عاد لاعبو إتحاد العاصمة بتعادل ثمين جدا من خرجتهم الأخيرة في تيزي وزو عند مواجهة الشبيبة القبائلية في مباراة كان يعتقد الجميع أن نتيجتها حسمت لأصحاب الأرض بحكم هدفي السبق من تسجيل كوليبالي ويحيى شريف.. لكن الثقة الكبيرة في النفس لأشبال المدرب سعدي والإرادة الكبيرة التي لعبوا بها جعلتهم يعودون في النتيجة، حيث استغلوا إرهاق المنافس بعد سفريته الشاقة إلى أنغولا، وبشهادة كل من تابع اللقاء فإن رفاق أوزناجي لم يسرقوا هذه النقطة... وبهذا التعادل يكون أصحاب الزي الأحمر والأسود قد أكدوا عودتهم القوية وواصلوا سلسلة النتائج الإيجابية المحقّقة في الآونة الأخيرة.وهم في انتظار أن تتحرك إدارة الفريق لتسوية مستحقاتهم. ليس من السهل العودة في النتيجة بتلك الطريقة ما لا يختلف عليه إثنان هو أنه من الصعب جدا على أي فريق العودة في النتيجة في ملعب تيزي وزو وبتلك الطريقة، بالنظر إلى التعداد الثري للفريق المحلي الذي يضم في دفاعه كلا من كوليبالي وبلكالام، بالإضافة إلى الحارس حجاوي، بالتالي فإن معادلة النتيجة في ربع الساعة الأخير من اللقاء يُحسب لأبناء سعدي الذين كانوا جاهزين بدنيا، على عكس منافسهم الذي بدت عليه ملامح التعب والإرهاق عقب السفرية الشاقة إلى أنغولا. وقد استغل المدرب سعدي هذا العامل، حيث طالب لاعبيه بتكثيف اللعب الهجومي وأشرك أوزناجي ومكلوش من أجل العودة في النتيجة، وهو ما تحقق في نهاية المطاف، على الرغم من أن سعدي كان يريد النقاط الثلاث التي كانت في متناول لاعبيه بالنظر إلى الفرص التي سنحت لهم. بروز أوزناجي كان غير منتظر خطف المهاجم نوري أوزناجي الأنظار في مباراة شبيبة القبائل، فبعد الجاهزية الكبيرة التي أبان عنها حميدي ودحام في الخط الأمامي منذ إنطلاق مرحلة الذهاب، وجد سعدي نفسه مضطرا لإبعاد بعض اللاعبين عن تشكيلته الأساسية، على غرار المهاجم نيبي وأوزناجي، لكن هذا الأخير واصل العمل الجاد والصارم وعدم افتعال المشاكل مثلما يقوم به بعض اللاعبين حتى تسنح له الفرصة لأجل تقديم الإضافة المنتظرة منه والبروز من جديد لأن الجميع يدرك جيدا أن أوزناجي لاعب موهوب، وهو الذي سبق له حمل ألوان شبيبة القبائل قبل أن ينضم إلى إتحاد العاصمة الموسم الفارط، وعليه فحتى إمكانية إستدعائه في لقاء الشبيبة لم تكن منتظرة للأسباب التي ذكرناها من قبل. حتى اللاعب لم يكن ينتظر هذه الإستفاقة ليس المتتبعون فقط من لم ينتظروا هذه الإستفاقة من طرف أوزناجي لأنه حتى اللاعب في حد ذاته لم يكن يتوقّعها بسبب التهميش الذي عانى منه مؤخرا ونقص المنافسة الفادح، حيث لم يشارك في أي مباراة من بين ال 6 الأخيرة التي لعبها الفريق، وهو الذي كان أساسيًا قبل أن يُبعده المدرب نور الدين سعدي منذ لقاء الكأس أمام مولودية الجزائر في الدور ثمن النهائي لأسباب تكتيكية لا غير. وقد كان أوزناجي محظوظا جدا بعد إصابة زميله دحام حيث أجبر سعدي على أخذه معه إلى تيزي وزو، فبعد إصابة حميدي في منتصف الشوط الأول أقحمه المدرب إلى جانب عناني، أين تمكن نوري من توقيع ثنائية تاريخية في ملعب أول نوفمبر الذي يحتفظ فيه بذكريات عديدة بالنظر إلى حمله لألوان الشبيبة سابقا، ويكون بذلك قد رد الإعتبار لنفسه بعدما خرج من الباب الضيّق من جهة ورد على منتقديه هذا الموسم، خاصة أولئك الذين تكهّنوا له بنهاية الموسم قبل أوانه. ... وسعدي مجبر على الإعتماد عليه في مباراة البرج وبعد هذا التألق غير العادي لأوزناجي، فإنه سيكون مطالبا بالتأكيد عليه في المباريات المقبلة، على الرغم من قلتها، حيث لا تفصلنا عن نهاية الموسم إلا أربع مباريات فقط، ومن بينها ثلاث في العاصمة، وسيجد المدرب سعدي نفسه مجبرا على الإعتماد عليه لأنه من غير المعقول إعادة لاعب تمكن من تسجيل ثنائية بعد غياب طويل عن المنافسة إلى دكة الإحتياط، فحتى من الجانب الإنساني لا يحق له ذلك لأن منطق كرة القدم يجبر المدرب سعدي على إقحام أوزناجي في المباريات المقبلة والبداية ستكون بلقاء أهلي برج بوعريريج السبت القادم في ملعب بولوغين، وهي الفرصة المناسبة أمام مهاجم الإتحاد حتى يُؤكّد عودته القوية وجاهزيته الكبيرة من كل النواحي. إصابة حميدي تُقلق الطاقم الفني بعدما تلقى هداف الإتحاد شيخ حميدي إصابة في المباراة الأخيرة أمام الشبيبة القبائلية، فإنه قد وضع مدربه في ورطة حقيقية، خاصة أن دحام لم يكن موجودا، ومن حسن حظ سعدي أنه كان قد استدعى أوزناجي الذي كان هذه المرة بمثابة رجل الإطفاء الحقيقي الذي أنقذ سعدي من هزيمة محققة في تيزي وزو والتي كان من شأنها أن تعيد الإتحاد إلى نقطة الصفر من جديد. وينتظر الطاقم الفني بفارغ الصبر رد الطاقم الطبي على وضعية حميدي الصحية وإمكانية تعافيه وجاهزيته للمباريات المقبلة نظرا إلى الحاجة الماسة إلى هذا اللاعب الذي يوجد في أحسن أحواله منذ إنطلاق مرحلة الإياب التي سجل فيها 13 هدفا بمفرده في انتظار المزيد قبل نهاية هذا الموسم. حميدي: “أتمنّى أن تكون الإصابة خفيفة في مباراة البرج” وبعد إصابة مهاجم الإتحاد شيخ حميدي أبينا إلاّ الاتصال به والوقوف على حالته الصحية وما مدى خطورة حالته الصحية، بالإضافة إلى إمكانية جاهزيته قبل مباراة أهلي البرج من عدمها، فصرّح لنا شيخ قائلا : “لقد تأثرت كثيرا بعد سقوطي في اللقاء وأجبرت على الخروج بسبب عدم قدرتي على مواصلة اللعب، وفيما يخص إصابتي فقد منحنى الطاقم الطبي فترة راحة قصيرة قبل أن تتحدّد نوعية الإصابة التي أتمنّى ألا تكون خطيرة حتى أتمكّن من العودة في أسرع وقت ممكن، وبالضبط في لقاء أهلي البرج لأنني أريد المواصلة في النسق التصاعدي للفريق ككل ونؤكد عودتنا القوية في الجولات الأخيرة والبحث بجد عن المرتبة الرابعة التي تهمنا كثيرا هذا الموسم”. على سعدي التأكيد في لقاء البرج هذا السبت بعد النتيجة المحققة في تيزي وزو ظهيرة الخميس الفارط، فإن معنويات أصحاب الزي الأحمر والأسود مرتفعة للغاية وهو ما وقفنا عليه بعد الإقتراب من معظم اللاعبين الذين أكدوا لنا رضاهم الكبير عن المردود الذي باتوا يقدمونه في مختلف مبارياتهم الأخيرة، وعليه يُعوّلون كثيرا على المباراة القادمة التي ستكون هذا السبت في ملعب بولوغين عند إستضافتهم أهلي البرج لحساب الجولة ال 31، وهي المباراة التي يعتبرها سعدي مهمة جدا لأجل تأكيد الإستفاقة ومواصلة الزحف نحو المقدمة قصد احتلال المرتبة الرابعة التي ليست مستحيلة في حال حقّق رفاق حميدي ثلاثة إنتصارات على التوالي عند مواجهتهم البرج، الحراش والنصرية قبل التنقل الى وهران لمواجهة المولودية المحلية في آخر جولة من بطولة هذا الموسم.