لا تزال تفصلنا ثلاثة أسابيع فقط عن موعد المباراة الهامة، التي تنتظر منتخبنا الوطني في غامبيا والتي تدخل في إطار التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2013، وأفادتنا مصادر مطلعة جدا من الكونفدرالية الإفريقية، أن الحكم المالي كوليبالي كومان هو الذي سيتولى إدارة هذا اللقاء في غامبيا. ورغم أن هذا الحكم لديه سمعة طيبة في إفريقيا إلا أن المخاوف تبقى كبيرة، لأن اللقاء سيجري في غامبيا والضغوطات لطالما كانت موجودة في أدغال إفريقيا إلى جانب حرب الكواليس التي غالبا ما تكون لها الغلبة في نهاية المطاف، لما يتعلق الأمر بمباريات في التصفيات خاصة في منطقة إفريقيا سواء على مستوى المنتخبات أو الأندية. الرباعي كله من مالي هذه المرة وعيّنت "الكاف" إلى جانب الحكم كوليبالي كومان كل من مواطنه "ديارا بالا" وكذا مواطنه الآخر "إدريسا كارومبي"، فيما سيكون الحكم الرابع هو أوسمان من مالي أيضا. وبذلك فإن رباعي تحكيم مباراة الخضر أمام غامبيا كله من مالي، والآمال معلقة عليه لكي يكون في المستوى ويدير اللقاء بنزاهة، على أن تكون الكلمة الأخيرة للأفضل فوق الميدان لا أكثر ولا أقل، وفي كل الأحوال سيكون هناك لقاء العودة في الجزائر ونتيجة الذهاب في غامبيا لن تكون حاسمة ولا نهائية. أدار مؤخرا مباراة المولودية أمام الأهلي المصري وبالعودة إلى سجل الحكم المالي كوليبالي كومان، وإدارته لمباريات المنتخب الوطني أو الأندية الجزائرية، فإننا وجدنا بأن هذا الحكم سبق له أن أدار مباراة مولودية الجزائر أمام الأهلي المصري، لحساب دوري المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا في نسختها الأخيرة، وانتهى ذلك اللقاء بالتعادل السلبي بين الفريقين، ولم يسجل الحكم انحيازا واضحا لفريق معيّن. فيما اكتشف حينها الحكم كوليبالي عقلية اللاعبين الجزائريين مرة أخرى، بعدما كانت له الفرصة لاكتشافها في كأس أمم إفريقيا للمحليين في السودان، ولم يحدث معه أي تجاوزات وهو ما يريح دون شك الناخب الوطني حليلوزيتش، الذي يعرف جيدا خبايا كرة القدم الإفريقية ويدرك أن التحكيم له تأثير مباشر في نتائج غالبية المباريات في التصفيات. حرم أوسالي من فرصة سانحة بداعي التسلل وفي مباراة مولودية الجزائر أمام الأهلي المصري التي تحدثنا عنها، فإن الحكم المالي لم يرتكب أخطاء واضحة أثرت مباشرة في النتيجة النهائية للقاء، لأن المباراة كانت هادئة والمستوى لم يكن مرتفعا، وحتى اللاعبون سهلوا للحكم المالي المأمورية. وفي لقطة من اللقاء أتيحت فرصة للمهاجم أوسالي (غادر المولودية نحو جمعية الشلف)، حين كان وجها لوجه مع حارس الأهلي لكن الحكم أوقفه وأعلن عن تسلل، لم يكن موجودا أصلا بالنسبة لأوسالي لأن عطفان هو الذي كان متسللا ولم يكن له أي تأثير في اللقطة. وما عدا ذلك فقد تحكم كوليبالي كومان كما ينبغي في زمام الأمور، والمباراة جرت في روح رياضية عالية بين الفريقين. المحليون فازوا معه بثنائية أمام أوغندا مباراة أخرى أدارها هذا الحكم المالي كوليبالي كومان للجزائريين، كانت في السودان بمناسبة الدور الأول لكأس أمم إفريقيا للمحليين في 2011، حين التقى منتخبنا الوطني مع منتخب أوغندا وعاد الفوز في ذلك اللقاء للخضر، بهدفين مقابل لا شيء من توقيع هلال سوداني. وأدار كوليبالي ذلك اللقاء أيضا كما ينبغي ولم تكن هناك لقطات أخطأ فيها تستحق الذكر، وهو الذي يتمتع بخبرة طويلة في الميادين بحيث تلقى شارة الحكم الدولي في 1999، وهو من مواليد 1970 أي يبلغ من العمر 42 سنة، في انتظار الوجه الذي سيظهر به في اللقاء القادم لمنتخبنا الوطني في غامبيا. أدار نهائي كان 2010 بين مصر وغانا ومن بين أبرز المباريات التي أدارها الحكم المالي كوليبالي كومان، هي المقابلة النهائية في كأس إفريقيا للأمم في 2010، التي جمعت بين المنتخب المصري ومنتخب غانا فيما عادت الغلبة لمنتخب الفراعنة، ومرة أخرى أدار الحكم ذلك اللقاء بإحكام وعرف كيف يسيطر على الأوضاع في عديد المرات، خاصة من جانب اللاعبين الغانيين الذين حاولوا حينها التأثير فيه من خلال سقوطهم المتكرر. لديه سوابق في مونديال جنوب إفريقيا وسبق لهذا الحكم أن شارك في كأس العالم الأخيرة، وأدار مباراة في المجموعة الثالثة التي كان يتواجد فيها منتخبنا الوطني، والتي جمعت بين منتخب سلوفينيا ومنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو اللقاء الذي انتهى بالتعادل الإيجابي هدفان في كل شبكة. لكن الحكم كوليبالي لم يحتسب هدفا شرعيا لمنتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية وحرمه بذلك من فوز مستحق، وتلقى حينها الحكم المالي العديد من الانتقادات من وسائل الإعلام الأمريكية، ومن حسن حظه أن المنتخب الأمريكي اقتطع التأشيرة إلى الدور ثمن النهائي بعد فوزه على منتخبنا الوطني، في اللقاء الثالث في المجموعة بهدف مقابل لا شيء. متواجد في كؤوس إفريقيا من 2002 إلى 2012 ويتمتع الحكم المالي كوليبالي كومان بخبرة طويلة في الميادين الإفريقية، وهو الذي أدار العديد من المباريات الهامة، وما يؤكد أن مستواه منتظم في العشرية الأخيرة هو تواجده المنتظم في دورات أمم إفريقيا منذ الأولى التي شارك فيها بمالي 2002، وبعدها في تونس 2004، ثم في مصر 2006 وغانا 2008 ثم أنغولا 2010 والتي أدار فيها المباراة النهائية بين مصر وغانا. فيما يتواجد الحكم حاليا في دورة الغابون وغينيا الاستوائية، وهو الذي يلقب بحكم الخبرة ويعتبر من بين أقدم الحكام في هذه الدورة، ومرشح لإدارة اللقاء النهائي في حال لم يتأهل منتخب بلاده مالي، الذي سيواجه كوت ديفوار في الدور نصف النهائي.