كان البرازيلي الشهير دونڤا من أبرز ضيوف الشرف في الحفل الكبير الذي نظمته مؤسسة "قولدن فوت" ( Goldenfoot) بموناكو (مونتي كارلو)، والذي شهد تكريم رابح ماجر إلى جانب غوليت، فيغو، زانيتي وأبيدي بيلي. وفي هذا الحوار الذي خص به مبعوث الهداف يؤكد المدرب والقائد السابق لمنتخب "السامبا"، أن ماجر أهل لمثل هذا اللقب نظرا لتألقه وإنجازاته مع المنتخب الجزائري ومع بورتو البرتغالي، وكذلك للروح الرياضية وأخلاقه الحميدة طوال مشواره الاحترافي، كما كانت الفرصة مواتية للتطرق معه إلى ما كان أثير مطلع الصيف الماضي حول ترشحه للإشراف على العارضة الفنية للمنتخب المنتخب الوطني، بالإضافة إلى نقاط أخرى. السيد دونڤا، سعداء جدا بهذا اللقاء للسنة الثانية على التوالي، شكرا لكم على قبول إجراء الحوار... العفو، ستروني في كل طبعة من قولدن فوتGoldenfoot) ) طالما توجه لي الدعوة، وذلك لأنني دائما سعيد بأن ألتقي بأصدقائي الرياضيين والأبطال الذين تركوا بصمات واضحة في تاريخ كرة القدم. هذه المرة جاء الدور للتكريم رابح ماجر، ما رأيك؟ لقد هنأته بهذا التتويج العالمي، فهو بطل من الأبطال الذين أعطوا لكرة القدم دفعا قويا وذلك بفضل مهاراتهم وفنياتهم، ورابح ماجر جدير بأن ينضم للسجل الذهبي ل "ڤولدن فوت"، وهي مناسبة طيبة أتاحت لنا فرصة اللقاء وأن نتحدث معا. هل نفهم من هذا أن تتويج ماجر بهذا اللقب لم يكن مفاجأة لكم؟ بالتأكيد لم أفاجأ، بل أعتقد أن ماجر أهل لهذا اللقب الذي يمنح للاعبين الذين تألقوا بشكل ملحوظ بفضل إمكاناتهم وجهودهم، وليس ذلك فقط وإنما أيضا بالنظر إلى أخلاقهم الحميدة. وحين نتحدث عن ماجر لا أعتقد أن هناك من يستطيع لومه على لقطة غير رياضية في مشواره الرياضي، فعندما يذكره محبو كرة القدم لن يذكروا إلا فنياته وإنجازاته مع منتخب بلاده والفرق التي احترف معها. وماذا يذكر دونڤا عن رابح ماجر؟ ماجر اشتهر كثيرا حين احترف مع بورتو البرتغالي، وذلك لكون البطولة البرتغالية لها صدى واسعا في البرازيل نظرا لما بين البلدين من علاقات تاريخية وثقافية ولغوية، ولذلك فالجمهور الرياضي عندنا في البرازيل عرف جيدا رابح ماجر بفضل تألقه مع بورتو ومساهمته الكبيرة في تتويج هذا النادي بكأس رابطة الأبطال الأوروبية، حين فاز أمام بايرن ميونيخ بهدفين لواحد عام 1985، ولا شك أن ماجر أضاف قيمة لتلك المباراة عندما أحرز هدفا جميلا بالعقب. وبالإضافة إلى كل ذلك أذكر تألقه مع المنتخب الجزائري في نهائيات كاس العالم بإسبانيا 1982، وخاصة في المقابلة التي تغلب فيها منتخب بلادكم أمام ألمانيا (2- 1) وكانت بحق مفاجأة الدور، وأذكر أيضا المردود الطيب الذي قدمه هو ورفاقه في المباراة أمام البرازيل في نهائيات كأس العالم 1986 بالمكسيك، حيث لم يهزموا إلا بهدف لصفر، ولذلك أؤكد أن رابح ماجر يستحق وعن جدارة تتويجه بلقب قولدن فوت (Goldenfoot). وأود أن أضيف نقطة أخري.. تفضل.. فرحت لرابح ماجر وللغاني أبيدي بيلي بهذا التتويج، لأنه أيضا تتويج للقارة الإفريقية التي أنجبت أبطالا كثيرين أضافوا لكرة القدم أسلوبهم المميز في اللعب، بالاعتماد على الحركات الفنية واللعب العفوي. وأرى في تتويج ماجر وأبيدي بيلي إنصافا للكرة الإفريقية، ولا شك أنه سيأتي الدور لتكريم الكامروني صامويل إيتو والإيفواري ديدي دروڤبا وآخرين مثل أوكوشا وروجي ميلا. على ذكر الكرة الإفريقية هل تعتقد أن منتخباتها ستبرز أكثر في المونديال المقبل بالبرازيل؟ أتمنى أن تكون البرازيل فأل خير على ممثلي إفريقيا في نهائيات كأس العالم 2014، والحقيقة أنني كنت أعتقد أن الدورة الماضية بجنوب إفريقيا ستكون مواتية لممثلي القارة السمراء لتحقيق نتائج كبيرة، ولكن في كرة القدم ليس هناك شيء مضمون. ماذا ينقص المنتخبات الإفريقية حسب رأيكم، لتحقيق نتائج أفضل في نهائيات كأس العالم؟ -- ليس سرا أن اللاعب الإفريقي موهوب ويفضل الاعتماد على الفنيات، لأن في ذهنه كرة القدم هي لعبة الهدف منها التسلية والفرجة، ولكن في المستوى العالي مثل نهائيات كأس العالم تصبح خاضعة لضرورة تحقيق النتائج التي لا تتأتى إلا عن طريق التحضير الجيد للفريق، واحتيار الخطة الملائمة وتطبيقها في الميدان واللعب باحترافية عالية جدا، بالإضافة إلى نقاط أخرى كثيرة تبدوا مجرد تفاصيل لكنها في غاية الأهمية. في جوان الماضي ذكر أسمك ضمن قائمة الفنيين المرشحين للإشراف على العارضة الفنية للمنتحب الجزائري، ماذا تقول حول هذه النقطة؟ أود الإشارة إلى أنني أكون سعيدا حين يذكر اسمي مع منتخب، لأن ذلك يعني أن المشرفين والمسؤولين عليه يقدرون إمكاناتي ومؤهلاتي، ولكن فيما يتعلق بالمنتخب الجزائري فإنني لم أتلق أي عرض وكل ما قيل في هذا الشأن قرأته في بعض الصحف، لا أكثر ولا أقل. وهل كنت ستوافق على تدريب المنتخب الجزائري لو وصلك عرض؟ بالتأكيد كنت سأدرسه وأناقشه مع المسؤولين عن الكرة الجزائرية، ولا يوجد مانع من أننا قد نصل إلى اتفاق نهائي خاصة أن مهمتي مع المنتخب البرازيلي كانت قد انتهت، وعموما أنا دائما على استعداد لدراسة أي عرض يصلني. وماذا يذكر دونڤا عن كرة القدم الجزائرية؟ لدي فكرة إيجابية عن كرة القدم الجزائرية، وما أقوله لك ليس من باب المجاملة أو أنه انطباع عام مما قرأته في بعض الصحف، وإنما انطلاقا مما رأيته بأم عيني قبل سنوات قليلة حين كنت على رأس العارضة الفنية للمنتخب البرازيلي، حيث لعبنا مباراة ودية فزنا فيها على الجزائر بهدفين لصفر ولم يتغير رأيي. وقد سبق أن قلت لكم إن اللاعب الجزائري له إمكانات فنية معتبرة ويعتمد على السرعة، وأذكر أن ذلك ما ساعد المنتخب الجزائري أن يقدم مردودا طيبا أمامنا. بعد الإخفاق في دورة جنوب إفريقيا هل سيكون منتخب البرازيل المرشح الأول للفوز بكأس العالم حين يلعب أمام جمهوره بعد أقل من 3 سنوات؟ المنتخب البرازيلي مرشح للتتويج في كل دورة، ولكن ذلك لم يتحقق له في كل النهائيات، صحيح أنه يحتل المركز الأول بخمس ألقاب وهو إنجاز لا يستهان به، كما أنه سيلعب الدورة المقبلة على أرضه وأمام جمهوره، إلا أن هذا لا يعني أنه سيحرز اللقب العالمي السادس بسهولة. ونحن في البرازيل ندرك ذلك جيدا لأن الكل يعرف أن المنتخب البرازيلي خسر مباراة نهائي كأس العالم 1950 على أرضه أمام الأوروغواي (1- 2). يدور نقاش حاد هذه الأيام في البرازيل حول انتقال المواهب في سن مبكر إلى الأندية الأوروبية، ما رأيك في هذا الموضوع؟ انتقال اللاعبين إلى الأندية الكبيرة في أوروبا أمر طبيعي ومعروف، نظرا للحوافز المادية وكذا الأضواء المسلطة على المنافسات فيها، ولكن الذي أراه هاما وآخذه بعين الاعتبار هو أن اللاعب يجب أن لا ينتقل في سن صغير جدا، لأن إبعاده في سن مبكر جدا عن أهله ومحيطه الطبيعي قد يعرضه لمشاكل نفسية كبيرة، وأعتقد أن الموضوع لا يتعلق بالبرازيليين فقط وإنما بكل اللاعبين من إفريقيا، أمريكا الجنوبية ومناطق أخرى من العالم. بماذا تودون أن نختم هذا الحوار؟ أجدد تهاني لرابح ماجر بمناسبة تتويجه بلقب "ڤولدن فوت"، و من خلاله أهنأ الكرة الجزائرية التي أتمنى لها مزيدا من التطور، وسلامي إلى الجمهور الرياضي في بلادكم وحظ سعيد للمنتخب الجزائري في المنافسة التأهيلية إلى كأس العالم المقبلة في البرازيل.