كيف هي أحوال مغني في قطر، وهل تعوّد على أجوائها أم ليس بعد؟ أنا بخير والحمد لله، حيث تأقلمت مع فريقي الجديد “أم صلال” بعد أن تعرفت على الجميع، وبعدما خضت أكثر من حصة تدريبية معه، كما أنني أعجبت بالأجواء هنا لكنني أعاني من بعض المشاكل صراحة (يضحك). أكيد أنك تقصد حرارة الطقس. أجل، درجة الحرارة الشديدة هنا لا تطاق، صدقني أنني أجد صعوبات كثيرة في الرّكض والقيام بالتمارين خلال التدريبات بسببها، وليت الأمر يتوقف عند الحرارة فحسب بل هناك رطوبة عالية ترهقني أيضا، ويضاف إليهما تأثير الصيام خلال شهر رمضان، وهي كلها عوامل أتعبتني كثيرا وجعلتني أفضل النوم والمكوث في البيت عندما أغادر التدريبات. بعيدا عن مشكل الحرارة والرطوبة، كيف تقضي أيام الصيام في قطر، وأنت الذي تعوّدت على قضاء شهر رمضان في أوروبا من قبل؟ لا، من هذه الناحية لا يسعني سوى أن أقول الحمد لله، هنا يمكنني أن أشعر برمضان لأنني في بلد مسلم، في بلد كل مواطنيه يؤدون واجب الصيام، ثم إن الأجواء نهارا أو ليلا توحي بأنك في شهر رمضان، وهي أجواء لا تشعرك بأنك مغترب. هل لك أن تقارنها بأجواء رمضان في إيطاليا؟ لا مجال للمقارنة، لأنني في إيطاليا لم أعش أجواء رمضان التي أعيشها هنا، ولو أنني في إيطاليا لم أجد الحرارة الشديدة التي وجدتها هنا. أكيد أن تواجد زياني، بوڤرة وبلحاج ساعدك على التأقلم بسهولة في قطر. نعم، تواجدنا مع بعض جعلنا نعيش نفس الأجواء التي نعيشها مع المنتخب، والاختلاف الوحيد يكمن في أن تركيز كل واحد منا هذه المرة منصب على ما سنقوم به مع ناديه، لأننا لا نلعب في نفس النادي، نحن نلتقي ونتبادل أطراف الحديث دوما، وهذا مفيد لنا ومن شأنه أن ينعكس إيجابا على مردودنا مع فرقنا. لنتحدث الآن حول دورة الشيخ جاسم التي انتهت سهرة الأربعاء (الحوار أجري أمس) بخسارتكم اللقب أمام نادي العربي، فما الذي حدث حتى ضاع منكم لقب كان يبدو في متناولكم؟ النتيجة التي آلت إليها المباراة لا تعكس الوجه الحقيقي الذي ظهرنا به، لأننا كنا الأفضل طيلة فترات اللقاء، قبل أن يحسم المنافس النتيجة لصالحه في الوقت الإضافي، رغبتنا كانت كبيرة من أجل الفوز والتتويج باللقب من أجل زميلنا محمد حسين الذي غادر الفريق بعد أربع سنوات من العطاء، للأسف أننا لم نتمكن من ذلك رغم المجهودات الكبيرة التي بذلناها ورغم المردود الطيب الذي قدمناه، هذه هي كرة القدم وعلينا أن نتقبل قواعدها... المهم بالنسبة لنا أننا لم نكن نستحق الخسارة لأننا كنا الأفضل. وصولكم إلى النهائي يعدّ في حدّ ذاته إنجازا فماذا لو أنّك قيّمت لنا الوجه الذي ظهر به فريقك في هذه الدورة؟ حصيلتنا كانت إيجابية بما أنّنا أزحنا فرقا عدّة عن طريقنا قبل أن نصل إلى النهائي، ونقترب من التتويج لولا أنّ الحظّ خاننا في النهائي، لكن علينا ألا نركز على خسارة لقب دورة كروية ودية، لأنها كانت مجرّد محطة تحضيرية تحسبا للبطولة التي تهمنا أكثر من أيّ منافسة ودية أخرى. وهل تعتقد أن الفريق صار جاهزا لدخول غمار البطولة القطرية بقوة بعد المردود الجيد الذي قدمه خلال هذه الدورة؟ دورة الشيخ جاسم كانت محطة تحضيرية مهمة، سمحت لنا بالتقدم كثيرا في تحضيراتنا للموسم الجديد، الآن لا يمكنني أن أؤكد لك أننا جاهزون مائة من المائة، لكننا سنتحسن من لقاء لآخر، إلى أن نبلغ مستوانا الحقيقي، فالبداية غالبا ما تكون صعبة لجميع الأندية، ومع مرور الوقت سنكون أفضل ونتحسن. على المستوى الشخصي، دورة الشيخ جاسم عرفت مشاركتك تقريبا في كل المباريات، وعرفت زيارتك للمرمى أيضا، فكيف تقيم مردودك الشخصي؟ لا يمكنني أن أحكم على مردودي في ظل الظروف التي لعبت فيها، صحيح أنني استرجعت نشوة اللعب من جديد بعدما غبت عن المنافسات في وقت سابق بسبب الإصابة، وصحيح أيضا أنني قمت ببعض اللقطات الفردية والجماعية الجميلة، وحاولت بقدر المستطاع أن أعطي الإضافة لفريقي، إلا أنني من الصعب أن أحكم على مردودي في ظلّ الظروف الصعبة التي لعبت فيها، لأن تأثير الحرارة، الرطوبة والصيام يوما كاملا ألقى بظلاله سلبا بعض الشيء على مردودي، بمعنى أنّ مردودي كان سيكون أفضل لولا هذه العوامل. مع ذلك خضت مباريات كبيرة وساعدت فريقك على الوصول للنهائي؟ قمت بواجبي لا أكثر ولا أقل، فيوم قدمت إلى أم صلال كان ذلك من أجل مساعدة فريقي على تحقيق نتائج جيدة، لكنني متأكد من أن مردودي سيتحسن ما إن تنخفض درجتا الحرارة والرطوبة، وما إن ينتهي شهر رمضان، لأن اللعب في ظل الظروف التي نلعب فيها صراحة صعب وشاق. ما سبب إدراجك احتياطيا في المباراة النهائية؟ هي خيارات المدرب لا أكثر ولا أقل، وعلي احترامها مهما كانت. لم نشاهد اللقاء، لكننا علمنا أنك كنت وراء تمريرة الهدف الثاني لفريقك، فهل تؤكد ذلك؟ لم أكن وراء التمريرة، ما حدث هو أن فريقي حصل على ركنية، نفذها زميلي فقمت بالصعود مع الحارس، ودون أن أحتك به حجبت عنه الرؤية بعض الشيء، فضاعت الكرة منه ووقعت بين قدمي زميلي الذي عادل النتيجة، هذا كل ما في الأمر. لنعرّج الآن للحديث عن المنتخب الوطني، فهل اطلعت على تصريحات الناخب وحيد حليلوزتش، وما تعليقك على ما قاله عنك؟ نعم، اطلعت عليها، المدرب قال إنني حاليا لست جاهزا من الناحية البدنية وإنه لا يمكنه الاعتماد علي في هذه الحال، على كل حال حتى أنا أعرف أنني لست جاهزا بعد كل الفترة الطويلة التي غبت فيها عن الميادين، سبق لي وفي مختلف تصريحاتي أن أدليت بهذا، كما قلت أيضا إنني بعد رمضان سأسترجع مستواي ولياقتي، على كل حال تصريحات المدرب لم آخذها من الجانب السلبي ....c est pas grave سأواصل العمل في التدريبات كي أتدارك النقص البدني ولكي أكون على أتم الاستعداد للتحديات التي تنتظرني مستقبلا مع المنتخب أو مع فريقي. لكن حليلوزيتش الذي قال إنك تنام 10 دقائق وتلعب 10 أخرى، قال أيضا إنك لاعب كبير وموهوب... شرف كبير أن يقال عني هذا، وآمل بعد أن تتحسن حالتي البدنية أن أظهر له أشياء كثيرة إن شاء الله، لأنني واثق من نفسي عندما أكون في أفضل حالاتي بدنيا. وهل أنت مستعد للقاء تانزانيا الذي بات على الأبواب؟ نعم جاهز له، اللقاء سيلعب بعد شهر رمضان، ما سيمسح لنا جميعا بتقديم أفضل ما لدينا من أجل العودة بنتيجة جيدة، شخصيا مضى وقت طويل لم أخض فيه مباراة رسمية مع المنتخب، وها هي الفرصة قد أتت كي أسجل عودتي، آمل أن تكون عودتي موفقة بداية من هذا اللقاء. رغم الإقصاء الذي صار شبه أكيد، هل ستلعبون من أجل الفوز؟ بطبيعة الحال سنتنقل من أجل العودة بانتصار من هناك، من أجل استعادة الثقة في النفس. في الأخير، الجمهور الجزائري يتابع أخبارك باهتمام حتى وأنت في قطر، وهو متأكد من أن مغني “تاع زمان” سيعود، فما تقوله في هذا الشأن؟ أسعد وأتشجع كثيرا عندما أسمع كلاما كهذا، آمل أن أسعدهم مستقبلا وأن أكون عند حسن ظنهم جميعا.