رغم الفوز المحقق في مباراة غامبيا إلا أنه لا يحجب النقائص التي ظهرت على الأداء خاصة على مستوى الدفاع الذي ارتكب هفوات عديدة وأهدى المنتخب الغامبي هدفا في أول تهديد حقيقي بل في أول تواجد لمهاجمي الفريق المستضيف داخل منطقة العمليات... وكان أداء المحور بالأخص مقلقا للناخب الوطني الذي سجل هذه الملاحظة لأجل العمل عليها ومحاولة إيجاد حلول قبل الشروع في مباريات شهر جوان المقبل، يحصل هذا بعد أن اطمأن على مردود خط الوسط الذي كان مميزا وحتى الهجوم الذي سجل الهدف السادس في 4 مباريات. المحور لم يعط الثقة ومحاولات الغامبيين القليلة زعزعت الدفاع ولم يعط أداء خط الدفاع وبالأخص المحور الاطمئنان للجمهور الجزائري وهو يشاهد مباراة الأربعاء الماضي خاصة أن كرات عشوائية وساقطة زعزت الدفاع وأكدت غياب التفاهم بينه وبين الحارس مبولحي الذي كان مترددا في خرجاته لالتقاط الكرة كما كاد المنتخب أن يكون مرتين ضحية لعدم تفاهمه مع بوڤرة، كما أنّ المحاولات القليلة التي كان وراءها المنتخب الغامبي أحدثت حالة طوارئ في الدفاع الذي من حسن حظه أنه لم يتلق إلا هدفا واحدا في هذه المباراة أمام منتخب لم يغامر كثيرا في الهجوم وظهر ضعيفا. الهدف كان تافها و طريقة تسجيله وصفها حليلوزيتش ب “المفاجئة” كما أن الهدف الذي دخل شباك المنتخب الوطني يبقى تافها للغاية بما أن المهاجم الغامبي روّض الكرة أمام عنتر وتمكن من الإستدارة بها على مقربة من خط 6 أمتار والتسجيل من زاوية ضيقة للغاية، وهو هدف يتحمّل مسؤوليته الكاملة عنتر يحيى وحتى بوڤرة بسبب غياب الذكاء والتغطية اللازمة، وكان بالإمكان تفادي هذا الهدف لأن المنتخب الوطني كان يسيطر ويضغط ولأنها كانت أول هجمة للمنافس وهو ما جعل الناخب الوطني يقول إنّ هذا الهدف فاجأه كثيرا وفي اعتقاده فإن عنتر تساهل مع المهاجم الغامبي خوفا من التسبب في ركلة جزاء. لقاء مالي والمباريات الفاصلة القادمة تتطلب محورا أكثر تفاهما وتنظيما والأكيد أن حليلوزيتش انتبه للأخطاء التي ارتكبها الدفاع في هذه المباراة وحتى في اللقاءات الماضية خاصة أنه يعرف أن مباريات شهر جوان المقبل لاسيما المباراة أمام المنتخب المالي المرشح الأول لمنافسة “الخضر” على التأهل إلى المرحلة الأخيرة المتبقية قبل التنقل إلى المونديال (تبقى فقط مباراة فاصلة ذهاب وإياب يلعبها متصدر الترتيب في مجموعته) تتطلب تفادي أخطاء بدائية كالتي حصلت في مباراة الأربعاء، مع ذكاء أشد لأن المنتخب المالي يملك أسلحة أقوى جعلته ثالث إفريقيا في “الكان” الأخيرة، وحتى في حال التأهل إلى المرحلة الأخيرة بعد تجاوز منتخب غامبيا فإن “الخضر” سيكونون أمام اختبار أقوى للتأهل إلى كأس إفريقيا 2013 في مباراة فاصلة (ذهاب وإياب) أمام منتخب شارك في كأس إفريقيا الأخيرة، وهو أمر يتطلّب جاهزية كبيرة لكل الخطوط وبالأخص الخط الخلفي. الحلول قليلة، مجاني لم يعد يلعب في المحور وبوزيد المصنف الأخير وبالنسبة للحلول التي يملكها حليلوزيتش في محور الدفاع فإنها قليلة حيث يملك مجاني كارل لاعب أجاكسيو لكنه منذ وقت طويل لم يعد يلعب في محور الدفاع حيث يلعب في الدوري الفرنسي كوسط ميدان دفاعي، مع وجود بوزيد الذي يضعه حليلوزيتش في الدرجة الرابعة بعد عنتر، بوڤرة ومجاني بدليل أنه استغنى عنه تاركا إياه في المدرجات خاصة بعد اختياره الدوري الإماراتي الذي يتميز بوتيرة متواضعة قد لا تساعد اللاعب السابق للمولودية على الحفاظ على مستواه وربما كادامورو الذي يمكنه اللعب في المحور لأنه متعدّد المناصب وما عدا ذلك لا تلوح في الأفق أسماء أخرى يمكنها أن تضمن التنافس القوي أو إحراج اللاعبين الأساسيين. بن العمري وحليش من الخيارات القليلة وتشبيب المحور مؤجل إشكالية أخرى ظهرت وهي أن الخلف غير موجود فإذا كان المنتخب قد بدأ فعليا في التشبيب من خلال ضم لاعبين مثل فغولي وكادامورو فإنه لا وجود للاعبين شبان في محور الدفاع يمكنهم أن يكونوا السلف، ما عدا بعض الأسماء على غرار بن العمري مع أنه لم يفعل شيئا كبيرا بعد عودته من الدورة المؤهلة لأولمبياد لندن فضلا عن حليش الذي تبقى وضعيته تطرح علامة استفهام في فولهام، وغير ذلك لا توجد خيارات كثيرة أمام حليلوزيتش للتغيير لكن أمامه الوقت لإصلاح الأمور والتقليل من أخطاء المدافعين المحوريين.