اتصلنا مساء أول أمس بمدرب منتخب رواندا ميلوتين سيريدوجوفيتش المعروف أكثر باسم "ميشو" الذي كان في الموعد وأجاب على تساؤلاتنا خاصة بعد أن تذكر أنه سبق أن التقانا في السودان قبل حوالي 14 شهرا من الآن. وقد كان صريحا في كلامه مؤكدا من جديد ما سبق أن صرح به أن المنتخب الجزائري وكذا المالي أقوى من المنتخب الذي يدربه لكن قال إن الميدان كفيل بجعل كل شيء ممكن. كيف هي أحوالك سيد "ميشو"؟ على ما يرام. نريد طرح بعض الأسئلة إذا سمحت؟ لا مشكل، تفضلوا. كيف ستكون تحضيراتكم لمباراة الجزائر المقررة مبدئيا يوم 1 جوان المقبل؟ عن تاريخ المباراة فأنا حتى الآن لا أعرف متى ستلعب لأن التاريخ لم يحدد بعد، ولكن قبلها سنتجمّع ونطير إلى الجزائر ولن تكون هناك تحضيرات خاصة أو مميزة، بل سنلعب هذه المباراة مثلما لعبنا المباريات الأخرى على غرار لقاءي إرتيريا ونيجيريا الأخيرين. هذا ما سيزيد مهمتكم صعوبة؟ فعلا، المهمة ستكون صعبة أمام منتخب أكن له احتراما شديدا ولكن علينا أن نلعب أوراقنا كلها، القرعة أوقعتنا مع الجزائر وعلينا أن نحترمها لكن في الوقت نفسه مطالبون بأن نلعب كامل حظوظنا نحن أيضا. سنكون 11 رجلا أمام 11، كما أنها كرة قدم وكل شيء ممكن فيها، شخصيا قضيت 5 أشهر على رأس المنتخب الرواندي ولمست رغبة اللاعبين في تحقيق شيء ما. آمل فقط أن نوفق في هذه التصفيات التي سنلعب فيها حظوظنا أيضا ولن نرحم أحدا سواء في ملعبنا أو خارجه. خاصة أن الجميع يعتبر منتخبكم ضعيفا مقارنة بالمنتخبات الأخرى؟ ربما هذا يساعدنا أن نبقى بعيدا عن الضغط. أنا شخصيا لا يهمني أن يعتبروننا أسهل منافس في المجموعة، لأن هذا مجرد كلام والكلام الحقيقي هو الذي يقال على الميدان. لكنك بلسانك صرحت أن الجزائر أفضل وهي مرشحة رفقة مالي للتأهل، هل هذا تخدير للمنتخبين، أم ماذا؟ لا، ليس تخديرا وليست دبلوماسية ولكنها حقيقة، الجزائر ومالي أفضل منا على الصعيد الفردي والجماعي وكذلك النتائج، نوعية اللاعبين كذلك تختلف، لديكم محترفون في كل مكان خاصة في أوروبا ولا نملك نحن لاعبين من مستواكم، ولكن كما قلت لكم سنلعب كل أوراقنا، ولن نستهين بقدراتنا، بل بالعكس نتشبث بطموحنا ورغبتنا في تحقيق شيء للكرة الرواندية مع أن القرعة لم تكن منصفة لنا بوقوعنا في تصفيات كأس إفريقيا إلى جانب نيجيريا وفي كأس العالم إلى جانب منتخبين عريقين، لكن من يملك الطموح عليه التعامل مع هذه المعطيات ويفرض نفسه، أليس كذلك؟ صرحت أنك تعرف المنتخب الجزائري وشاهدته في عدة مرات، هل لك أن تحدثنا عن نقاط قوة هذا المنتخب؟ مررتم بمرحلة فراغ بعد كأس العالم التي لم تكن سيئة لكم من خلال الكرة التي طبقتها الجزائر خاصة في مباراة إنجلترا، ولكن بوجود المدرب الجديد (حليلوزيتش) المنتخب الجزائري استعاد طريقة لعبه وصار يلعب كرة هجومية أفضل، الأمور تسير جيدا مع هذا المدرب والثقة عادت إلى اللاعبين. هذه أمور مهمة للغاية ساعدت على تجاوز المرحلة السابقة التي صارت من الماضي، المنتخب الجزائري يلعب بطريقة عصرية وجميلة وشاهدت الكثير من مبارياته في كأسي إفريقيا والعالم، وحتى في كأس إفريقيا للمحليين عندما كنت مدربا للهلال السوداني استغللت الفرصة وحضرت عدة مباريات وأعجبني مردود العديد من العناصر. ومن يعجبك من المنتخب الجزائري؟ فغولي لاعب ممتاز، بالإضافة إلى الظهير الأيسر (مصباح) الذي يلعب في ميلان، كما توجد عناصر أخرى كثيرة تملك إمكانات عالية. ونقاط الضعف التي سجلتها؟ عندما يفوز منتخب ب 3 مباريات متتالية فالأكيد أن الأمور تسير معه كما يريد، ومن الواضح كذلك أن نقاط الضعف لا تكون كثيرة، لدينا فكرة عن أداء المنتخب الجزائري وعندما تقترب المباراة سنحاول التعامل مع كل المعطيات. تدركون أننا لسنا مكشوفين للمنتخب الجزائري، على العكس من ذلك نحن نملك أفكارا عن لاعبيكم والمنتخب عموما كما نتابع المحترفين، يعني أن أوراقكم على الطاولة، بينما نحن بالنسبة إليكم منتخب لا تعرفونه جيدا، وهذا ما قد يساعدنا على تحضير أمر ما. لكن لا نتوقع مثلا أن تلعبوا بخطة هجومية في الجزائر؟ (يضحك)... لا يمكن الحديث عن تكتيك مباراة تنتظرنا بعد 3 أشهر، إلى غاية ذلك الوقت سنحاول إيجاد الخطة المناسبة لنلعب بها. الجزائر سبق لها أن التقت رواندا في تصفيات كأس العالم السابقة، هل تملك فكرة عن المبارتين؟ نعم أعرف، وسأحاول أن استغل معطيات اللقاءين وما حصل فيهما لعل ذلك يفيدنا. ماذا تغير مقارنة بسنة 2009 في منتخب رواندا؟ من المؤكد أن أمورا كثيرة تغيرت، كرة القدم لعبة لا شيء فيها ثابت، هناك لاعبون كثيرون تغيروا وبالمقابل توجد عناصر كانت حاضرة، أي تقريبا مثلما هو الحال بالنسبة إلى منتخبكم. من الهلال السوداني إلى مدرب لمنتخب رواندا وأنت شاب، كيف تم ذلك؟ عملت شابا صغيرا في أوغندا ونجحت في تحقيق بطولات، وغادرت لأخوض تجارب أخرى في القارة الإفريقية في إثيوبيا وتنزانيا وجنوب إفريقيا، بعدها توليت تدريب الهلال السوداني الذي قضيت معه وقتا طويلا كان جميلا ثم فرضت الظروف أن أغادر، وبعدها جاءني اتصال من الاتحادية الرواندية، قبلت العرض وأنا في منصبي هذا منذ شهر نوفمبر الماضي. ألا تستهويك تجربة أخرى في بطولات عربية، ولِمَ لا في الجزائر؟ أنا مرتبط حاليا بالمنتخب الرواندي ولا أحد يعرف ماذا سيحصل في المستقبل ولكن سأكون سعيدا جدا لو أعمل مجددا في الأجواء العربية الحماسية لأن الجمهور متعصب ويحب فريقه إلى درجة لا توصف وبحدة لا نشاهدها إلا في أمريكا الجنوبية. الأجواء الجزائرية تعجبني كثيرا، وِلمَ لا في يوم ما أعمل في الجزائر، وإذا حدث هذا الأمر مستقبلا سأكون في قمة السعادة تأكدوا من ذلك. ماذا تضيف؟ أتمنى أن تكون المباراة القادمة بين المنتخبين الجزائري والرواندي جميلة وننجح نحن المنتخب الشاب في تقديم صورة طيبة عن أنفسنا في هذه المباراة، خاصة أننا نعمل بجدية رغم النقائص ورغم كل شيء حتى نكون في المستوى، على أن يكون التأهل من نصيب الأفضل على الميدان.