وبطولات قوية للشبان ولنا أمور تكون بمثابة العزاء. لم تعطنا رأيك في هذا المدرب؟ المشكل أننا نبني كل شيء على المدرب والمنتخب، مع لاعبين متوسطين، لو كان لنا تعداد مثل الذي يملكه المنتخب الإيفواري أو الغاني، يمكن أن نتحدث عن المشروع الرياضي للمدرب وطموحات المنتخب، لكن لاعبينا للأسف واحد يلعب هذا الأسبوع والأسبوع القادم لا نجده، آخر يلعب عندما يغيب زميله، وثالث لم يجد مكانا في بطولة قوية فاختار بطولة متوسطة ليفرض نفسه، هذا هو للأسف مستوى لاعبينا الذين علقنا عليهم كل شيء ونسينا أمورا أهم منهم. سألناك عن المدرب فجاء ردك عن اللاعبين، ترى إذن أن مستواهم لن يسمح للمدرب بالنجاح؟ لا نملك لاعبين لإقامة مشروع طويل المدى، كما أننا لا نفكر في لاعبي البطولة الوطنية، للأسف مدربو المنتخب الوطني في السنوات الأخيرة لا يشاهدون البطولة الوطنية ولا حتى يعرفونها، ويتنقلون إلى أوربا لمعاينة آخرين متوسطين. تريد أن تقول إن علينا أن نعود إلى البطولة؟ مادام المغتربون يخسرون ب 4 فلم لا نأخذ لاعبين من البطولة؟ وهل أنت مقتنع بمستوى هذه البطولة؟ إذا كنا لا نأخذ لاعبا واحدا من هذه البطولة ولا نعتمد عليها، فما سبب وجودها أصلا؟ وماذا يكون موقف لاعب أواسط أو حتى من الأشبال وهو يعرف أن لا مستقبل له، لدينا مواهب والدليل هذا الفريق الأولمبي الذي يدربه عز الدين (آيت جودي) الذي أرشحه للتأهل إلى أولمبياد لندن، هذا الفريق فيه أمل كبير. ڤندوز قال إنه يفترض منح الفرصة للاعبين السابقين، وإن مدربي البطولة الوطنية مدربو شوارع، هل سمعت... (يقاطع) هذه ‘'قباحة'' عندما تحلل الوضعية، يجب ألا تستغل الفرصة لتقول مثل هذا الكلام، نعم هناك مدربون جيدون في الجزائر، فقط ينقصهم التوجيه والتكوين المناسب وبالمناسبة أنا أسأل ڤندوز سؤالا. تفضل. هل تقومون كمدربين بالتكوين والرسكلة كل شهر أو شهرين مثل المدربين الأوربيين؟ مع هذا هناك مدربون جيدون في الجزائر، أنا يسوؤني أن أسمع من يقول إنهم مدربو شوارع، و''ماذابيا'' أن أرى مدربينا في أعلى مستوى. ألا ترى أن المنتخب تنقصه إدارة مديرية فنية وطنية جيدة؟ فعلا يلزم رجل قوي في هذا المنصب الحساس، الذي شغله الألماني نسيت اسمه (بيتر شنيتڤر)، قام بعمل جيد لكنه غادر على ما أعتقد بسبب خلاف مع مسؤولي الاتحادية. ما هو موقفك من الاتحادية بخصوص طريقة التسيير، وغيرها من الأمور؟ الاتحادية قامت بتجميل الواجهة بهذا المدرب الأجنبي، ولم تأخذ الدرس من كارثة مراكش التي كانت فرصة لنا لنتعلم أن لا نبني كل شيء على هذا المنتخب ونقوم بمشروع مواز لخدمة الكرة الجزائرية من خلال التكوين، حتى يمكن أن نتكلم عن وجودنا في الطريق الصحيح. يعني أننا الآن في الطريق الخاطئ؟ نعم، لسنا في أحسن طريق وعلينا مراجعة سياستنا من الأساس. ماذا تقول كخلاصة؟ يجب أن نفصل بين المنتخب والكرة الجزائرية، هذه الأخيرة هي الأهم، كما ينبغي إعادة البناء من الأسفل والعمل بجدية، ومن يقل غير هذا الكلام فهو منافق وكاذب وله مصلحة أخرى، أو لا يعرف المشاكل الحقيقية للكرة الجزائرية، أتمنى فقط أن لا نصاب بصدمة جديدة. إذن لست متفائلا. بهذه السياسة... لا.