صنع الدولي الجزائري عبد القادر غزال واحدا من أبرز أحداث الجولة التاسعة من سباق البطولة الإيطالية أول أمس، بتواجد أخباره رفقة ناديه تشيزينا على واجهات جل الصحف، إذ يرجع الأمر إلى مواجهة حاملي اللونين الأسود والأبيض للضيف كالياري، حيث تقدم غزال في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول للقاء من أجل تنفيذ ركلة جزاء تحصل عليها تشيزينا، لكن المدرب ماركو جيانباولو أبى أن ينفذها غزال لأسباب أوضحها المعني فيما بعد، ما كلفه طرداً آنيا لأن حكم المباراة لم يتقبل طريقة جيانباولو في تغيير المنفذ من غزال إلى البرازيلي إيدير، وصولا إلى أنطونيو كاندريفا الذي تولى في الأخير التسديد بنجاح. جيانباولو رضخ لضغوط الأنصار المتشائمة أصلا من غزال وبالعودة إلى اللحظة التي خلفت احتجاجات من جانب لاعبي كالياري، فقد وقف غزال في منطقة العمليات منتظرا شارة الحكم لتنفيذ الركلة، غير أن صافرات انبعثت من مدرجات ملعب “دينو مانوتزي” ب تشيزينا أدت بجيانباولو إلى طلب تغيير المنفذ، الأمر الذي حدث بالفعل لينسحب غزال بكل هدوء تاركا الكرة لزميله كاندريفا الذي عادل النتيجة (اللقاء انتهى ب1-1). هذا وأكدت تقارير إعلامية عديدة أن جيانباولو خاف من رد فعل الأنصار الرافضين لتولي غزال تنفيذ الركلة، خاصة وأن مشجعي تشيزينا فقدوا الثقة تماما في اللاعب الجزائري. جيانباولو: “غزال لم يكن قادرا على تحمل المسؤولية” كانت الكيفية التي سحب بها غزال من منطقة العمليات إلى ما وراء خط 18 مترا قاسية جدا على معنويات الدولي الجزائري المحبط أساسا من توالي الأشهر دون أن يتمكن من فك عقدة عقمه التهديفي الشديد، هذه النقطة كانت محور الندوة الصحفية التي نشطها جيانباولو عقب اللقاء، حيث قال بخصوص تغييره منفذ الركلة ما تسبب في طرده: “في مثل تلك الظروف واللحظات، ليس من السهل على أي لاعب تسجيل ركلة الجزاء، احتجت حينها إلى لاعب هادئ، وغزال ليس ذلك اللاعب بالتأكيد فهو غير قادر من الناحية المعنوية على تحمل تلك المسؤولية”. “حاله كانت ستسوء أكثر لو ضيع الركلة” سئل جيانباولو عن السر وراء اختيار كاندريفا بالذات لتنفيذ ركلة الجزاء بدل غزال، وعن شعوره لو حدث وضيع كاندريفا الركلة، فأجاب التقني الإيطالي بوضوح: “صحيح أن كاندريفا مرشح هو الآخر للتسجيل وأيضا التضييع مثله مثل أي لاعب، لكن حالة غزال خاصة جدا، فلو حدث وضيع تلك الركلة كانت معنوياته ستسوء أكثر، وهو الذي يتواجد أصلا في حالة نفسية سيئة”، هذا وأكد جيانباولو أيضا أن الدولي الإيطالي السابق كاندريفا لاعب رزين جدا، لذا فهو الأجدر بالتنفيذ حتى قبل باقي نجوم الفريق كالبرازيلي إيدير. “غزال لم يخيب ثقتي، لا يتحمل مسؤولية طردي وقد أقلق كالياري كثيرا” خص جيانباولو لاعبه الجزائري بجملة من الإشادات بالرغم من كل ما حصل، حيث علق بخصوص مستواه أمام كالياري قائلا: “غزال كان متميزا رغم كل شيء، لقد خلق متاعب كثيرة لدفاعات كالياري وبرز كعادته في شق فتح المساحات لرفقائه، أعتقد أنه سيكون أفضل مستقبلا مثلما نعتزم نحن أيضا كفريق التحسن من الناحية الجماعية”. من جهة أخرى، لم يشأ جيانباولو تحميل غزال مسؤولية تلقيه لبطاقة حمراء، إذ صرح بأنه يحترم الرغبة الجامحة لدى غزال، لكن ليس في ذلك التوقيت وتلك الظروف التي لعب فيها لقاء كالياري. كاندريفا: “غزال لم يكن على ما يرام، لذا توليت المسؤولية مكانه” من جهة أخرى، علق أنطونيو كاندريفا على لحظات تقدمه لتنفيذ ركلة الجزاء بدلا عن زميله غزال صاحب الحظ العاثر إلى أبعد الحدود منذ أشهر طوال، وقال لاعب أودينيزي المعار، والذي حمل خلال السنوات الماضية ألوان جوفنتوس وبارما: “لا أدري بالضبط ما الذي حدث حينها، طلب مني المدرب التقدم لتنفيذ الركلة رغم أن غزال كان على أهبة تسديدها، وقد نفذت طلبه... أعتقد أن غزال لم يكن على ما يرام، وقد تكفلت أنا بالتنفيذ التي كان ناجحا لحسن حظي”. غزال كان سيئا بالفعل ومدربه حطم معنوياته بالعودة إلى حقيقة مستوى غزال أول أمس، وبناء على إجماع وسائل الإعلام الإيطالية التي منحته نقاطا متدنية نتيجة لمستواه الهزيل أمام كالياري، يمكن التأكيد على تواجد غزال في أسوأ أيامه مثلما كان منذ انطلاقة الموسم، في وقت يتوقع الخبراء الطاليان أن يسوء وضعه بعد الذي حدث أول أمس، ف جيانباولو حسبهم لم يقم بالحفاظ على معنويات غزال من الانهيار بقدر حمايته لرأسه من شفرة مقصلة الإقالة، في وقت ظهر غزال في أشد حالاته المعنوية تدهورا عقب المباراة، خاصة لدى رفضه الإدلاء بأي تصريحات بعد صافرة النهاية بملعب “دينو مانوتزي”.