قبل أيام قليلة عن موعد مباريات الجولة العشرين من بطولة الرابطة المحترفة الثانية التي ستلعب هذا الجمعة 17 فيفري، تتأهب النوادي 16 المكوّنة للمجموعة إلى ربط حزامها للدخول في معركة كروية ستعرف إثارة وحماس شديدين، حيث ستمنحنا كل جولة لقاءات بين فرق شغوفة إلى الانتصار وتحقيق الإنجاز، سواء تلك التي تلعب ورقة الصعود إلى الرابطة الأولى أو التي تصارع من أجل البقاء ضمن حظيرة الرابطة الثانية. وبداية من مواجهات الجولة 20 ستعرف البطولة تنافسا شديدا وتوالي المقابلات في ظرف وجيز، وهو ما يضع الجميع في حالة تأهّب قصوى، وهو الحال الذي ينطبق على مولودية قسنطينة الطامحة لتحقيق إنجاز طال انتظاره 9 سنوات. الفريق تنقصه نقطتين عن الثالثة وله لقاءين متأخرين ويعد "الموك" الفريق الوحيد في الرابطة المحترفة الثانية الذي يملك لقاءين متأخرين، أي أن "الموك" تبقّت لها 13 مقابلة في وقت أن معظم الفرق تبقى لها 11 لقاء والبعض الآخر 12، وهذا ما يعطي أبناء مدينة الصخر العتيق، أفضلية واضحة بالمقارنة مع النوادي الأخرى التي تنافس المولودية على ورقة الصعود. ورغم تأخّر "الموك" بمقابلتين إلا أنه يبقى على مقربة من مقدمة الترتيب حيث يحتل أشبال المدرب مشيش المرتبة الرابعة على بعد نقطتين فقط من صاحب المركز الثالث إتحاد بلعباس، ما يعطي حظوظا كبيرة للقسنطينيين للارتقاء أكثر مع تسوية الرزنامة. البطولة تقدّم طبقا من ذهب ل "الموك" وعلى الفريق استغلاله ويرى كل المتتبعين خاصة عشاق البيضاء القسنطينية، أن البطولة قدّمت طبقا ذهبيا للمولودية، بما أن الفريق لايزال رابعا ويتأخر بنقطتين فقط عن الثالث إتحاد بلعباس، الذي يملك هو الآخر لقاء متأخّرا. إلا أن وضعية المولودية تبدو أحسن من منافسها البلعباسي لأن فوز "الموك" في لقاءيها المتأخرين سيضمن لها دخول ثلاثي المقدمة، أو على الأقل الظفر ب 4 نقاط في اللقاءين المتأخرين قد يضمن كذلك المرتبة الثالثة ل "الموك"، لأن الاتحاد سيتنقل هذا الجمعة في الجولة 20 إلى بارادو، وإمكانية أخد فارق نقاط عن بلعباس ممكن جدا، بشرط أن لا تضيّع "الموك" فرصة لعبها للقاءين متأخرين لحصد أكبر عدد من النقاط فيهما، حيث يعوّل "ليموكيست" على مقابلتي الساورة والموب لتحقيق الانطلاقة الفعلية وأخذ الأسبقية عن الملاحقين. في 13 لقاء الفريق سيستقبل 7 مرات وما يزيد من حظوظ المولودية في التواجد ضمن الثلاثي الصاعد مع نهاية الموسم، هو خوض 7 مقابلات من أصل 13 بملعب حملاوي، ما يعني أن "الموك" مطالبة بحصد 21 نقطة لا نقاش فيها، باستغلال عاملي الأرض والجمهور اللذان سيلعبان لمصلحة رفقاء القائد بولمدايس، المحتّم عليهم عدم تضييع أي نقطة بميدانهم إن أرادوا حقا ضمان الصعود، مع محاولة جلب نقاط من خارج الديار في 6 مواجهات أمام كل من بجاية، باتنة، عنابة، المحمدية، بسكرة ومروانة. الملاحقون سيحلون ضيوفا والشيء المميّز أكثر في المقابلات التي ستلعبها المولودية داخل الديار، أن أبرز الملاحقين والطامعين في الصعود سيحلون ضيوفا على أبناء بن باديس، بداية بلقاء الساورة المتأخر وبعده إتحاد بلعباس وكذلك أولمبي المدية وأخيرا جمعية وهران. وهي فرصة كبيرة للمولودية لأخذ الأسبقية عن الرباعي السالف الذكر، وتعميق الفارق أكثر لو يتمكّن الفريق من الفوز في المواجهات الأربع المباشرة، تضاف إليهم كل من القبة، البليدة وبارادو وتحقيق 7 انتصارات قد يضمن للموك بنسبة كبيرة الصعود، حتى من دون جلب نقاط من خارج الديار. لأن الفوز في المواجهات المباشرة وانتظار سقوط بعض المرشحين للصعود في الاصطدامات المنتظرة بينهم، سيجعل المولودية الأقرب دون شك للصعود، بعد أهلي البرج الذي ضمن صعوده بنسبة كبيرة. الصعود في أيدي اللاعبين وعلى الجميع الوقوف معهم ونظرا لكل المعطيات الذي ذكرناها، فإنه لا يختلف اثنان في أن "الموك" يملك أكبر حظوظ وأكثر فرص لاقتطاع التأشيرة الثانية بعد أهلي البرج للصعود إلى الرابطة الأولى، ولكن تبقى كل تلك التوقعات مجرّد أفضلية على الورق وكرة القدم لا تعترف بالمنطق وأبواب المفاجآت يبقى مفتوحا. إلا أن الشيء الأكيد أن مصير "الموك" هذا العام وقبل 11 جولة من النهاية، هو بين أيديه والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق اللاعبين، الذين يعوّل عليهم كثيرا لتحقيق هدف أصبح حلم وكابوس بالنسبة ل "الموكيست"، الذين انتظروا 9 سنوات لحد الآن وكل آمالهم معلقة على بلعيدي وزملائه، للوصول إلى الهدف المنشود بشرط أن تقف الإدارة والأنصار وقفة رجل واحد مع اللاعبين. تعداد "الموك" الأكثر خبرة في البطولة ويحوز على 13 صعودا ويعتبر عامل الخبرة من بين أهم العناصر التي يجب على أي فريق أن يملكها إن أراد أن يحقق الصعود، ويعد نادي مولودية قسنطينة الفريق الأكثر خبرة في بطولة الرابطة المحترفة الثانية، لأن التعداد الحالي يضم 22 لاعبا فقط، ورغم قلّته إلا أنه يملك في طيّاته 11 لاعب سبق لهم تحقيق الصعود إلى الدرجة الأولى. أي أن نصف الفريق عاش وذاق معنى الصعود، وفيهم حتى من تمكّن من تحقيق ذلك مرتين. بن عيادة صعد مع "لازمو" في 2000 و الحمراوة 2009 أوّل لاعب في تعداد "الموك" تذوّق طعم الصعود من قبل هو عميد الدفاع عبد القادر بن عيادة، المدافع الدولي السابق في كل أصناف المنتخب، حيث كان لابن الباهية وهران شرف تحقيق الصعود مع فريقه جمعية وهران موسم 1999- 2000 وعمره 18 سنة فقط. وأعاد بن عيادة الكرّة موسم 2008- 2009 مع الفريق الآخر لعاصمة الغرب مولودية وهران، ويطمح هذا العام لتحقيق الصعود الثالث في مشواره. شويّح وڤسوم مع الحراش في 2008 وشويّح أعادها مع سعيدة في 2010 لاعب ثاني في صفوف "الموك" حاز على صعودين إلى القسم الأوّل ويعادل رقم زميله بن عيادة، هو الحارس شويّح الذي سبق له صنع نفس الإنجاز مع فريقه إتحاد الحراش موسم 2007- 2008 وكذلك مع سعيدة موسم 2009- 2010. كما كان لزميل شويّح في الحراش قسوم الطيّب آنذاك، نفس الإنجاز موسم 2007- 2008 مع المدرب لونيسي بألوان السمسم. عيساني وبن دريدي مع "لايسكا" في 2007 لاعبان آخران حققا من قبل الصعود إلى الدرجة الأولى، هما ابنا الخروب الحارس حمزة عيساني والمدافع الأيسر نسيم بن دريدي، في مشوار رائع لجمعية الخروب موسم 2006- 2007، مع المدرب حسين زكري ويطمحان لإعادة الكرّة هذه المرّة بألوان المولودية. بورنان مع "البابية"، بلعيدي مع "السنافر" ولوصيف بألوان "الكابا" كما سبق لابن بريكة سمير بورنان أن صعد مع مولودية العلمة موسم 2007- 2008، في نفس موسم صعود زميليه شويّح وڤسوم مع الحراش أيام كان بورنان يعتبر القلب النابض "للبابية" وكان يسمى بالقاعدة. أما مروان بلعيدي فكان ضمن تعداد "السنافر" موسم صعودهم في 2003- 2004 مع المدرب براتشي وعمره لم يتجاوز 21 سنة، ونفس الشيء مع المدافع البرايجي لوصيف عبد النور الذي ساهم في صعود "الكابا" للقسم الأول موسم 2000- 2001 وعمره 19 سنة. خلاف، دربال، إيديو آخرر من صعدوا في 2011 ولا يزال لذّة طعم الصعود لم ينس بعد عند الثلاثي خلاف جعفر- دربال- إيديو الذي كان آخر من حقق الصعود في تعداد "الموك" الحالي، بعد إنجاز الثلاثي مع الفريق الجار "سي. آس. سي" الموسم الماضي 2010- 2011. وهو طموح الثلاثي لإعادة نفس السيناريو مع الفريق الآخر لقسنطينة ودخول التاريخ.